بوابة الوفد:
2025-02-04@17:32:49 GMT

«الانثروبولوجيا».. علم دراسة الإنسان

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

 

يُقصد بمصطلح الانثروبولوجيا علم دارسة الإنسان، وترجع هذه الكلمة إلى أصل يوناني وتنقسم إلى شقين؛ الشق الأول  anqrwpjبمعنى إنسان، والثاني بمعنى علم logia، والكلمتان معًا تعنى علم الإنسان Anthropology. وهذا العلم يعني بالدراسة النظرية العلمية للإنسان بوصفه كائنًا اجتماعيًا له وظائف اجتماعية وآثار حضارية ومعالم ثقافية ومظاهر فكرية، أي بوصفه كائن فيزيقي واجتماعي، من حيث هو جزء من الوجود الطبيعي والاجتماعي، يتأثر ويؤثر في الطبيعة والمجتمع الذي يعايشه.

وماذا يعني هذا العلم، وما موضوعه؟

عزيزي القارئ الانثروبولوجيا هو ذلك الفرع من فروع العلوم الطبيعية، الذي يهتم بدراسة الإنسان من النواحي الاجتماعية، والثقافية، والبيولوجية؛ أي يهتم بدراسة علم حياة الجنس البشري. وعلى هذا الأساس فإن فروع هذا العلم تتمثل في الانثروبولوجيا الاجتماعية، والثقافية، والبيولوجية، أي دراسة الإنسان من حيث هو كائن حضاري، واتجاهاته ومواقفه من تغيرات وأحداث الطبيعة، وتطلعاته نحو المستقبل وسنحاول في السطور التالية تقديم عرض مبسط لفروع الانثروبولوجيا.

أولًا: الانثروبولوجيا الاجتماعية Social Anthropology هي علم دراسة الإنسان في بيئته الاجتماعية، وتتبع تطوره مع تطور هذه المجتمعات التي يساكنها، واللغة التي يتفاهم بها، والأشكال الأدبية والفكرية والفنية التي يُعبّر بها عن نفسه، تدرس السلوك الاجتماعي الذي يأخذ شكل نظم اجتماعية، فضلًا عند دراسة الظواهر والبناء الاجتماعي. وتتجلى فائدة هذه الدراسات فيما يسمى الانثروبولوجيا التطبيقيةApplied Anthropology، أي علم تطبيق النتائج التحصيلية لهذه الدراسات على المجتمعات التي تحتاجها، لتطوير أنظمتها وهياكلها التعليمية والاقتصادية، ومؤسساتها السياسية والحضارية.

ثانيًا: الانثروبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology تدرس سلوك الإنسان وأعماله الناتجة عن ثقافته، وتدرس كذلك أصول الثقافة الإنسانية وتاريخها وتطورها ووظائف الثقافات الإنسانية في كل زمان ومكان وعناصرها المختلفة بجانبها المادي والمعنوي، وتشمل دراسة اللغة والدين والقيم والمعايير والمعتقدات، فضلًا عن دراسة الآلات والأدوات والملبس والمأكل والمسكن والتكنولوجيا المستخدمة.

ثالثًا: الانثروبولوجيا البيولوجية (الفيزيقية) Physical Anthropology هي علم دراسة الإنسان بهذا الاعتبار الطبيعي، بتتبع تطور أعضائه وتكوينه الفيزيقي. ومميزات هذا التكوين، وخصائص هذا التطور عند الاجناس والشعوب المختلفة. هدف الانثروبولوجيا الطبيعية دراسة الوجه الحيواني عند الإنسان، فهي شق من علم الحيوان الذي يعيني بدراسة النوع البشري، فتفتش عن الأنواع التي أدت بتطورها إلى الإنسان العاقل. وماذا عن موضوع هذا العلم؟

صديقي القارئ إن موضوع الانثروبولوجيا يتمثل في البحث عن مجموعة من المبادئ التي تحكم تطور الإنسان فيزيقيًا وثقافيًا من حيث، لماذا تغير التركيب الفيزيقي للإنسان؟ لماذا توجد أنماط بشرية متميز بمثل هذه الكثرة رغم أصلها المشترك جميعًا؟ وإذا لم يكن التنوع الثقافي واللغوي عند الإنسان نتيجة فروق متوارثة بيولوجيًا في السلوك، فما هو السبب في تلك الفروق الواسعة المتعددة في اللغات والثقافات؟ ما هي طبيعة الثقافة، وكيف تتغير الثقافات؟ ما هي العلاقة المنهجية المنظمة بين مختلف جوانب السلوك الاجتماعي والثقافي للإنسان؟ كيف يستجيب الأفراد للمثل العليا والأهداف التي تحددها لم الثقافات؟ ما هي العلاقات بين الثقافات والشخصية؟ ولا شك أن حلول مثل هذه المشكلات تتطلب إجراء دراسات ومقارنات مركزة لكثير من الثقافات البشرية بقدر ما تستطيع البحوث ذلك.

وخير مثال يجسد لنا الفهم الحقيقي لهذا العلم الضروري والهام، مشروع الدكتور جمال حمدان – رحمة الله عليه – المعنون بـ "شخصية مصر"، حيث قدم لنا في أربع مجلدات تشريحًا للشخصية المصرية. وأهم أطروحاته أن لكل بلد شخصية مستقلة تتمير بها عن باقي البلدان. ولهذا نجد في هذا المشروع مثالًا واضحًا وصريحًا جاء تفنيدًا لمصطلح الأنثروبولوجيا.

واخيرًا، إن الأنثروبولوجيا هي علم دارسة الإنسان طبيعيًا واجتماعيًا وحضاريًا، وإن شئت قل أداة من أدوات البحث العلمي، لدراسة الإنسان من حيث هو كائن حي، مع تحديد علاقته بالبيئة الطبيعية المحيطة به، وفي عبارة واحدة هي بحث فلسفي يعني بالمسائل المتصلة بماهية الإنسان. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رحلات أدبية عبر الثقافات.. باتريثيا ألمارثيجي في معرض القاهرة الدولي للكتاب

كتب- أحمد الجندي:

استضافت القاعة الدولية ببلازا 2 ندوة بعنوان "العالم من خلال عيون إسبانية"، والتي أُقيمت ضمن محور "تجارب ثقافية" في فاعليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وشاركت في الندوة الكاتبة والمترجمة الإسبانية باتريثيا ألمارثيجي، وأدارها المترجم محمد أحمد.

واستهل محمد أحمد الندوة بالترحيب بالكاتبة، مستعرضًا مسيرتها الأدبية وإصداراتها البارزة؛ مثل "اكتشافات إيران"، "اكتشافات اليابان"، "اكتشافات روسيا"، بالإضافة إلى روايتها الشهيرة "حذاء راقصة الباليه"، مشيرًا إلى إقامتها السابقة في مصر؛ حيث عاشت في حي الزمالك ودرست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وعبَّرت ألمارثيجي عن سعادتها بالعودة إلى مصر، مؤكدة أنها ترغب في الحديث بالعربية لكنها تجدها لغة صعبة، وواصلت حديثها بالإسبانية، مشيرة إلى تطور صورة العرب في نظر الغرب مع الانفتاح الثقافي والتفاعل المتزايد بين الشعوب.

وتحدثت ألمارثيجي عن أعمالها في أدب الرحلات، والتي تضمنت كتبًا عن روسيا، اليابان، وإيران، موضحة أن السفر بالنسبة إليها هو وسيلة لاكتشاف ثقافات وشعوب جديدة، مؤكدةً أنها حرصت خلال زيارتها إلى معرض الكتاب على التفاعل مع الزوار والتعرف على أفكارهم.

وأشارت الكاتبة إلى تأثرها العميق بالمفكر إدوارد سعيد، قائلةً: "لقد ألهمني لقراءة الأدب العربي والتعرف على تاريخ الاستعمار في القرنين التاسع عشر والعشرين"، مضيفةً أن هدفها الدائم كان اكتشاف الثقافة العربية من خلال رؤى إدوارد سعيد.

وأوضحت الكاتبة بشأن روايتها "حذاء راقصة الباليه" أنها استلهمتها من تجربة شخصية عقب وفاة والدها؛ لكنها ليست سيرة ذاتية، بل مستوحاة من شخصية تعرفها، مؤكدة أن الرواية مكتوبة بضمير المتكلم، وتضم بعض الذكريات الشخصية؛ لكنها ليست انعكاسًا دقيقًا لحياتها.

وذكرت الكاتبة أن الرواية تأثرت برواية "ذاكرة الجسد"، لافتةً إلى أنها كانت تمارس رقص الباليه في صغرها؛ لكن مع مرور الزمن لم تعد قادرةً على أداء الحركات ذاتها، مشيرةً إلى أن الفن والأدب قادران على تشكيل صور ذهنية تعكس مشاعر وأفكارًا عميقة.

وكشفت ألمارثيجي عن تجربتها الاحترافية في مدارس الباليه الروسية، موضحة كيف أثرت القوانين الصارمة على تطور بطلتها في الرواية، ومساعدتها في إيجاد حرية شخصية من خلال الانضباط الفني.

وتناولت الكاتبة دور الشخصيات في الرواية؛ حيث لعبت "أولجا" دور الصديقة الداعمة في اتخاذ القرارات الصعبة، بينما كانت "ميشا" شخصية مؤثرة، لكنها لم تفصح عن مشاعرها الحقيقية.

وأوضحت الكاتبة بشأن كتاباتها حول إيران واليابان، أن إيران كانت بالنسبة إليها بلدًا غامضًا؛ مما دفعها لاستكشافه والتعرف على ثقافته العريقة، خصوصًا في مجال الشعر والفكر.

وجاء شغف الكاتبة باليابان من حبها للأدب والفن والموسيقى والسينما اليابانية، فروايتها حول اليابان بدأت نتيجة صداقة مع كاتب فرنسي، ونُشرت لأول مرة في إسبانيا، قبل أن تحظى بانتشار واسع في فرنسا.

اقرأ أيضًا:

صور الضبع المرقط| متى ظهر في مصر؟ وكيف تم قتله؟ - مستند

نتيجة الشهادة الإعدادية بالقاهرة.. توضيح عاجل من المحافظة

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

معرض القاهرة الدولي للكتاب باتريثيا ألمارثيجي الجامعة الأمريكية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة عمرو عبد الحميد عن روايته "واحة اليعقوب": الشباب يفضلون الأعمال المختلفة أخبار معرض القاهرة للكتاب يتخطى الأربعة ملايين.. مُسجلًا باليوم التاسع 465.475 أخبار إقبال جماهيري كثيف على حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة مسلم في معرض الكتاب أخبار عمل شاق.. وزير الخارجية: الدبلوماسي المصري يعمل كل شئ في الخارج أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

"رحلات أدبية عبر الثقافات".. باتريثيا ألمارثيجي في معرض القاهرة الدولي للكتاب

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك شديد البرودة ليلًا.. الأرصاد تعلن توقعات طقس الساعات المقبلة 22

القاهرة - مصر

22 13 الرطوبة: 31% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أديب تونسي: معرض الكتاب يبني جسرا جديدا بين الثقافات العربية والعالمية
  • دراسة: ارتفاع مستوى البلاستيك في دماغ وكبد الإنسان
  • تلوث دماغ وكبد الإنسان.. دراسة جديدة تدق ناقوس الخطر
  • البابا تواضروس: نواجه تحديًا في حماية أبنائنا من الثقافات الغربية
  • دراسة.. عضو اعتقد أنه بلا فائدة في الجسم يحارب السرطان
  • بيت العائلة ببرلين يحتفل بافتتاح أول مدرسة لتعزيز الثقافة العربية والإسلامية
  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • رحلات أدبية عبر الثقافات.. باتريثيا ألمارثيجي في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • الجامعة العربية تؤكد التزامها بدعم الحوار بين الثقافات والأديان
  • «وما بينهما»تجليات إبداعية للفنون الإسلامية