«الانثروبولوجيا».. علم دراسة الإنسان
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
يُقصد بمصطلح الانثروبولوجيا علم دارسة الإنسان، وترجع هذه الكلمة إلى أصل يوناني وتنقسم إلى شقين؛ الشق الأول anqrwpjبمعنى إنسان، والثاني بمعنى علم logia، والكلمتان معًا تعنى علم الإنسان Anthropology. وهذا العلم يعني بالدراسة النظرية العلمية للإنسان بوصفه كائنًا اجتماعيًا له وظائف اجتماعية وآثار حضارية ومعالم ثقافية ومظاهر فكرية، أي بوصفه كائن فيزيقي واجتماعي، من حيث هو جزء من الوجود الطبيعي والاجتماعي، يتأثر ويؤثر في الطبيعة والمجتمع الذي يعايشه.
عزيزي القارئ الانثروبولوجيا هو ذلك الفرع من فروع العلوم الطبيعية، الذي يهتم بدراسة الإنسان من النواحي الاجتماعية، والثقافية، والبيولوجية؛ أي يهتم بدراسة علم حياة الجنس البشري. وعلى هذا الأساس فإن فروع هذا العلم تتمثل في الانثروبولوجيا الاجتماعية، والثقافية، والبيولوجية، أي دراسة الإنسان من حيث هو كائن حضاري، واتجاهاته ومواقفه من تغيرات وأحداث الطبيعة، وتطلعاته نحو المستقبل وسنحاول في السطور التالية تقديم عرض مبسط لفروع الانثروبولوجيا.
أولًا: الانثروبولوجيا الاجتماعية Social Anthropology هي علم دراسة الإنسان في بيئته الاجتماعية، وتتبع تطوره مع تطور هذه المجتمعات التي يساكنها، واللغة التي يتفاهم بها، والأشكال الأدبية والفكرية والفنية التي يُعبّر بها عن نفسه، تدرس السلوك الاجتماعي الذي يأخذ شكل نظم اجتماعية، فضلًا عند دراسة الظواهر والبناء الاجتماعي. وتتجلى فائدة هذه الدراسات فيما يسمى الانثروبولوجيا التطبيقيةApplied Anthropology، أي علم تطبيق النتائج التحصيلية لهذه الدراسات على المجتمعات التي تحتاجها، لتطوير أنظمتها وهياكلها التعليمية والاقتصادية، ومؤسساتها السياسية والحضارية.
ثانيًا: الانثروبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology تدرس سلوك الإنسان وأعماله الناتجة عن ثقافته، وتدرس كذلك أصول الثقافة الإنسانية وتاريخها وتطورها ووظائف الثقافات الإنسانية في كل زمان ومكان وعناصرها المختلفة بجانبها المادي والمعنوي، وتشمل دراسة اللغة والدين والقيم والمعايير والمعتقدات، فضلًا عن دراسة الآلات والأدوات والملبس والمأكل والمسكن والتكنولوجيا المستخدمة.
ثالثًا: الانثروبولوجيا البيولوجية (الفيزيقية) Physical Anthropology هي علم دراسة الإنسان بهذا الاعتبار الطبيعي، بتتبع تطور أعضائه وتكوينه الفيزيقي. ومميزات هذا التكوين، وخصائص هذا التطور عند الاجناس والشعوب المختلفة. هدف الانثروبولوجيا الطبيعية دراسة الوجه الحيواني عند الإنسان، فهي شق من علم الحيوان الذي يعيني بدراسة النوع البشري، فتفتش عن الأنواع التي أدت بتطورها إلى الإنسان العاقل. وماذا عن موضوع هذا العلم؟
صديقي القارئ إن موضوع الانثروبولوجيا يتمثل في البحث عن مجموعة من المبادئ التي تحكم تطور الإنسان فيزيقيًا وثقافيًا من حيث، لماذا تغير التركيب الفيزيقي للإنسان؟ لماذا توجد أنماط بشرية متميز بمثل هذه الكثرة رغم أصلها المشترك جميعًا؟ وإذا لم يكن التنوع الثقافي واللغوي عند الإنسان نتيجة فروق متوارثة بيولوجيًا في السلوك، فما هو السبب في تلك الفروق الواسعة المتعددة في اللغات والثقافات؟ ما هي طبيعة الثقافة، وكيف تتغير الثقافات؟ ما هي العلاقة المنهجية المنظمة بين مختلف جوانب السلوك الاجتماعي والثقافي للإنسان؟ كيف يستجيب الأفراد للمثل العليا والأهداف التي تحددها لم الثقافات؟ ما هي العلاقات بين الثقافات والشخصية؟ ولا شك أن حلول مثل هذه المشكلات تتطلب إجراء دراسات ومقارنات مركزة لكثير من الثقافات البشرية بقدر ما تستطيع البحوث ذلك.
وخير مثال يجسد لنا الفهم الحقيقي لهذا العلم الضروري والهام، مشروع الدكتور جمال حمدان – رحمة الله عليه – المعنون بـ "شخصية مصر"، حيث قدم لنا في أربع مجلدات تشريحًا للشخصية المصرية. وأهم أطروحاته أن لكل بلد شخصية مستقلة تتمير بها عن باقي البلدان. ولهذا نجد في هذا المشروع مثالًا واضحًا وصريحًا جاء تفنيدًا لمصطلح الأنثروبولوجيا.
واخيرًا، إن الأنثروبولوجيا هي علم دارسة الإنسان طبيعيًا واجتماعيًا وحضاريًا، وإن شئت قل أداة من أدوات البحث العلمي، لدراسة الإنسان من حيث هو كائن حي، مع تحديد علاقته بالبيئة الطبيعية المحيطة به، وفي عبارة واحدة هي بحث فلسفي يعني بالمسائل المتصلة بماهية الإنسان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
دراسة: قصور القلب يسرّع شيخوخة الدماغ
يمن مونيتور/قسم الأخبار
أظهرت دراسة أجراها علماء من جامعة ميشيغان الطبية أن الأشخاص المصابين بقصور القلب يعانون من تدهور أسرع في الوظائف الإدراكية.
وجاء في منشور لصحيفة Circulation Heart Failure التي نشرت نتائج الدراسة:”خلال الدراسة قام العلماء في جامعة ميتشيغان بتحليل البيانات الطبية لحوالي 30 ألف شخص بالغ ممن يعانون من قصور القلب، واكتشف العلماء أن هؤلاء المرضى كانوا يعانون بالفعل من ضعف كبير في الذاكرة والانتباه ومهارات حل المسائل الذهنية عند بدء الدراسة، وأنه وبعد سبع سنوات من اكتشاف حالات قصور القلب لديهم كانت شيخوختهم المعرفية قد تدهورت بما يعادل 10 سنوات من التدهور المعرفي عند الأشخاص العاديين، وكان الانحدار في معدل الذكاء واضحا بشكل خاص بين كبار السن والنساء”.
وأشارت الدكتورة سوبريا شور من جامعة ميشيغان إلى أن المرضى الذين يعانون من قصور القلب يحتاجون إلى الالتزام الصارم بالتوصيات الطبية، ولكن تدهور القدرات الإدراكية يجعل من الصعب عليهم مراقبة صحتهم بشكل صحيح.
ونصح القائمون على الدراسة مرضى قصور القلب بإجراء مراقبة منتظمة لصحة أدمغتهم وحالتهم المعرفية والإدراكية، وأشاروا إلى أن العديد من المرضى لا يدركون فعلا خطورة حالتهم الصحية، وغالبا ما يتجنب أطباؤهم أيضا المحادثات الصريحة معهم، والتي تتعلق بحالتهم الصحية والإدراكية.
وبحسب الباحثين، تظهر نتائج الدراسة أنه من المهم للغاية التعرف بسرعة على ضعف الإدراك لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب، وهذا سيسمح للأطباء بتعديل العلاج وتحسين نوعية حياة المرضى.
وكانت مجلة Neurology قد نشرت مؤخرا أيضا نتائج دراسة أشارت إلى أن تغيرات الأوعية الدموية في الدماغ التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والخرف شائعة لدى أولئك الذين يعانون من أمراض القلب.
المصدر: mail.ru