شفق نيوز:
2025-02-02@22:54:21 GMT

الفيليون.. والرؤية المستقبلية

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

الفيليون.. والرؤية المستقبلية

عبد الخالق الفلاح/ الثقافة والحضارة هي نتيجة تدافع وتسير في الأرض منذ الحضارات الأولى، بعد ان حاول الإنسان كشف محاكاة ما ييسر حياته، ويفضي إليها بعد يسر، فكشف ما ستر عورته، وطوره إلى ما يزيده جمالا في اللباس والتمدن مرتبطة ببعضها عضويا وتتضمن مجموعة متكاملة تتكون من اللغة التي ترتبط بالهوية الإنسانية، ولا تهذب الثقافة بعيدا عن الحضارة.

والثقافات تتعدد وتدافع وتهذب، ولا يمكن تحقيق ذلك بمعزل عن الحضارة.والذي لا يمكن إنكاره إن هناك علاقة وطيدة بين الثقافة واللغة، فلا ثقافة بلا لغة، ولا لغة بلا ثقافة ثم الدين والمعتقدات والقيم والأخلاق والفن والأدب والرياضة وغير ذلك مما يتعلمه الإنسان من مجتمعه ومحيطه من المكملات.

الكورد الفيليون حالهم كحال كل المكونات بمختلف قومياتهم وطوائفهم وأديانهم، فهم موزعون على جهات وقوى وأحزاب مختلفة وليس لهم موقف سياسي معين يجمعهم، فمنهم الإسلاميون والقوميون واليساريون..الخ، موزعون على أحزاب مختلفة وبالعشرات، وهذه من الأمور الطبيعية ولا يختلفون عن غيرهم ،ولكن من البديهات أن يحافظوا على تراثهم ولغتهم وثقافتهم حتى لا تضيع هويتهم الاصيلة.

ان تطوير ثقافة الكورد الفيليين ولهجتهم المستقلة في ظروف تتسم بالتعقيد والتخندق والأنانية الفئوية وانعدام الثقة والتوازن الاجتماعي لا تتعارض مع انتمائهم القومي، والتي مع الأسف من القلة التي يستفاد بسبب التأثيرات السياسية و لا تجد احدا منهم يتكلم بلغته الأصلية الا ما ندر في المناطق التي يتكاثرون ويتجمعون فيها أو في القرى النائية ، ولهم تراثا موحدا له خصوصيته،.. وباستطاعة العراقيين أن يميّزوا جملة من التقاليد والخصال التي يعيش عليها هذا المكون المسالم الذي يقف العمل في مقدمة قيمه اضافة الى المصداقية في التعامل اليومي، ثم النظام والدقة.. وقبل هذا وذاك الإبداع من جانب والإخلاص سواء للوطن أو لروح الجماعة من جانب اخر.. فضلا عن التحمّل والصبر.

لقد سعى النظام البعثي طمس هويتهم من خلال تصفية الفيليين في أوسع عمليات تهجير قذرة شملت نصف مليون مواطن منهم في العام 1980 وكبسها في شاحنات مكشوفة تقودهم مجموعة من الاوباش والساقطين اخلاقياً لكي يُسمعوهم أرذل الكلمات والتعابير الخالية من الأخلاق والانطلاق بهم نحو الحدود مع إيران لإلقائهم وسط حقول الألغام.

لاشك فيه ان الدافع المذهبي أحد الأسباب الكامنة وراء حملة التهجير والظلم الذي لحق الفيليين تاريخياً في العراق و لأسباب ودوافع سياسية بسبب معارضتهم للنظام السابق وانتشار الفكر اليساري وسط أبنائهم، وانتماء الكثير منهم للحركات الكوردستانية وثوراتها أو تعاطفهم معها على الأقل ، كما أنَّ أوساط رجال الأعمال والتجار الفيليين كانت احد مصادر التمويل المالي لتلك الحركات لهذه الحركات النضالية ... اثر هذه الجريمة البشعة 'اي التسفير' تم احتجاز الشباب من أبناء المهجرين في السجون الرهيبة في عمق الصحراء' سجن نقرة السلمان ' في بادية السماوة والذين طالتهم يد الغدر وتمت تصفيتهم جسدياً بعد قضائهم سنين طويلة في ذلك السجن الرهيب والسجون الاخرى للنظام. فيما تم مصادرة كل أموال وممتلكات وعقارات اهاليهم ومصادرة المستمسكات الرسمية التي تثبت عراقيته' المرقنة حتى هذا اليوم في دوائر الجنسية ' ولم يسمح لهم بأخذ أكثر من الملابس التي يرتدونها ، أما من تبقى منهم فقد جرى ترحيلهم البعض منهم من مدنهم عبر التهجير القسري إلى وسط وجنوب العراق وإلى مدن الرمادي والسماوة والكوت والحلة وتخفى البعض منهم بألقاب وعناوين من اجل الابتعاد عن أعين السلطة ، فيما محقت أسماء مدنهم وقراهم وقصباتها وتم ترقين أسمائهم من سجلات النفوس لعام 1957'

ان اللغة الفيلية هي العمود الفقري للثقافة و العامل المتين لحفظ الهوية الاصيلة للتفاعل والتأقلم مع المجتمع ولهم انسجام واضح المعالم في المجتمع العراقي ومن اهم الامور التي تساهم مساهمة اساسية وفعالة في تطوير ثقافة ابنائهم بشكل خاص والثقافة العراقية بشكل عام الذي هم جزء مهم منه هو المحافظة على لغتهم الأم التي تضاف بشكل جلي لتوطيد أو صورهم مع الآخرين ، والتنوع الثقافي في العراق نعمة يجب أن تحظى باهتمام جميع القوميات من أجل خلق مناخ صحي يتنفس فيه الجميع انسام الحرية الخلاقة، فلا تقدم ولا ازدهار دون شعار الحرية الذي يغمر شعوب العراق وأطيافه جميعا.

في واقع الحال تواجه اللهجة الكوردية الفيلية في العراق مخاطر حقيقية قد تؤدي الى انقراضها إذا لم يتم الاهتمام بها ، والسعي الى تنشيط آدابها ومساعدة الكورد الفيليين على التكلم بها، خاصة اولئك الذين تعرضوا للتهجير والترحيل القسري من مناطقهم صغارا، حيث عاشوا في بيئة مغايرة لبيئتهم الكوردية وصاروا بمواجهة جديدة على مختلف المستويات، مما أدى الى تركهم التكلم بلهجتهم بحكم سياسة الأمر الواقع، فاللغة السائدة الرسمية هي العربية فضلا عن كونها لغة التخاطب الوحيدة في الشارع والمحلات والدوائر والمؤسسات الحكومية وسط العراق وجنوبه، وهي من العوامل التي تضعف الحس القومي، لذا نرى ضرورة الاهتمام باللهجة الكوردية الفيلية ودعم سبل انتشارها ما بين صفوف الكورد الفيليين وانشاء محطات اعلامية مسموعة ومقروءة ومرئية من أجل تنشيط آدابها واعادة الذاكرة الشعبية الى مجراها الطبيعي، ومساعدة الجيل الذي حرم من لغته وثقافتها التي حاول النظام البعثي طمس هويتهم الاصيلة في اسقاط الجنسية عنهم جراء دورهم الوطني وتهجير المئات من العوائل من النساء والأطفال والشيوخ ورميهم على قارعة الحدود، وتلك وصمة عار في التاريخ المعاصر للبلاد في زمن حزب البعث وتحتاج اعتذارا تاريخيا ومواصلة حقوقية واعتبارية كيترسخ اللحمة الوطنية ، لازال الكورد الفيليون هم علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية، وشموع تنير دياجير الجهل أينما حلّوا وارتحلوا.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد

إقرأ أيضاً:

"شرعية العز الإسلامي" تستعرض الخطط المستقبلية والتقرير المالي للعام الماضي

 

 

 

مسقط- الرؤية

عقدت هيئة الرقابة الشرعية ببنك العز الإسلامي اجتماعها الأول للعام 2025 بحضور رئيس الهيئة فضيلة الشيخ أ. د. عصام العنزي وأصحاب الفضيلة المشايخ أعضاء الهيئة، وذلك بمقر البنك الرئيسي بولاية بوشر. ومن جانب البنك، حضر الاجتماع الرئيس التنفيذي علي بن سيف المعني والمراجع الشرعي الداخلي وعدد من مسؤولي البنك، بالإضافة إلى المشايخ من برنامج "تمكين الصف الثاني من أعضاء هيئات الرقابة الشرعية"، حيث شاركوا جنبا إلى جنب مع أعضاء هيئة الرقابة الشرعية من باب الممارسة العملية والتدريب الفني المباشر.

وتناول الاجتماع عددا من المواضيع أبرزها الأداء الاقتصادي المحلي وأداء البنك خلال عام 2024 والتوقعات المرجوة والخطط المستقبلية خلال الفترة القادمة، كما ناقش الاجتماع أيضا التقرير المالي لعام 2024، وعددا من المواضيع المطروحة وأصدرت الهيئة الشرعية قراراتها حيالها، كما نظرت في عدد من المواضيع الأخرى المطروحة وأصدرت القرارات المناسبة.

يشار إلى أن هيئة الرقابة الشرعية ومن خلال التقارير التي ترفع لها تراقب الأداء الشرعي للبنك، الأمر الذي يمكنها من تقييم مدى الالتزام بالتوجيهات والقرارات الشرعية ومن ناحية أخرى تقدم توصياتها ونصحها حول ابتكار منتجات ذات قيمة مضافة لصناعة الصيرفة الإسلامية في المقام الأول وفي المقام الثاني تقديم حلول تمويلية لمواجهة طلبات الزبائن المستمرة. وتساهم الهيئة في تعزيز الشفافية والتخفيف من المخاطر وتعزيز ثقة العملاء والمساهمين.

وتقوم إدارة الالتزام والتدقيق الشرعي بدور مهم لمراقبة التطبيق الصحيح لتعليمات هيئة الرقابة الشرعية والإشراف على آليات بناء المنتجات والمستندات ذات الصلة مع فحص المعاملات المنفذة وتطبيق أدوات الرقابة والتدقيق.

مقالات مشابهة

  • السقاف يدشن ورشة عمل عن استراتيجية العمل المستقبلية بنادي 22 مايو
  • محمد بن راشد يبحث الخطط المستقبلية لجائزة الإعلام العربي
  • "شرعية العز الإسلامي" تستعرض الخطط المستقبلية والتقرير المالي للعام الماضي
  • لجنة شؤون الأسرة بـ«استشاري الشارقة» تستعرض الخطط المستقبلية
  • منذ الصباح ولغاية الآن.. المالية الاتحادية تكشف تفاصيل اجتماع تسوية رواتب الكورد
  • تفاصيل مثيرة عن اعترافات دراكولا البعث .. مقبرة جماعية للكورد الفيليين
  • الخارجية الروسية: قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟
  • حزب الدعوة: نشيد بالجهود التي أسفرت عن اعتقال قاتل الشهيد محمد باقر الصدر
  • ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟ - عاجل