شفق نيوز:
2025-04-26@11:01:42 GMT

الفيليون.. والرؤية المستقبلية

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

الفيليون.. والرؤية المستقبلية

عبد الخالق الفلاح/ الثقافة والحضارة هي نتيجة تدافع وتسير في الأرض منذ الحضارات الأولى، بعد ان حاول الإنسان كشف محاكاة ما ييسر حياته، ويفضي إليها بعد يسر، فكشف ما ستر عورته، وطوره إلى ما يزيده جمالا في اللباس والتمدن مرتبطة ببعضها عضويا وتتضمن مجموعة متكاملة تتكون من اللغة التي ترتبط بالهوية الإنسانية، ولا تهذب الثقافة بعيدا عن الحضارة.

والثقافات تتعدد وتدافع وتهذب، ولا يمكن تحقيق ذلك بمعزل عن الحضارة.والذي لا يمكن إنكاره إن هناك علاقة وطيدة بين الثقافة واللغة، فلا ثقافة بلا لغة، ولا لغة بلا ثقافة ثم الدين والمعتقدات والقيم والأخلاق والفن والأدب والرياضة وغير ذلك مما يتعلمه الإنسان من مجتمعه ومحيطه من المكملات.

الكورد الفيليون حالهم كحال كل المكونات بمختلف قومياتهم وطوائفهم وأديانهم، فهم موزعون على جهات وقوى وأحزاب مختلفة وليس لهم موقف سياسي معين يجمعهم، فمنهم الإسلاميون والقوميون واليساريون..الخ، موزعون على أحزاب مختلفة وبالعشرات، وهذه من الأمور الطبيعية ولا يختلفون عن غيرهم ،ولكن من البديهات أن يحافظوا على تراثهم ولغتهم وثقافتهم حتى لا تضيع هويتهم الاصيلة.

ان تطوير ثقافة الكورد الفيليين ولهجتهم المستقلة في ظروف تتسم بالتعقيد والتخندق والأنانية الفئوية وانعدام الثقة والتوازن الاجتماعي لا تتعارض مع انتمائهم القومي، والتي مع الأسف من القلة التي يستفاد بسبب التأثيرات السياسية و لا تجد احدا منهم يتكلم بلغته الأصلية الا ما ندر في المناطق التي يتكاثرون ويتجمعون فيها أو في القرى النائية ، ولهم تراثا موحدا له خصوصيته،.. وباستطاعة العراقيين أن يميّزوا جملة من التقاليد والخصال التي يعيش عليها هذا المكون المسالم الذي يقف العمل في مقدمة قيمه اضافة الى المصداقية في التعامل اليومي، ثم النظام والدقة.. وقبل هذا وذاك الإبداع من جانب والإخلاص سواء للوطن أو لروح الجماعة من جانب اخر.. فضلا عن التحمّل والصبر.

لقد سعى النظام البعثي طمس هويتهم من خلال تصفية الفيليين في أوسع عمليات تهجير قذرة شملت نصف مليون مواطن منهم في العام 1980 وكبسها في شاحنات مكشوفة تقودهم مجموعة من الاوباش والساقطين اخلاقياً لكي يُسمعوهم أرذل الكلمات والتعابير الخالية من الأخلاق والانطلاق بهم نحو الحدود مع إيران لإلقائهم وسط حقول الألغام.

لاشك فيه ان الدافع المذهبي أحد الأسباب الكامنة وراء حملة التهجير والظلم الذي لحق الفيليين تاريخياً في العراق و لأسباب ودوافع سياسية بسبب معارضتهم للنظام السابق وانتشار الفكر اليساري وسط أبنائهم، وانتماء الكثير منهم للحركات الكوردستانية وثوراتها أو تعاطفهم معها على الأقل ، كما أنَّ أوساط رجال الأعمال والتجار الفيليين كانت احد مصادر التمويل المالي لتلك الحركات لهذه الحركات النضالية ... اثر هذه الجريمة البشعة 'اي التسفير' تم احتجاز الشباب من أبناء المهجرين في السجون الرهيبة في عمق الصحراء' سجن نقرة السلمان ' في بادية السماوة والذين طالتهم يد الغدر وتمت تصفيتهم جسدياً بعد قضائهم سنين طويلة في ذلك السجن الرهيب والسجون الاخرى للنظام. فيما تم مصادرة كل أموال وممتلكات وعقارات اهاليهم ومصادرة المستمسكات الرسمية التي تثبت عراقيته' المرقنة حتى هذا اليوم في دوائر الجنسية ' ولم يسمح لهم بأخذ أكثر من الملابس التي يرتدونها ، أما من تبقى منهم فقد جرى ترحيلهم البعض منهم من مدنهم عبر التهجير القسري إلى وسط وجنوب العراق وإلى مدن الرمادي والسماوة والكوت والحلة وتخفى البعض منهم بألقاب وعناوين من اجل الابتعاد عن أعين السلطة ، فيما محقت أسماء مدنهم وقراهم وقصباتها وتم ترقين أسمائهم من سجلات النفوس لعام 1957'

ان اللغة الفيلية هي العمود الفقري للثقافة و العامل المتين لحفظ الهوية الاصيلة للتفاعل والتأقلم مع المجتمع ولهم انسجام واضح المعالم في المجتمع العراقي ومن اهم الامور التي تساهم مساهمة اساسية وفعالة في تطوير ثقافة ابنائهم بشكل خاص والثقافة العراقية بشكل عام الذي هم جزء مهم منه هو المحافظة على لغتهم الأم التي تضاف بشكل جلي لتوطيد أو صورهم مع الآخرين ، والتنوع الثقافي في العراق نعمة يجب أن تحظى باهتمام جميع القوميات من أجل خلق مناخ صحي يتنفس فيه الجميع انسام الحرية الخلاقة، فلا تقدم ولا ازدهار دون شعار الحرية الذي يغمر شعوب العراق وأطيافه جميعا.

في واقع الحال تواجه اللهجة الكوردية الفيلية في العراق مخاطر حقيقية قد تؤدي الى انقراضها إذا لم يتم الاهتمام بها ، والسعي الى تنشيط آدابها ومساعدة الكورد الفيليين على التكلم بها، خاصة اولئك الذين تعرضوا للتهجير والترحيل القسري من مناطقهم صغارا، حيث عاشوا في بيئة مغايرة لبيئتهم الكوردية وصاروا بمواجهة جديدة على مختلف المستويات، مما أدى الى تركهم التكلم بلهجتهم بحكم سياسة الأمر الواقع، فاللغة السائدة الرسمية هي العربية فضلا عن كونها لغة التخاطب الوحيدة في الشارع والمحلات والدوائر والمؤسسات الحكومية وسط العراق وجنوبه، وهي من العوامل التي تضعف الحس القومي، لذا نرى ضرورة الاهتمام باللهجة الكوردية الفيلية ودعم سبل انتشارها ما بين صفوف الكورد الفيليين وانشاء محطات اعلامية مسموعة ومقروءة ومرئية من أجل تنشيط آدابها واعادة الذاكرة الشعبية الى مجراها الطبيعي، ومساعدة الجيل الذي حرم من لغته وثقافتها التي حاول النظام البعثي طمس هويتهم الاصيلة في اسقاط الجنسية عنهم جراء دورهم الوطني وتهجير المئات من العوائل من النساء والأطفال والشيوخ ورميهم على قارعة الحدود، وتلك وصمة عار في التاريخ المعاصر للبلاد في زمن حزب البعث وتحتاج اعتذارا تاريخيا ومواصلة حقوقية واعتبارية كيترسخ اللحمة الوطنية ، لازال الكورد الفيليون هم علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية، وشموع تنير دياجير الجهل أينما حلّوا وارتحلوا.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يفتتح المعرض الختامي للأنشطة التعليمية بمديرية التربية والتعليم: 1300 عمل فني و40 مشروعًا ابتكاريًا يجسدون مهارات طلابنا ورؤية مصر المستقبلية

افتتح اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، صباح اليوم، يرافقة الأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، فعاليات المعرض الختامي للأنشطة التعليمية على مستوى مديرية التربية والتعليم للعام الدراسي 2024 / 2025، والذي أقيم داخل مدرسة الأورمان الفنية الفندقية بإدارة السنطة التعليمية، بحضور لفيف من القيادات التنفيذية والتعليمية، وممثلي الإدارات المدرسية، وسط مشاركة مبهرة من طلاب وطالبات مدارس الغربية.

ويأتي تنظيم هذا المعرض تنفيذاً لتوجيهات الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وفي ضوء حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعم الأنشطة التربوية والتعليمية، ودمج الإبداع العملي ضمن منظومة التعليم المصري، تماشياً مع رؤية مصر 2030، التي تضع في أولوياتها بناء شخصية الطالب المصري وتنمية مهاراته وقدراته الفكرية والعملية.

وقد تميز المعرض بتنوع الأجنحة وتكاملها، حيث ضمت أعمالاً فنية وصناعية وزراعية وتجارية وإعلامية من نتاج طلاب التعليم الفني والعام، ما يعكس مدى تفوق أبناء الغربية في مختلف المجالات، ويبرهن على نجاح منظومة الأنشطة في صقل الموهبة وتوسيع المدارك وبناء الشخصية.

خلال جولته التفقدية داخل أروقة المعرض، حرص اللواء أشرف الجندي على التفاعل مع الطلاب، والاستماع إلى شرحهم لمشروعاتهم المختلفة، حيث أبدى المحافظ إعجابه الشديد بمستوى التنفيذ والإبداع، مشيداً بجودة المعروضات ودقة التفاصيل، والتوظيف الذكي للخامات المختلفة.

وأكد “الجندي” أن الأنشطة التربوية أصبحت ركيزة أساسية في بناء الطالب المصري، وأن المحافظة تولي اهتماماً بالغاً بهذه المعارض باعتبارها مساحة حقيقية لاكتشاف المواهب، وتوفير بيئة حاضنة للمبدعين، قائلاً:

“ما رأيته اليوم يعكس جهدًا عظيمًا وعملًا جماعيًا يستحق الإشادة.. هذه المعروضات ليست فقط منتجًا تعليميًا بل شهادة ثقة في أجيال قادرة على الابتكار وتحقيق أحلام مصر في المستقبل”.

من جانبه، عبّر الأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، عن فخره بالمستوى الرفيع الذي ظهر به المعرض هذا العام، مؤكدًا أن الطلاب أثبتوا أن التعليم ليس مجرد مناهج وكتب، بل عملية متكاملة تعزز من شخصية الطالب وتنمي مهاراته الفنية والحرفية والتقنية.

وأشار “حسن” إلى أن المديرية حرصت هذا العام على إشراك جميع الإدارات التعليمية وتقديم فرص عادلة لكافة المواهب الشابة، مما أسفر عن تنوع كبير في المعروضات وارتفاع مستوى التنافس بين الطلاب.

وقد شمل المعرض عرضًا ضخمًا ومتنوعًا لمخرجات ونواتج التعلم من مختلف البرامج التعليمية، حيث تم عرض 400 قطعة ملابس من إنتاج طلاب برامج التعليم والتدريب المزدوج، إلى جانب 300 قطعة ملابس جاهزة وتريكو ضمن برنامج فني الملابس، كما شمل المعرض 200 منتج من تجهيزات المنسوجات والمفروشات اشتملت على مفارش مطبوعة ومشغولات صوفية وسجاد، كما ضم 350 عملًا فنيًا متنوعًا من نتاج طلاب برنامج فني الزخرفة والديكور، تضمنت لوحات فنية وزخارف مطبوعة على الزجاج والخشب والقماش، وماكيتات لتنسيق وحدات سكنية وتجارية، بالإضافة إلى 40 قطعة خشبية من إنتاج طلاب برنامج نجارة الأثاث اشتملت على غرف نوم ومكاتب وديكورات منزلية، إلى جانب 40 قطعة أخرى من نجارة العمارة مثل الأبواب والنوافذ ونماذج للزخرفة المعمارية، كما شهد المعرض عرض 40 مشروعًا ابتكاريًا لطلاب التعليم الفني تضمنت حلولًا تطبيقية وأفكارًا إبداعية، فضلًا عن معرض الفنون التشكيلية الذي احتوى على 53 لوحة زيتية و45 لوحة من خامات البيئة و20 لوحة جلدية و24 مجسمًا بخامات الفوم والخشب عكست جميعها تميزًا فنيًا كبيرًا وموهبة طلابية واعدة.

كما شهد المعرض تقديم عرضين رياضيين متميزين لطلاب مدرسة الشهداء الابتدائية بمنشأة الأمراء - التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية - حيث جاء العرض الأول في شكل استعراض منسق لحملة الأعلام، ظهر خلاله الطلاب بملابس موحدة وحركات منتظمة تعكس مدى التدريب والانضباط، فيما حمل العرض الثاني عنوان “مصر.. القوة والسلام”، وجاء ليجسد من خلال حركاته التعبيرية وتنسيقاته الفنية مشاعر الانتماء الوطني والسلام المجتمعي، بمشاركة 196 طالبًا وطالبة شكلوا لوحة فنية بديعة أكدت أن الروح الوطنية لا تُعلَّم فقط في الكتب بل تُغرس في الممارسة والعمل الجماعي.

وقد أبدى اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، إعجابه الشديد بالعرضين، وحرص على الوقوف لتحية الطلاب والتصفيق لهم، مثنيًا على الأداء المنضبط والتناسق الرائع في الحركات والتنفيذ، ومؤكدًا أن ما قدمه أبناؤنا اليوم هو انعكاس حقيقي لروح الولاء والانتماء التي نعمل على ترسيخها في نفوس النشء. وقال المحافظ: “هؤلاء الطلاب هم عنوان مشرف لجيل جديد منضبط وواعٍ، يعبّر عن حبه لوطنه بالأداء والفن والعمل الجماعي، ونحن نعتز بهذا النموذج المشرف من مدارسنا الذي يبعث فينا الأمل والثقة بمستقبل مصر”.

ولم يكتف المحافظ بالمشاهدة، بل حرص على النزول إلى ساحة العرض لمصافحة المشاركين والتقاط الصور التذكارية معهم، في لفتة لاقت ترحيبًا واسعًا من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وأكد خلالها أن تفاعله مع الطلاب نابع من إيمانه بأن مثل هذه اللحظات تشكل ذاكرة إيجابية تبقى في وجدانهم وتحفزهم على بذل المزيد من الجهد والتميز.

وشدد المحافظ على أهمية استمرار مثل هذه العروض والنماذج الفنية والرياضية في كل مدارس الغربية، مشيرًا إلى أن الأنشطة المدرسية المتكاملة لا تقل أهمية عن المواد الدراسية، بل تسهم بشكل كبير في بناء الشخصية المتكاملة للطالب، وتعزز من قدرته على التعبير عن ذاته والانخراط في العمل الجماعي واحترام النظام.

وفي ختام جولته، وجه اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، الشكر والتقدير للأستاذ ناصر حسن، وكيل وزارة التربية والتعليم، ولكافة القيادات التعليمية والمعلمين والطلاب المشاركين، على ما بذلوه من جهد واضح أثمر عن هذا المعرض المتكامل والمُشرف الذي يعكس صورة إيجابية للتعليم في الغربية.

وأكد المحافظ على أهمية استمرار هذه الأنشطة التربوية والفنية والرياضية على مدار العام الدراسي، باعتبارها أحد أهم الأدوات التي تسهم في بناء شخصية الطالب المتكاملة، مشددًا على ضرورة التوسع في تنظيم معارض مماثلة في مختلف الإدارات التعليمية، لتكون منصات دائمة للتميز والإبداع، تتيح للطلاب التعبير عن طاقاتهم ومواهبهم، وتُعزز من روح المنافسة الشريفة والانتماء الوطني.

إلى

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • ورشة الرؤية المستقبلية للمقاومة الشعبية بالشمالية تختتم أعمالها وتصدر توصياتها
  • عدم مسؤولية الفاعل بحريق دار المسنين وإدانة 4 آخرين
  • طالباني لوزير الخارجية الفرنسي: وحدة الكورد ضمانة الاستقرار في المنطقة
  • الانتخابات العراقية.. تصدع شيعي سني وعين الكورد على 2009
  • نيجيرفان بارزاني وعبدي يؤكدان أهمية مشاركة الكورد وجميع مكونات سوريا في الحكم
  • إنجاز دهوك الخليجي وآمال إحياء نادي الكورد الفيلية
  • معرض إن إيه بي 2025 يكشف تكنولوجيا المحتوى الرقمي المستقبلية
  • محافظ الغربية يفتتح المعرض الختامي للأنشطة التعليمية بمديرية التربية والتعليم: 1300 عمل فني و40 مشروعًا ابتكاريًا يجسدون مهارات طلابنا ورؤية مصر المستقبلية
  • وزارة الإدارة المحلية والبيئة تعقد ورشة عمل لمناقشة رؤيتها المستقبلية وهيكليتها المؤسسية