سواليف:
2025-04-29@04:41:54 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

في مشهد مهيب لم يشهد له التاريخ مثيلا، شاهد العالم كله وقائع بدء تنفيذ اتفاق اطلاق النار بين المقاومة الإسلامية وحدها، وبين تحالف الغرب جميعه بجحافله وأساطيله ممثلا بمخلب العدوان – الكيان اللقيط.
لا يمكن لعاقل أن ينتظر من المقاومة وهي وحيدة ومحاصرة من ذوي القربى قبل الأعداء، أن تهزم هذا التحالف الأعرض في التاريخ، لذلك فكل يوم مرّ وهي صامدة تناجز المعتدين بأسلحتها البسيطة، يمثل انتصارا للمجاهدين، فكيف بـ 470 يوما من القصف بأشد الأسلحة فتكا، وبعون استخباراتي وتقني غربي، ومدد لم ينقطع منه.


لا يمكن فهم هذا الصمود بالمقاييس البشرية، فلا تفسير له إلا أنه مدد إلهي، فألهمهم الله بداية فكرة الأنفاق، ثم سخر لهم من يزودهم بالمواد الأولية لتصنيع السلاح والعتاد، وأعمى عيون الأعداء التي تحاصرهم فنجحوا بإدخالها، كما حمى مصانعها فلم يكتشفوا أماكنها رغم سيطرتهم عسكريا برا وبحرا وجوا، والأهم من كل ذلك أن الله رزقهم الجلد والصبر الى أن أذهب صلف أعدائهم وألقى في قلوبهم الرعب، فاستسلموا لحقيقة أنه لا سبيل لهم للنيل من هؤلاء المجاهدين رغم ما أصابهم من لأواء، وما واجهوه من كيد تزول منه الجبال.
هزيمة المعتدي ليست بالضرورة تقتضي رفعه الراية البيضاء، بل يكفيه الاعتراف بفشله في تحقيق مبتغى العدوان، واقراره بعجزه عن انجاز الأهداف التي أعلنها لتبرير شن عدوانه، وثانيا بقبوله مرغما بالشروط التي وضعتها المقاومة، وثالثا بسعي هذا التحالف لتوسيط الوسطاء طلبا للهدنة، رغم التباين الهائل في موازين القوة العسكرية والمقدرات المادية.
لذلك جاءت ترتيبات الافراج عن أول ثلاث أسيرات، من خلال المهرجان – التظاهرة التي أرادت قيادة المجاهدين من خلالها إثبات هزيمة الباغي، فنجحت بما أرادت، بل وزادت تعزيزا لذلك، بإرسال أكثر من رسالة تثبت فيها أنها ما زالت قوة يحسب لها ألف حساب، وأن القادم من الأيام سيثبت ذلك:
الرسالة الأولى كانت في اختيار مكان التسليم للصليب الأحمر في الميدان الرئيسي، ذلك المكان الذي تم قصفه بشراسة، وجرى اجتياحه عدة مرات، والادعاء بأنه تم تأمينه والسيطرة عليه، فجرى بداية أغراق المكان بالشباب المدنيين المحتفلين، وفجأة ظهر بينهم العشرات من أفراد المقاومة المسلحين يزفون الأسيرات الثلاث، بزيهم الأخضر الجميل النظيف، لا تعلوهم غبرة قتال 470 يوما، على متن سيارات دفع رباعي لامعة، وكأنها خرجت للتو من المصنع.
والرسالة الثانية كانت في السيطرة والتنظيم، حيث رأينا المسلحين انتشروا خلال دقائق وسيطروا على الجموع المتدافعة، وتم التسليم خلال خمس دقائق، ليختفوا من جديد من غير أن يرى أحد من أين خرجوا والى أين ذهبوا، وواضح أن هذه الترتيبات كأنها جاءت للرد على قول “بلينكن” أن حماس فقدت قدراتها، ولتسقط رهانات عربان التطبيع على امكانية تسليم ادارة القطاع لسلطة عباس.
الثالثة كانت إعلامية، ومن خلال فهم المقاومة لحقيقة أن معارك هذا القرن، يتولى الإعلام فيها الدور الأهم، لذا تعتمد على الصورة المرئية أكثر مما تعتمد على الضخ الدعائي، فأرادت بهذا بتقديم هذه الثلة من مقاتليها المتماثلين بكمال الأجسام، بالزي المعروف، وبالهندام والأناقة، ان ترسخ فكرة أن كل ماجرى على هوله لم ينل من البنية البشرية ولا التنظيمية ولا التسليحية، بل قد تكون عوضت النقص في الأتفس والأموال باكثر مما كان.
هذه الرسائل وجهت للعدو لئلا يفرح باستعادته الأسرى، فقد دفع الثمن الباهظ الذي فرضه المجاعدون منذ البداية.
ولداعمي هذا الكيان لئلا يعتقدوا أن أمنه استتب باغتيال عدد من القادة، فما زال لدى المجاهدين صفوف كثيرة من المؤهلين لشغل مواقع من اختارهم الرحمن شهداء، مازالوا أحياء عنده يرزقون.
وأخيرا لعربان التطبيع ولمن في قلوبهم مرض من داعميهم، الذين كانوا يأملون أن يسفر هذا العدوان عن استئصال شأفة متبعي منهج الله، ويصدق الناس ارجافهم بأن الإسلاميين فاشلون ولا يمكنهم إدارة الحكم.
فجاءهم الله من حيث لم يحتسبوا، وبإثباتين أحدهما في سوريا والآخر في القطاع، على أنهم الأنجح عسكريا لأنهم مجاهدون في سبيل الله، وأنهم الأكفأ سياسيا لأتهم يتبعون الصراط المستقيم.
لذلك أراد الله لأمته التي حادت عن منهجه، أن تدرك أن انتصارها ليس بامتلاك القوة فقط، بل باتباع القيادة منهجه.

مقالات ذات صلة وقف المساعدات الأمريكية عن الأردن 2025/01/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

مصطفى غريب: ملامحي الطفولية وراء اختياري لدور العترة

استعاد الفنان مصطفى غريب ذكريات مشاركته المميزة في مسلسل “الكبير أوي 6”، الذي عُرض خلال موسم رمضان 2022 وشكّل انطلاقته الحقيقية في عالم الفن.

تحدث مصطفى غريب، خلال استضافته في برنامج “صاحبة السعادة”، عن كواليس اختياره للدور قائلاً: “عندما شاركت في اختبارات مسلسل (الكبير أوي 6)، كنت أشعر أن مجرد خوضي للاختبار مكسب بحد ذاته، حتى وإن لم يتم قبولي، أجريت الاختبار، وتم اختياري لأداء شخصية (العترة)، وهو أحد أكبر الأدوار المكتوبة.”

وأضاف: “كان معي الفنان حاتم صلاح في نفس الاختبار، لكنه لم يُقبل في دور (العترة)، وتم اختياري أنا، ربما لأن شكلي يبدو أكثر طفولية.. لاحقًا، جسّد حاتم دور (نفادي)، وهكذا بدأت معرفتنا ببعضنا، إلى جانب الفنانة رحمة أحمد.”


 

كما تطرق مصطفى إلى أجواء التصوير خلف الكاميرا، مشيدًا بفريق العمل وبالأخص أحمد مكي والمخرج أحمد الجندي، وقال: “في موقع التصوير، كانت الأجواء رائعة ومنظمة، لا صخب ولا مشكلات، وهو ما ساعدنا على العمل بهدوء، رغم أن التصوير كان مرهقًا، خصوصًا مع صعوبة تقديم أحمد مكي لشخصيتين في وقت واحد، وهو أمر يحتاج إلى مجهود كبير رغم أن الجمهور قد لا يدرك حجم هذا التحدي.”

شارك في بطولة مسلسل “الكبير أوي 6” نخبة من النجوم، منهم: أحمد مكي، محمد سلام، بيومي فؤاد، هشام إسماعيل، حاتم صلاح، رحمة أحمد، مصطفى غريب، حسين أبو حجاج، وسماء إبراهيم، وهو من تأليف مصطفى صقر، وإخراج أحمد الجندي.

يُذكر أن مصطفى غريب شارك في الموسم الرمضاني لعام 2025 من خلال مسلسل “أشغال شقة جدًا”، إلى جانب كل من هشام ماجد، أسماء جلال، شيرين، سلوى محمد علي، وآخرين. العمل من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب.

طباعة شارك صاحبة السعادة مصطفى غريب الكبير أوي 6

مقالات مشابهة

  • صمت حزب الله… بين الردع المتراكم والصبر الاستراتيجي
  • دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
  • مصطفى غريب: ملامحي الطفولية وراء اختياري لدور العترة
  • حوار عون وحزب اللهلم يبدأ بعد ولا معطيات حاسمة حيال الموعد والشكل
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • نتنياهو وكاتس: هاجمنا مخزن صواريخ دقيقة بالضاحية الجنوبية ولن نسمح لحزب الله بتعزيز قوته
  • فضل الله: المقاومة ستستمر رغم التحديات
  • «صنع في مصر».. إكسبولينك تستعد لإطلاق النسخة الثالثة من «يوم المصدر»
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • السبب وراء ارتفاع أسعار الشوكولاتة.. الحقيقة المرّة