سواليف:
2025-04-08@10:58:00 GMT

وراء الحدث

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

#وراء_الحدث

د. #هاشم_غرايبه

في مشهد مهيب لم يشهد له التاريخ مثيلا، شاهد العالم كله وقائع بدء تنفيذ اتفاق اطلاق النار بين المقاومة الإسلامية وحدها، وبين تحالف الغرب جميعه بجحافله وأساطيله ممثلا بمخلب العدوان – الكيان اللقيط.
لا يمكن لعاقل أن ينتظر من المقاومة وهي وحيدة ومحاصرة من ذوي القربى قبل الأعداء، أن تهزم هذا التحالف الأعرض في التاريخ، لذلك فكل يوم مرّ وهي صامدة تناجز المعتدين بأسلحتها البسيطة، يمثل انتصارا للمجاهدين، فكيف بـ 470 يوما من القصف بأشد الأسلحة فتكا، وبعون استخباراتي وتقني غربي، ومدد لم ينقطع منه.


لا يمكن فهم هذا الصمود بالمقاييس البشرية، فلا تفسير له إلا أنه مدد إلهي، فألهمهم الله بداية فكرة الأنفاق، ثم سخر لهم من يزودهم بالمواد الأولية لتصنيع السلاح والعتاد، وأعمى عيون الأعداء التي تحاصرهم فنجحوا بإدخالها، كما حمى مصانعها فلم يكتشفوا أماكنها رغم سيطرتهم عسكريا برا وبحرا وجوا، والأهم من كل ذلك أن الله رزقهم الجلد والصبر الى أن أذهب صلف أعدائهم وألقى في قلوبهم الرعب، فاستسلموا لحقيقة أنه لا سبيل لهم للنيل من هؤلاء المجاهدين رغم ما أصابهم من لأواء، وما واجهوه من كيد تزول منه الجبال.
هزيمة المعتدي ليست بالضرورة تقتضي رفعه الراية البيضاء، بل يكفيه الاعتراف بفشله في تحقيق مبتغى العدوان، واقراره بعجزه عن انجاز الأهداف التي أعلنها لتبرير شن عدوانه، وثانيا بقبوله مرغما بالشروط التي وضعتها المقاومة، وثالثا بسعي هذا التحالف لتوسيط الوسطاء طلبا للهدنة، رغم التباين الهائل في موازين القوة العسكرية والمقدرات المادية.
لذلك جاءت ترتيبات الافراج عن أول ثلاث أسيرات، من خلال المهرجان – التظاهرة التي أرادت قيادة المجاهدين من خلالها إثبات هزيمة الباغي، فنجحت بما أرادت، بل وزادت تعزيزا لذلك، بإرسال أكثر من رسالة تثبت فيها أنها ما زالت قوة يحسب لها ألف حساب، وأن القادم من الأيام سيثبت ذلك:
الرسالة الأولى كانت في اختيار مكان التسليم للصليب الأحمر في الميدان الرئيسي، ذلك المكان الذي تم قصفه بشراسة، وجرى اجتياحه عدة مرات، والادعاء بأنه تم تأمينه والسيطرة عليه، فجرى بداية أغراق المكان بالشباب المدنيين المحتفلين، وفجأة ظهر بينهم العشرات من أفراد المقاومة المسلحين يزفون الأسيرات الثلاث، بزيهم الأخضر الجميل النظيف، لا تعلوهم غبرة قتال 470 يوما، على متن سيارات دفع رباعي لامعة، وكأنها خرجت للتو من المصنع.
والرسالة الثانية كانت في السيطرة والتنظيم، حيث رأينا المسلحين انتشروا خلال دقائق وسيطروا على الجموع المتدافعة، وتم التسليم خلال خمس دقائق، ليختفوا من جديد من غير أن يرى أحد من أين خرجوا والى أين ذهبوا، وواضح أن هذه الترتيبات كأنها جاءت للرد على قول “بلينكن” أن حماس فقدت قدراتها، ولتسقط رهانات عربان التطبيع على امكانية تسليم ادارة القطاع لسلطة عباس.
الثالثة كانت إعلامية، ومن خلال فهم المقاومة لحقيقة أن معارك هذا القرن، يتولى الإعلام فيها الدور الأهم، لذا تعتمد على الصورة المرئية أكثر مما تعتمد على الضخ الدعائي، فأرادت بهذا بتقديم هذه الثلة من مقاتليها المتماثلين بكمال الأجسام، بالزي المعروف، وبالهندام والأناقة، ان ترسخ فكرة أن كل ماجرى على هوله لم ينل من البنية البشرية ولا التنظيمية ولا التسليحية، بل قد تكون عوضت النقص في الأتفس والأموال باكثر مما كان.
هذه الرسائل وجهت للعدو لئلا يفرح باستعادته الأسرى، فقد دفع الثمن الباهظ الذي فرضه المجاعدون منذ البداية.
ولداعمي هذا الكيان لئلا يعتقدوا أن أمنه استتب باغتيال عدد من القادة، فما زال لدى المجاهدين صفوف كثيرة من المؤهلين لشغل مواقع من اختارهم الرحمن شهداء، مازالوا أحياء عنده يرزقون.
وأخيرا لعربان التطبيع ولمن في قلوبهم مرض من داعميهم، الذين كانوا يأملون أن يسفر هذا العدوان عن استئصال شأفة متبعي منهج الله، ويصدق الناس ارجافهم بأن الإسلاميين فاشلون ولا يمكنهم إدارة الحكم.
فجاءهم الله من حيث لم يحتسبوا، وبإثباتين أحدهما في سوريا والآخر في القطاع، على أنهم الأنجح عسكريا لأنهم مجاهدون في سبيل الله، وأنهم الأكفأ سياسيا لأتهم يتبعون الصراط المستقيم.
لذلك أراد الله لأمته التي حادت عن منهجه، أن تدرك أن انتصارها ليس بامتلاك القوة فقط، بل باتباع القيادة منهجه.

مقالات ذات صلة وقف المساعدات الأمريكية عن الأردن 2025/01/24

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وراء الحدث هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

«دبي ديرما 2025» من 14 إلى 16 الجاري

دبي: «الخليج»
تستعد دبي لاستضافة الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر ومعرض دبي العالمي لأمراض الجلد والليزر – دبي ديرما، وذلك خلال الفترة من 14 إلى 16 إبريل في مركز دبي التجاري العالمي، في حدث يُعد الأكبر والأبرز عالمياً في مجال طب الأمراض الجلدية.
وتشهد دورة هذا العام، من مؤتمر ومعرض دبي ديرما 2025 مشاركة نخبة من المتحدثين الدوليين الذين يشاركون خبراتهم ضمن 170 جلسة علمية، تتضمن 502 محاضرة متخصصة، كما يتيح الحدث للحضور الاطلاع على 30 ملصقاً علمياً تستعرض أحدث البحوث والتطورات العلمية من مختلف أنحاء العالم.
ويغطي الحدث محاور رئيسية في طب الأمراض الجلدية، تشمل الجوانب الطبية والعلاجية، وأمراض الجلد لدى الأطفال، والعمليات الجراحية، والتقنيات التجميلية، كما تتضمن الفعاليات عرضاً لحالات سريرية تتيح للمشاركين فهماً أعمق للإجراءات التشخيصية والابتكارات العلاجية الحديثة.
ومن المتوقع أن يستقطب الحدث أكثر من 25 ألف زائر من 114 دولة، يشاركون في فعاليات علمية متخصصة ويستكشفون فرص التعاون والاستثمار في قطاع طب الأمراض الجلدية.
يضم المعرض المصاحب للمؤتمر أكثر من 1875 علامة تجارية دولية، تمثلها أكثر من 500 شركة إقليمية وعالمية، إلى جانب أجنحة مخصصة للمشاركات من دول كوريا الجنوبية، وفرنسا، والصين، وتركيا، وإيطاليا.
ويُعد دبي ديرما 2025 منصة رائدة تجمع نخبة من المتخصصين في طب الأمراض الجلدية، إلى جانب روّاد القطاع وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، بما يسهم في تعزيز تبادل الخبرات وتوسيع آفاق التعاون الدولي.
ويشمل المؤتمر برنامجاً علمياً متكاملاً من المحاضرات وورش العمل، ما يجعله من أبرز المحافل المتخصصة للعاملين في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • ‏وزير الخارجية الإيراني: شكل المفاوضات مع واشنطن يرتبط بمسائل متعددة لذلك اخترنا أن تكون غير مباشرة
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان
  • «دبي ديرما 2025» من 14 إلى 16 الجاري
  • حين يُستهدف الرأس: إيران ومصير مشروع المقاومة
  • مصر.. الإفتاء ترد على فتوى وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل: من يدعو لذلك عليه تقدم الصفوف بنفسه
  • وقفة لأهالي مدينة دوما في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد
  • مصطفى بكري: الدفاع عن الأرض حق مشروع.. فلماذا تطالبون بنزع سلاح المقاومة؟
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان