تباينت آراء خبراء ومحللين بشأن تزايد الهجمات الأوكرانية على الداخل الروسي بالطائرات المسيرة، وسعي كييف لإدخال طائرات إف-16 الأميركية في الحرب، وتأثير ذلك على مستقبل الحرب الروسية على أوكرانيا.

ففي الوقت الذي يرى فيه الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية جيمس موران أن ذلك يقدم رسالة قوية للشعب الروسي مفادها أنه لن يكون بمعزل عن آثار هذه الحرب، قللت الأكاديمية والمحللة السياسية الروسية أولغا كراسينياك من أثر ذلك، معتبرة إياه محاولة للتغطية على الفشل في صد الهجوم الروسي.

تصريحات موران وكراسينياك جاءت خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/20) لإعلان روسيا مهاجمة طائرات مسيرة أوكرانية عددا من مقاطعاتها بينها العاصمة موسكو، التي عُلّقت حركةُ الطيران في اثنين من مطاراتها بسبب تلك الهجمات، قبل استئنافها مجددا في وقت لاحق.

وتتزامن هجمات المسيرات الأوكرانية التي ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة وتوعدت موسكو بردود قاسية عليها، مع تكثيف كييف استعداداتها لإدخال طائرات "إف-16" الأميركية في الحرب.

وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن دلالة تصاعد الهجمات الأوكرانية، وكيفية استقبال الكرملين الرسائل من وراء هذه الهجمات، وحدود التزام الغرب بتسليم أوكرانيا مقاتلات "إف-16" الأميركية بعد الانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين، وتأثير ذلك على مسار الصراع بين الغرب وروسيا.

تأثير محدود

بحسب موران، فإن هذه الهجمات ستؤثر على تفكير الشعب الروسي، حيث سيرى أنها ستسبب له الكثير من الأضرار، رغم استبعاد موران أن تتسبب تلك الهجمات بالكثير من الخسائر المادية داخل روسيا مقارنة بالهجمات الروسية على أوكرانيا.

ويرى الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية أن الموافقة الأميركية على تقديم حلفائها الأوروبيين طائرات إف-16 لكييف أمر مؤثر، لكن الموافقة الأميركية على تقديم تلك الطائرات من الولايات المتحدة مباشرة إلى أوكرانيا أمر مهم، على حد تعبيره، وتوقع أن تحصل هذه الموافقة بعد اختبار تأثير دخول إف-16 المقدمة من الأوروبيين في المعادلة.

ولا يتوقع موران وصول تلك الطائرات قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى تشكيك بعض المراقبين في إمكانية تغييرها قواعد اللعبة حال وصولها إلى الأوكرانيين، في ظل هيمنة السلاح الروسي الجوي على سماء المعركة.

حرب إعلامية

في المقابل، صنفت الأكاديمية والمحللة السياسية الروسية أولغا كراسينياك الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة في الداخل الروسي، والحديث عن إدخال طائرات إف-16، ضمن "الحرب الإعلامية التي تنتهجها أوكرانيا".

وأوضحت في حديثها لما وراء الخبر أن ذلك كله يأتي في إطار محاولة الأوكرانيين الظهور وكأنهم يفعلون شيئا من أجل التغطية على فشلهم، وللشعور بأن هناك حركة لنقل هذا النزاع للداخل الروسي، "لكنه لن يكون له تأثير على سير المعركة التي تتقدم فيها روسيا".

ومع ذلك، تؤكد كراسينياك أن موسكو تنظر لهذه الأوضاع بجدية تدفعها لتطوير قدراتها في الدفاع الجوي الإلكتروني، حتى وإن كانت هذه الهجمات غير قوية ومؤثرة، مشددة على أن دخول طائرات إف-16 لن يغير من الموقف الروسي، كما أنها لن تؤثر في سير المعركة.

وتابعت أن الأوكرانيين يضعون الكثير من الآمال على هذا الأمر، وهذا ما فعلوه العام الماضي بشأن دخول راجمات هيمارس وجولان، لكنها لم تؤثر في الحرب ذلك التأثير المنتظر، والأمر لا يعدو كونه محاولة لرفع المعنويات، على حد تعبيرها.

مقاربة خاصة

بدروه، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن القيود والخطوط الحمراء المفروضة على توظيف السلاح الغربي داخل روسيا هي ما دفع كييف لاستخدام مقاربة خاصة عبر استخدام تلك المسيرات، وانتقاء الأهداف لها، مما سيترك أثرا على المعركة وإن كان غير مادي.

وأوضح، في حديثه لما وراء الخبر، أن ذلك التأثير يظهر بوضوح من خلال تصريحات مسؤولين سابقين، ومنهم الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي أظهر انزعاجا واضحا، وشدد على ضرورة تقسيم أوكرانيا على خلفية تلك الهجمات.

وبشأن تأثير قرار الغرب دعم كييف بطائرات إف-16، يرى الدويري أن حدوث التأثير وارد بشرط أن يبلغ عدد تلك الطائرات 100، مع توفر مستلزماتها من عناصر ومنظومات صيانة، مع إشارته إلى أنها ستحقق أثرا في سماء المعركة بأوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ما وراء الخبر طائرات إف 16

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ801 ألف و670 جنديًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 801 ألف و670 جنديًا، وذلك منذ بدء العملية العسكرية الروسية.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة أنباء يوكرين فورم، أن الجيش الروسي خسر 1660 جنديًا ما بين قتيل وجريح خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضحت الهيئة أن روسيا فقدت أيضا منذ بدء العملية العسكرية 9 آلاف و714 دبابة و20 ألفا و205 مركبات مدرعة و21 ألفا و729 من النظم المدفعية و1260 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و1038 من أنظمة الدفاع الجوي و3014 من صواريخ كروز و369 طائرة مقاتلة و331 مروحية و28 سفينة حربية، فضلًا عن 3 آلاف و681 من المعدات الخاصة وغواصة واحدة و33 ألفا و307 من المركبات وخزانات الوقود و21 ألفا و727 طائرة بدون طيار.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أوكرانيا تدخل الشتاء الثالث مع تصاعد الهجمات الروسية
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ 801 ألف و670 جنديا منذ بدء الحرب
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ801 ألف و670 جنديًا
  • مبعوث ترامب إلى أوكرانيا يؤجل رحلته المقررة إلى كييف
  • بـ8 طائرات مسيرة.. موسكو تتهم كييف بمهاجمة محطة زابوريجيا النووية
  • القوات الأوكرانية تكبد الجيش الروسي خسائر في كورسك
  • الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أمريكية بصاروخين و4 مسيرات شمالي البحر الأحمر
  • الخارجية الروسية: ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف فوري تجاه الهجمات الأوكرانية على منشآتنا النووية
  • الجيش الروسي يعلن السيطرة بلدة جديدة شرق أوكرانيا
  • روسيا تعلن تدمير مسيرات أوكرانية فوق أراضيها