مسيرات كييف وطائرات إف-16.. إلى أين ستأخذ الحرب الروسية على أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تباينت آراء خبراء ومحللين بشأن تزايد الهجمات الأوكرانية على الداخل الروسي بالطائرات المسيرة، وسعي كييف لإدخال طائرات إف-16 الأميركية في الحرب، وتأثير ذلك على مستقبل الحرب الروسية على أوكرانيا.
ففي الوقت الذي يرى فيه الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية جيمس موران أن ذلك يقدم رسالة قوية للشعب الروسي مفادها أنه لن يكون بمعزل عن آثار هذه الحرب، قللت الأكاديمية والمحللة السياسية الروسية أولغا كراسينياك من أثر ذلك، معتبرة إياه محاولة للتغطية على الفشل في صد الهجوم الروسي.
تصريحات موران وكراسينياك جاءت خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/8/20) لإعلان روسيا مهاجمة طائرات مسيرة أوكرانية عددا من مقاطعاتها بينها العاصمة موسكو، التي عُلّقت حركةُ الطيران في اثنين من مطاراتها بسبب تلك الهجمات، قبل استئنافها مجددا في وقت لاحق.
وتتزامن هجمات المسيرات الأوكرانية التي ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة وتوعدت موسكو بردود قاسية عليها، مع تكثيف كييف استعداداتها لإدخال طائرات "إف-16" الأميركية في الحرب.
وتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن دلالة تصاعد الهجمات الأوكرانية، وكيفية استقبال الكرملين الرسائل من وراء هذه الهجمات، وحدود التزام الغرب بتسليم أوكرانيا مقاتلات "إف-16" الأميركية بعد الانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين، وتأثير ذلك على مسار الصراع بين الغرب وروسيا.
تأثير محدودبحسب موران، فإن هذه الهجمات ستؤثر على تفكير الشعب الروسي، حيث سيرى أنها ستسبب له الكثير من الأضرار، رغم استبعاد موران أن تتسبب تلك الهجمات بالكثير من الخسائر المادية داخل روسيا مقارنة بالهجمات الروسية على أوكرانيا.
ويرى الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية أن الموافقة الأميركية على تقديم حلفائها الأوروبيين طائرات إف-16 لكييف أمر مؤثر، لكن الموافقة الأميركية على تقديم تلك الطائرات من الولايات المتحدة مباشرة إلى أوكرانيا أمر مهم، على حد تعبيره، وتوقع أن تحصل هذه الموافقة بعد اختبار تأثير دخول إف-16 المقدمة من الأوروبيين في المعادلة.
ولا يتوقع موران وصول تلك الطائرات قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى تشكيك بعض المراقبين في إمكانية تغييرها قواعد اللعبة حال وصولها إلى الأوكرانيين، في ظل هيمنة السلاح الروسي الجوي على سماء المعركة.
حرب إعلاميةفي المقابل، صنفت الأكاديمية والمحللة السياسية الروسية أولغا كراسينياك الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة في الداخل الروسي، والحديث عن إدخال طائرات إف-16، ضمن "الحرب الإعلامية التي تنتهجها أوكرانيا".
وأوضحت في حديثها لما وراء الخبر أن ذلك كله يأتي في إطار محاولة الأوكرانيين الظهور وكأنهم يفعلون شيئا من أجل التغطية على فشلهم، وللشعور بأن هناك حركة لنقل هذا النزاع للداخل الروسي، "لكنه لن يكون له تأثير على سير المعركة التي تتقدم فيها روسيا".
ومع ذلك، تؤكد كراسينياك أن موسكو تنظر لهذه الأوضاع بجدية تدفعها لتطوير قدراتها في الدفاع الجوي الإلكتروني، حتى وإن كانت هذه الهجمات غير قوية ومؤثرة، مشددة على أن دخول طائرات إف-16 لن يغير من الموقف الروسي، كما أنها لن تؤثر في سير المعركة.
وتابعت أن الأوكرانيين يضعون الكثير من الآمال على هذا الأمر، وهذا ما فعلوه العام الماضي بشأن دخول راجمات هيمارس وجولان، لكنها لم تؤثر في الحرب ذلك التأثير المنتظر، والأمر لا يعدو كونه محاولة لرفع المعنويات، على حد تعبيرها.
مقاربة خاصةبدروه، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن القيود والخطوط الحمراء المفروضة على توظيف السلاح الغربي داخل روسيا هي ما دفع كييف لاستخدام مقاربة خاصة عبر استخدام تلك المسيرات، وانتقاء الأهداف لها، مما سيترك أثرا على المعركة وإن كان غير مادي.
وأوضح، في حديثه لما وراء الخبر، أن ذلك التأثير يظهر بوضوح من خلال تصريحات مسؤولين سابقين، ومنهم الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الذي أظهر انزعاجا واضحا، وشدد على ضرورة تقسيم أوكرانيا على خلفية تلك الهجمات.
وبشأن تأثير قرار الغرب دعم كييف بطائرات إف-16، يرى الدويري أن حدوث التأثير وارد بشرط أن يبلغ عدد تلك الطائرات 100، مع توفر مستلزماتها من عناصر ومنظومات صيانة، مع إشارته إلى أنها ستحقق أثرا في سماء المعركة بأوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر طائرات إف 16
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيام أجهزة الاستخبارات الروسية بإنشاء وحدة سرية جديدة مهمتها قيادة حرب الظل ضد الغرب عبر استهدافه بهجمات سرية في جميع أنحاء أوروبا وأماكن أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين القول إن مهمات الوحدة الجديدة تشمل التخطيط لعمليات اغتيال وتخريب واستهداف طائرات بعبوات حارقة.
وتُعرف الوحدة باسم “إدارة المهام الخاصة”، ويقع مقرها داخل مبنى الاستخبارات العسكرية الروسية في ضواحي موسكو.
وجرى تأسيس الوحدة في عام 2023 ردا على الدعم الغربي لأوكرانيا، وتضم قدامى المحاربين الذين نفذوا بعض العمليات السرية الأكثر جرأة لروسيا في السنوات الأخيرة، وفقا لاثنين من رؤساء أجهزة استخبارات أوروبية ومسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا.
ويعتقد هؤلاء أن الإدارة الجديدة، المعروفة اختصارا باسم “إس إس دي” تقف وراء مجموعة من الهجمات الأخيرة ضد الغرب، بما في ذلك محاولة قتل الرئيس التنفيذي لشركة أسلحة ألمانية زودت أوكرانيا بعتاد ومخطط لوضع أجهزة حارقة على طائرات تستخدمها شركة الشحن “دي إتش إل”.
ووفقا للمسؤولين الاستخباراتيين الغربيين فإن المهام الثلاثة الرئيسية للإدارة الجديدة تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب في الخارج، واختراق الشركات والجامعات الغربية، وتجنيد وتدريب العملاء الأجانب.
ويشرف رجلان على عمل الإدارة الجديدة هما الجنرال كولونيل أندريه فلاديميروفيتش أفيريانوف ونائبه اللواء إيفان سيرجيفيتش كاسيانينكو.
ويُعتبر أفيريانوف، وهو محارب قديم شارك في حرب الشيشان، مطلوبا من قبل الشرطة التشيكية للاشتباه في دوره في عملية تفجير مستودع للذخيرة في عام 2014 وأسفرت عن مقتل شخصين.
ومنح الرئيس فلاديمير بوتين أفيريانوف أعلى وسام في روسيا، بعد مشاركته في عمليات احتلال وضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون غربيون أن نائبه، كاسيانينكو، نسق عملية تسميم العميل البريطاني سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة في عام 2018.
ويشمل دور كاسيانينكو الإشراف على العمليات السرية في أوروبا والسيطرة على عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين في عام 2023.
ويتحدر كاسيانينكو (50 عاما) من كازاخستان، وانضم إلى الاستخبارات العسكرية الروسية، بعد خدمته في القوات الجوية الروسية.
يتحدث كاسيانينكو الفارسية، وكان قد عمل سابقا في طهران تحت غطاء منصب دبلوماسي.
ووفقا لمسؤولين استخباراتيين أوروبيين، شارك كاسيانينكو مؤخرا في تسهيل نقل المهارات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران