تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في سوق الكربون الطوعي استشرافاً للفرص الاستثمارية ضمن المبادرات الحكومية التي تهدف لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفقاً لمركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي.
ويعد سوق الكربون الطوعي منصة للشركات والأفراد لتداول أرصدة الكربون بهدف تعويض الانبعاثات الكربونية التي لا يمكن تجنبها، مما يتيح تحسين الاستدامة وتقليل التأثير البيئي.


السوق عالميًا وإقليميًا
وقال “إنترريجونال”: وفقاً لـ “مجموعة بوسطن كونسلتينج”، يتوقع أن يتراوح حجم سوق الكربون الطوعي في المنطقة بين 10 و40 مليار دولار بحلول 2030.
وتشير التقديرات العالمية إلى أن تصل قيمة سوق أرصدة الكربون إلى أكثر من 50 مليار دولار خلال نفس الفترة.
مبادرات
وأشار “إنترريجونال” إلى أن دولة الإمارات أطلقت عددًا من المشاريع الطموحة لتعزيز دورها في تجارة الكربون أبرزها: منصة سوق دبي المالي التجريبية لتداول أرصدة الكربون وذلك خلال مؤتمر (COP28)، لتسهيل تمويل المشاريع البيئية.
وفي سبتمبر 2023، تم إطلاق “تحالف الإمارات للكربون”: التزمت خلاله شركات بشراء أرصدة كربون أفريقية بقيمة 450 مليون دولار لتعزيز التواصل بين أسواق الكربون الإماراتية والأفريقية.
وجاءت AirCarbon Exchange في أبوظبي كأول بورصة منظمة بالكامل لتجارة الكربون، تُسهل عمليات البيع والشراء للشركات.
وأصبح سوق أبوظبي العالمي أول جهة تنظيمية تتعامل مع أرصدة الكربون كأدوات مالية، مما يعزز الشفافية في السوق.
وتعمل هذه المنصات على تسهيل عملية تداول أرصدة الكربون بين المشترين والبائعين ويمكن للشركات التي تمتلك فائضًا من أرصدة الكربون بيعها للشركات التي تحتاج إلى تعويض انبعاثاتها ويتم التحقق من جميع الأرصدة المتداولة من قبل هيئات تصنيف معتمدة عالميًا لضمان مصداقيتها. وتسهم هذه المنصات في توجيه الأموال نحو مشاريع الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وتعزز من موثوقية التجارة في هذا المجال.

دعم حكومي وتشريعات
وأوضح “إنترريجونال ” أنه وفي إطار تنظيم انبعاثات غازات الدفيئة، أصدرت دولة الإمارات قرارًا وزاريًا يُلزم الشركات الكبيرة بمراقبة انبعاثاتها وتقديم تقارير عنها، كما أنشأت السجل الوطني لأرصدة الكربون لتعزيز التجارة في هذا المجال.
التقاط واحتجاز الكربون
تُعد الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في تقنيات التقاط واحتجاز الكربون (CCS)، منها مشروع الريادة والذي تديره “أدنوك” لاحتجاز 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من مصنع “حديد الإمارات”.
أما مشروع حبشان فيُتوقع أن يضيف قدرة 1.5 مليون طن سنويًا، مما يرفع إجمالي قدرة “أدنوك” إلى 2.3 مليون طن، مع خطة للوصول إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول 2030.
استخدامات
تستخدم الإمارات ثاني أكسيد الكربون المحتجز بشكل رئيسي في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط، مما يُسهم في تحسين كفاءة استخراج النفط وتقليل الأثر البيئي.
طرق الاستخلاص
وتعتمد تقنيات استخلاص الكربون على التقاط ثاني أكسيد الكربون من مصادر الانبعاثات الصناعية، مثل مداخن المصانع ومحطات توليد الطاقة. بعد التقاط الغاز، يتم ضغطه ونقله عبر خطوط أنابيب إلى مواقع تخزين جيولوجية مناسبة، مثل التكوينات الصخرية العميقة أو خزانات النفط والغاز المستنفدة، وفي بعض الحالات، يُستخدم ثاني أكسيد الكربون المحقون في تعزيز استخراج النفط، وهي عملية تُعرف بالاستخلاص المعزز للنفط.
ويُستخدم ثاني أكسيد الكربون المحتجز في الإمارات بشكل أساسي في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط داخل الدولة.
دعم مشاريع مستدامة
أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة خارطة الطريق الوطنية لعزل الكربون، التي تشمل أنشطة مثل زراعة أشجار القرم وإنتاج بذورها لتعزيز العزل الطبيعي للكربون.
التزام مستقبلي
مع التزام الإمارات بخفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول عام 2030، تُعتبر إدارة الكربون محورًا رئيسيًا لتحقيق الاستدامة. كما تستهدف إنتاج 14.2 جيجاواط من الطاقة المتجددة، مما يعزز الحاجة إلى حلول مبتكرة لإدارة الكربون.
فرص مستقبلية
تفتح أسواق الكربون العالمية الباب أمام دولة الإمارات لبيع أرصدة الكربون أو تصدير تقنيات احتجاه، مما يدعم الجهود العالمية للحد من تغير المناخ ويعزز دور الدولة كقائد إقليمي في هذا المجال.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون سوق الکربون الطوعی دولة الإمارات أرصدة الکربون

إقرأ أيضاً:

ثاني الزيودي: القطاع الدوائي ركيزة أساسية في تعزيز الرعاية الصحية بالإمارات

زار الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للدواء، ترافقه الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام للمؤسسة شركة "جلوبال فارما"، للصناعات الدوائية بدبي، بهدف دعم القطاع الدوائي، وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية، في إطار الدور الاستراتيجي للمؤسسة؛ لدعم الشركات الوطنية من أجل الارتقاء بمنظومة الصناعات الدوائية، نحو آفاق مبتكرة ترسخ مكانة الإمارات مركزاً رائداً للابتكار الدوائي إقليمياً وعالمياً.

وقام  بجولة في منشآت "جلوبال فارما"، اطلع خلالها على جهود الشركة في توسيع خطوط منتجاتها، وتعزيز مكانتها في قطاع الأدوية، وأحدث منتجاتها الدوائية لعلاج مجموعة من الأمراض من ضمنها السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي وأمراض العظام.
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي حرص المؤسسة على تعزيز القدرة الصناعية الدوائية الوطنية وتنافسيتها، مشيراً إلى أن القطاع الدوائي ركيزة أساسية في تعزيز الرعاية الصحية في الدولة، والأمن الدوائي واستدامة المنتجات الطبية، لتجسيد رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق الريادة في جميع القطاعات ومنها الصحية والدوائية، بالإضافة إلى تنويع الاقتصاد الوطني، والتأكيد على ريادة الإمارات في جذب الاستثمارات العالمية.

وأضاف أن هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى دعم النمو المستدام على مستوى القطاع الدوائي، وتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الشركات الوطنية لتسريع وتيرة الابتكار وتقديم حلول صحية مستدامة، من خلال تبني التقنيات المتقدمة لتحسين عمليات التصنيع والتوزيع، لتوفير منتجات طبية وعلاجات مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع، وتعزز الأمن الدوائي والصحي في الدولة، بما يسهم في تحسين جودة حياة أفراد المجتمع وزيادة النمو الاقتصادي المستدام.
من جهته، أكد محمد سعيد الرقباني، مدير عام شركة دبي للاستثمار الصناعي عضو مجلس إدارة "جلوبال فارما" أهمية زيارة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، والدكتورة فاطمة الكعبي، والتي تؤكد أهمية التعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص في تطوير قطاع الأدوية في دولة الإمارات، والارتقاء به نحوآفاق ومستويات جديدة.

مقالات مشابهة

  • رئيس دولة الإمارات يتلقى اتصالا هاتفيا من ولي عهد السعودية
  • ثاني الزيودي يزور جلوبال فارما» للصناعات الدوائية بدبي
  • ثاني الزيودي: القطاع الدوائي ركيزة أساسية في تعزيز الرعاية الصحية بالإمارات
  • احمد الشرع يكشف عن ثاني دولة في محطاته الخارجية بعد السعودية
  • مجلس الوزراء يقر إنشاء مجلس الإمارات للتكامل اللوجستي
  • قسنطينة.. تسمم 3 أشخاص بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • برنامج زمالة الإمارات للاستدامة يحتفي بتخريج الدفعة الثانية
  • الرقابة المالية: أرصدة التمويل العقاري تقترب من 35 مليار جنيه بنهاية أكتوبر الماضي
  • مباحثات سد النهضة تتصدر اتصالًا هاتفيًا بين ترامب والسيسي
  • «دولي الدراجات» يحظر «أول أكسيد الكربون»!