صدى البلد:
2025-02-26@17:39:16 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: جيش الكلمات

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

كان وقع هذه العبارة “جيش الكلمات” التى ذكرتها وأكدت عليها كثيرا روث وايس، الدكتورة اليهودية الأشهر فى جامعة هارفارد. 

وايث بدأت حديثها فى محاضرة لها شهدت إقبالا واسعا من محبى إسرائيل والموالين لها، وقالت فى بداية حديثها: 

"إن واجبكم أن تجعلونا نحن الأصلح والأفضل دوما، ولكن كيف يتم ذلك؟ هذا ما سأوضحه لكم فانصتوا إلي جيدا.

نحن دولة صغيرة لا تكاد ترى على الخريطة، محاطون بكل من يريد لنا الفناء والنهاية، نحن نحب الحياة ونسعى من أجل إقرار هذا الحب الممنوع لأن من يجاورونا لم يحبونا ولن يحبونا، ولذا فلا بد أن نعمل معا من أجل دولتنا المحاصرة بأعدائنا وكارهينا". 

ووجهت حديثها إلى يهود أمريكا وطلبت منهم أن يخدموا فى الجيش الإسرائيلى لمدة ثلاث سنوات ليروا بأنفسهم مدى ما يعانونه من جو محاط بالكراهية من كل جانب.

واستطردت المحاضرة اليهودية مؤكدة أنها لا تقصد الجيش النظامى ولكنها تقصد جيشا من نوع آخر يسمى “جيش الكلمات”، ذلك الجيش يطلب من المنتمين إليه الانضمام إلى الكتيبة الأم الممثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تضم هذه المدارس التى يقوم عليها مخلصون يربون أجيالا تكون كل مهمتهم أن يوضحوا للدنيا كلها أنهم كيهود صالحون وطيبون ولا يريدون سوى العيش فى سلام.

وأضافت: “مهمتكم ليست أن تظهروا أنكم جيش الكلمات صالحين، ولكن أن تعملوا على ان نكون نحن يهود العالم كله يبدون فى أعين الدنيا كلها أناسا صالحين لا يريدون سوى تنفس هواء سلام وأمان بعد ما عشناه قديما من قتل وهولوكست”.

وتمادت فى النصائح وذكرت لهم ضرورة أن يبدأ عملهم من الجامعات وتلقين الطلاب مبادئ جيش الكلمات.

وأوضحت لهم، فى محاضرتها التى جاءت بعد توقيع اتفاق الهدنة بين قوات الاحتلال وحماس، أن “العالم يتغير وأن التغيير يلزمه سياسة جديدة لمواكبة التغير والتغيير  الذى أصبح يهدد ما عملت عليه إسرائيل وداعميها منذ عقود طويلة، وكيف أن ما رسخته تل أبيب فى عقول البشرية جمعاء عن مظلوميتها ومعاناتها أصبح الآن فى محل البحث وعدم التصديق الكلى، هذه المرحلة تستلزم تغييرا يواكبها ويلتقط من بعض مراحلها سلاحا جديدا نضعه فوق رقاب الكارهين لنا بالحجة والدليل بأننا مضطرون ليس إلا”. 

ووسط إعجاب الحضور أكدت وايس وهى تمسح دموعها أن “عليكم مهمة ثقيلة جيش الكلمات أن تجنبوا إسرائيل خوض أى حرب، اعملوا أنتم على تجنيد العالم كلها معها ومؤازرتها، تلك الدولة الصغيرة التى لا تكاد ترى على خريطة العالم والتى تشبه والدو تلك اللعبة التى كنا نلعبها صغارا ونبحث فيها عن والدو ونخوض مباراة طويلة من أجل إظهاره وإعادته إلى مكانه”. 

دكتور وايس واحدة من آلاف إن لم يكن ملايين اليهود الذين يبذلون جهودا جبارة من أجل بلادهم إسرائيل إن كان علينا الاعتراف بها كدولة.

وايس لا بد أن نرفع لها القبعة لأنها وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ودلالات وبكل ما تحمله من ألم وحزن على ما صار عليه وضع منطقتنا التى أصبحت فى وضعية مخيفة ومثيرة للقلق، فبنظرة على كل ما حول بلادنا نجد أن الصهاينة ومن معهم قد استباحوا سوريا وانتهكوا حرمات لبنان ودمروا غزة وتعمل أياديهم فى السودان على تقطيعها إلى دويلات صغيرة، ناهيك عن النية المبيتة لليبيا واللعب بأمنها بطرق مختلفة وخبيثة.

 هى إذن ليست مجرد حربا تنتهي بإعلان وقف إطلاق النار وانسحاب الجنود وتهنئة المنتصر، ولكنها حرب أخرى يعمل فيها جيش مدرب على استخدام الكلمات بنفس قدرة استخدام السلاح، جيش الكلمات العالمى الموالى لدولة الاحتلال انتشر وواصل عمله بأسلحة جديدة فتاكة لن تبقى ولن تذر إلا من رحم ربى.. اللهم فاشهد.. اللهم إنى قد بلغت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا جامعة هارفارد اسرائيل المزيد من أجل

إقرأ أيضاً:

مونيكا ويليم تكتب.. المملكة وسياسة الحياد النشط .. مفاوضات متوازنة بين موسكو وواشنطن

يتعزز الدور الدبلوماسي والتفاوضي للملكة العربية السعودية خلال الفترة الحالية من خلال مساعيها لإدارة الصراعات الدولية والإقليمية الدائرة والتي تتفاقم تداعياتها في ظل الاختلالات الدولية وتراجع العقلانية السياسية ونشوب التباينات الاستراتيجية، وبالتالي تتحول قوة السعودية من قوة نفطية إلى قوة ناعمة.

علي هذا الأساس هنا تتلخص 3 تساؤلات رئيسة يحاول هذا المقال إبراز تحليلاتها والأطر النظرية المتعلقة بها.

فالأول يتعلق بأسباب اختيار المملكة لعقد هذه المباحثات المفصلية ، إذ تنامت التقديرات حول أهمية تنظيم قمة عربية موحدة تعقد في السعودية ولقاء الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي، وهناك دلالات وأسباب عدة على انعقاد هذا اللقاء في الرياض، لاسيما أن هناك دولتين قد عرضوا استضافة هذا الاجتماع سواء صربيا أو سويسرا، إلا أن ترامب يرى ضرورة اختيار واجهة محايدة بعيدة عن أية دولة من المعسكر الغربي، ولا سيما أن السعودية نجحت في نسج علاقات مصالح متبادلة مع بوتين، علاوة على ذلك تحقيق ما يخدم هدف الرئيس ترامب في تصدير الصورة بأن السعودية هي الوجهة الأولي لزيارته خلال الفترتين من جهة وأيضا التأكيد علي انتهاج سياسة مغايرة لبايدن الذي سعي في بداية فترته لعزل السعودية وجعلها منبوذة.

السبب الثالث الثقل الاقتصادي والمالي الذي تتمتع به السعودية داخل الولايات المتحدة وإتمام الصفقة المالية التي يطمح لها ترامب وهو ما برز جلياً في منتدى دافوس حين صرح بان السعودية تستثمر بحوالي تريليون دولار علاوة على ذلك 2 مليار دولار الذي أعطاه صندوق الاستثمار السعودي إلي جارت كوتشنر.

في حين أن السبب الرابع تنامي ثقة ترامب في المملكة خاصة على خلفية نجاحها في الوساطة بين روسيا والولايا المتحدة حيث استطاعت إقناع روسيا بالأفراج عن مارك فوجل وكذلك التوسط لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا وعلي هذا الاساس، قد استفادت المملكة من التزامها الحياد إزاء الحرب الروسية في أوكرانيا، ووفقا لتحليلات عدة، فإن المملكة حققت نجاحاً كبيراً باستطاعتها جمع قوتين عظيمتين في الرياض لتقريب وجهة النظر مما ساهم فى أثبات مكانتها كلاعب رئيسي في الدبلوماسية العالمية وأكسبها أرضية وثقل يمكنها من عرض الخطة العربية لإعادة الأعمار في غزة من ناحية أخري.

ومن جهة المملكة، فالمملكة راغبة في تعزيز العلاقات المتوازنة التي تربط السعودية بالقوى العظمى الدولية، حيث تعد السعودية حليفًا تاريخيًا للولايات المتحدة في المنطقة وخاصة الرئيس دونالد ترامب ، كما تعمل بشكل وثيق مع روسيا فيما يتصل بالسياسة النفطية، خاصة وأنها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.

إلي جانبب ذلك، تعمل المملكة إلي استكمال تطبيع العلاقات مع إيران منذ 2023، لما انبثق عن ذلك من احتواء وتقويض لدور الميليشيات الشيعية في لبنان والعراق المدعومة من إيران.

فضلاً عن ذلك وبجانب السياسة الخارجية البراغماتية للملكة، ينصب اهتمامها حالياً حيال الجانب الاقتصادي وتنفيذ رؤية 2030 والتي تستند على دعم اقتصاد إنتاجي قوي وبالتالي توسع بؤر التوتر من شأنه التأثير على الاقتصاد العالمي ومن ثم أسعار الطاقة.

أما التساؤل الثاني فربما يتعلق بالملابسات والسياق السياسي العالمي، فمع مسح سريع لخريطة التفاعلات، واستقراء دقيق للتحركات تبين ان هناك تصاعد في درجة الاعتمادية بين الملفات وبالتالي أن نجاح القمة سيلقي بظلاله على كثير من مناطق التوتر حول العالم ومنها القضية الفلسطينية، ونتيجة لذلك قد عُقد اجتماع تحضيري في قصر الدرعية بالرياض يجمع وزير الخارجية مارك روبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز مبعوث ترامب لشئون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية سيرجي لافروف ورئيس صندوق الاستثمار الروسي وهذا الاجتماع وضع حجر الأساس للمفاوضات بشأن أوكرانيا وعدد من القضايا التقاطعية على الصعيد الدولي وذلك قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي بوتين. 

كما أنه بالتزامن مع عقد هذا التشاور بين الولايات المتحدة وروسيا، فقد ارتفعت أسعار النفط العالمي نتيجة التسريبات المتعلقة بفرض عقوبات على حاويات النفط الإيراني المصدرة.

وعلي الجانب الأخر هناك مناقشات عُقدت في باريس لمجموعة من الدول الأوربية منها ألمانيا وإيطاليا وبولندا والدنمارك التي تنتظر مخرجات الاجتماع الروسي الأمريكي.

إلي جانب ذلك، عقدت قمة عربية مصغرة غير رسمية وغير اعتيادية وذلك في إطار المساعي للاتفاق على موقف عربي موحد إزاء العديد من الإملاءات لخلط الأوراق في الإقليم العربي وتشكيل واقع عربي مغاير في المنطقة، سواء من حيث بناء تفاهمات حول آليات تمويل إعادة الأعمار في قطاع غزة أو من سيقوم بالتمويل وأخيرا تقديم رؤي وأطروحات حول شكل القطاع ومن سيتولى إدارته تباعاً وذلك تمهيداً لعرض تلك المرئيات في القمة العربية بالقاهرة. 

أما التساؤل الثالث فيرتكز حول محاولة استقراء الطبيعة التفاوضية والملفات التوافقية بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي والتي تنطلق من نسق عقائدي مفاداه ضرورة أنهاء التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا الذي نشب خلال الثلاث السنوات الماضية. 

ومع محاولة الوقوف على المعايير التي تستند عليها هذه المباحثات، خاصة في ظل بعض النقاط الخلافية بينهما والتي تتمثل في التواجد العسكري في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران وسوريا.

فالانسحاب من سوريا يعد أبرز القضايا الخلافية بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط، إذ تحافظ كل من الجانبين على وجود عسكري في الأراضي السورية منذ سنوات.

ومنذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق في 8 ديسمبر 2024، بدأت روسيا في سحب أصولها العسكرية من سوريا، مما أثار تساؤلات بشأن دورها المستقبلي في المنطقة. ومع ذلك، تسعى روسيا إلى الحفاظ على الوصول إلى قاعدتي "طرطوس" البحرية و"حميميم" الجوية، وهما موقعان استراتيجيان شكّلا نقاط ارتكاز رئيسة للنفوذ العسكري الروسي في المنطقة. وبالتالي هناك تقديرات تشير أن روسيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع سوريا للحفاظ على وجود عسكري محدود في البلاد بعد سقوط الأسد.

وعلي الجانب الآخر وفي ظل عدم إعلان ترامب عن استراتيجية واضحة حيال مستقبل سوريا، فقد تختلف التأويلات في هذا الشأن حول الشروط التي قد يسعي ترامب لفرضها علي روسيا فيما يخص تواجدها في سوريا ، سواء الانسحاب الكامل أو التفاوض علي التعاون لمواجهة داعش بعد اقناع ترامب ان الوجود الروسي من شأنه تعزيز الاستقرار .

أما القاعدة العسكرية الروسية في السودان تبرز كأحدث الملفات الخلافية وذلك على خلفية مساعي روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، وتأسيساً على ذلك من المرجح إن إدارة ترامب قد تدفع بشرط الانسحاب الكامل لروسيا من سوريا من أجل إفشال مخطط روسيا مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، نظراً لأن روسيا تستخدم قواعدها في سوريا لإرسال الأسلحة والقوات إلى عملياتها العسكرية في إفريقيا.

وأخيرا تعد العلاقات الروسية الإيرانية من اهم الملفات النقاشية خاصة مع تنامي درجة الاعتمادية الإيرانية علي روسيا عقب تنامي التقارب بينهما على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية حيث الدعم الإيراني لها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة و8 آلاف مسيرة إيرانية أثناء حرب في أوكرانيا مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على طهران.

واتصالاً من المرجح أن تفاوض روسيا خلال محادثاتها مع الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران كجزء من اتفاق سلام في أوكرانيا، وذلك بالنظر لما يمكن أن تساهم به زيادة صادرات النفط الإيراني في استقرار أسعار الطاقة، مما سيسهم بشكل مباشر في التعافي الاقتصادي الروسي بعد الحرب.

ورغم أن الإطاحة بالأسد من الرئاسة في سوريا، أضعفت بشكل كبير نفوذ روسيا وإيران على حد سواء في الشرق الأوسط، وساهم في تفكك محور المقاومة الإيراني إلا أن ذلك لم يوقف اهتمام روسيا وإيران بالحفاظ على وجودهما بالمنطقة.، خاصة انه بدون سوريا سيجد النظام الإيراني صعوبة في إعادة بناء قوة حزب الله. 

من منظور إسرائيل والولايات المتحدة، لابد من التوصل إلى وضوح استراتيجي يتعلق بطبيعة التعاون بين إيران وروسيا، كما أنها تسعي إلي إيصال رسائل مهمة إلى ايران عبر موسكو.

ختاماً: تلعب المملكة دورًا محوريًا في المشهد الدبلوماسي الدولي، حيث توازن بين المصالح الاستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة، مما يعزز موقعها كوسيط موثوق. ومع تصاعد التوترات بين القوتين، يظل دورها عاملاً حاسمًا في تعزيز الاستقرار العالمي وضمان استمرار قنوات الحوار بما يخدم المصالح الدولية والإقليمية خاصة في ظل تصاعد درجة الاعتمادية بين الملفات .

مقالات مشابهة

  • ألف سلامة عليك.. حسن الرداد يدعم عمرو مصطفى بهذه الكلمات
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: ترامب وهدم الجيش الأمريكي
  • دعاء أواخر شهر شعبان.. ودعه بهذه الكلمات
  • «العالم بعد غزة».. كتاب جديد عن آثار مأساة أوجعت قلب الإنسانية
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تقتل الأطفال وتختطف المدنيين وسط صمت دولي
  • ابتلاء من الله..مدحت العدل يدعم عمرو مصطفى بهذه الكلمات
  • ريهام العادلي تكتب: طقوس رمضان في صعيد مصر
  • دعم الغرب المطلق لإسرائيل جعل قادتها ينفصلون عن الواقع والدولة العبرية أصبحت مصدر خزى وتهديد ليهود العالم
  • مونيكا ويليم تكتب.. المملكة وسياسة الحياد النشط .. مفاوضات متوازنة بين موسكو وواشنطن
  • منال الشرقاوي تكتب: مسلسلات رمضان 2025.. من يربح السباق؟