معرض القاهرة يناقش كتاب «الكلمات الإيطالية المشتقة من اللغة العربية»
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب، جلسة حوارية متميزة لمناقشة كتاب «الكلمات الإيطالية المشتقة من اللغة العربية: دراسة لغوية مقارنة»، أدارها الشاعر والكاتب أسامة جاد، وشارك فيها الدكتور عبد الله النجار، مترجم الكتاب، والدكتور عصام السيد، وتناولت الجلسة أثر اللغة العربية في تشكيل مفردات اللغة الإيطالية، والعلاقات الثقافية والتاريخية التي دعمت هذا التأثير عبر العصور.
افتتح أسامة جاد، الندوة بالتأكيد على أهمية الموضوع، مشيدًا بالخبرة الواسعة للمشاركين، حيث أشار إلى إنجازات الدكتور عبد الله النجار، الذي ترجم أكثر من 50 كتابًا وأعد 80 دراسة بحثية، وامتدح مهارة الدكتور عصام السيد في الترجمة والبحث. وأوضح جاد أن اللغات تتأثر ببعضها البعض كالكائنات الحية، مشيرًا إلى التأثير العميق للعربية على الإيطالية في فترات تاريخية مختلفة.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الله النجار، أن الكتاب يمثل ترجمة مشتركة بينه وبين الدكتور عصام السيد، حيث عملا على تقسيم الأجزاء ومراجعة كل منهما عمل الآخر لضمان وحدة الأسلوب وسلاسة النص.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025وأكد النجار أهمية الترجمة كوسيلة لنقل النصوص الأصلية بأمانة دون إضافات أو تغييرات، مشيرًا إلى أن اختيار الكتاب جاء بناءً على اقتراح الدكتور عصام السيد، مع توضيح أن مؤلف الكتاب الإيطالي، «لويجي رينالدي»، قدم مقدمة منصفة عن العرب والمسلمين.
الدكتور عصام السيد أشار إلى التحديات التي واجهها الإيطاليون في توحيد لغتهم خلال العصور الوسطى، موضحًا أن دخول الكلمات العربية إلى الإيطالية ساهم في تعزيز التفاعل الثقافي بين الشعبين. وأشاد بدور الدكتور النجار في تحسين جودة الترجمة، مؤكداً أن اللغة العربية أثرت بعمق على لغات عديدة، بما فيها الإيطالية.
في سياق النقاش، تحدث النجار عن أهمية الترجمة كصناعة ثقافية، موضحًا أن اختيار الكتب للترجمة يعتمد على قيمتها الثقافية ورسالتها. كما شدد على أهمية الحفاظ على روح النصوص الأصلية مع مراعاة بعض التحفظات المتعلقة بالرموز الدينية.
وأشار الدكتور عصام السيد إلى أن الكتاب يُعد مرجعًا ثمينًا للمؤرخين واللغويين، مؤكدًا أن العربية قدمت إسهامات كبيرة في تطور اللغات الأخرى. كما تناول أهمية ثقافة الترجمة ودور الدول في تعزيزها، مشيرًا إلى أن الترجمة تتيح الحفاظ على الثقافات والفلسفات المتعددة من الاندثار.
اختتمت الجلسة بقراءة الدكتور عبد الله النجار مقتطفات من الكتاب، مستشهداً بنصوص تدعم رؤية المؤلف الأصلية حول التأثير الإيجابي للعرب والمسلمين على الثقافة واللغة الإيطالية.
اقرأ أيضاً«ورش فنية وحكي عن حب الوطن» في صالة الطفل بمعرض الكتاب
هيئة قصور الثقافة تقدم مجموعة من الورش الفنية ضمن معرض الكتاب
«تنوير ووطنية».. معرض الكتاب يحتفل بمئوية مجلة «المصور» صور
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 معرض الكتاب 2025 الدکتور عبد الله النجار الدکتور عصام السید اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لطلاب اللغة العربية كتاب بحوث بلاغية
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "بحوث بلاغية"، بقلم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
يضم هذا الكتاب خمسة بحوث بلاغية كُتِبَتْ متفرقة، الأول: "قراءة في الفصاحة والبلاغة"، الثاني: "دراسات في الاستعارة"، البحث الثالث: "دراسات في الكناية"، البحث الرابع: "دراسات في التعريض"، البحث الخامس: "قراءة في شواهد التجريد".
وهذه البحوث الأربعة قرأها المؤلف مع طلاب كلية اللغة العربية من عام ٢٠١٥م إلى عام ٢٠١٩م، وقد آثر المؤلف جَمْعَها ولَمَّ شَمْلِها بعد طُولِ شَتَاتٍ، وهي بُحُوثُ تَدْرُسُ مسائل من متن علم البلاغة.
ويصف المؤلف - في مقدمة كتابه- هذه البحوث، موجهًا رسائل لطلاب العلم، بالقول: "لا تَزْعُمُ - هذه البحوث- أنها أتت فيها بما كانت تصبو إليه وترجوه، مع أنها لم تقصر في بذل الجهد والتفرغ وإطالة النظر وإدمان قرع أبواب الفكر في كل مسألة، والحمد لله جَلَّ وَعَلَا الذي لم يَرُدَّ اليد خالية من الخير، بل وضع فيها من فضله وعطائه ما يوجب مزيد شكره، ويقيني أن طول الصبر والنظر والتدبر مما يفتح ما أُغْلِقَ من أبواب العلم، ويَهْدِي إلى أبكار من الأفكار في مسائل "قد قُتِلَتْ بَحْثًا" كما يقول من طاف به طائف من اليأس؛ فإن العلم ليس فيه شيء يُقْتَلُ ويموت إلا في نفوس مُجْدِبَةٍ أصابها اليأس، والعلم يحيا بحياة النفوس التي تدرسه، ويزكو، وينمو، ويَخضر عوده، ويُورق ويثمر، وتزدهر به الحياة".
ومما أثاره البحث الأول "قراءة في الفصاحة والبلاغة" أن مخالفة القياس النحوي والصرفي مبحث يُعنى به علماء النحو والتصريف، وإلحاقه بدرس الفصاحة والبلاغة إلحاق ليس له مبرر، وهو قليل الجدوى في علم البلاغة، إلا إذا كان وراءه سر لطيف وملمح بلاغي لا يدل عليه الكلام إذا جاء صحيحًا نحويًّا وصرفيًّا.
ومما أثاره البحث الثاني "دراسات في الاستعارة" أن الإمام عبد القاهر خطا ببحث الاستعارة الخالية عن الفائدة خطوات مهمة جدًّا وجديدة جدًّا لم يسبق إليها، مع أن المادة العلمية التي أدار عليها كلامه هي هي في كتب أهل العلم الذين سبقوه، ومع هذا الجهد الذي بذله الإمام فإنه بقي فيها باب مفتوح للبلاغيين من بعده.
ومما أثاره البحث الثالث "دراسات في الكناية"، أن الكناية عن موصوف واحد قد تتعدد في شواهد كثيرة، ثم لا تصلح واحدة منها أن توضع موضع الأخرى ولا تَسُدُّ مَسَدَّها، وحاول البحث تطبيق ذلك -قدر طاقته- في الكنايات القرآنية عن الجماع. وأن ما يتناسب من الكناية وما لا يتناسب باب جليل فتحه الإمام عبد القاهر، ولم تستثمره الدراسة البلاغية من بعده، بل أُغلق هذا الباب على كنوزه وودائعه. وأنه قد يستوفي الكلام الكناية عن موصوف أو عن صفة، ثم يأتي بعد تمامها تصريح بالمكني عنه المقصود من الكناية السابقة، وهذا نمط من البيان لم أر من علماء البلاغة من نبه عليه، مع أن له شواهد، وفي التصريح بالمكني عنه فوائد ولطائف خاصة في سياقها.
ومما أثاره البحث الرابع: "دراسات في التعريض" أن ما يتناسب من التعريض امتداد لما فتحه الإمام عبد القاهر في درس ما يتناسب من الكناية وما لا يتناسب، وحاولت الدراسة أن تمد هذا الباب ليدخل فيه التعريض. وأن للتعريض صورًا أكثر من أن تُحْصَى، رَصَدَ البحثُ خَمْسَ صور منها، وهناك صور أخرى تحتاج إلى تتبع واستقصاء من الباحثين والدارسين.
ومما أثاره البحث الخامس "قراءة في شواهد التجريد" أمران؛ الأول: أن الخطيب القَزْوِينِي عَرَّفَ التجريد فقال: «هو أن يُنتَزَعَ من أمر ذي صفة أمر آخرُ مِثْله في تلك الصفة مبالغة في كمالها فيه»، وعند تطبيق حدود هذا التعريف على قول الله جَلَّ وَعَز: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَة حَسَنَة لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: ٢١] نقول: إن الآية جردت من الرسول ﷺ شخصًا آخر مثله في صفة الأسوة الحسنة مبالغة في اتصافه بها، وتبين من التحليل أنه ينبغي أن يضاف شرطان لمفهوم التجريد إذا أُطلق في حقه، وهما: الشرط الأول: أن المنتزع له (وهو الشخص الذي يشبه الرسول ﷺ في الصفة) لا يَبْلُغُ الكمال في الوصف المحقق فيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن بلوغ الكمال البشري في هذا الوصف ليس لأحد إلا له صلى الله عليه وسلم. الشرط الثاني: أن القصد من التجريد هو المبالغة في اتصاف المنتزع منه (وهو الرسول ﷺ) بالصفة التي يَفِيضُ بها على غيره، وهذه المبالغة لا تَرِدُ في حَقِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأن اتصافه بالكمال البشري في كل صفة هو على جهة الحقيقة والتحقيق، لا على جهة المبالغة والادعاء بمنطوق قول ربنا جَلَّ وَعَلَا في حقه صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: ٤]. الأمر الآخر: التنبيه على ضرورة استقصاء المعاني التي يلجأ الشعراء عندها إلى أن يجرد أحدهم من نفسه شخصًا آخر يخاطبه؛ لأن جمع هذه المعاني وتقييدها يرسم لنا خريطة هذا القسم من التجريد التي لا تزال تبحث عن باحث صادق الهمة قوي العزيمة، وهو موضوع جدير بالبحث والدراسة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.