بعد مائة عام.. الاحتلال الخائف يتبنى عقيدة جابوتنسكي عن الجدار الحديدي
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في ضوء الحروب التي يشنها الاحتلال على العديد من الدول المجاورة، وحالة الخوف التي تتملكه، يستحضر الإسرائيليون النظريات المؤسسة للحركة الصهيونية منذ بداياتها، لاسيما مقال زئيف جابوتنسكي الذي كتبه قبل نحو مائة عام حول "الجدار الحديدي"، واللافت أن الاحتلال ما زال يراه صحيحا حتى اليوم، ما يستدعي منه الحفاظ على هذا الجدار كي يتمكن من الاستمرار في الوجود في ظل البيئة القاسية حوله.
البروفيسور بوعاز غولاني أستاذ علوم البيانات واتخاذ القرار في معهد التخنيون بجامعة حيفا، أكد أن "ما يقرب من مائة عام مرّت منذ أن نشر جابوتنسكي مقاله عن الجدار الحديدي، شارحا عقيدته حول كيفية تمكن الحركة الصهيونية من تحقيق رؤيتها، وإقامة دولة يهودية، وهو أول من أدرك أن الطريقة الوحيدة التي قد يوافق بها العرب على الاعتراف بحق اليهود في إقامة هذه الدولة هي القوة العسكرية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الحركة الصهيونية السائدة آنذاك لم تقبل خطة جابوتنسكي، وحاولت الترويج لنهج أكثر شمولاً، بموجبه سيتم إنشاء دولتين هنا، وكان بن غوريون وأصدقاؤه في حزب الماباي يعتقدون أنه يمكن تحقيق الدولة اليهودية بالوسائل السلمية، لكن مرّت خمس وعشرون سنة أخرى قبل أن يغير رأيه، ويتبنى فعلياً النقاط الرئيسية لمنهج جابوتنسكي في إطار مفهوم الأمن الاستراتيجي الذي صاغه مباشرة بعد حرب 1948".
وأشار إلى أن "الكثير حدث هنا منذ كتب جابوتنسكي عقيدته حول الجدار الحديدي، فقد أقام اليهود دولة الاحتلال، وأدخلوا المزيد من الهجرات اليهودية، وقسموا أرض فلسطين إلى نصفين، وحلموا بالشرق الأوسط الجديد، إلى أن جاء هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ومعه خيبة الأمل، ما يؤكد أن مقال جابوتنسكي لا يزال صحيحا اليوم تماما، كما كان صحيحا آنذاك، وبالتالي فإن على إسرائيل أن تبني وتحافظ على جدار حديدي قوي حتى تتمكن من الاستمرار في الوجود في البيئة القاسية التي تجد نفسها فيها".
وأوضح أن "حكومة الاحتلال تسلمت مؤخرا التقرير النهائي للجنة ناغال، الذي ناقش احتياجات ميزانية الدفاع للسنوات القادمة، وظهر واضحا أن التقرير حدّد القرارات المتخذة بهذا الشأن على شكل الجدار الحديدي الإسرائيلي في العقد المقبل، ولكي يفي هذا الجدار بالتوقعات، فإن الأمر سيتطلب استثماراً هائلاً في وسائل الحرب والقدرات التكنولوجية والتنمية البشرية، والذكاء الاصطناعي، والقدرات العسكرية في الفضاء والأسلحة الليزرية وما إلى ذلك".
ولفت إلى أن "إحدى الأفكار الحيوية التي استخلصناها من حرب السيوف الحديدية (العدوان على غزة) هي الحاجة لإنشاء مناطق عازلة خارج حدودنا، طالما أن الجانب الآخر لا يعترف تماما باستسلامه أمامنا، رغم ما مُني به من انتكاسات عسكرية، ولذلك فقد تم مؤخرا إنشاء مثل هذه المناطق الأمنية في قطاع غزة وجنوب لبنان وشرق مرتفعات الجولان، بعد أن استوعبت مصر والأردن حقيقة أنه لا يمكن هزيمة الاحتلال عسكريا، ومن الأفضل لهما أن تعيشا معه في سلام".
واستدرك بالقول إنه "مع التطورات المقلقة التي نشهدها على حدود الاحتلال مع مصر والأردن، سيتعين عليه أن يفكر بإنشاء مناطق عازلة مماثلة هناك أيضاً، وهنا يبقى السؤال المفصلي الخاص بإقامة الجدار الحديدي داخل إسرائيل ذاتها لمواجهة فلسطينيي48 الذين يعيشون فيها، ما يستدعي اتباع سياسة أمنية قوية، لا تقبل حجم الأسلحة غير القانونية الموجودة بينهم، وهو جزء من الجدار الحديدي في عصرنا هذا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال فلسطين غزة فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجدار الحدیدی
إقرأ أيضاً:
أردوغان في خطابه بعد صلاة العيد: “اللهم دمر إسرائيل الصهيونية وأذلها”
أدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صلاة عيد الفطر في مسجد تشامليجا الكبير في إسطنبول، وبعد الصلاة أدلى بتصريحات، حيث وجه انتقادات حادة لإسرائيل. وقال أردوغان: “اللهم، دمر إسرائيل الصهيونية وأذلها.”
إدانة للاعتداءات الإسرائيلية على غزة
تطرق أردوغان في حديثه إلى المعاناة الإنسانية في غزة، مؤكدًا رفضه الشديد للهجمات الإسرائيلية، وأضاف أن إسرائيل يجب أن تتحمل مسؤوليتها عن المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
هدوء غير مسبوق في إسطنبول
الأحد 30 مارس 2025استمرار المجزرة في صباح العيد
من جهة أخرى، استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في أول أيام عيد الفطر، حيث استيقظ سكان غزة في صباح العيد على قصف جديد بعد أن كانوا يأملون في السلام والأمان. استهدفت القوات الإسرائيلية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث كان الفلسطينيون قد هربوا إلى هناك بسبب الحرب.
العديد من الأطفال بين الضحايا
أسفر القصف المكثف عن مقتل العديد من المدنيين، بينهم أطفال، فيما أصيب العديد الآخرون. وعلى إثر الهجوم، هرع فرق الإسعاف والمتطوعون في المنطقة لإنقاذ الجرحى، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس، الذي يعاني من ضغط كبير بسبب العدد الكبير من المصابين.
ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 50 ألف
وبحسب التقارير، ارتفعت حصيلة القتلى في غزة إلى 50,277 شخصًا، بينما وصل عدد الجرحى إلى 114,095 شخصًا منذ بداية الهجمات الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023. كما أُفيد بوجود الآلاف من الضحايا تحت الأنقاض.