أحيا المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذكرى الـ14، لثورة "25 يناير 2011"، والتي أسقطت في غضبون 18 يوما، الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

وقال مصريون إن ذكرى "يناير" تأتي هذه المرة في ظل أوضاع صعبة وغير مسبوقة على الشعب الذي تجاوز تعداده حاجز الـ110 مليون نسمة.

ومنذ العام صيف 2013، أي بعد عامين ونصف فقط من الثورة، يحكم عبد الفتاح السيسي مصر بعد وصوله إلى الحكم بانقلاب عسكري.



وتراجع المستوى المعيشي للمصريين، وزج بعشرات الآلاف في السجون، كما قتل النظام المصري خلال السنوات الماضية المئات.

وما بين أحداث 25 يناير 2011 والإعلان عن الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، مرت خلالها بمحطات من شعبية وسياسية وعسكرية بارزة.

  25  كانون الثاني/ يناير 2011
دعت صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك المصريين للنزول إلى الشارع للاحتجاج ضد الفساد والفقر والبطالة يوم 25 كانون الثاني/ يناير 2011 بالتزامن مع عيد الشرطة المصرية، وبدأت المظاهرات من ميدان التحرير وامتدت لميادين أخرى، وتصدت لهم قوات الأمن المركزي بعنف، وسقط عدد من الشهداء.

28 كانون الثاني/ يناير 2011 (جمعة الغضب)
كان أحد أهم أيام الثورة التي بلورت ملامحها من احتجاجات ومظاهرات إلى ثورة ضد النظام، وعرف ذلك اليوم بجمعة الغضب.

استخدمت قوات الأمن القوة لفض التحركات والاحتجاجات التي عمت ميادين البلاد، وصمد المتظاهرون في وجه القوات الأمنية، وكسر المتظاهرون حصار الشرطة التي انسحبت واختفت من الشوارع، وفتحت السجون، وأعلنت السلطة حظر التجوال ونزل الجيش بآلياته الشوارع لمساندة الشرطة.

29 كانون الثاني/ يناير 2011 – حل الحكومة
اضطر الرئيس حسني مبارك إلى الخروج والإعلان عن حل حكومة أحمد نظيف، وكلف الفريق أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة وعيّن مدير المخابرات العامة عمر سليمان نائبا له، ووعد بحل المشكلات الاقتصادية، لكن المتظاهرين رفضوا الخطاب.

1 شباط/ فبراير 2011 – الخطاب العاطفي
خرجت مظاهرة مليونية، وعاد مبارك بخطاب عاطفي أعلن فيه عدم نيته الترشح لولاية جديدة، مع تمسكه برفض الرحيل الفوري عن الحكم، كاد يؤتي ثماره لولا غباء السلطات .

 2  شباط/ فبراير 2011 – موقعة الجمل
خطط النظام وأنصاره لإخلاء ميدان التحرير بالقوة من خلال الاستعانة بآلاف البلطجية والمجرمين مزودين بالأسلحة البيضاء والجمال وعرفت بموقعة الجمل، ولكن الثوار تصدوا لها واستمرت المعركة حتى اليوم التالي، وانسحاب ما تبقى من البلطجية.

10  شباط/ فبراير 2011 – مبارك يتمسك بمنصبه
أصدر الجيش بيانه الأول وأعلن استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حالة انعقاد دائم. تمسك مبارك بموقفه الرافض للتنحي، وقرر الثوار استكمال مظاهراتهم من خلال تنظيم مليونية الزحف، ورفضوا دعوة عمر سليمان العودة إلى منازلهم.

11  شباط/ فبراير 2011 – تنحي مبارك
خرج أعلن اللواء عمر سليمان وأعلن تنحي مبارك عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، وانتصرت الثورة في إزاحة مبارك بعد 30 عاما من الحكم المطلق، ولكن لم يدر بخلد الثوار أنها كانت بداية المعركة مع الحاكم الجديد.

ألقى الجيش البيان الثاني وتعهد بإنهاء حالة الطوارئ وضمان إجراء انتخابات ديمقراطية، وعلق العمل بالدستور. ‌

19 آذار/ مارس 2011 - استفتاء التعديلات الدستورية
تقرر إجراء استفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة لضمان إجراء انتخابات نزيهة، وتمهيد الطريق لحكم مدني ديمقراطي. وتضمنت تقليص فترة الرئاسة إلى أربع سنوات بدلا من ست، واقتصارها على فترتين وإشراف قضائي على العملية الانتخابية.

وافق غالبية الناخبين على التعديلات، ثم أصدر المجلس العسكري إعلانا دستوريا جديدا.

13 نيسان/ أبريل  2011- حبس مبارك ونجليه
 قرر النائب العام حبس مبارك ونجليه ووزير الداخلية حبيب العادلي وستة من مساعديه، على ذمة التحقيقات.

24  أيار/ مايو 2011 – إحالة مبارك للمحاكمة
قرر النائب العام إحالة مبارك ونجليه و6 من مساعديه للمحاكمة الجنائية بتهم قتل المتظاهرين في أثناء ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وارتكاب جرائم فساد مالي.

3  آب/ أغسطس 2011 – محاكمة مبارك
في محاكمة استثنائية دخل مبارك والمتهمون معه قفص الاتهام في أولى جلسات محاكمته في سابقة، هي الأولى من نوعها .

لم يخف مخطط المجلس العسكري بإطالة أمد الفترة الانتقالية، واندلعت اشتباكات عديدة بين الثوار الرافضين للمجلس العسكري وبين قوات الجيش، بدأت بأحداث ماسبيرو التي قتل فيها نحو 35 متظاهرا أغلبهم من الأقباط على يد قوات الأمن.

19  تشرين الثاني/ نوفمبر 2011  - أحداث محمد محمود
اندلعت حرب شوارع واشتباكات دامية بين بعض قوى الثورة والمجلس العسكري فيما عرف بأحداث محمد محمود، للمطالبة بسرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبين، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والمصابين.

28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 - انتخابات برلمانية
أجريت أول انتخابات برلمانية حرة تشهدها البلاد، وفاز حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين بأغلب المقاعد، تلاه حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية.

1 شباط/ فبراير 2012 - مذبحة بورسعيد
في ذكرى معركة الجمل وقعت أحداث شغب في ملعب بورسعيد، عقب مباراة كرة قدم بين فريقي المصري والأهلي، أدت إلى مقتل 72 من مشجعي النادي الأهلي، وأشارت أصابع الاتهام إلى المجلس العسكري بالوقوف وراء المجزرة.

2  أيار/ مايو 2012 - اشتباكات العباسية
تفجرت اشتباكات دموية في منطقة العباسية بالقاهرة بين معتصمين بالقرب من مبنى وزارة الدفاع ومسلحين مجهولين، والمعتصمين لمطالبتهم بتسليم السلطة للمدنيين.

أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2012- أول انتخابات رئاسية حرة
أجريت أول انتخابات رئاسية ديمقراطية متعددة، تنافس بالجولة الأولى 13 مرشحا من مختلف الاتجاهات السياسية من بينهم محمد مرسي، أحمد شفيق، عمرو موسى، عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي، وانحصرت المنافسة في الجولة الثانية بين مرسي، مرشح حزب الحرية والعدالة، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، وانتهت بفوز مرسي الذي أصبح أول رئيس مصري منتخب وأدى اليمين الدستورية من ميدان التحرير رمز الثورة.

2 حزيران/ يونيو 2012- الحكم على مبارك
انتهت"محاكمة القرن" بالحُكم على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لدورهما في قضية قتل المتظاهرين.

12  آب/ أغسطس 2012  -عزل وزير الدفاع
فاجأ الرئيس المنتخب محمد مرسي المجلس العسكري بإصدار قرار بعزل وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، وتعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدلا منه.

15 كانون الأول/ ديسمبر 2012- استفتاء على دستور جديد
دعا الرئيس مرسي المصريين للاستفتاء في على مشروع الدستور الجديد، وسط انقسام كبير انتهى بإقرار الدستور.

22  تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 – الإعلان الدستوري
أصدر الرئيس مرسي إعلانا دستوريا مكملا للدستور للحيلولة دون الانقلاب على الدستور ما تسبب في أزمة سياسية في البلاد، واستغلت الدولة العميقة الانقسام وأوعزت للقضاة بمقاطعة الإشراف على الاستفتاء، وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2012 ألغى مرسي الاستفتاء كحل توافقي.

 26 نيسان/ أبريل 2013 – ظهور حركة تمرد
ظهرت على الساحة حركة مجهولة باسم تمرد مدعومة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، دعت لسحب الثقة من الرئيس مرسي، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

30 حزيران/ يونيو 2013 – مظاهرات للإطاحة بمرسي
انطلقت احتجاجات واسعة نظمها المؤيدون والمعارضون في القاهرة أدخلت البلاد في حالة فوضى، زعم فيه الجيش الوقوف على الحياد.

1  تموز/ يوليو 2013 – الجيش يتدخل
وجهت القوات المسلحة المصرية إنذارا وأمهلت القوى السياسية 48 ساعة "لتحمل أعباء الظرف التاريخي، وإذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة، فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها".

3  تموز/ يوليو 2013 – الانقلاب العسكري
أعلن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس مرسي، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور إدارة شؤون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وعطّل العمل بالدستور، شارك في بيان الانقلاب قيادات الجيش وشيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الأقباط تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وعدد من رموز القوى السياسية المناوئة لحكم مرسي.




تأتي علينا ذكرى ٢٥ يناير فنتذكر أننا كنا نحب مصر في يوم من الأيام .. pic.twitter.com/Z9roMUZiHx

— سيف القاسم (@SeifAlQassem) January 24, 2025

في ذكرى ثورة يناير.. لم يعد أمام الشعب خيار سوى التغيير

ستظل ثورة يناير أصدق لحظات التعبير عن ضمير الشعب المصري وأنقاها، وسيظل شعار "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية" صورة شاخصة تجسد الحلم المصري في حياة حرة كريمة، وأملاً معقوداً في خيال الشعب، يسعى لتحقيقه… pic.twitter.com/UWrvb13y0g

— المكتب الإعلامي (@MBSMOfficial) January 25, 2025

لقد مسَّنا الحُلم مرة وستبقى تلاحقنا دومًا ذكرى ثورة 25 يناير.

رحم الله شهداء الثورة pic.twitter.com/A585LXgTJ9

— ديدو ‏ (@Dorktya) January 24, 2025

✍️
حدوته مصريه ...
فى ذكرى ثورة (٢٥ يناير ) العظيمة -شاء من شاء وأبى من أبى- تحية لارواح الشهداء ودماء المصابين التى نزفت ولكل العيون التى فقئت رفضا للظلم والفساد مطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية !!! pic.twitter.com/Vaq468lXEw

— ‏‏النـاظر (@ub__58) January 24, 2025

تحل علينا ذكرى 25 يناير، والحديث عن هذا الحدث ذو شجون، واسترجاع ذكراه يثير بالنفس مشاعر مختلطة؛ لأن الشعوب العربية لم تهتدِ بعد إلى حريتها، إذ إن تحركات الربيع كلها لم تتطور لتكون ثورات حقيقية، بل بقيت انتفاضات، لكنها تبقى نقاطًا ناصعة البياض في تاريخ أمتنا وأملًا في مستقبل أفضل. pic.twitter.com/iFFfYFUd5B

— رَعدٌ (@Raaaaaaaa3d) January 25, 2025

في ذكرى ٢٥ يناير عايز أقول ان الهوا اللي اتنفسته في الأيام دي عمري ما اتنفسته قبلها ولا بعدها صورة الكون كله كانت بالألوان كأنه لعنة فضلت سارية في دمي عشان تغير كل حاجة في حياتي أو زي ما قالت أروى صالح لقد مسنا سحرُ الحلم مرة، ومَن ذاق عرف

— أحمد أمين (@Ahmed_Ameen_) January 25, 2025

أحلامنا في 25 يناير 2011 كانت نقية، خالية من التعقيدات، مجرد رغبة في عالم أفضل، في عدالة وسلام وأمان.

وربما تلك اللحظات زرعت في دخلنا شيئًا لن يزول، شوقًا دائمًا للتغيير، وإيمانًا بأن حتى الأحلام التي يراها الأطفال يمكن أن تكون بداية لواقع جديد.

بعد عشر سنين من هجرة قسرية، ما… pic.twitter.com/xDGqbL9zDs

— omar elfatairy (@OElfatairy) January 25, 2025

السلام علي ثورة يناير و علي من آمن بها ومن مات فداءً لها..نرددها إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها

لقد مسَّنا الحُلم مرة وستبقى تلاحقنا دومًا ذكراها.
الذكرى ال١٤ لأعظم حدث في تاريخ مصر..#ثورة_25يناير pic.twitter.com/aaeF7EESIa

— البرَاء ???? (@baraa_JFT20) January 24, 2025

قامت #ثورة_يناير لمنع التوريث ولولا الشجعان الذين قالوا #كفاية، لولا الذين اتهموا في وطنيتهم وولاءهم لبلدهم، لولا الذين مئات ضحوا بأرواحهم أو فقدوا أعينيهم، لولا آلاف المصابين والمعتقلين، لولا كل الذين تحملوا الأذى وسوء الظن، كان سيكون هذا المانشيت واقع وحقيقي، ليس مجرد فوتوشوب pic.twitter.com/4JojWFsyCe

— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) January 25, 2025

تعليمات للصحف الصادرة اليوم بتجاهل ذكرى ثورة يناير وتجاهل عيد الشرطة أيضا
لأنه يتزامن مع ذكرى الثورة!!!
يعني حضرتك خايف الناس تشتري الجريدة فتقرأ الخبر فتتذكر أن اليوم 25 يناير!!!؟
هو ده إيه بجد؟!#ثورة_يناير pic.twitter.com/7DyjahmyS5

— Haytham Abokhalil هيثم أبوخليل (@haythamabokhal1) January 25, 2025

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية المصريون يناير مبارك السيسي مصر السيسي الإخوان مبارك يناير المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انتخابات رئاسیة المجلس العسکری کانون الثانی الرئیس مرسی ثورة ینایر ذکرى ثورة فبرایر 2011 pic twitter com ینایر 2011 ثورة 25

إقرأ أيضاً:

في ذكرى يناير.. هل تكشف استعانة السيسي برجال مبارك تزعزع ثقته بالجيش؟

بعد نحو 12 عاما من سيطرة رأس النظام في مصر عبدالفتاح السيسي على حكم البلاد، وبالتزامن مع الذكرى الـ14 لثورة 25 يناير 2011، فقد عادت حكومته الأطول عمرا (منذ 2018) لتستعين بأهم رجال أعمال ورموز السياسة في عهد حسني مبارك بمجالات السياسة والاقتصاد والصناعة والسياحة والتنمية والإعلام، وغيرها.

تلك الحالة وإصرار السيسي، على هذا التوجه، أثارا التساؤلات حول أسباب فشل السيسي في صناعة رجاله وقوته الصلبة والناعمة، وحول ما تكشفه استعانة السيسي برجال مبارك من فشل نظريته طيلة السنوات الماضية حول الاستعانة بالمقربين والثقات ورجال الجيش، دون الكفاءات والخبرات.

والخميس الماضي، أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، قرارا بتشكيل 6 لجان استشارية متخصصة لتعزيز التواصل مع القطاع الخاص، وهي الاقتصاد الكلي، وتنمية الصادرات، والاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، وتطوير السياحة، والشؤون السياسية، والتنمية العمرانية وتصدير العقار.

تلك اللجان الاستشارية التي يتولى مدبولي، رئاستها جميعا، مقرر أن تجتمع مرة واحدة شهريا، بحسب نشرة "إنتربرايز" الاقتصادية، لكنه غلب على تشكيلها رموز لجنة سياسات "الحزب الوطني" الحاكم إبان عهد الرئيس حسني مبارك.

وأيضا بعض أهم أصدقاء علاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس الأسبق، من الذين طالتهم اتهامات بالفساد والاستيلاء على المال العام وحكم عليهم بالسجن، وخرج بعضهم باتفاق مع نظام السيسي مقابل التنازل عن ممتلكات أو دفع أموال، بل وأحد الذين هربوا خارج البلاد قبل توقيفهم بقضايا مشابهة.


وبحسب بيان مجلس الوزراء، من أهم الأسماء التي جرى الاستعانة بها وأثارت الكثير من الجدل في عهد مبارك وإثر ثورة يناير وعادت للمشهد رويدا رويدا في عهد السيسي، رجل الأعمال أحمد عز الذي جرى تعيينه بلجنة تنمية الصادرات.

إلى جانب ضم لجنة تطوير السياحة لرجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، ورجلي الأعمال محمود الجمال وياسين منصور للجنة التنمية العمرانية، وإلى لجنة الاقتصاد الكلي رجل الأعمال حسن هيكل.

ومن السياسيين والأكاديميين الذي كان لهم دور بارز في عهد مبارك، أستاذ العلوم السياسية والوزير السابق علي الدين هلال والدكتور عبد المنعم سعيد، اللذين حظيا بعضوية لجنة الشؤون السياسية، بجانب القيادي البارز في الحزب الوطني وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد كمال.

وهناك أسماء بارزة أخرى مثل: ياسين منصور رئيس مجلس إدارة "بالم هيلز"، وأحمد السويدي الرئيس التنفيذي لـ"السويدي إليكتريك"، ونجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة "أورا ديفيلوبرز"، وكريم عوض الرئيس التنفيذي لمجموعة "إي إف جي" القابضة، وحلمي غازي نائب الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي"، ورياض أرمانيوس الرئيس التنفيذي لـ"إيفا فارما"، وحامد الشيتي مؤسس مجموعة "ترافكو"، والخبير الاقتصادي مدحت نافع..



"إلحاقا بما سبق"

بداية قصة تشكيل تلك اللجان جاء في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مع اجتماع تحت عنوان "تحفيز النمو الاقتصادي ودعم الاستقرار"، جمع مدبولي، برجال أعمال محسوبين على نظام مبارك، مثل أحمد عز، وهشام طلعت مصطفى، وأحمد هيكل، وغيرهم، ما أثار جدلا وتساؤلات حول ما يجري من تحولات داخل نظام السيسي.

وفي ذات السياق، وإثر الإطاحة باللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ثم العقيد أحمد شعبان الذين قادا ملفات الإعلام والصحافة والفن والإعلانات والإنتاج السينمائي والدرامي بمصر منذ عام 2016، استعانت حكومة السيسي بشخصيات من عهد مبارك لإدارة ملف الإعلام والصحافة، وقيادة "الشركة المتحدة" المسيطرة على الإعلام والتي تأسست في 2017، ويعمل بها 8 آلاف و700 موظف، وتملك 40 شركة، و10 منصات إخبارية، و17 قناة تلفزيونية.

وفي 10 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أُعلن عن ترأس رجل الإعلانات الشهير طارق نور، وأحد أهم رموز إعلام مبارك وصاحب فضائية "القاهرة والناس"، للإدارة الشركة، في قرار تبعه في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الاستعانة بأحمد المسلماني وهو رمز آخر من رموز الصحافة في عهد مبارك لرئاسة "الهيئة الوطنية للإعلام"، المشرفة على التلفزيون المصري (ماسبيرو).

وفي 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، عاد الكاتب والإعلامي عبداللطيف المناوي، إلى قيادة المشهد الصحفي والإعلامي، بعد 14 عاما من طرده من مبنى "ماسبيرو"، في 22 شباط/ فبراير 2011، بعد 11 يوما من كتابته خطاب تنحي حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير من ذات العام.

"سير ملوثة وانتقادات"

وانتقد متابعون بشكل خاص حضور كلا من رجل الأعمال علاء عرفة بلجنة تنمية الصادرات، مشيرين إلى أدواره في التطبيع مع إسرائيل عبر اتفاقية "الكويز" 2004، وحضور رئيس مجموعة "ترافكو" للسياحة حامد الشيتي، بلجنة تنشيط السياحة، ملمحين إلى اتهامه في قضايا فساد إبان ثورة يناير 2011، وهروبه من البلاد قبل توقيفه.

وإثر إدانة رجل الأعمال أحمد عز بقضايا فساد مالي وإداري وتربح، إلا أنه في آذار/ مارس 2018، أنهت محكمة مصرية قضية "تراخيص الحديد" المتهم فيها تصالح مع السلطات وسداد 1.70 مليار جنيه (96.8 مليون دولار)، ثم رفع اسمه من قوائم السفر 12 آب/ أغسطس 2018.

وجرت محاكمة رجل الأعمال حسن هيكل، نجل الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، إلى جانب نجلي حسني مبارك مدة 8 سنوات على ذمة قضية "التلاعب بالبورصة"، التي انتهت بالبراءة في شباط/ فبراير 2020، ضمن ما يطلق مصريون: "مهرجان البراءة للجميع".

وأشار البعض إلى اتهام بعض أعضاء تلك اللجان بقضايا جنائية، وأنه في حزيران/ يونيو 2017، أصدر السيسي قرار عفو صحي عن هشام طلعت مصطفى، المحكوم بـ15 عاما بجريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في دبي عام 2008.

ورغم حضور أسماء سياسيين وأكاديميين لامعين من عهد مبارك مثل الدكتور علي الدين هلال وعبدالمنعم سعيد، إلا أنه غاب بشكل مثير للتساؤلات اسم الأمين العام للحزب الوطني المنحل، الدكتور حسام بدراوي.

بداروي، كان قد طالب عبر فضائية "صدى البلد"، ومع المذيع أحمد موسى، المعروف بالتأييد الشديد لسياسات السيسي، في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، بحكم مدني يسمح بتداول السلطة في إطار من القانون والدستور، وبحرية الرأي.

وتأتي استعانة الحكومة المصرية برموز عهد مبارك، في ظل أزمات هيكلية مزمنة يعاني منها الاقتصاد المصري، مع سياسات السيسي، منذ العام 2014، وتوجهه نحو إنشاء مشروعات عملاقة دون تحقيق عائد.

إلى جانب اقتراض خارجي وصل إلى 155.2 مليار، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مع مواصلة بيع الأصول العامة وأراضي ذات قيمة استراتيجية، في ظل معاناة 107 ملايين مصري من الغلاء والفقر.

"عربي21"، تحدثت إلى خبراء حول ما قد تكشفه تلك الاختيارات عن فشل نظرية السيسي في الاعتماد على المقربين والثقات ورجال الجيش والشرطة طوال 12 عاما، وبشأن ما إذا كانت تلك الاختيارات تعني تراجعا منه عن رؤيته السابقة البحث عن أصحاب الخبرات في مجالاتهم.

وكذلك الحديث عن مدى أهمية اختيارات السيسي، تلك، والتي من بينها متهمين سابقين بالفساد، وحول ما إذا كانت تأتي في إطار إرضاء السيسي لكبار رجال القطاع الخاص، بعد انتقادات متتابعة منهم لسياسات الحكومة وفي ظل هروب بعضهم باستثماراته للخارج.

"لا تغيير في مجموعات المصالح"

ويعتقد الخبير الاقتصادي والأكاديمي المصري الدكتور أحمد ذكرالله، أنه "لا تغيير فيما يمكن أن نسميه مجموعات المصالح الملتفة حول النظام منذ العام 2013"، مؤكدا لـ"عربي21"، أن "النظام يحمي نفسه بالجيش عن طريق تقديم كل الدعم الاقتصادي وكل المشروعات الاقتصادية له".

ولفت استشارى التدريب ودراسات الجدوى، إلى أن "هناك ضغوطا متزايدة من قبل مؤسسات دولية في مقدمتها صندوق النقد الدولي للدفع بالعودة بالقطاع الخاص المصري إلى واجهة الصدارة كبديل للجيش أو مواز له".

وأضاف: "وبالتالي فقد كان السيسي يحتاج إلى توجيه بعض التطمينات لصندوق النقد الدولي للإفراج عن الدفعات الباقية من القروض، ومن بين هذه التطمينات كان بيع شركات الجيش مثل وطنية وصافي وخلافه للقطاع الخاص أو مستثمرين أجانب وهذا لم يحدث حتى الآن".

وتابع: "بل إن هناك تباطؤا كبيرا جدا في إتمام هذه الصفقة، وربما يدل الأمر على أنه ليس هناك جدية في هذا الطرح وأنه عبارة عن تطمينات".

ولذا يعتقد ذكرالله، أيضا أن "البحث في جعبة النظام عن رجال أعمال لجنة سياسات مبارك والدفع بهم للواجهة مرة أخرى وظهورهم الإعلامي مؤخرا، والحديث عن المشكلات والأزمات الاقتصادية التي تواجههم وتواجه المجتمع ككل؛ جميعها أيضا نوع من أنواع التطمينات والرسائل لصندوق النقد الدولي".

لكن الخبير المصري يرى أنه "في ظل الظروف الحالية، وفي ظل المتغيرات الإقليمية ولاسيما بعد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه لروسيا أنه من الصعب جدا أن يفرط السيسي في الداعم الرئيسي الذي يقف خلفه وهو الجيش، وأنه من صعب جدا أن يخصم من رصيد الجيش الاقتصادي لصالح فئات أخرى من رجال الأعمال أو غيرهم".


وقال إن "السيسي لم يبن من جديد، وهو لم يبن قبل ذلك، ولم يقدم على أي خطوة نحو بناء شبكة من رجال الأعمال موالية للنظام، بل حتى بعض المشروعات الصغيرة يتم القضاء عليها".

وأوضح أنه "بالتالي لا أعتقد أن هناك نوع ما من أنواع التغيير في السياسات بقدر ما هو مجموعة من التطمينات والرسائل للمؤسسات الدولية والمجتمع الأوروبي لكي يفرجوا عن القروض التي تحتاجها مصر بشدة خلال الفترة الحالية، لاسيما وأننا أمام احتياجات لسداد خدمة قروض في 9 شهور من العام الجاري نحو 43 مليار دولار".

"قمة الإفلاس"

وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري مجدي الحداد، "هذا موضوع الساعة، وحديث الناس الآن، وربما أكثر من أي وقت مضى"، متسائلا: "ماذا يعني استعانة السيسي برجال مبارك المتهمون بالفساد، والصادرة ضد أغلبهم أحكام نافذة تم تبرئتهم منها فيما كان يسمى بمهرجان البراءة للجميع؟".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "حتى من لم يُتهم بالفساد فقد ثبت فشله الذريع فيما كُلف فيه، كوزير الشباب السابق مثلا وصاحب صفر المونديال الشهير"، مشيرا لوزير الشباب الأسبق علي الدين هلال.

وأضاف: "لا يعني ذلك سوى تحديه إرادة شعب قام بثورة حقيقية هي الأولى بتاريخ مصر من حيث زخمها وتأثيراتها وتداعياتها، ومن ناحية أخرى يعني إفلاس نظامه، وبما فيهم من عسكر وأمنجية، من وجود كوادر حقيقية يمكن الاعتماد عليها بمجالات اتضح من اختيارته أنها صفرا".

ومن ناحية ثالثة أكد أنه "لا يلجأ إلا لرموز يمكن، وبكل أسف شراؤها، وتلبية، والتماهي مع ما يأمرهم به، وهذا يتضح من أن جلهم من أصحاب السوابق، وحتى الجنائية، والتي وصلت إلى قتل اللبنانية سوزان تميم"، ملمحا إلى رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.

وفي جانب  آخر، يعتقد الحداد، أنه "رأى حديث البعض عن أيام مبارك قياسا لما يجدونه ويواجهونه، ونلمسه جميعا من مصاعب الحياة وشظف العيش بهذا العهد، فرأى أن يساير الناس في تمنياتها وتطلعاتها وتعاطفها مع عهد مبارك بأن يستعين برجاله السابقين، ويكلفهم بمهام يفتقر إليها حتما فريقه المقرب من العسكر".

ويرى أن "هذا إن حدث فهو يمثل في الحقيقة قمة وأوج إفلاس النظام، وإن كان يظن أن ذلك سيطيل بقاءه فقد يحدث العكس على ما يأمل جل الناس".

وعن دور هذه المجموعة المحتمل في الاستثمار الداخلي، قال: "نتمنى كل خير لهذا البلد، ونرجو لها انتعاش اقتصادي يخفف معاناتنا؛ لكن ليس بهذه الطريقة، فأي تشجيع للاستثمار والمستثمرين بالداخل والخارج وعالق بأذهانهم اعتقال صاحب شركة (جهينة) وابنه وشقيقه ووفاة زوجته كمدا، في مشهد كاد أن يتكرر مع ورثة (النساجون الشرقيون) الذين وعوا درس (جهينة) واحتاطوا للأمر".

ولفت إلى أنه "سبق محاولة السيطرة على جهينة، حديث للسيسي، قال فيه حرفيا أن الجيش يريد ويجب أن يسيطر على صناعة الألبان في مصر، وبعدها حدث ما حدث لجهينة"، متسائلا: "من يضمن لأي مستثمر داخلي إذا نجحت مشروعاته، وتوسعت وحقق نتائج فاقت الحد ألا يتعرض لمحاولة السيطرة والاستيلاء على شركته؟".

وأضاف: "إذا كان المستثمر الداخلي غير مطمئن، فكيف سيكون المستثمر الخارجي مطمئنا، وهو يعلم كل صغيرة وكبيرة بهذا الشأن، ما يشي بأن محاولة جذب الاستثمار الداخلي مجرد (بروباغندا)، ربما لصيد وجذب استثمار خارجي، يوقف نزيف بيع الأصول المربحة والأراضي التي بمثابة ثغور، وهم يسمون ذلك البيع استثمار بالمناسبة".

وختم بالقول: "وفي كل الأحول فإن المعيار الذي يعتمد عليه في اختياره لأي مسؤول هو من يمكن شراؤه وتلبية كل ما يأمر ويوجه به، مثل علي المصيلحي وزير التموين السابق والذي كان أيضا وزيرا في عهد مبارك".

مقالات مشابهة

  • وسم “الثورة مستمرة” يجتاح مواقع التواصل بعد فيديو يسخر من ثورة ديسمبر
  • في ذكرى يناير.. هل تكشف استعانة السيسي برجال مبارك تزعزع ثقته بالجيش؟
  • في ذكرى يناير.. هل تكشف استعانة السيسي برجال مبارك فشل ثقته بالجيش؟
  • حمدين صباحي يعتذر عن أخطائه في ثورة يناير.. لخصها في 5 نقاط
  • صحيح أنها اتسرقت ولكن.. ذكرى 25 يناير في مصر تثير تفاعلا
  • اليوم.. إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة
  • وزارة العمل: اليوم إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة
  • سوزان مبارك تتصدر مواقع التواصل في مصر .. ما القصة؟
  • سوزان مبارك تتصدر مواقع التواصل في مصر.. ما القصة؟