مقتل وإصابة 4 أشخاص في اشتباكات بين جيش الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
لقى اثنان من المدنيين مصرعهما بينما أصيب أثنان آخران في اشتباكات بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة 23 مارس في قرية نيوندو إقليم كاليهيه في جنوب كيفو.
ووفقًا لتقارير من المجتمع المدني في كاليهيه، قامت حركة 23 مارس بشن هجوم على مواقع الجيش في نيوندو بهدف الاستيلاء على القرية، إلا أن الجيش تمكن من صد الهجوم مستخدمًا قواته الجوية بشكل خاص.
وأفادت مصادر من المجتمع المدني في إقليم كاليهيه بأن حركة 23 مارس، التي كانت تسعى للاستقرار في المنطقة، تعرضت لضربات وقصف من قبل طائرات القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وثلاثة قتلى، بينهم رجل وامرأة وطفل.
تم نقل المصابين، الذين هم أيضًا من المدنيين، إلى مستشفى بانزي في بولينجا. وقد أكد المجتمع المدني في كاليهيه هذا الخبر، معربا عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في نيوندو.
في هذا السياق، تم تسجيل حالات انتهاكات ارتكبها المتمردون. حيث قُتل رجل لأنه رفض نقل معدات الحرب الخاصة بـ متمردي حركة 23 مارس.
منذ 19 يناير، تمكن متمردو حركة 23 مارس من الوصول إلى إقليم كاليهي في جنوب كيفو. ومنذ ذلك الحين، احتلوا مدينة مينوفا، بالإضافة إلى مناطق نومي، لومبيشي، كالونجو وغيرها.ووفقا لـمحافظ جنوب كيفو، جان جاك بوري، تم اتخاذ تدابير لـ ملاحقتهم في إقليم كاليهي بـ جنوب كيفو.
اقرأ أيضاًالجيش الكونغولي يستعيد السيطرة على منطقة استراتيجية بشرق البلاد
مصادر: حركة 23 مارس المتمردة تستولي على بلدة استراتيجية شرق الكونغو الديمقراطية
نزوح جماعي للسكان إثر تقدم متمردو حركة 23 مارس شرق الكونغو الديمقراطية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القوات المسلحة جمهورية الكونغو الديمقراطية اشتباكات حركة 23 مارس جيش الكونغو الديمقراطية مقتل وإصابة أربعة ضربات وقصف الکونغو الدیمقراطیة حرکة 23 مارس جنوب کیفو
إقرأ أيضاً:
الكونغو على مفترق طرق.. المتمردون يحاصرون عاصمة "شمال كيفو"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصاعدت حدة المعارك في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل دراماتيكي في الأيام الأخيرة، بين قوات الجيش وعناصر حركة 23 مارس (إم 23)، التي حققت تقدمًا ملحوظًا على الأرض خلال الأسابيع الماضية بمحاصرة مدينة جوما عاصمة إقليم شمال كيفو التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وتضم أيضًا عددًا مماثلًا من النازحين.
على إثر ذلك اندلعت معارك عنيفة بين القوات المسلحة الكونغولية والمتمردين، على بعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة جوما، مما تسبب في مقتل اللواء بيتر سيريموامي، الحاكم العسكري لمقاطعة شمال كيفو، متأثرًا بجراحه بعد إصابته في المعارك، ومقتل اثنين من المدنيين، و13 من قوات حفظ السلام (مونوسكو)، وإصابة 9 آخرين.
تداعيات الصراع
إغلاق المطار: تم منع الوصول إلى مطار جوما، عاصمة الإقليم، وألغيت بعض الرحلات الجوية بسبب تقدم المتمردين.
نزوح السكان: طلبت عدة قنصليات في جمهورية الكونغو الديمقراطية من رعاياها مغادرة مدينة جوما ومحيطها نظرًا لتصاعد حدة المعارك، حيث تخطى عدد النازحين مئات الآلاف.
كما أدى الصراع إلى نزوح أكثر من 7 ملايين شخص نزوحًا داخليًا، مما يجعلها ثاني أكبر أزمة نزوح في أفريقيا، فمنذ بداية عام 2024، نزح أكثر من 738،000 شخص بسبب العنف المتصاعد.
انعدام الأمن الغذائي: حيث يواجه 25.4 مليون شخص (23% من السكان) انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، كما أن شخصًا من كل ثلاثة أشخاص في المناطق المتضررة من القتال مثل شمال كيفو وإيتوري، يعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
تدهور الخدمات الأساسية: حيث أغلقت 416 مدرسة بسبب انعدام الأمن في سبتمبر 2023، ويفتقر الناس للرعاية الصحية والمياه النظيفة بسبب النزوح المتكرر.
فضلًا عن انتشار حالات العنف الجنسي والاغتصاب، خاصة ضد النساء النازحات، وعمليات تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة أو إجبارهم على العمل.
كما أصيب المئات من الرجال والنساء والأطفال اللذين نُقلوا إلى المستشفيات في جوما ومحيطها، وتكافح المرافق الصحية لاستيعاب أعداد الجرحى المتزايدة من المدنيين في عموم شرق الكونغو الديمقراطية.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تقدم حركة 23 مارس المتمردة في شرق البلاد.
كما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه العميق إزاء "التصعيد الدراماتيكي" للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة تصاعد العنف في المنطقة، كما بدأت الأمم المتحدة بإجلاء جميع الموظفين غير الأساسيين من جوما مع تصاعد الأعمال العدائية.
يتبع المتمردون في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة حركة 23 مارس (M23)، عدة استراتيجيات لتحقيق أهدافهم وتعزيز نفوذهم من أهمها:
السيطرة على المدن الاستراتيجية: يسعى المتمردون للسيطرة على المدن والمناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، مثل مدينة كيرومبا التي تعد مركزًا تجاريًا مهمًا، والتقدم نحو المدن الرئيسية مثل غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، لزيادة الضغط على الحكومة، والسيطرة على المناطق الحدودية مع الدول المجاورة لتسهيل حركة الأسلحة والموارد.
استغلال الموارد الطبيعية: يركز المتمردون على تعزيز السيطرة على مناطق التعدين الغنية بالمعادن الثمينة مثل الذهب والكولتان، وفرض الضرائب وجمع الرسوم الجمركية في المناطق التي يسيطرون عليها لتمويل عملياتهم.
التحالفات والدعم الخارجي: يسعى المتمردون للاستفادة من دعم الدول المجاورة، خاصة رواندا، للحصول على الأسلحة والتدريب، وإقامة تحالفات مع جماعات مسلحة أخرى لتوسيع نطاق نفوذهم.
استراتيجيات عسكرية متطورة
بالإضافة إلى ذلك يستخدم المتمردون معدات متطورة مثل أجهزة الرؤية الليلية وقذائف الهاون عيار 120 ملم، وتنفيذ هجمات مفاجئة وسريعة على مواقع القوات الحكومية.
استغلال التوترات العرقية: ويستخدمون الخطاب العرقي لكسب التأييد من مجموعات معينة، خاصة التوتسي، التي تعاني من التوترات بينها وبيت الهوتو، مما يوفر قاعدة دعم للمتمردين، مع ادعائهم بحماية مصالح الأقليات العرقية لتبرير أعمالهم.
الضغط السياسي والدبلوماسي: يطالب المتمردون بفتح محادثات سلام مع الحكومة كوسيلة للضغط وكسب الشرعية، وإنشاء إدارات موازية في المناطق التي يسيطرون عليها لتحدي سلطة الحكومة المركزية.
ويشجع ضعف الدولة الكونغولية وعدم قدرة الحكومة على بسط سيطرتها الكاملة على المناطق الشرقية بسبب ضعف قدراتها العسكرية والأمنية على تقدم المتمردين في شرق البلاد، بالإضافة إلى عدد من العوامل الاقتصادية مثل الصراع على الموارد في المنطقة الشرقية.
يؤثر الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل كبير على الأمن الإقليمي في منطقة البحيرات الكبرى الأفريقية، حيث يؤدي تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة، لأعباء اقتصادية وأمنية عليها، كما تستخدم الجماعات المسلحة الأراضي الكونغولية كقواعد خلفية لشن هجمات ضد الدول المجاورة مثل رواندا وأوغندا وبوروندي، علة الرغم من تردد اتهامات لهذه الجماعات بتلقي الدعم والتمويل من هذه الدول، فضلًا عن انتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة في المنطقة. كما تؤثر حالة عدم الاستقرار سلبًا على فرص التنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي.