تستعد رعية سيّدة النجاة-الكفور في قضاء النبطية وجمعية سيّدة النجاة المارونية الداعمة لكافة النشاطات فيها، استكمالا لحملة تشجّع "لنعود ونبني" لدعم اعمار واعادة ترميم كنيستي ومنازل الرعيّة الّتي أصيبت بأضرار جسيمة خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان والّتي اطلقتها لجنة وقف الرعيّة، لاستقبال زيارة تفقديّة بعد الأعياد بمشاركة شخصيّات كنسيّة.



زيارتان تأتيان ضمن إطار تعزيز الروابط الروحيّة والإنسانية بين أبناء الرعيّة والكنيسة، الأولى برعاية رئيس أساقفة صور المارونيّة المطران شربل عبد الله، والثانية بحضور السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، الذي يشغل منصب عميد السلك الديبلوماسي في لبنان.

ورعيّة الكفور الّتي هُجِّر جميع سكانها بسبب الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان، وأصابت الأضرار بيت الله بدءًا من كنيستي سيّدة النجاة الأثريّة والجديدة، فالأولى الّتي تحمل تاريخا عمره قرابة 250 عاما ويشهد مذبحها وحجارها وسقفها القرميدي عليه أصبحت خربة ومأوى لمياه الشتاء بعد الدمار الداخلي الّذي أصابها وتضرر سقفها المعرّض للسقوط في أي لحظة، أما الثانية فلم تسلم أيضًا من الحرب فجاءت أضرارها متوسّطة، هذا وقد أصيب "الأنطش" ومنزل الرعيّة و50 منزلا لسكان القرية من المسيحيين بأضرار بالغة إضافة الى إصابة 25 منزلا بأضرار متوسّطة و6 منازل دُمِّرت بشكل كامل مما حرَم ساكنيها من العودة اليها، بانتظار اعادة الاعمار، حيث أخذت لجنتي الوقف وجمعية سيدّة النجاة المارونية على عاتقها أن تقوم بحملة تشجيع لاعادة اعمار ما تهدّم خصوصا وان الكشف الأوليّ على الأضرار جاء برقم تقريبي (700000 دولار) وقد ارتفع مع استمرار المسح الّذي يقوم به مجموعة من المهندسين المتخصصين، ويذكر منظمو الحملة من لجنة الوقف وجمعية سيدّة النجاة المارونية أن التكلفة الإجمالية لإصلاحات القرية تتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن الهدف الأولّي سيركز على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للعائلات النازحة.

ينطلق البرنامج يوم السبت، 25 كانون الثاني 2025، بحيث سيتم استقبال الوفد الرعوي برئاسة المطران عبدالله عند الرابعة بعد الظهر في أجواء مهيبة تعكس الروحانية العميقة لهذه الرعية. يتبع الاستقبال القداس الإلهي، الذي سيقام عند الرابعة والنصف عصرا، بمشاركة المؤمنين والفعاليات الدينية والاجتماعية. عقب القداس، سيُعقد لقاء موسّع مع أبناء الرعية في صالة الكنيسة، لتبادل الآراء والاستماع إلى احتياجاتهم، مع تسليط الضوء على الأهداف الرعوية المستقبلية، خصوصًا بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان والّتي كانت الكفور بمنازلها وأهلها، بحجرها وبشرها عرضة لهجرة قسريّة وتدمير كبير طال المنازل والكنيستين. وستختتم فعاليات هذا اليوم بجولة خاصة للكنيسة الأثريّة ومعاينتها ومحيطها.

أما يوم الأحد، 26 كانون الثاني 2025، فستبدأ الأنشطة باستقبال صباحي لسفير دولة الفاتيكان لدى لبنان باولو بورجيا عند الساعة 10:50، يتبعه الاحتفال بالقداس الإلهي عند الساعة 11:30 صباحًا. بمشاركة أبناء الرعيّة الّتي وضعت 2 بولمان مجانا بتصرف أبنائها ممّن يرغب بالحضور للحصول على البركة والمشاركة في هذه المناسبة الروحية المهمة، الأول ينطلق من جسر ملعب فؤاد شهاب-كسروان (للاستفسار03217397) والثاني من مكان جامعة الحكمة-بيروت، (للاستفسار 03500136)

بعد القداس، سيُقام لقاء آخر في صالة الكنيسة مع أبناء الرعية، يتيح لهم فرصة مشاركة همومهم وشجونهم والحديث مباشرة مع السفير البابوي عميد السلك الدبلوماسي في لبنان. وستُختتم الزيارة بجولة تفقدية للكنيسة الأثرية، التي تحمل إرثًا دينيًا وتاريخيًا عريقًا.

تأتي هذه الزيارة في سياق الجهود التي تبذلها الكنيسة لتعزيز العلاقات بين المؤمنين وقياداتهم الروحية، لا سيّما بعد فترة الأعياد التي تُعدّ فرصة لتجديد الإيمان والتأمل في القيم المسيحيّة، وبعد الحرب الاسرائيلية المدمّرة الّتي تركت أثرًا نفسيًّا وماديًّا يشكل عبئا كبيرا جاثما على نفوس أهالي الكفور، وتُعتبر رعية سيدة النجاة-الكفور من أبرز الرعايا التابعة لأبرشية صور المارونية، حيث تتميّز بتاريخها العريق وموقعها الذي يحمل رمزيّة كبيرة في المنطقة.

ولا بدّ من الاشارة الى أنّ المطران شربل عبد الله يُولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة، نظرًا لما تمثّله من فرصة، للاطّلاع عن كثب على التحدّيات التي تواجهها المنطقة بشكل عام والكفور بشكل خاص، والعمل على إيجاد حلول تسهم في تعزيز الحضور المسيحي والحياة الروحية والاجتماعية للرعية.

كما يُضيف وجود السفير البابوي، قيمة استثنائية لهذه الزيارة. فعميد السلك الدبلوماسي، الذي يُمثل الكرسي الرسولي في لبنان، يلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمؤمنين. ويأتي حضوره تأكيدًا على اهتمام الكنيسة الجامعة بالرعايا المحليّة ودعمها في مختلف الجوانب الروحية والاجتماعية.

تدعو رعية سيدة النجاة جميع أبنائها والمؤمنين من المناطق المجاورة للمشاركة في هذه الزيارة التي تعد فرصة فريدة للقاء قياداتهم الدينيّة والمشاركة في الاحتفالات الروحيّة. والاضاءة على أهمّية الوجود المسيحي وترسيخه. ويمكن متابعة تفاصيل الزيارة وبرنامجها من خلال الصفحات الرسمية للرعية على مواقع التواصل الاجتماعي.

بهذا الحدث، تسعى رعية سيدة النجاة-الكفور لتجديد رسالتها الروحية والمجتمعية، مؤكدةً دور الكنيسة كجسر محبة وسلام بين المؤمنين، وداعيةً الجميع لتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل ومليء بالإيمان.

وبالامكان التبرع عبر WishMoney 20895988-01  و WishMoney 20895988-03

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب الاسرائیلیة السفیر البابوی ة الکفور فی لبنان ة النجاة الرعی ة

إقرأ أيضاً:

نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل

لا يزال "حزب الله" يُجري التحقيقات ويُعالج الخروقات التي حصلت في صفوفه، والتي أدّت إلى تفجير أجهزة الإتّصالات "البيجرز"، إضافة إلى استهداف العدوّ الإسرائيليّ لأبرز قيادييه ولمواقعه ومنشآته العسكريّة ومخازن الأسلحة بسرعة كبيرة. وبرهنت الحرب الأخيرة على لبنان، أنّ إسرائيل كانت قد جمعت "داتا" واسعة جدّاً عن "الحزب" وعناصره والأنفاق وأبرز الأمكنة التي يضع فيها صواريخه المتُطوّرة، مستعينةً بالتكنولوجيا والذكاء الإصطناعيّ لضرب قدرات "المُقاومة" بشكل غير مسبوق.
 
وإذا نجحت هدنة الـ60 يوماً وتوقّفت الحرب بحسب ما وعد الرئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب بإنهاء النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط، فإنّ "حزب الله" سيقوم بإعادة تنظيم صفوفه وإدخال السلاح والمال بطرقٍ سريّة جديدة، إنّ بَقِيَت إسرائيل تُهدّد أمن اللبنانيين ولم تنسحب من الأراضي المُحتلّة عبر عدم ترسيمها الحدود البريّة.
 
وخاض "الحزب" الحرب الأخيرة بجمعه المعلومات الإستخباراتيّة عن العديد من قواعد العدوّ العسكريّة والشركات المُصنّعة للأسلحة، ما شكّل مفاجأة كبيرة لتل أبيب، وخصوصاً وأنّ "حزب الله" أصبح لديه طائرات مسيّرة كثيرة وبات يستطيع تصنيعها في لبنان، عوضاً عن المُخاطرة بنقلها من إيران. وقد نجحت "المقاومة" في جمع "داتا" من خلال مسيّرات "الهدهد"، كما حاولت في عمليّة نوعيّة لم تُكلّل بالنجاح في مُحاولة قتل بنيامين نتنياهو عبر استهداف منزله بطائرة.
 
وبحسب محللين عسكريين، لم تكن مشكلة "حزب الله" في الردّ على إسرائيل ولا في استهداف شخصيّات أو مواقع حساسة داخل العمل الإسرائيليّ، وإنّما مُعضلته كانت خرق العدوّ له أوّلاً من خلال العملاء، وثانيّاً من خلال تفوّق تل أبيب الكبير عليه في مجال التكنولوجيا، وطبعاً من حيث نوعية السلاح والطائرات الحربيّة المُستخدمة التي لا تمتلكها "المُقاومة".
 
ولا يبدو أنّ "حزب الله" سيعمد بعد الحرب الأخيرة إلى تسليم سلاحه، وهو سيستعدّ للمُواجهة المُقبلة مع العدوّ عبر مُعالجة نقاط ضعفه، والتركيز على إدخال التكنولوجيا وتعليم عناصره على استخدامها في مجال الحرب، وهذا الأمر يتطلب وقتاً لإعداد المقاتلين على التكيّف مع أساليب جديدة.
 
وفي ما يتعلّق باستقدام السلاح من إيران، تلقى "الحزب" وطهران ضربة قويّة عبر سقوط نظام بشار الأسد، فلم يعدّ باستطاعة "حزب الله" نقل السلاح من سوريا إلى لبنان، ولا بتفريغ البواخر الإيرانيّة المُحمّلة بالصواريخ والمحروقات في المرافئ السوريّة، بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على المؤسسات الرسميّة والمعابر والموانئ والمطارات المدنيّة والعسكريّة.
 
ويُشير المحللون العسكريّون في هذا الإطار إلى أنّ عناصر "الحزب" لديهم القدرة على تصنيع السلاح في لبنان، ولكن ما يلزمهم هو المواد الأوليّة لذلك، ما يعني أنّ مصانع إنتاج الصواريخ التي كانت قائمة في سوريا ستُصبح في الداخل اللبناني وفي أماكن سريّة جدّاً، لتعويض سقوط نظام الأسد الذي كان مُؤيّداً لـ"حزب الله" وأتاح للأخير كافة التسهيلات وحريّة الحركة لنقل الصواريخ إلى خطوط القتال في الجنوب. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون
  • ماكرون: يجب سحب القوات الصهيونية التي لا تزال منتشرة في لبنان
  • قداس للرهبانية المارونية المريمية في ذكرى رحيل الأب جناديوس
  • سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحرب
  • صوت انفجار كبير يهزّ النبطية وصيدا.. هذا ما تبيّن
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل
  • لبنان ينتظر اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي دخلها 
  • الرابطة المارونية: غراندي لم يحمل معه أي خطة لعودة النازحين السوريين الى بلادهم
  • محمد عبدالجليل: انتقال زيزو للأهلي سيكون طوق النجاة لمجلس الخطيب