تمثل دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في التحول الرقمي وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وتتصدر الجهود المبذولة لتبني الرقمنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وحققت الإمارات من خلال اعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي، قفزات في نواحي العمل الحكومي وقطاعاته ووزاراته المختلفة، إذ أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل بعض الخدمات الوزارية والحكومية.


وتعد الإمارات أول دولة في العالم تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي وذلك في عام 2017، فيما استحدثت العام الماضي منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي» في الوزارات والجهات الاتحادية بالدولة، الذي يتولى عدة مهام مثل التخطيط الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في الجهة الاتحادية، وتعزيز أفضل ممارساته، وتبنيه ضمن وحداتها ومشاريعها.
ووفقاً للاستراتيجية الوطنية للبلوك تشين من 2021 إلى 2031، سيتم تحويل ما يقرب من 50% من المعاملات الحكومية إلى بلوك تشين، وبالتالي تعزيز نمو هذا القطاع.
وشهدت الإمارات إطلاق العديد من الخدمات الرقمية، التي حققت نجاحاً كبيراً على مدار السنوات الماضية، كالهوية الرقمية ومنصة «تم»، وغيرها من الخدمات التي أطلقتها الوزارات المختلفة. وتسمح الهوية الرقمية باعتبارها أحد المشاريع الرقمية الناجحة، بوصول المستخدمين إلى خدمات الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية، ومزودي الخدمات الآخرين، كما تقدم حلولاً سهلة للدخول إلى الخدمات، عبر الهواتف الذكية، دون الحاجة إلى كلمة سر أو اسم مستخدم، فضلاً عن إمكانية التوقيع على المستندات رقمياً، والتحقق من صحتها دون الحاجة لزيارة مراكز الخدمة، بينما تتيح منصة «تم» للخدمات الحكومية الرقمية في إمارة أبوظبي، الوصول إلى أكثر من 900 خدمة من خلال واجهة رقمية واحدة، ونجحت وزارة المالية خلال رحلة تصفير البيروقراطية في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير تجربة سلسة وسهلة وفورية ودقيقة دون تدخل بشري.
ووفق وزارة الطاقة والبنية التحتية، فإن دولة الإمارات تعد من الدول السبّاقة في تعزيز استخدام الابتكار والذكاء الاصطناعي في مشاريع الطاقة النظيفة، ولم تدخر جهداً في تعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة والاستدامة والعمل المناخي للوصول إلى مستهدفات الحياد المناخي.
 وحلت دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً في مؤشر البنية التحتية للاتصالات، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية 2024، الذي يركز على دور الحكومات في تسريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وتتصدر الإمارات دول المنطقة في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير مؤسسة «أوكسفورد إنسايتس» العام الماضي الذي ضم 193 دولة، مدفوعة بنتائج عالية نسبياً في الركائز الثلاث الذي شملها المؤشر، والتي تضم «الحكومة، وقطاع التكنولوجيا، والبيانات والبنية التحتية».
وحصلت الإمارات على المرتبة الخامسة في مؤشر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقه معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان، والمبني على تقييم 36 دولة، استناداً إلى 42 مؤشراً متخصصاً في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووفق تقرير لـ «بي دبليو سي»، تناول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، يتوقع أن تشهد دولة الإمارات أكبر تأثير له في الاقتصاد بنسبة تقارب 14% من الناتج المحلي الإجمالي وبواقع 96 مليار دولار خلال 2030.
وأكد أحمد عدلي، نائب الرئيس للهندسة السحابية للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «أوراكل» لتقنية المعلومات وقواعد البيانات، أن الإمارات تشهد نمواً استثنائياً في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بفضل المبادرات الحكومية التي تشجع على تبني التكنولوجيا وتعزز الاستفادة منها. وأشار إلى أن الإمارات لا تكتفي باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بل تطورها أيضاً بواسطة كفاءات محلية، ما يمثل خطوة متقدمة جداً في هذا المجال.
بدوره قال عاصم جلال، مستشار العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في «جي أند كي» للاستشارات الإدارية، إن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة محورية لتحسين تجربة المتعاملين وتعزيز الكفاءة التشغيلية، مبيناً أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً في تبني هذه التقنيات بشكل متوازن ومدروس.
وأشار إلى أن الإمارات كانت سبّاقة في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن القطاعات الحيوية منذ إطلاق «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، حيث عملت على تطوير خدماتها في مجالات العمل الحكومي كالصحة، والتعليم، والنقل، والبنية التحتية بهدف تحسين جودة الحياة وتعزيز الإنتاجية مع تقليل التكاليف التشغيلية، وبحيث بات تقديم معظم الخدمات الحكومية في الدولة للمتعاملين يتم عبر قنوات رقمية تواكب التطور بشكل مستمر.

أخبار ذات صلة برعاية وحضور عبدالله بن زايد.. انطلاق احتفالية مئوية سلطان العويس في أوبرا دبي «تانيا» يحصد ذهبية «تشكيل الـ16» في «النفق الهوائي» المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی دولة الإمارات الاصطناعی فی أن الإمارات

إقرأ أيضاً:

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تفتح باب التسجيل للدفعة السادسة من برنامجها التنفيذي

فتحت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي باب التسجيل للانضمام إلى الدفعة السادسة ضمن برنامجها التنفيذي الحضوري الذي يمتدُّ على 16 أسبوعاً، ويهدف إلى تمكين كبار القادة الحكوميين وأصحاب القرار والأعمال في دولة الإمارات من إحداث تحوُّلات في مؤسَّساتهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلوله.
يُسهم البرنامج التنفيذي في تدريب القادة من مختلف القطاعات على أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، على أيدي فريق عالمي المستوى من الأساتذة والمحاضرين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
يستقطب البرنامج مشاركين من القطاع الحكومي والقانوني واللوجستي وقطاعات الطاقة والمالية والنقل والصحة والرياضة والتعليم، وغيرها.
للانضمام إليه، يُفَضَّل أن يتمتَّع المنتسبون بخبرة تنفيذية أو قيادية تتجاوز عشرة أعوام، وأن يكون لديهم رؤية لقيادة التحوُّلات في مجال عملهم باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأن يُبدوا رغبة قوية في الانضمام إلى شبكة عالمية من القادة التنفيذيين الملتزمين باستخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.
وقال سلطان الحجي، نائب رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي للشؤون العامة وعلاقات الخريجين: «أصبح البرنامج التنفيذي من الركائز الأساسية للجامعة، حيث يزوِّد منتسبيه بما يحتاجون إليه من مهارات لإحداث تحوُّلات مبتكرة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، واستراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027 التي أطلقت بهدف تعزيز مسيرة التحوُّل في الإمارة نحو حكومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي».
وأضاف الحجي: «يسرُّنا فتح باب التسجيل في هذه النسخة، ونتطلع إلى اختيار مجموعة من القادة الموهوبين للمشاركة فيها. لقد عملنا على تعزيز الدورة الحالية بناءً على ما وَرَدَنا من آراء قيّمة من المنتسبين في النسخ السابقة، وحَرصنا على مواكبة آخر التطوُّرات في مجال الذكاء الاصطناعي. ونتطلَّع إلى صقل مهارات أعضاء الدفعة الجديدة وإثراء معارفهم، لتمكينهم من الابتكار والعمل بكفاءة، وقيادة التحوُّلات في مجالات عملهم ومعالجة التحديات المجتمعية التي قد يواجهونها».
تتمحور المساقات التعليمية في البرنامج التنفيذي حول موضوعات مختلفة، منها مجال الذكاء الاصطناعي وما يشهده من تحوُّلات حالية، وأساسيات الذكاء الاصطناعي، والتغيُّرات التي تُحدثها تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي وسياساته وأخلاقياته، ما يُسهم في تزويد المنتسبين بمعارف ومهارات معمَّقة في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي نهاية البرنامج، يعمل المنتسبون في مجموعات على مشاريع التخرُّج التي تحثُّهم على تطبيق المهارات التي اكتسبوها في مجال الذكاء الاصطناعي، لتطوير حلول ملموسة من أجل معالجة التحديات الواقعية.
يُذكَر أنَّ الجامعة خرَّجت في هذا البرنامج، الذي أطلقته في عام 2021، أكثر من 200 منتسبٍ متميِّز، من بينهم وزراء ووكلاء وزارات وسفراء ورؤساء تنفيذيون ومديرون عامّون، ممَّن أصبحوا روّاد الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات وخارجها. وترتكز النسخة السادسة على النجاح الباهر الذي حقَّقته الدورة السابقة، والتي تخرَّج فيها 37 من كبار المسؤولين من مؤسَّسات إماراتية، كمكتب رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التربية والتعليم، ودائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، وكليفلاند كلينك أبوظبي، وشركة M42، وشركة القابضة، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة الاتحاد للطيران، ومؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية، وبريد الإمارات وغيرها من المؤسَّسات.
يُشار إلى أنَّ نحو نصف المنتسبين في دورة عام 2024 كُنَّ نساءً، ما أسهم في تحقيق تنوُّع في الآراء ووجهات النظر في مشاريع التخرُّج التي شملت مشروعَ نظامٍ قائماً على الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة حركة المرور في أبوظبي، وتطبيقاً لمعالجة مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة وغيرها من الأمراض المزمنة، ومنصة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية الزراعية واستدامتها.
تقديم الطلبات للالتحاق بالنسخة السادسة من البرنامج التنفيذي مفتوح حتى 16 مارس 2025 من خلال الرابط: هنا، ويفضل تقديم الطلبات في أبكر وقت ممكن. وكما في النسخ السابقة، تخصص الجامعة مقعدين مجانيين أحدهما لمنظمة غير حكومية والآخر لشركة ناشئة، لإتاحة المجال لهما للاستفادة من المعارف والمهارات التي يقدّمها البرنامج.

أخبار ذات صلة يد "روبوتية" ذكية تحدث ثورة في عالم الموسيقى العين نافذة الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الخرف المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • بنك التنمية الصناعية يطلق مركز البيانات البديل ببرج العرب لتعزيز التحول الرقمي
  • التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل الخدمات الحكومية
  • الإمارات تشارك العالم رؤاها لتعزيز آفاق التحول الرقمي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تفتح باب التسجيل للدفعة السادسة من برنامجها التنفيذي
  • الإمارات تشارك تجربتها في دعم التحول الرقمي الحكومي الشامل
  • خلال دافوس.. الإمارات تشارك تجربتها في دعم التحول الرقمي الحكومي الشامل
  • محمد بن طليعة: حكومة الإمارات من أوائل الحكومات التي أطلقت استراتيجيات وسياسات للتحول الرقمي
  • السواحه: المملكة تقود التحول نحو اقتصاد الابتكار بإنجازات نوعية في الذكاء الاصطناعي والتقنية
  • محافظ الجيزة: استمرار التعاون مع «معلومات الوزراء» لدعم جهود التحول الرقمي