الإمارات.. التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل الخدمات الحكومية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
تمثل دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في التحول الرقمي وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وتتصدر الجهود المبذولة لتبني الرقمنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وحققت الإمارات من خلال اعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي، قفزات في نواحي العمل الحكومي وقطاعاته ووزاراته المختلفة، إذ أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل بعض الخدمات الوزارية والحكومية.
وتعد الإمارات أول دولة في العالم تعين وزيراً للذكاء الاصطناعي وذلك في عام 2017، فيما استحدثت العام الماضي منصب «الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي» في الوزارات والجهات الاتحادية بالدولة، الذي يتولى عدة مهام مثل التخطيط الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في الجهة الاتحادية، وتعزيز أفضل ممارساته، وتبنيه ضمن وحداتها ومشاريعها.
ووفقاً للاستراتيجية الوطنية للبلوك تشين من 2021 إلى 2031، سيتم تحويل ما يقرب من 50% من المعاملات الحكومية إلى بلوك تشين، وبالتالي تعزيز نمو هذا القطاع.
وشهدت الإمارات إطلاق العديد من الخدمات الرقمية، التي حققت نجاحاً كبيراً على مدار السنوات الماضية، كالهوية الرقمية ومنصة «تم»، وغيرها من الخدمات التي أطلقتها الوزارات المختلفة. وتسمح الهوية الرقمية باعتبارها أحد المشاريع الرقمية الناجحة، بوصول المستخدمين إلى خدمات الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية، ومزودي الخدمات الآخرين، كما تقدم حلولاً سهلة للدخول إلى الخدمات، عبر الهواتف الذكية، دون الحاجة إلى كلمة سر أو اسم مستخدم، فضلاً عن إمكانية التوقيع على المستندات رقمياً، والتحقق من صحتها دون الحاجة لزيارة مراكز الخدمة، بينما تتيح منصة «تم» للخدمات الحكومية الرقمية في إمارة أبوظبي، الوصول إلى أكثر من 900 خدمة من خلال واجهة رقمية واحدة، ونجحت وزارة المالية خلال رحلة تصفير البيروقراطية في إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوفير تجربة سلسة وسهلة وفورية ودقيقة دون تدخل بشري.
ووفق وزارة الطاقة والبنية التحتية، فإن دولة الإمارات تعد من الدول السبّاقة في تعزيز استخدام الابتكار والذكاء الاصطناعي في مشاريع الطاقة النظيفة، ولم تدخر جهداً في تعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة والاستدامة والعمل المناخي للوصول إلى مستهدفات الحياد المناخي.
وحلت دولة الإمارات في المركز الأول عالمياً في مؤشر البنية التحتية للاتصالات، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية 2024، الذي يركز على دور الحكومات في تسريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وتتصدر الإمارات دول المنطقة في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير مؤسسة «أوكسفورد إنسايتس» العام الماضي الذي ضم 193 دولة، مدفوعة بنتائج عالية نسبياً في الركائز الثلاث الذي شملها المؤشر، والتي تضم «الحكومة، وقطاع التكنولوجيا، والبيانات والبنية التحتية».
وحصلت الإمارات على المرتبة الخامسة في مؤشر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقه معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان، والمبني على تقييم 36 دولة، استناداً إلى 42 مؤشراً متخصصاً في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووفق تقرير لـ «بي دبليو سي»، تناول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، يتوقع أن تشهد دولة الإمارات أكبر تأثير له في الاقتصاد بنسبة تقارب 14% من الناتج المحلي الإجمالي وبواقع 96 مليار دولار خلال 2030.
وأكد أحمد عدلي، نائب الرئيس للهندسة السحابية للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «أوراكل» لتقنية المعلومات وقواعد البيانات، أن الإمارات تشهد نمواً استثنائياً في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بفضل المبادرات الحكومية التي تشجع على تبني التكنولوجيا وتعزز الاستفادة منها. وأشار إلى أن الإمارات لا تكتفي باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بل تطورها أيضاً بواسطة كفاءات محلية، ما يمثل خطوة متقدمة جداً في هذا المجال.
بدوره قال عاصم جلال، مستشار العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في «جي أند كي» للاستشارات الإدارية، إن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة محورية لتحسين تجربة المتعاملين وتعزيز الكفاءة التشغيلية، مبيناً أن الإمارات تعد نموذجاً عالمياً في تبني هذه التقنيات بشكل متوازن ومدروس.
وأشار إلى أن الإمارات كانت سبّاقة في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن القطاعات الحيوية منذ إطلاق «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، حيث عملت على تطوير خدماتها في مجالات العمل الحكومي كالصحة، والتعليم، والنقل، والبنية التحتية بهدف تحسين جودة الحياة وتعزيز الإنتاجية مع تقليل التكاليف التشغيلية، وبحيث بات تقديم معظم الخدمات الحكومية في الدولة للمتعاملين يتم عبر قنوات رقمية تواكب التطور بشكل مستمر. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی دولة الإمارات الاصطناعی فی أن الإمارات
إقرأ أيضاً:
روبوتس واختراعات.. ننشر تفاصيل الملتقى التكنولوجي الثاني للذكاء الاصطناعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت المهندسة شيماء الصديق، نائب محافظ دمياط فاعليات "الملتقى التكنولوجي الثاني"، لكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة دمياط" بالاشتراك مع "كلية الهندسة وكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة حورس"، وذلك يومي 15 و16 أبريل 2025، بمشاركة نخبة من قيادات الجامعات والشركات التكنولوجية المحلية والدولية، في إطار توجيهات "الرئيس عبدالفتاح السيسي" بتهيئة خريجي الكليات التكنولوجية لسوق العمل الحر والمساهمة في بناء اقتصاد رقمي قوي بالإنابة عن الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط.
افتتاح الملتقى الثاني للروبوتوسويشارك في افتتاح الملتقى الدكتور إبراهيم صابر رئيس مجلس أمناء جامعة حورس و الدكتور السعيد عبدالهادي، رئيس جامعة حورس، والدكتور حمدان ربيع المتولي، رئيس جامعة دمياط، والدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط الأسبق وعضو لجنة قطاع علوم الحاسب والمعلوماتية، و الدكتور عمرو حنفي، مستشار المحافظ لنظم المعلومات المكانية والمشرف على إدارة المتغيرات المكانية والمتحدث الرسمي للمحافظة، والدكتور أحمد عصام خليفة، رئيس لجنة قطاع علوم الحاسب بالمجلس الأعلى للجامعات.
في بداية تفقدت المهندسة شيماء الصديق، معرض مشروعات طلاب كلية الهندسة وكلية الذكاء الاصطناعي، وأكدت أن الملتقى يُعد جزءً من استراتيجية المحافظة لتصبح مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا، مؤكدةً أن نسعى لتمكين الشباب من أدوات الثورة الصناعية الرابعة، ومشيرةً إلى أن الفعاليات تُترجم رؤية الدولة لبناء «الجمهورية الجديدة» القائمة على الاقتصاد المعرفي.
في كلمته خلال الملتقى، وجَّه الدكتور حمدان ربيع المتولي، بجزيل الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الاستثنائي، الذي يجسّد روح التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية. ولا يسعني إلا أن أُثمّن الدور الرائد لجامعة حورس في دفع عجلة الابتكار، ليس فقط على المستوى التعليمي، بل أيضًا في إثراء المجتمع عبر مشروعاتٍ تنمويةٍ تُلامس احتياجات الواقع.
وأضاف مُعلنًا عن مبادرة جديدة، "انسجامًا مع رؤية الدولة للحفاظ على هويتنا، سيتم إطلاق برامج بحثية وتكنولوجية مشتركة بين الجامعة ووزارة السياحة والآثار؛ لتأمين المنشآت الأثرية عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة، مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي، لأن حماية إرثنا الحضاري ليست خيارًا، بل مسؤوليةً وطنيةً"، ومضيفًا أن تاريخنا يشهد أن مصر أمةٌ لا تعرف المستحيل؛ فبإرادة أبنائها وقدرتهم على توظيف العلم كسلاحٍ للتقدم، سنواصل كتابة قصص النجاح، ومواجهة التحديات بروحٍ وثّابةٍ تُحوِّل العقبات إلى فرصٍ لبناء الجمهورية الجديدة، التي نريدها منارةً للاقتصاد المعرفي وقِبلةً للعقول المبدعة»."
وفي سياق متصل، توجه الدكتور السعيد عبدالهادي، ببالغ الشكر لجميع الحضور، الذي يجمع العقول المضيئة لصناعة مستقبلٍ تكنولوجيٍ واعد، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا، بل أصبح لغة العصر التي تُعيد تشكيل العالم من حولنا؛ فمن صناعة الأدوية الدقيقة إلى تطوير الآلات الذكية التي تدير مدنًا بكاملها، نحن أمام فرصة تاريخية لِأن نكون روّادًا في هذه الثورة، لا مجرد متفرجين.
وأضاف أن مصر بفضل أبنائها، تمتلك كنزًا لا يُقدَّر بثمن بعد الهند، نحن الدولة الثانية عالميًا في عدد المبرمجين وخبراء تكنولوجيا المعلومات، هذا الجيش من العقول المبدعة قادرٌ على تحويل مصر إلى قوّةٍ رقميّةٍ رائدة، شرط أن نُوظف طاقاتهم في مشروعاتٍ تحقق رؤية الدولة في التحول الرقمي، كالصناعة الدوائية المتطورة، وحتى الحفاظ على تراثنا عبر تكنولوجيا الواقع الافتراضي.
كما أعرب الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، عن سعادته في المشاركة في هذا الملتقى المتميز، مع هذه الكوكبة من العقول الرائدة، وهذا ليس إلا دليلًا على أن التعاون بين مؤسساتنا العلمية والصناعية هو السبيل الأمثل لصناعة المستقبل، لتحقيق هدفٍ واحد وهو أن نكون في طليعة الدول الرقمية، أما عن الذكاء الاصطناعي، فهو ليس مجرد أداةً تكنولوجية، بل هو الثورة الصناعية الرابعة، التي تعيد تعريف كل شيء من حولنا.
ويهدف الملتقي إلى توجيه الخريجين نحو احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي، وتنمية المهارات الخاصة بيهم عبر ورش تدريبية متخصصة، ودعم تأسيس شركات ناشئة تكنولوجية، وتعزيز التواصل بين الطلاب والخريجين وشركات القطاع الخاص، وعرض نماذج نجاح لخريجي الكلية لتحفيز الطلاب.
ضمّت قائمة المدعوين مجموعة من الشركات والمؤسسات الرائدة، منها:
"معهدITI التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات"، وشركة مايكرو سوفت مصر (Microsoft Egypt)، وشركة هواوي مصر Huawei، وشركة القمم للبرمجيات، وشركة Gulf Terminal، وشركة رقي للبرمجيات (Roqey)، وKeep Solution Company، وشركة YAS للإلكترونيات، وشركة Code Clouders، وشركة داماك (DAMAC)، وشركة أندوز للتصنيع الذكي، وشركة فاليو تكنولوجى الاتمتة باستخدام الىوبوتات، وشركة QTech للبرمجيات.
وفي هذا السياق، يتم عقد "جلسات نقاشية"، حول مستقبل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، و"معرض توظيف"، يربط الخريجين بفرص العمل في الشركات المشاركة، واجتماع "لجنة قطاع علوم الحاسب" بالمجلس الأعلى للجامعات.
ونقلت نائب محافظ دمياط تحيات الأستاذ الدكتور أيمن الشهابى كما عقدت لقاءً تشاوريًا مع الدكتور السعيد عبدالهادي، رئيس جامعة حورس؛ لبحث آليات إنشاء "مدارس تكنولوجيا متخصصة" بالمحافظة، تهدف إلى سد الفجوة بين التعليم الفني التقليدي ومتطلبات سوق العمل في ظل الثورة الصناعية الرابعة.
وأكدت المهندسة شيماء الصديق أن المشروع يُعد جزءًا من خطة المحافظة لإنشاء "مراكز تكنولوجية نموذجية"، تُدرِّب الطلاب على التعامل مع الأجهزة المتطورة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، لتحويل التعليم الفني من مفهوم "العمالة التقليدية" إلى "الكوادر التكنولوجية المؤهلة"، عبر مناهج تعتمد على التطبيق العملي، بالشراكة مع الجامعات والقطاع الخاص".