المليشيا منذ هزيمتها في جبل مويا في حالة تراجع وهزائم متواصلة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
إستمرار عملية انهيار المليشيا كل هذا الوقت منذ هزيمتها في ولاية سنار يدل على ضخامة حجمها. مثل كل الأشياء الكبيرة عندما تنهار.
وهذا شيء يدعو للدهشة. كيف لقوة بهذا الحجم أن تهزم؟ فهي من القوة بحيث أن انهيارها نفسه يستمر لوقت غير قصير قبل أن يكتمل. فكيف هزمت في الأساس؟
لا توجد أي مبالغة في هذا الكلام. فالمليشيا منذ هزيمتها في جبل مويا في حالة تراجع وهزائم متواصلة، وبشكل متسارع؛ فقدت ولاية سنار ثم مدني وتقدم الجيش شمالا.
– التقدم من كرري إلى المهندسين وتحرير الإذاعة ثم الزحف جنوبا وغربا،
-عبور الجسور نحو الخرطوم وبحري والتقدم في بحري بشكل مستمر والاقتراب من فك الحصار عن القيادة العامة،
– تقدم متواصل لجيش سلاح المدرعات،
– وأخيرا وليس آخرا التقدم في محور الجيلي وتحرير عدد من المناطق وحصار المصفاة بشكل كامل.
نحن أمام عملية انهيار ممتدة في الزمن، ولكنها عملية انهيار في النهاية، وامتدادها في الزمن يدلنا على حجم قوة المليشيا التي أصابها الترهل والفشل، والتي أصبحت تقاتل في معركة خاسرة. فالواضح أنها لا تستطيع وقف هذا الانهيار، وأن الجيش أصبح هو المتحكم في سير الحرب وفي اتجاهها الذي يدل على نصر ساحق للجيش. الذي يبطئ من التحقق النهائي لهذا النصر هو الوقت الذي تأخذه عملية الانهيار لمليشيا كانت فيما مضى جيشا جرارا استطاع أن يسيطر على كل هذه المساحة ويهدد باقي السودان.
ربما الاستثناء الوحيد في هذا الانهيار الشامل هو دارفور والفاشر تحديدا، حيث ما تزال المليشيا قادرة على شن هجوم على المدينة. ومع ذلك فإن الإعداد للهجوم أصبح يأخذ وقتا طويلا، و إذا فشل الهجوم فإن إعادة الكرة ستأخذ وقتا سيتسارع خلاله انهيار المليشيا في ما تبقى من الجزيرة وفي الخرطوم وربما في كردفان. فإذا فشلت الهجمة الحالية على الفاشر والتي جرى الإعداد لها ربما لأشهر، فما هو الوقت الذي يتطلبه الإعداد لمحاولة جديدة؟
لن يقف الجيش والقوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى خلال هذه الفترة مكتوفي الأيدي بكل تأكيد. وقد بدأ الجيش والقوات المشتركة ينشطون بالفعل في محاور شمال دارفور منذ فترة؛ أي لم يعد الأمر كما في السابق المليشيا تهاجم طوال الوقت والجيش يدافع. أصبحت هناك تحركات هجومية للقوات المشتركة للهجوم والسيطرة على الأرض وقطع طرق الأمداد والاشتباك مع متحركات المليشيا في الصحراء، وسيتواصل هذا النشاط بشكل متصاعد.
ولذلك، إذا نجح أبطال الفاشر هذه المرة، ربما يكون الهجوم الحالي هو الهجوم الأخير للمليشيا على الفاشر، بعدها قد نرى هجوم للجيش والمشتركة في عدد من المحاور مثلما يحدث في الجزيرة والخرطوم، وخصوصا بعد التحرير الوشيك لكامل ولاية الخرطوم أو أجزاء واسعة منها.
الخلاصة، المليشيا في حالة انهيار في الجزيرة والخرطوم رغم مظاهر المقاومة التي لا معنى لها. وبالنسبة للفاشر فإن المليشيا تهاجمها بآخر ما تملكه من قوة، وإذا فشلت هذه المرة فقد لا تجد الوقت الكافي للإعداد لهجوم جديد لا على الفاشر ولا على أي مكان آخر. هذا لا يعني بالضرورة أنها ستستسلم ولكنه يعني أن الأوان سيكون قد فات على المحاولة، وأنها ستكون محاولة بلا معنى.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
متحرك الصياد: (بعبع) المليشيا وتفكيك تحالفاتها
أكثر ما يثير يزعج مليشيا الدعم السريع وحلفاءهم الآن هو متحرك الصياد ، وقد اصبح تأثيره أكثر حضوراً ، وأكثر فاعلية.. وبالأمس تم تطهير منطقة طيبة..
وفى طريقه إلى الدبيبات فإن المتحرك احدث حراكاً إجتماعياً حيث مسيره حواضن مليشيا الدعم السريع الرئيسة ، لقد شتت المتحرك غالب ارتكازات المليشيا فى منطقة أم عردة ، وكانت قوات الفرقة العاشرة مشاة بابو جبيهة قد نظفت خور الدليب ، ومع تقدم خط مسار عمليات غرب ام درمان ، و اصبح الطريق إلى بارا وام سيالة سالكاً ، فإن خيارات المليشيا أصبحت صعبة..
– أولا: فإن تقدم متحرك الصياد إلى بابنوسة ثم الفولة عاصمة غرب كردفان سيؤدي إلى تحييد كامل منطقة المسيرية ، ومع ضعف التسليح والذخائر والعتاد العسكري ، حيث شكا حسين برشم من ظروف الميدان ، فإن هذا سيربك مخططات المليشيا لأى مخططات اخري وسيجعل امتداد مسرح عملياتها واسعاً ، وسيصبح خيارها ما بين حماية حيازة الرزيقات فى الزرق وواحة العطرون أو العودة لتأمين الحلفاء فى الفولة والمجلد.. بالإضافة إلى أن وصول الجيش إلى مناطق الحمر سيعزز اندفاعه ، مع عزل أى حظوظ لقوات الحلو..
– وثانياً: فإن انفتاح القوات من غرب أمدرمان إلى بارا وام سيالة ، سيشكل عنصر ضغط أكبر على أى مناورات للمليشيا التى سعت إلى تشكيل حضور لها فى ام كدادة وبعض المناطق على حدود ولايات دارفور مع كردفان ، لن تستطع المليشيا التقدم إلى الامام فى أى إتجاه وهناك متحركات تشكل إلتفافاً عليها ، وهذا عنصر ضغط مهم فى مسرح العمليات العسكرية.. وقائد ثاني مليشيا الدعم السريع الذي يتحدث عن امتداد عملياته إلى نهر النيل نسى أنه خرج من هناك من مهزوماً وكان فى ضواحيها ولديه من العتاد العسكري والذخائر أكثر مما يملك الآن ، بل هزم فى كافة المسارح العملياتية فى الخرطوم والجزيرة ونهر النيل وسنار وشمال كردفان ، وما زال الموج الهادر فى طريقه إليه..
– وثالثاً: فإن تقلص حجم الحاضنة الاجتماعية ، مع تراجع مساحة تحركات المليشيا سيؤدى إلى خنق المليشيا وعزلتها ، واخر تحالفاتها مع بعض قبائل جنوب كردفان وستضطر المجموعات القبلية فى غرب كرفان إلى إعادة تقييم مسرح الأحداث ، ولا يستبعد تبدل الولاءات فى آخر لحظة ، وهو أمر مرحب به فى راي ، ومهما جاء متأخراً ..
– ورابعاً: فإن كثيراً من هذه الحواضن مكبوتة بأفعال قلة ومخطوفة الارادة وهى ضد كل انتهاكات وتجاوزات مليشيا آل دقلو الارهابية ، كما أنها ذاقت وبال الإنفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة ، وكلما تمايزت الصفوف ، فإنها ستختار الثبات على إسناد الدولة السودانية ، والخروج من عباءة المليشيا ، ستنهار مملكة الرمل عاجلاً ..
هذه مسار واحد ومتحرك واحد من سلسلة تدابير عسكرية عديدة نعرف عنها القليل ، والعهد أن العزم أكيد على تحرير كل شبر من وطننا العزيز..
حفظ الله البلاد والعباد..
ابراهيم الصديق على
17 ابريل 2025م..