( العملية السياسية هي العملية الوحيدة التي تتسم بالسمو والسماحة، وتخريبها يدخل السودان في معادلة صفرية ) – ياسر عرمان – ٢٥ مارس ٢٠٢٣
▪️ الحرب القذرة التي اختارها الدعم السريع كبديل لانقلابه الفاشل، وهدد بها حلفاؤه كبديل للإطاري، تفضح مشروع الدعم السريع الذي كان ينوي تطبيقه حال نجاح إطاريه أو انقلابه، وتفضح من كانوا سيوفرون السند لذلك المشروع كما وفروه للبديل، إذ لا يُتصوَّر أن يكون البديل شيطانياً وأصله ملائكي، فقذارة البديل/ الحرب من قذارة المشروع، .
▪️ مثلاً النهب الواسع الممنهج العلني للمال العام والخاص لا يمكن أبداً أن يكون بديلاً لمشروع نزاهة وتطهر، ولا يمكن للتخريب الكبير المتعمد أن يكون بديلاً لمشروع بناء وتعمير، والقهر والإذلال لا يمكن أن يمثلا بديلاً لمشروع ديمقراطية وحقوق إنسان، وقس على ذلك سائر البدائل الإجرامية .
▪️ حملات إعلامية قوية، شكاوى للعالم، قصص إنسانية،، غضب ودموع وأشعار، وربما فبركات وتصخيمات وتهويلات، كل هذا الذي كانت أحزاب الإطاري تفعله لأقل سبب وأحياناً بلا سبب، تبخر مع الإجرام الكبير للمتمردين ، وهذا يفضح حقيقة انفعالاتهم وغضبهم وأشعارهم ودموعهم، ويثبت أنه لا علاقة لها بما يفعله الآخر من أفعال الخير أو الشر، وإنما فقط بخدمة مصالحهم الخاصة أو عدم خدمتها !
▪️ الجهد الكبير الذي تبذله أحزاب الإطاري لهندسة بياناتها وضبط تصريحاتها لتحقيق غرض الجمع بين إرضاء الضحية والجلاد، الجماهير والمتمردين، هذا الجهد يأخذ شكل الفضيحة، لأن هذا الجمع مستحيل أصلاً، والجلاد المتمرد يتولى بنفسه إبراز هذه الاستحالة وهذه الفضيحة برضاه التام عن مواقف هذه الأحزاب، ودفاعه المستمر عنها، وتعليق آماله بنشاطها وتحركاتها !
▪️ الغاضبون الحقيقيون بسبب جرائم في حجم جرائم المتمردين ستكون إدانتهم لهم حاضرة على الدوام بسبب حدوث الجرائم بشكل يومي، وسيكون غضبهم حاضراً وحقيقياً، ولن يجد عامة الناس، ولا المحاورون في القنوات والصحف فرصة لتوجيه الأسئلة لهم عن غياب أو ضعف الإدانات، وهم لن يحتاجوا للإجابات من شاكلة ( غير صحيح أننا لم ندنهم ) ( لقد أدناهم في عدد من البيانات )، لا شيء سوى الاضطرار للإدانات، وخلوها من الغضب الحقيقي يمكن أن يسوِّغ الحضور الدائم لهذه التساؤلات، ولا شيء سوى هذا النوع من الإجابات يمكن أن يناسب إدانات رفع العتب .
▪️ بينما يطمع المتمردون وحلفاؤهم في عائد مجزٍ يعود عليهم من التفاوض في ظل “السيطرة” على الأحياء والمنازل والمرافق، يجلبون لأنفسهم الكراهية الأكبر التي تجعل المفاوض الحكومي يحتاج إلى طمأنة الشعب بألا مقابل سيعطيه لهؤلاء الأوغاد كجائزة لإجرامهم أو كخضوع لابتزازهم .
▪️ من أكبر الخسائر التي تعرضت لها أحزاب الإطاري في هذه الحرب خسارتها للعبة الكراهية، فحليفها المتمرد ينتج يومياً من مسببات كراهيته، وكراهية كل من يوالونه ولو بكلمة، ما يبطل كل مفعول خطابها الذي يريد توجيه كل الكراهية إلى الجيش ومناصريه، أو على الأقل قسمتها بينهم والمتمردين، على ألا ينال المتمردون النصيب الأكبر !
▪️ ما بين حديث ياسر عرمان عن “السمو والسماحة” في الإطاري، واحتفاءه بما سماه “تدمير القوة الخشنة”، وفرية “فقه ادخار القوة” التي اخترعوها في بداية التمرد، ما بين هذه المتناقضات، ينفضح كذب وتدجيل القحاطة، وقبل ذلك تشجيعهم للمتمردين .
▪️ لم يكن هناك شيء يفصل بين نظرتهم إليك “كثائر” أصيل يعادي الكيزان عداوة متينة لا يخشون تبددها، ونظرتهم إليك ككوز أصيل يفرغون فيه كل عداوتهم، سوى أن حلفاءهم المتمردين قد نهبوا مالك وسكنوا دارك، فأمَّلت في الجيش لينقذك من إجرامهم، وأمَّلوا في الخارج لينقذهم .. لن يرضى عنك القحاطة حتى تتنازل لهم ولحلفائهم عن كل حقوقك .
▪️ حجم إجرام المتمردين الذي فاق كل تصور، وجلب لهم كراهية عصية على المعالجة، يجعل أحزاب الإطاري تخدم خصومها بإلحاحها على التذكير بأنهم يمثلون الطرف المضاد لهم وللمتمردين، فالتركيز على التضاد مع الإحرام الأكبر المسبب للكراهية الأكبر لا يمكن أبداً أن يكون خطة مثلى لشيطنة خصوم .
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أكبر أحزاب المعارضة في تركيا يواجه مزاعم بالفساد وصراعا على الزعامة
أنقرة- بينما يستعد حزب الشعب الجمهوري لمواجهة استحقاقات انتخابية حاسمة، وجد نفسه عالقا في دوامة من الأزمات الداخلية التي تهدد تماسكه ومستقبله السياسي.
فبعدما كشفت تحقيقات قضائية عن مزاعم فساد في انتخابات الحزب الداخلية، تصاعد الجدل داخله حول المحسوبية في التعيينات البلدية، ليكشف ذلك عن صراع أعمق على القيادة والسلطة.
ومن الاتهامات بشراء الأصوات لصالح أوزغور أوزال، إلى استقطابات حادة بين أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش في السباق على زعامة الحزب، تتشابك الخلافات الداخلية مع التحديات السياسية التي يواجهها الحزب في سعيه للحفاظ على صورته كبديل قوي أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.
فهل يستطيع تجاوز هذه الأزمات قبل أن تتحول إلى نقطة ضعف قاتلة في الانتخابات المقبلة؟
يواجه حزب الشعب الجمهوري تحقيقا قضائيا بعد مزاعم بحدوث عمليات شراء أصوات خلال انتخاباته الداخلية التي جرت يومي الرابع والخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأسفرت عن فوز أوزغور أوزال برئاسة الحزب خلفا لكمال كليجدار أوغلو. وتدور الاتهامات حول قيام بعض الأطراف بتقديم مبالغ مالية ومزايا وظيفية لعدد من المندوبين مقابل تصويتهم لصالح أوزال.
إعلانوهذه الادعاءات أثارتها اتهامات رئيس فرع الشباب السابق للحزب في ولاية موش، إركان تشاكير، إضافة إلى تصريحات أعضاء آخرين، أشاروا إلى أن رجل أعمال في إسطنبول كان المصدر الرئيسي لهذه الأموال، مقابل حصوله على عقود مع البلديات التي يديرها الحزب.
وبدأ التحقيق رسميا عندما تلقت النيابة العامة في أنقرة شكوى تتعلق بانتهاكات خلال الانتخابات الحزبية، استنادا إلى المادة (112) من قانون الأحزاب السياسية، التي تحظر التلاعب في عمليات التصويت الداخلية.
وفي حين تنظر السلطات إلى الملف من زاوية قضائية، فإن قيادة الحزب اعتبرته محاولة سياسية للنيل من الحزب وإحداث شرخ داخلي بين جناح أوزال وأنصار كليجدار أوغلو. إلا أن كليجدار أوغلو طالب الحزب بموقف أكثر شفافية، مما أدى إلى زيادة التوترات داخل الحزب، حيث يرى البعض أن عدم الرد بشكل واضح قد يؤدي إلى إضعاف مصداقية الحزب أمام الناخبين.
وفي هذا السياق، تواصلت الجزيرة نت مع مسؤولين في الحزب للحصول على تعليق بشأن الأزمة، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات.
صراع على الزعامةلم يكد حزب الشعب الجمهوري يلتقط أنفاسه بعد أزمة الانتخابات الداخلية، حتى وجد نفسه في قلب جدل آخر أكثر حساسية يتعلق بـالتعيينات داخل البلديات التي يديرها.
ولطالما رفع الحزب راية الشفافية والعدالة الاجتماعية في مواجهة حزب العدالة والتنمية، لكن التسريبات الأخيرة بشأن تعيينات مثيرة للجدل داخل بعض البلديات التي يحكمها الحزب كشفت عن إخفاق في تطبيق الشعارات داخل بيته الداخلي.
وكانت القضية الأبرز تعيين مستشار إعلامي سابق، براتب مرتفع رغم استقالته سابقا وسط جدل حول أدائه خلال الحملات الانتخابية. وأثارت هذه الخطوة انتقادات لاذعة داخل الحزب، حيث اعتبرها البعض مكافأة سياسية على حساب الكفاءة، مما أعاد للأذهان اتهامات مماثلة كان الحزب يوجهها لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
إعلانلكن هذه ليست سوى رأس جبل الجليد، إذ كشفت تقارير عن توظيف أفراد مقربين من قيادات الحزب في مناصب مرموقة داخل البلديات، في وقت تعاني فيه البلديات نفسها من أزمة مالية خانقة. وهو ما أثار غضب القواعد الحزبية، خصوصا أن الحزب بنى خطابه السياسي على محاربة المحسوبية والفساد الإداري.
وحتى الآن، لم تقدم قيادة الحزب توضيحا مقنعا بشأن آلية التعيينات، مكتفية بالتأكيد على أن جميع التعيينات تتم وفقا للمعايير القانونية. لكن مع تصاعد الاستياء الداخلي، بدأت بعض الأصوات تطالب بإجراء مراجعة شاملة لسياسات الحزب في إدارة البلديات، محذرة من أن هذه الأزمة قد تكون ثغرة قاتلة في مواجهة الحملات الانتخابية المقبلة.
ويستعد الحزب لعقد انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية في 23 مارس/آذار المقبل، في إطار إستراتيجيته للدفع نحو انتخابات رئاسية مبكرة لمنافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم. لكن هذه الانتخابات الداخلية كشفت عن انقسام عميق بين تيارين رئيسيين داخل الحزب:
الأول، يقف خلف إمام أوغلو، الذي يحظى بدعم واسع بين رؤساء البلديات. أما الثاني، فيساند منصور يافاش، المدعوم بقوة من مسؤولين في أنقرة، والذي يرفض خوض الانتخابات الداخلية، وسط تكهنات بأنه قد يترشح بدعم من خارج الحزب أو حتى كمستقل إذا لم يحظ بتأييد كافٍ داخليا.وتصاعدت التوترات مع بدء جمع التوقيعات لدعم المرشحين، حيث نجح إمام أوغلو في تأمين دعم عدد من نواب الحزب، بينما كثف مسؤولو البلديات في أنقرة بيانات التأييد لمنصور يافاش، مما زاد من حدة الانقسام الداخلي.
من جانبه، يرى المحلل السياسي جنك سراج أوغلو أن الأزمات التي يواجهها حزب الشعب الجمهوري، من مزاعم الفساد الانتخابي إلى اتهامات بالمحسوبية في التعيينات البلدية، لا تهدد فقط تماسكه الداخلي، بل قد تؤثر على فرصه السياسية في الاستحقاقات المقبلة.
إعلانويؤكد في حديث للجزيرة نت أن الحزب أمام اختبار صعب، حيث يحتاج إلى تحركات سريعة لاستعادة ثقة ناخبيه قبل أن تتحول هذه القضايا إلى نقطة ضعف قاتلة أمام خصومه السياسيين.
ويشير الباحث إلى أن الحزب يتهم العدالة والتنمية بالوقوف وراء هذه الأزمات لتقويضه سياسيا، لكنه يرى أن هذا الاتهام غير منطقي، لأن المشكلات التي يعاني منها الحزب هي أخطاء داخلية تراكمت بسبب ضعف الإدارة والانقسامات الحادة داخل قيادته.
ومع ذلك، يؤكد أن الحزب الحاكم لن يفوّت فرصة استغلال هذه الأزمات بأفضل طريقة ممكنة، سواء من خلال تصعيد التحقيقات المتعلقة بالفساد الانتخابي أو عبر إبراز الانقسامات الداخلية في الإعلام، مما سيضعف موقف حزب الشعب أمام الناخبين.
أما فيما يتعلق بالخلاف بين أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش حول الترشح للرئاسة، فيرى سراج أوغلو أن الحزب أصبح ساحة معركة بين تيارين متباينين، مما يزيد من مخاطر حدوث انشقاقات. ويؤكد أن استمرار هذا الصراع دون توافق سيجعل الحزب يبدو غير منظم وغير قادر على تقديم بديل حقيقي لحزب العدالة والتنمية، وهو ما قد يضعف المعارضة ككل.