موقع النيلين:
2024-09-19@20:37:46 GMT

الحرب الفاضحة

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

الحرب الفاضحة


( العملية السياسية هي العملية الوحيدة التي تتسم بالسمو والسماحة، وتخريبها يدخل السودان في معادلة صفرية ) – ياسر عرمان – ٢٥ مارس ٢٠٢٣

▪️ الحرب القذرة التي اختارها الدعم السريع كبديل لانقلابه الفاشل، وهدد بها حلفاؤه كبديل للإطاري، تفضح مشروع الدعم السريع الذي كان ينوي تطبيقه حال نجاح إطاريه أو انقلابه، وتفضح من كانوا سيوفرون السند لذلك المشروع كما وفروه للبديل، إذ لا يُتصوَّر أن يكون البديل شيطانياً وأصله ملائكي، فقذارة البديل/ الحرب من قذارة المشروع، .

▪️ مثلاً النهب الواسع الممنهج العلني للمال العام والخاص لا يمكن أبداً أن يكون بديلاً لمشروع نزاهة وتطهر، ولا يمكن للتخريب الكبير المتعمد أن يكون بديلاً لمشروع بناء وتعمير، والقهر والإذلال لا يمكن أن يمثلا بديلاً لمشروع ديمقراطية وحقوق إنسان، وقس على ذلك سائر البدائل الإجرامية .

▪️ حملات إعلامية قوية، شكاوى للعالم، قصص إنسانية،، غضب ودموع وأشعار، وربما فبركات وتصخيمات وتهويلات، كل هذا الذي كانت أحزاب الإطاري تفعله لأقل سبب وأحياناً بلا سبب، تبخر مع الإجرام الكبير للمتمردين ، وهذا يفضح حقيقة انفعالاتهم وغضبهم وأشعارهم ودموعهم، ويثبت أنه لا علاقة لها بما يفعله الآخر من أفعال الخير أو الشر، وإنما فقط بخدمة مصالحهم الخاصة أو عدم خدمتها !

▪️ الجهد الكبير الذي تبذله أحزاب الإطاري لهندسة بياناتها وضبط تصريحاتها لتحقيق غرض الجمع بين إرضاء الضحية والجلاد، الجماهير والمتمردين، هذا الجهد يأخذ شكل الفضيحة، لأن هذا الجمع مستحيل أصلاً، والجلاد المتمرد يتولى بنفسه إبراز هذه الاستحالة وهذه الفضيحة برضاه التام عن مواقف هذه الأحزاب، ودفاعه المستمر عنها، وتعليق آماله بنشاطها وتحركاتها !
▪️ الغاضبون الحقيقيون بسبب جرائم في حجم جرائم المتمردين ستكون إدانتهم لهم حاضرة على الدوام بسبب حدوث الجرائم بشكل يومي، وسيكون غضبهم حاضراً وحقيقياً، ولن يجد عامة الناس، ولا المحاورون في القنوات والصحف فرصة لتوجيه الأسئلة لهم عن غياب أو ضعف الإدانات، وهم لن يحتاجوا للإجابات من شاكلة ( غير صحيح أننا لم ندنهم ) ( لقد أدناهم في عدد من البيانات )، لا شيء سوى الاضطرار للإدانات، وخلوها من الغضب الحقيقي يمكن أن يسوِّغ الحضور الدائم لهذه التساؤلات، ولا شيء سوى هذا النوع من الإجابات يمكن أن يناسب إدانات رفع العتب .

▪️ بينما يطمع المتمردون وحلفاؤهم في عائد مجزٍ يعود عليهم من التفاوض في ظل “السيطرة” على الأحياء والمنازل والمرافق، يجلبون لأنفسهم الكراهية الأكبر التي تجعل المفاوض الحكومي يحتاج إلى طمأنة الشعب بألا مقابل سيعطيه لهؤلاء الأوغاد كجائزة لإجرامهم أو كخضوع لابتزازهم .

▪️ من أكبر الخسائر التي تعرضت لها أحزاب الإطاري في هذه الحرب خسارتها للعبة الكراهية، فحليفها المتمرد ينتج يومياً من مسببات كراهيته، وكراهية كل من يوالونه ولو بكلمة، ما يبطل كل مفعول خطابها الذي يريد توجيه كل الكراهية إلى الجيش ومناصريه، أو على الأقل قسمتها بينهم والمتمردين، على ألا ينال المتمردون النصيب الأكبر !

▪️ ما بين حديث ياسر عرمان عن “السمو والسماحة” في الإطاري، واحتفاءه بما سماه “تدمير القوة الخشنة”، وفرية “فقه ادخار القوة” التي اخترعوها في بداية التمرد، ما بين هذه المتناقضات، ينفضح كذب وتدجيل القحاطة، وقبل ذلك تشجيعهم للمتمردين .

▪️ لم يكن هناك شيء يفصل بين نظرتهم إليك “كثائر” أصيل يعادي الكيزان عداوة متينة لا يخشون تبددها، ونظرتهم إليك ككوز أصيل يفرغون فيه كل عداوتهم، سوى أن حلفاءهم المتمردين قد نهبوا مالك وسكنوا دارك، فأمَّلت في الجيش لينقذك من إجرامهم، وأمَّلوا في الخارج لينقذهم .. لن يرضى عنك القحاطة حتى تتنازل لهم ولحلفائهم عن كل حقوقك .
▪️ حجم إجرام المتمردين الذي فاق كل تصور، وجلب لهم كراهية عصية على المعالجة، يجعل أحزاب الإطاري تخدم خصومها بإلحاحها على التذكير بأنهم يمثلون الطرف المضاد لهم وللمتمردين، فالتركيز على التضاد مع الإحرام الأكبر المسبب للكراهية الأكبر لا يمكن أبداً أن يكون خطة مثلى لشيطنة خصوم .

إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أن یکون لا یمکن

إقرأ أيضاً:

دعوة الرئيس الجزائري لحوار وطني.. أحزاب تؤكد مشاركتها وأخرى تشترط

تنوعت ردود الفعل بين الأحزاب الجزائرية عقب دعوة الرئيس الجزائري المنتخب حديثا لولاية ثانية، عبد المجيد تبون، لـ"حوار وطني شامل، لتعزيز المكاسب الديمقراطية"، بين من رحّب وأكد المشاركة، فيما وضعت أخرى شروطا لذلك.

ورحب السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض، يوسف أوشيش، بدعوة تبون، لكنه أوضح، في مؤتمر صحفي، خُصِّص للتعليق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي حل فيها ثالثا، أن مشاركة حزبه في أي حوار مع السلطة لن تكون قبل اتخاذ ما أسماه "إجراءات التهدئة"، من خلال "إطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، ورفع القيود عن النشاط الحزبي والنقابي والحقوقي".

وقال إن فتح حوار في هذه المرحلة "التي تتعرض فيها البلاد لمجموعة من المخاطر والتحديات الأمنية إقليميا ودوليا، أمر إيجابي، لكنه يقتضي تمكين الناشطين والأحزاب من التعبير الحر في الفضاءات العامة وفي وسائل الإعلام".

ورغم انتقاده لما أسماه "الخروقات التي طالت العملية الانتخابية" ومطالبته "بفتح تحقيق في تضخيم نسبة المشاركة والتزوير الذي عرفته بعض مراكز التصويت، وكذا حل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات"، لكن السكرتير الأول لحزب الأفافاس الذي يمثل التيار الوطني التقدمي الحداثي، طالب بتنظيم انتخابات عامة مبكرة لانتخاب المجالس المحلية والولائية بالإضافة إلى تجديد البرلمان، مع نهاية النصف الأول من السنة القادمة، على أقصى تقدير، وإجراء مراجعة لقانون الأحزاب وقانوني البلدية والولاية، وهي الشروط التي يضعها الحزب للانخراط في أي مسعى للحوار تقوده السلطة.

"العمال اليساري" يتحدث عن "جوهر الديمقراطية الحقيقية"

بدوره رحب حزب العمال الذي انسحب من سباق الرئاسيات، بالحوار الوطني، لكنه أوضح في بيان نشر على صفحته الرسمية على فيسبوك "نعتقد أن هذا الحوار يجب أن يشمل كل الشعب الجزائري دون إقصاء أو إبعاد في نقاش وطني حر وديمقراطي حتى يتمكن في نهاية النقاش من تحديد شكل ومضمون المؤسسات والأدوات التي يحتاج إليها لممارسة سيادته الكاملة، هذا هو جوهر الديمقراطية الحقيقية".

في بيان مشترك.. تبون يندد بـ"تناقض" و"غموض" إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية ندد المرشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية الجزائرية في بيان مشترك، مساء الأحد، بما سموه الضبابية التي رافقت عملية إعلان النتائج من جانب رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي.

وربط الحزب نجاح مثل هذا النقاش "برفع كل القيود على ممارسة حرية التعبير السياسي وحرية الصحافة، وبالتالي الانفتاح السياسي والإعلامي الفعلي وإنهاء كل تجريم لممارسة الحريات الديمقراطية".

أحزاب "الحزام الحكومي" تجدد دعمها لمشروع الرئيس

في المقابل، رحبت عدد من الأحزاب المشكلة للحزام الحكومي بدعوة الرئيس تبون لـ"حوار مفتوح يشارك فيه الجميع".

وقال الحاج بلغوثي، القيادي في حزب جبهة المستقبل، الذي دعم تبون في حملته خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إن "الظروف الإقليمية والدولية خصوصا على حدود البلاد الجنوبية والشرقية وفي منطقة الساحل والصحراء، تفرض على القوى الحية تمتين الجبهة الداخلية والالتفاف حول برنامج الرئيس المنتخب، لاستكمال مسار الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

وأضاف في تصريح للحرة "المواطن الجزائري ينتظر وفاء الرئيس بوعوده الانتخابية، خصوصا في الشق الاقتصادي الذي سينعكس إيجابا على الأوضاع الاجتماعية".

"فرصة لتعزيز الديمقراطية"

يرى المحلل السياسي، مصطفى بورزامة، إعادة انتخاب تبون، بمثابة "فرصة حقيقية لمواصلة ورش الإصلاح".

وأضاف في مقابلة مع الحرة أن "أي دعوة للحوار بين مختلف مكونات الساحة السياسية والمجتمعية تعد فرصة حقيقية لترسيخ قيم العمل الديمقراطي".

ولم يستبعد بورزامة أن يتم إشراك عدد أكبر من الأحزاب في الحكومة المقبلة، متوقعا أن يتم عرض دخول الحكومة على حزبي حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية، الذين قدما مرشحين للرئاسيات الماضية، في إطار الديمقراطية التشاركية".

تأجيل استقالة الحكومة 

مباشرة بعد أداء تبون اليمين الدستورية، قدم الوزير الأول الجزائري، نذير العرباوي، استقالة حكومته للرئيس المنتخب، غير أن  الأخير "أمر بتأجيل القرار، ومواصلة العمل لضمان الدخول  المدرسي والجامعي والمهني والدخول الاجتماعي، وإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2025، قبل عرضه على البرلمان"، حيث أكّد الرئيس "أن هذه الملفات المستعجلة تتطلب دراية الوضع من الوزراء الحاليين".

وبعد تأديته اليمين الدستورية، الثلاثاء، دعا تبون إلى "حوار وطني شامل تشارك فيه جميع القوى الحية في المجتمع، من أحزاب سياسية وتنظيمات مجتمع مدني والشباب، لتجسيد الديمقراطية الحقة، بعيدا عن الشعارات".

الرئيس الجزائري المنتخب خلال تأديته اليمين الدستورية

وأعاد تبون في خطاب للجزائريين التزامه بتجسيد وعوده التي أطلقها أثناء الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية، حيث تعهد بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب والشعير والذرة، بنهاية عام 2026، مضيفا "لقد حققنا طفرات في الإنتاج الفلاحي، خاصة في المحاصيل الاستراتيجية، عبر خريطة زراعية مدروسة وفقا للمعايير العلمية ومن خلال مواصلة بناء شراكات دولية في قطاع الفلاحة مع دول صديقة وشقيقة رائدة في الشعب الاستراتيجية مثل الحليب والحبوب"، وذلك بهدف "تقليص الاستيراد إلى أدنى مستوياته"، مشيرا أيضا إلى توسيع المساحات المسقية بحوالي مليون هكتار.

وتعهد الرئيس المنتخب أيضا باستحداث 450 ألف وظيفة جديدة، خلال السنوات الخمس المقبلة، مستهدفا الوصول إلى 20 ألف مؤسسة ناشئة، في ظل تواجد ما يقارب من 8000 مؤسسة، فقط، في الوقت الحالي.

وفي المناسبة ذاتها، أشار تبون إلى تعافي الاقتصاد الجزائري خلال ولايته الأولى، مستشهدا بتقارير المؤسسات المالية والنقدية الدولية التي وصفت نسب النمو في البلاد بالإيجابية.

وأكد أن الجزائر تستهدف الحفاظ على نسبة نمو بين 3.8 و3.9 في المئة خلال المرحلة المقبلة، مع وضع هدف بلوغ حجم الدخل القومي الخام إلى 400 مليار دولار، وتعزيز حضور الصادرات خارج المحروقات، من خلال وضع سقف 15 مليار دولار كصادرات لمختلف الخدمات والمنتجات خارج قطاع النفط.

إلى ذلك، التزم الرئيس الجزائري ببناء مليوني وحدة سكنية جديدة قبل نهاية ولايته الثانية، مشيرا إلى أن البلاد وصلت إلى نسبة 100 في المئة من إدماج لمواد البناء محلية الصنع في عمليات التشييد والبناء.

مقالات مشابهة

  • الأعلى للشئون الإسلامية: يوجد ثقة كبيرة بين الإمام الأكبر وبين الناس لا يمكن المساس بها
  • أول رد من حماس على المقترح الإسرائيلي الذي يتضمّن "إبعاد السنوار"
  • الأقصى في موسم الخطر الوجودي الأكبر
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • دعوة الرئيس الجزائري لحوار وطني.. أحزاب تؤكد مشاركتها وأخرى تشترط
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • الرئيس العراقي اتّصل بميقاتي.. وأدان الاعتداء الذي تعرّض له لبنان
  • أحزاب وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان جريمة حرب موصوفة
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟