من العنف إلي ضمير أبلة حكمت.. من المسئول عن انهيار القيم؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في مشهد صادم للجميع يعكس حاله من التراجع الأخلاقي والسلوكي، شهدت إحدى المدارس المرموقة حادثة اعتداء طالبة علي زميلتها داخل الحرم المدرسي، حادثة ليست مجرد فعل عدواني بين مراهقات، بل صرخة مدوية تنذرنا بانهيار القيم والتربية، في مشهد يرجعنا إلي زمن مضي، حين كانت الدراما تجسد معاني الضمير كما رأيناها في شخصية ( أبله حكمت ) الرمز الحي للمعلم والمربي فنعود إلي عمل من أعظم الأعمال الدرامية وهو (ضمير أبلة حكمت) نري كيف كانت المدارس معابد للتربية قبل أن تكون مؤسسات تعليمية، وكيف كان المربي نموذجاً يحتذي به، فكان الضمير هو الأساس، وكانت القيم راسخة في كل تفاصيل حياتنا اليومية.
أما اليوم نجد جيل كامل يربي علي يد الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث العنف والتنمر والتفاخر باتت هي المشاهد والقيم التي نترك أبنائنا يشاهدونها بدون أي وعي أو رقابه أو غرس في نفوسهم المبادئ والقيم النبيلة والنخوة والشهامة التي تساعدهم علي بناء أنفسهم وأوطانهم وتجعلهم قدوة صالحة لأبنائهم في المستقبل.
وقد تشرفت بحديثي مع الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ناقشت معه قضية العنف المتزايد والانحدار الأخلاقي الذي أصبح مقلق في مجتمعنا الآن، فسلط الدكتور أحمد كريمة، الضوء علي مجموعة من الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة مؤكداً أن غياب التربية السليمة هو الجذر الأساسي كما أوضح الدكتور أحمد كريمة، أن الأسرة هي الركيزة الأولي في بناء الأخلاق، ومع انشغال الآباء والأمهات بتحديات الحياة اليومية وإهمالهم زرع القيم والتقاليد في نفوس الأبناء، أصبح الجيل الجديد ضحية فراغ أخلاقي كبير، كما أكد أن غياب القدوة الصالحة داخل نفوس الأبناء وانبهارهم بمنصات التواصل الاجتماعي والتقاليد والتربية من خلال الهواتف التي أصبحت متاحه لهم في كل وقت وحين بدون رقابه من الآباء والأمهات.
وأكد من خلال حديثه علي عدة عوامل هامة جدا:
أولًا: ضرورة العدالة الاجتماعية وأن يشعر جميع المواطنين أنهم تحت القانون وليس أحد فوق القانون.
ثانيًا: ضرورة تكامل جميع الأدوار جنبا إلي جنب لمعالجة التربية دون إغفال دور عن الآخر، وإبراز دور المؤسسات الدعوية للمسلمين، ودور المؤسسات الرعوية لأهل الكتاب، ودور المؤسسات التعليمية في نشر مكارم الأخلاق.
ثالثًا: ضرورة تنشئة الأبناء علي وجود قدوة حسنة تعلمهم مكارم الأخلاق كما كان في الجيل السابق.
رابعًا: ضرورة لم شمل الأسرة مرة أخرى واجتماعهم مع بعض علي مائدة واحدة والمشاركة الوجدانية مع الأبناء، التي أصبحت متلاشية الأن للآسف في كثير من الأسر.
وأجمل ما ختم به حديثه معي أنه أقترح علي مؤسسات الدولة إنشاء المركز القومي لمكارم الأخلاق.
فوجود مثل هذه الحوادث داخل مجتمعنا الآن يعد ناقوساً خطر يدعونا للاستفاقة قبل فوات الأوان، لأننا ببساطة لا يمكن أن نلوم جيلاً بأكمله قبل أن نحاسب أنفسنا أولاً، نحن بحاجة إلي ثورة تربوية تعيد بناء الإنسان من الداخل أولًا، تضع الأخلاق قبل التعليم، والضمير قبل التفوق، علينا ان نتذكر أن الأجيال لا تصنع بالصدفة، بل تبني برؤية ووعي وجهد مشترك، فتربية الأبناء ليست خيارًا، بل أمانة عظيمة سنسأل عنها جميعًا، كل كلمة ننطقها، كل تصرف نقوم به، كل قيمة نغرسها، كل قدوة نقدمها لهم تشكل جزء من شخصياتهم ومستقبلهم، فإن أهملنا هذه الأمانة، سنكون قد أسهمنا في بناء جيل بلا خلق، يفتقد الرحمة والمسئولية، فلنتأكد أن أبنائنا هم انعكاسا نزرعه بداخلهم، وأننا يوماً ما سنقف أمام الله عز وجل لنحاسب عليهم.
التربية ليست عبئاً بل هي رسالة عظيمة خالدة تصنع بها أجيالاً تنهض بالأمم أو تسقطها.
اقرأ أيضاً25 يناير عيد الشرطة المصرية
الطفل والرياضة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة أبلة حكمت
إقرأ أيضاً:
آسر ياسين عن بودكاست والدته: يعكس القيم الإيجابية بعيدًا عن المألوف
أعرب الفنان آسر ياسين، عن إعجابه الشديد بفكرة برنامج البودكاست "بيت نوني"، الذي تقدمه والدته منى الدغيدي، ووصف المحتوى بأنه مميز ومختلف عن المحتوى السائد في الوقت الحالي، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت.
وأشار خلال تصريحاته لبرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، والمذاع عبر فضائية CBC، إلى أن معظم المحتويات المتوفرة تدور حول مقابلات مع المشاهير والناجحين، بينما يركز "بيت نوني" على مناقشة قضايا الطبقة المتوسطة، مواهبها، وتجارب حياتها، مؤكدًا أن البرنامج يمس حياة الكثيرين بطريقة عفوية وطبيعية، مشيرًا إلى أن والدته تستعرض تجاربها الشخصية وحكاياتها بشكل مؤثر.
وأوضح أن الحلقات تعد توثيقًا للأحداث والتجارب التي يمكن أن تشاهدها الأجيال القادمة، مشبهًا إياها بـ"الأرشيف العائلي"، مشيرًا إلى أن الحلقة التي جمعته وشقيقه إسلام مع والدته كانت من أبرز الحلقات بالنسبة له، حيث تضمنت لحظات عائلية مميزة، لافتًا إلى أن البرنامج يعكس القيم الإيجابية بعيدًا عن النمط المألوف للتركيز على السلبيات في منصات التواصل الاجتماعي.
وتابع، أنه يعتبر هذا النوع من المحتوى فرصة لإبراز الجوانب الإيجابية والتجارب الحياتية الملهمة، مشيدًا بأسلوب والدته الفريد في استعراض القصص والمواقف بطريقة بسيطة ومؤثرة.