25 يناير، 2025
بغداد/المسلة:
رياض الفرطوسي
في مجتمعات تُكرّس التطابق الفكري وترفض كل صوت مختلف، يواجه المثقف النقدي تحدياً مزدوجاً: تحدي مواجهة السلطة الاجتماعية التي تخشى التغيير، وتحدي تقديم خطاب فكري جديد في زمن تُصادر فيه شرعية الاختلاف. السؤال الذي طرحه أنطونيو غرامشي: “ما المشكلة لو كنت مختلفاً؟” يلخص جوهر الصراع.
لكن في بيئة تُقدّس الاستنساخ، يتحول الاختلاف إلى تهمة. وهنا يبرز دور التربية في تعزيز ثقافة الحوار. فالأنظمة التعليمية لدينا غالباً ما تُنتج التكرار بدل الإبداع، مما يعمق أزمة التفكير النقدي ويزيد من هيمنة السلطة الاجتماعية على العقول. في واقع يسيطر عليه التجهيل، يبدو المثقف المختلف كصوت نادر في مواجهة تيار الاستنساخ الفكري. دوره لا يقتصر على النقد، بل يمتد إلى إعادة ترتيب الفوضى الفكرية، وطرح بدائل تُعيد تعريف علاقتنا بالواقع. هذا المثقف هو “الصوت الأخير”، كما وصفته الأفكار المطروحة، يكتب في لحظات التحدي، محاولًا كنس غبار الجهل والتكرار، وإعادة بناء الأمل.
المجتمعات لا تزدهر إلا بقبول شرعية الاختلاف. المثقف المختلف ليس مجرد ناقد، بل هو ركيزة أساسية لبناء وعي جماعي قادر على التغيير. ورغم هيمنة سلطة التكرار، تبقى أصوات هؤلاء المثقفين شموعاً تُضيء الطريق في عتمة الجمود الفكري. إن التحدي الحقيقي ليس في بقاء المثقف أو غيابه، بل في استمرار رسالته: أن نتأمل معاً في قوارب النجاة، لا خوفاً من الغرق، بل أملًا في رسم ملامح جديدة للمستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
البرلمان الأوكراني يرفض قرارا يعيد تأكيد شرعية زيلينسكي
فشل البرلمان الأوكراني، اليوم الإثنين، في الحصول على دعم كاف لمشروع قرار يعيد التأكيد على شرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي .
وفي جلسة خاصة للبرلمان الأوكراني ، "فيرخوفينا رادا" ، عقدت لإحياء الذكرى الثالثة للغزو الروسي الشامل ، حصل مشروع القرار على 218 صوتا ، وهو أقل من الأصوات المطلوبة لتمريره وهي 226 صوتا.
ولم يشارك نحو 54 عضوا في البرلمان كانوا حاضرين في قاعة الاجتماعات في التصويت، ومن بينهم 38 ممثلا عن حزب خادم الشعب الذي يتزعمه زيلينسكي.
وطرحت قيادة البرلمان مشروع القرار كعرض رمزي لدعم زيلينسكي ، الذي تعرضت شرعيته لانتقادات من قبل روسيا ، ومؤخرا ، من الولايات المتحدة.
وجاء في وثيقة القرار:" أن فيرخوفينا رادا يؤكد مجددا أنه تم انتخاب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في انتخابات حرة وشفافة وديمقراطية. وأنه لا الشعب الأوكراني ولا فيرخوفينا رادا ، يشككان في التفويض الممنوح له ".
كما أشارت الوثيقة إلى المادة 108 من الدستور الأوكراني ، والتي بموجبها يظل رئيس الدولة الحالي في منصبه حتى يتولى الرئيس المنتخب التالي مهام منصبه.
يشار إلى أن فترة ولاية زيلينسكي العادية انتهت في مايو الماضي، ولكن لا يمكن تحديد موعد للانتخابات بسبب الأحكام العرفية المستمرة في البلاد.