تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 نحّت المكسيك وكندا الخلافات بينهما جانبًا لتشكيل جبهة موحدة للوقوف ضد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عليهما في أقرب وقت ممكن بحلول الأسبوع المقبل.
وفي تقرير لها من العواصم الثلاث، لفتت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى أن ترامب، منذ فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، هدد مرارًا وتكرارًا بأن بلاده ستفرض رسومًا جمركية على أكبر شريكين تجاريين لواشنطن، بنسبة 25 % على كافة صادراتهما إلى الولايات المتحدة، في تصعيد منه للرد على ما يقول إنه ارتفاع في مستويات الهجرة غير الشرعية وتهريب مخدرات وعقاقير "الفنتانيل" وقد حذر ترامب بأن الرسوم يمكن تطبيقها اعتبارًا من الأول من فبراير المقبل.


وترسل المكسيك وكندا ثلاثة أرباع صادراتهما إلى الولايات المتحدة، مدعومة بالاتفاقية التجارية الثلاثية التي تجمعهم الدول الثلاث، "يو إس إم سي إيه"، التي أبرمت أثناء نهايات العهدة الأولى لترامب، وهو ما يجعل نيومكسيكو وتورونتو رهنًا لمطالب واشنطن.
وتعتمد المكسيك على الولايات المتحدة في الحصول على 70 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ولطالما انتقدها ترامب وحملها مسؤولية دخول المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات داخل الولايات المتحدة.
من جانبها، تتوقع غرفة التجارة الكندية انكماش الناتج المحلي الإجمالي الكندي بنسبة 2.6 % أو بواقع 78 مليار دولار كندي (بما يعادل 54 مليار دولار أمريكي)، فإذا نفذ ترامب تهديداته، فإن ذلك ذلك سيكلف الكنديين نحو 1900 دولار كندي لكل مواطن سنويًا.
ورغم تشاركهما في "تهديدات ترامب"، فإن علاقات المكسيك وكندا تضررت بشدة العام الماضي، لاسيما بعد أن أعرب السفير الكندي عن قلقه حيال النظام القضائي المكسيكي بأكمله.
كما ساءت العلاقات بين البلدين بصورة أشد في نوفمبر الماضي، حينما ألمح رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو بأنه سيكون أكثر انفتاحًا لفكرة خروج المكسيك من اتفاق "يو إس إم سي إيه"، وأيد ترامب في رأيه بأن الاستثمارات الصينية في المكسيك تشكل معضلة، في محاولة واضحة لمداهنة الرئيس المنتخب الجديد آنذاك.
وقال مسؤولون إن مثل تلك المواقف، إضافة إلى غيرها من التعلقيات، تسببت في إشعال الغضب داخل مكسيكو سيتي، لكن الدولتين اجتمعتا في مواجهة تحذير الرسوم الجمركية من ترامب، بموجة صاخبة من الدعوات من الوزراء في الجانبين للوقوف في وجه التهديد. 
ويقول الباحث في مركز "ويلسون" البحثي، دييجو ماروكوين بيتار، "إن الضجيج السياسي ربما تسبب في تأجيل وتشويش طريقة أوتاوا للحكم على الأمور، لكن الكنديين ربما أدركوا أخيرًا أن تنسيقًا أفضل مع المكسيك يعد أمرًا حيويًا." 
ويضيف، لعل الهدف الجوهري للتقارب يتمثل في توافق الدولتين بأن الرسوم الأمريكية ستكون بمنزلة مقترح "خسارة أمام خسارة"، والتي ستدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للمستهلكين في الدول الثلاث كلها.
من جانبه، قال ترودو هذا الأسبوع: إن "ترامب أعلن أنه يريد "عصرًا ذهبيًا" للاقتصاد الأمريكي. وهذا يعني أنهم سيحتاجون المزيد من الطاقة، والمعادن، والصلب والألومنيوم، والأخشاب، وكثير من الأشياء تقوم كندا بالفعل بإرسالها إليهم."
وكشفت مصادر عليمة بما يدور في البلدان الثلاثة أنه بينما تلوح أوتاوا ومكسيكو سيتي، على المستوى العام والخاص، بأغصان الزيتون لفريق ترامب بشأن أمن الحدود، فإنهما قد أعدا بالفعل قوائم منفصلة برسوم جمركية انتقامية للرد على رسوم ترامب.
فالمسكيك أعدت عدتها برسوم يطلق عليها محليًا "كاروسيل"، أي الحلقة الدوارة، من المنتجات التي ستتقلص لبضعة أشهر قبيل أن يتم تحويل مسارها إلى ولايات أخرى مستهدفة مشرعين جمهوريين رئيسيين.
بدورها، لوحت كندا أيضًا بأنها تعد عقوبات مضادة والتي ستخلق، حسب وصف وزير الطاقة والموارد الطبيعية الكندي، جوناثان ويلكينسون، "قدرًا هائلًا من الضغط والقلق داخل الولايات المتحدة مقابل القليل من الألم بالنسبة لكندا."
وترى مصادر قريبة من خطط البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إجراء تغييرات للحد من المكون الأجنبي في السيارات بهدف تحجيم الروابط المتنمامية للصين داخل الاقتصاد المكسيكي.
وأعاد ترامب أقواله على مسامع الحضور في "منتدى دافوس الاقتصادي العالمي" يوم الخميس، قائلًا إن كندا "يمكن أن تكون ولاية، وإذا أصبحت ولاية، لن يكون هناك عجز (تجاري)."
واستطرد الرئيس الأمريكي قائلًا "لا نحتاج أخشابهم، لأن لدينا غاباتنا الخاصة. ولا نحتاج إلى نفطهم وغازهم. فلدينا منهما أكثر من أي طرف آخر."
وتقول الصحيفة البريطانية إن واقع الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تستورد نحو 40 في المائة من النفط الخام الذي تقوم بتكريره، و60 في المائة منه يأتي من كندا، و11 في المائة من المكسيك.
وقد هدد ترامب بنشر قوات خاصة أمريكية في المكسيك للقضاء على عصابات المخدرات هناك، وقال في منتدى دافوس إن الولايات المتحدة كانت "تتعامل مع المكسيك بصورة جيدة جدًا" أيضًا في هذا السياق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ترامب المكسيك كندا رسوم جمركية الولایات المتحدة المکسیک وکندا فی المائة من

إقرأ أيضاً:

«فاينانشال تايمز»: الولايات المتحدة تجمد قنوات الاستخبارات مع أوكرانيا

أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» نقلا عن مسؤولين أمريكيين بأن الولايات المتحدة أوقفت تقديم المعلومات الاستخباراتية لنظام كييف.

وأضافت الصحيفة: واشنطن جمدت قنوات الاستخبارات مع أوكرانيا، لكنها لا تزال تقدم معلومات استخباراتية عن روسيا وأوكرانيا لحلفائها، بمن فيهم بريطانيا.

وفي وقت سابق، كتبت صحيفة «الديلي ميل» أن البيت الأبيض منع بريطانيا من مشاركة بيانات الاستخبارات الأمريكية مع كييف بعد أن علقت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وذكرت قناة «فوكس نيوز» نقلا عن مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستوقف الإمدادات إلى كييف حتى يتأكد الرئيس ترامب من أن أوكرانيا ملتزمة بالسلام.

وأعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن المطار العسكري في رزيسزو، وهو المحور الرئيسي لإرسال الأسلحة والمساعدات الإنسانية إلى كييف من الولايات المتحدة، توقف عن العمل في البلاد.

المواجهة بين ترامب وزيلينسكي

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وكييف في أعقاب اجتماع متوتر في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، على الرغم من وجود علامات التحسن الأخيرة.

واعترف زيلينسكي علنًا بالأسف على الاجتماع، ووصفه بأنه مؤسف، وذكر أن أوكرانيا مستعدة للعودة إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن. وفي رسالة، أعرب أيضًا عن استعداده لتوقيع صفقة مع ترامب «في أي وقت» من شأنها أن تمنح الولايات المتحدة الحق في الاستفادة من الموارد الطبيعية لأوكرانيا.

واقترح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز استئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وفي حديثه لقناة فوكس نيوز، أشار إلى أنه إذا تقدمت المفاوضات وتم تقديم تدابير لبناء الثقة، فإن الرئيس سيعيد النظر في رفع تعليق المساعدات.

الموقف الروسي

وفي الوقت نفسه، رحب الكرملين بتعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا، ووصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القرار بأنه أفضل مساهمة في السلام، وأن القرار قد يدفع كييف حقا نحو عملية السلام.

وأكد زيلينسكي التزام أوكرانيا بالسلام، مشيرا إلى أن لا أحد يريد حربا لا نهاية لها، وأن أوكرانيا مستعدة للدخول في مفاوضات في أقرب وقت ممكن، وأن فريقه مستعد للعمل تحت قيادة ترامب لضمان سلام دائم.

وبدأ التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا عندما أثارت المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والروس بشأن إنهاء الحرب. كما أثارت المفاوضات مخاوف من أن أي اتفاق محتمل قد يعرض مستقبل أوكرانيا للخطر.

اقرأ أيضاًالكرملين: وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا سيكون أكبر مساهمة في تحقيق السلام

الكرملين: زيادة التمويل الأوروبي لأوكرانيا هدفه إطالة أمد الصراع وليس إرساء السلام

بريطانيا تُعلن إقراض أوكرانيا 2.26 مليار جنيه إسترليني

مقالات مشابهة

  • ترامب يهاجم رئيس وزراء كندا مجددا.. ويؤجل الرسوم الجمركية على المكسيك
  • ترامب يعلق مؤقتًا الرسوم الجمركية على شركات صناعة السيارات في المكسيك وكندا
  • رداً على ترامب..كندا لن تُلغي الرسوم الجمركية الانتقامية قبل رفع الرسوم المفروضة عليها
  • ترامب يمنح إعفاء لمدة شهر لشركات صناعة السيارات الأميركية من الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات من المكسيك وكندا
  • «فاينانشال تايمز»: الولايات المتحدة تجمد قنوات الاستخبارات مع أوكرانيا
  • ترودو: رسوم ترامب الجمركية "أمر غبي" والكنديون أمام طريق صعب
  • ترودو ينتقد رسوم ترامب الجمركية على كندا ويصفها بـ"الخطوة الغبية"
  • ترودو: رسوم ترامب الجمركية أمر غبي والكنديون أمام طريق صعب
  • فاينانشيال تايمز: الأوروبيون يتجهون لمصادرة أصول روسية بقيمة 200 مليار يورو
  • استقرار سعر الذهب مع تطبيق ترامب للرسوم الجمركية على المكسيك وكندا