يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

“يتم إجبارُ الطلاب على ترديد الصرخة الحوثية، ويتم تعبئتهم بأهمية القتال والجهاد وهم ما زالوا في الصفوف الأولى، يحفظونهم أسماء وحياة شخصيات من قتلاهم تحت مسمى الشهداء الأبرار، وهناك شخصيات أدرجوها ضمن المقرر الدراسي في المنهج الجديد الذي غيروه من أجل تنفيذ مقاصدهم” هكذا قالت إحدى المعلمات في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

وتضيف المعلمة التي فضلت عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية قائلةً:” لقد تم غسل أدمغة الكثير من الطلاب بشكل كامل، فقد كنت أرى الطلاب في السنوات الأولى أثناء الدرس ينظرون بسخرية للكتب أمامهم ويضحكون من الشخصيات الموجودة فيها؛ لكني لاحظت في الفترة الأخيرة تأثرهم الكبير بهذا المنهج خصوصا وأنهم ملزمون بالحفظ الكامل للدروس كون الاختبار لا نكتبه نحن المعلمون وإنما يتم كتابته من قبل المشرفين للصف السادس والسابع والثامن”.

وقد حولت جماعة الحوثي التعليم إلى سلعة للمتاجرة وترسيخ أفكارها المذهبية والطائفية وتثبيت مبادئها التي استقتها من إيران؛ من أجل ضمان ولاء الجيل الناشئ لهم.

ولم يكن تغيير المنهج الطريقة الوحيدة التي اتخذتها المليشيات في سبيل ذلك،؛ بل إن السيطرة على التعليم والمعلمين أصبحت أكبر من أن يتم وصفها، فمحاضرات زعيم الجماعة أصبحت دروسا لا ينبغي تجاهلها على الاطلاق.

وأشارت المعلمة في حديثها لـ” يمن مونيتور” محاضرات السيد يتم عرضها على الشاشة الذكية في الفصول الدراسية إجباريا، ليس على الطلاب وحدهم وإنما على المعلمين أيضًا وهذه المحاضرات يتم عرضها تحت مسمى الإرشاد التربوي”.

*فعاليات طائفية*

وتابعت” التساهل بالعملية التعليمية أصبح واضحا للعيان، هم اليوم يكثرون من الفعاليات الثقافية التي تقام تحت مسميات مختلفة، كفعالية جمعة رجب، وفعالية الشهيد الحسين، وفعالية يوم الهوية الإيماني، بالإضافة إلى إجراء مسابقات خارجة تماما عن المنهج الدراسي تعزز الاهتمام بالصرخة والدروس الطائفية، حتى أنه تمر قرابة ثلاث ساعات والطلاب لم يحصلوا على حصة واحدة”.

وواصلت” محاضرات السيد أصبحت كل أربعاء للمعلمين والمعلمات الذين هم مسؤولون عن بعض الأفكار الواردة فيها، ووققت المحاضرة ينبغي أن يكون الجميع في مرحلة هدوء إلا وقت إعلان الصرخة فإنه يجب رفع الصوت بقدر المستطاع ورفع اليد بقدر ما تستطيع مدها إلى الأعلى”.

وزادت” يوم أمس الجمعة أنزل الحوثيون قرارا جديدا يفضي بعدم السماح لأولياء الأمور بالدخول إلى المدارس إلا في حالة الاستدعاء فقط، وكذلك عدم استقبال أي زائر أو موجه أو فرق توعية من مكتب التربية أو من المنطقة التعليمية إلا بتكليف رسمي مختوم من قبل مكتب التربية بالأمانة”.

وبسخرية وضحت أن” البيان يشدد على عدم وضع المعلمات لمساحيق التجميل أمام الطالبات” متسائلةً” هل مساحيق التجميل تؤثر على المستوى الدراسي للطالبات؟!، ثم إن أغلب المعلمات وخاصة من هن في المدارس الحكومية لا يجدن قيمة حذاء لأرجلهن، فمن أين لهن قيمة الكماليات كمساحيق التجميل وغيرها؟!”.

*العودة بالتعليم إلى ما قبل ثورة الـ26 من سبتمبر*

في السياق ذاته يقول الكاتب والصحفي، عبد الباري طاهر” ما يجري الآن في المناهج التعليمية في شمال اليمن، أو في أجزاء معينة من شمال اليمن هو العودة بالتعليم إلى ما قبل الثورة اليمنية 26 سبتمبر أو إلى ما هو أسوأ من ذلك”.

وأضاف طاهر لـ” يمن مونيتور” الحقيقة أن التعليم الآن أصبح متجها اتجاهًا طائفيا والأدلجة فيه لا تصب- إطلاقا- لصالح العلم والمعرفة ولا لصالح الدين، وهو يتخذ شكلا يخدم الأفكار لا يخدم الأوطان ولا يبني الأجيال بالطريقة التي يجب أن يكون عليها التعليم”.

وتابع” اليوم يحدث أن تحول التعليم إلى تعليم طائفي وهذا لا يخدم اليمن ولا يخدم المستقبل ولا يخدم أجيال اليمن القادمة، التعليم لا بد وأن يكون تعليما عصريا حديثا كما يحدث مثلا في دول الخليج، لكن ما يحدث اليوم هو تحويل التعليم إلى مادة واحدة وهي العقيدة والعقيدة الفاسدة فقط”.

*أداة لترويج الأفكار الطائفية*

بدوره يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي” لقد شهد التعليم في اليمن، منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العديد من محافظات اليمن، تحولاتٍ غير مسبوقة ومؤلمة؛ إذ أصبح وسيلةً لتوجيه الفكر والسيطرة على العقول بدلاً من أن يكون أداةً للنمو الفكري والعلمي”.

وأضاف الجبزي لـ” يمن مونيتور” تتمثل أبرز الممارسات التي حولت التعليم إلى سلعة لغسل أدمغة الأجيال في استخدام المناهج التعليمية كأداة دعاية لترويج الأفكار الطائفية والعقائدية المتطرفة التي لا تتوافق مع القيم الوطنية أو الإنسانية للمجتمع اليمني”.

وأشار إلى أنه” منذ انقلاب الحوثيين على السلطة في 21 سبتمبر 2014م ، تم تعديل المناهج الدراسية في المدارس بشكل تدريجي، لتضم موادًا تعليمية تُحرض على العنف وتُروج لمفاهيم متطرفة تدعو إلى الطائفية والتمرد على السلطة الشرعية، كما تم استبدال القصص التاريخية التي تعكس الهوية الوطنية والقيم الإنسانية بمحتوى يكرس الولاء للجماعة الحوثية”.

وأردف” أصبح التعليم في ظل سيطرة مليشيا الحوثي أداة لتدمير التعددية الفكرية؛ إذ يتم استهداف الطلاب من مراحلهم الدراسية الأولى لزرع أفكار تهدد الوحدة الوطنية وتغذي الانقسامات الطائفية”.

وتابع “كما أن الأنشطة المدرسية، مثل المسيرات والفعاليات، تركز على تجنيد الأطفال والشباب في صفوف المليشيا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع التعليمية ويسهم في تجريف الفكر المجتمعي”.

وأكد أن” تحويل التعليم إلى سلعة سياسية وطائفية لا يضر فقط بالأجيال الحالية، بل سيترك آثارًا مدمرة على مستقبل اليمن؛

لذا يجب أن يكون التعليم وسيلة لبناء العقل والإبداع، وليس أداة لغسل الأدمغة وتوجيه الشباب نحو العنف والتطرف كما تقوم به مليشيا الحوثي”.

وشدد” على المجتمع الدولي والمؤسسات التعليمية أن تتحمل مسؤولياتها في مواجهة هذا التلاعب بالتعليم، والعمل على إعادة المناهج التعليمية إلى مسارها الصحيح، من خلال تبني محتوى يروج للسلام والتسامح والتعايش بين جميع فئات الشعب اليمني”.

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التعليم اليمن ملیشیا الحوثی التعلیم إلى یمن مونیتور أن یکون لا یخدم إلى ما

إقرأ أيضاً:

اليمن: الحوثي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية

عبدالله أبوضيف (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة «الوطنية لمواجهة غسل الأموال» تبحث في المغرب تعزيز التعاون نهج الإمارات

دعت الحكومة اليمنية جميع الموظفين والعاملين في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة إلى عدم الانصياع للضغوط التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإرهابية، بهدف إجبارهم على العودة للعمل في ظروف محفوفة بالمخاطر، في ظل محاولاتها استئناف عمليات تفريغ الوقود بصورة غير قانونية. وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في تصريح صحفي، «إن هذه المحاولات تكشف مجدداً مدى استخفاف ميليشيات الحوثي بحياة المدنيين الأبرياء، واستمرارها في استغلالهم واستخدامهم كدروع بشرية والمتاجرة بمآسيهم لتحقيق أهدافها الإرهابية». 
وحذر الإرياني، من أن أي كارثة إنسانية قد تنجم عن هذه التصرفات الإجرامية، محمّلاً ميليشيات الحوثي كامل المسؤولية عن تبعاتها.
وجدد الإرياني دعوته لجميع العاملين في الميناء إلى حماية أنفسهم، والامتناع عن المشاركة في أي أنشطة غير قانونية قد تعرض حياتهم للخطر، وعدم منح الحوثي فرصة لاستغلالهم في تنفيذ مخططاتها الخبيثة.
وأقرت ميليشيا الحوثي، أمس، أن الجيش الأميركي نفذ غارة جوية استهدفت سفينة وقود كانت تستعد لتفريغ شحنتها في ميناء رأس عيسى، الواقع في محافظة الحديدة الساحلية.
في غضون ذلك، حذر وزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور أحمد عرمان من أن ميناء الحديدة يواجه أزمة كبيرة، تهدد حركة التجارة وإمدادات الغذاء، ما يزيد من معاناة المدنيين في المناطق التي تعتمد عليه، مشيراً في هذا الصدد، إلى أن أوضاع الصيادين تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يواجهون قيوداً متزايدة واعتقالات تعسفية تمنعهم من ممارسة أعمالهم، مما أدى إلى تدهور قطاع الصيد بشكل خطير.
وشدد الدكتور عرمان في تصريحات لـ«الاتحاد» على ضرورة إعادة تشكيل المنظومة الإدارية والرقابية لضمان تحسين أوضاع العاملين في مختلف القطاعات، خصوصاً في ظل وجود أكثر من 22 ألف موظف يعانون من ظروف قاسية بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.
وأشار عرمان إلى انتهاكات الحوثي المتصاعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لافتاً إلى وجود 25 موظفاً تابعين للأمم المتحدة لا يزالون رهن الاحتجاز، و72 آخرين يواجهون مصيراً مجهولاً، في ظل استمرار القمع والانتهاكات ضد العاملين في المجال الإنساني.
وأوضح عرمان أنه رغم مرور ما يقارب الـ 9 أشهر منذ بدء موجة الاعتقالات الأخيرة إلا أنه لا يوجد تحرك جاد للإفراج عنهم، ما يعكس مدى تعنت الحوثيين وانتهاكهم للقوانين الدولية.
وشدد الوزير على أن الانتهاكات لم تقتصر على الموظفين الإنسانيين، بل امتدت إلى قمع الناشطين والصحفيين، حيث يتعرض العشرات منهم للاعتقال والتعذيب في سجون سرية، وسط صمت دولي مريب، فهذه الممارسات تتطلب تحركاً دولياً جادًا للضغط على الحوثي لوقف هذه الممارسات والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين.

مقالات مشابهة

  • اليمن: الحوثي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية
  • عبد اللطيف: تعزيز التعاون بين الوزارة وصندوق تطوير التعليم يسهم فى دعم العملية التعليمية
  • وزير التعليم يبحث التعاون مع صندوق تطوير التعليم لدعم المنظومة التعليمية
  • جماعة الحوثي تتهم أمريكا بالتسبب في تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • جماعة الحوثي تعلن استهداف قاعدة "نيفاتيم" الإسرائيلية للمرة الثانية خلال 24 ساعة
  • الحوثي تكشف تفاصيل تنفيذ عمليتين ضد الاحتلال في تل أبيب وعسقلان
  • جماعة الحوثي تعلن قصف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية بصاروخ فرط صوتي
  • جماعة الحوثي تستهدف قاعدة “نيفاتيم” الإسرائيلية بصاروخ بالستي
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة