دخان كثيف ملوث فوق الخرطوم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أظهرت بيانات الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة “أسوشيتد برس”، السبت، أن القتال حول أكبر مصفاة نفط في السودان أشعل النيران فيها، مما أدى إلى انتشار دخان أسود كثيف ملوث فوق الخرطوم عاصمة البلاد.
وتمثل الهجمات التي وقعت حول المصفاة، المملوكة للحكومة السودانية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية التي تديرها الدولة، أحدث كوارث الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وتوجد مصفاة الجيلي على بعد نحو 60 كيلومترا (40 ميلا) شمال الخرطوم.
وأظهرت بيانات من أقمار صناعة تابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” تتعقب حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم أن هجوما وقع يوم الخميس في حقل النفط أدى إلى إشعال حرائق في كل أنحاء المجمع.
ومع تصاعد حدة القصف الجوي والأرضي في العاصمة الخرطوم، غطت سحب من الدخان سماء المدينة وسط تقارير أشارت إلى دمار كامل لمصفاة النفط في الجيلي والتي تعتبر الأكبر في البلاد.
وفي حين اتهم الجيش في بيان قوات الدعم السريع التي تتحصن قوة كبيرة منها هناك منذ الأسابيع الأولى من اندلاع القتال بحرق المصفاة، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش وجه عدة ضربات جوية للمصفاة خلال الساعات الماضية.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مقتل 65 شخصا على الأقل بقصف مدفعي وجوي على مدينتين سودانيتين
الخرطوم - قُتل 65 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح في قصف مدفعي وجوي طال الإثنين 3فبراير2025، مدينتين في السودان حيث تتصاعد حدّة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلن مصدر طبي أنّه في ولاية جنوب دارفور قُتل 25 شخصا في غارة جوية استهدفت نيالا، عاصمة الولاية.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه إنّ "ضربة جوية للجيش على حي السينما في نيالا أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 63 آخرين".
وتخضع مدينة نيالا لسيطرة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضدّ الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
وتسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، بما في ذلك نيالا الواقعة على بُعد 195 كيلومترا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة.
وشمال دارفور هي الوحيدة بين ولايات الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، أما عاصمتها الفاشر فيقطنها نحو مليوني شخص يخضعون منذ أيار/مايو لحصار تفرضه على المدينة قوات الدعم السريع.
ودارت في الفاشر بعض من أقسى المعارك بين الجيش الذي يحارب للحفاظ على آخر موطئ قدم له في المنطقة وبين قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على كامل الإقليم.
أربعون قتيلا في كادوقلي -
وفي ولاية جنوب كردفان (جنوب) قُتل الإثنين 40 شخصا على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح في قصف شنّته جماعة متمردة على كادوقلي عاصمة الولاية، بحسب ما أفادت مصادر طبية ومحليّة.
وقال مصدر في المستشفى الرئيسي في كادوقلي لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه لدواع أمنية إنّ "القصف على كادوقلي أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 70 آخرين".
وأكّد مصدر طبّي ثان هذه الحصيلة، مشيرا إلى أنّ الجرحى توزّعوا ما بين مستشفى المدينة والمستشفى العسكري.
من جهته، اتّهم حاكم الولاية محمد إبراهيم فصيلا متمرّدا هو "الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/جناح عبد العزيز الحلو، بشنّ هذا القصف المدفعي.
ويخوض هذا الفصيل المسلّح اشتباكات ضد كلّ من الجيش وقوات الدعم السريع منذ انخرط هذان الطرفان في حرب طاحنة بينهما في نيسان/أبريل 2023.
والحركة الشعبية-شمال/جناح عبد العزيز الحلو تقاتل الحكومة منذ 2011 وتسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال حاكم الولاية لفرانس برس إنّ "هجوم الحلو على المدنيين في كادوقلي يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، متعهدا "تطهير الجبال المحيطة بكادوقلي" من هؤلاء المتمردين.
وبحسب الحاكم فإنّ القصف استهدف سوقا تجارية.
وفي 2020 رفض الحلو الانضمام إلى قادة متمرّدين آخرين في توقيع اتفاق سلام مع الحكومة، إذ إنّه اشترط يومها أن يكون السودان دولة علمانية.
كما رفض الحلو التحدث مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متّهما قواته بارتكاب فظائع.
والسودان غارق منذ نيسان/أبريل 2023 في حرب أهلية طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وبشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وبعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وبعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العامة في العاصمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري.
وقُتل ما لا يقلّ عن 60 شخصا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في قصف شنّته قوات الدعم السريع على سوق مزدحم في أم درمان التي يسيطر عليها الجيش.
وتسمى الخرطوم بالعاصمة المثلثة كونها تتكوّن من ثلاث مدن يفصل بينها نهر النيل، وهذه المدن هي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
- المدنيون يدفعون الثمن -
وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص ودمّرت البنى التحتية الهشّة أساسا في البلاد، ممّا أجبر معظم المرافق الصحية على الخروج من الخدمة.
كما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد يجد فيه الملايين من سكانه أنفسهم على حافة المجاعة.
والإثنين، حذّرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة من أنّ أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من شمال دارفور منذ نيسان/أبريل 2024.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإنّ 95 عملية تهجير حدثت في سائر أنحاء شمال دارفور، أكثر من نصفها في الفاشر.
والإثنين أيضا أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة راح ضحيتها مدنيون في الخرطوم بحري على أيدي عناصر من الجيش وميليشيات متحالفة معه.
وقال إنّ "العديد من ضحايا هذه الحوادث ينحدرون من دارفور أو مناطق كردفان"، داعيا جميع الأطراف إلى وقف القتال والعمل من أجل تحقيق سلام دائم.
وأعرب دوجاريك عن أسفه لأنّ النساء والأطفال والرجال السودانيين "يدفعون ثمن استمرار القتال من قبل المتحاربين".
Your browser does not support the video tag.