الملتقى الثقافي لخريجي الأزهر يواصل لقاءاته التوعوية بالمحلة
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة، محاضرة دينية بالملتقى الثقافي والفكري في إطار المنهجية الوسطية الأزهرية إرساء الفهم الصحيح للإسلام.
ويأتي ذلك في إطار بروتوكول التعاون المشترك برئاسة الدكتور سيف رجب قزامل، رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية الشرعية بالمحلة، والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، والدكتور محمود عثمان نائب رئيس فرع المنظمة بالغربية، والمهندس إبراهيم الجندي رئيس القطاع الدعوى بالجمعية.
وحاضر فيها الدكتور ياسر مزاره، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين وحضرها محمد عبد الرحمن المدير التنفيذي للجمعية، سعيد صقر المنسق العام بالفرع، راجية موسى المنسق الإداري للفرع، منصور مبارك منسق الملتقى الثقافي بالجمعية الشرعية.
وأشار "د.ياسر" أن التفكير، ضرورة لبقاء وتطور المجتمع المسلم، وقد أوضح "العقاد" في كتابه "التفكير فريضة إسلامية"، أن العقلانية وإعمال النظر والنهي بحثا عن انفراج لمشكلات الحياة، وتدبر الظواهر من حولنا رغبة في إيجاد الحلول الأنسب للصعاب التي تواجه المجتمع الإسلامي، تعد كلها تكليفا إلهيا لكافة المسلمين وعلمائهم، والكاتب يحتفي بالعقل حيث تتكرر ذكر مفردات مثل "يعقل" و "يتفكر"، ومشتقاتهما والرشد يعد أعلى درجات العقل من منظور إسلامي، ويصنف العقل في التصنيفات الإسلامية على عدة مستويات، حسب قدراته في التحليل والتقييم وإصدار الأحكام وحل المشكلات، كما يقسم العقل المسلم إلى: عقل مدرك، وعقل حكيم، وعقل رشيد.ويستدل العقاد بشواهد قرآنية تعزز طرحه الفكري، حيث يقول إنّ آيات مثل: {أفلا يعقلون}، و{وما يعقلها إلا العالمون}، و{أولي الألباب}، و{يتفكّرون}، و{لعلهم يفقهون} رفعت من قيمة التفكر والتدبر بقوانين الحياة ونواميسها، بحثا عن حلول تسهل وتيسر سبل الحياة، وتنتصر على الصعوبات والمعوقات التي تواجه الإنسان على هذه الأرض.
ويضيف أستاذ الدعوة الثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين أن التفكير مقصد من مقاصد الإسلام، وأن الفكر يتفق مع الدين، حيث يستطيع الإنسان العصري أن يقيم عقيدته الإسلامية على أساس من التفكير، حيث يرى العقاد أنه لا تعارض بين النص والاجتهاد في وجوب الفهم في كل منهما، ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالعقل أنه فتح باب الاجتهاد في إطار مقاصد الشريعة وبأدوات من القياس، والمصالح المرسلة، والاستحسان وغيرها وأن المسلمين يحفظون بمكانهم بين الأمم مااحتفظوا فريضة التفكير.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الغربية أخبار الغربية لقاء توعوي الملتقى الثقافي
إقرأ أيضاً:
الأزهر يناقش جهود الأشاعرة في إثراء الحضارة الإسلامية بمعرض القاهرة للكتاب
نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، اليوم السبت، ندوة في سلسلة قراءة في كتاب، «من جهود الأشاعرة في إثراء الحضارة الإسلامية» وهو من الإصدارات العلمية للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، حيث حاضر في الندوة؛ أ.د محمد عبد الحفيظ، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار الندوة الدكتور صلاح عبد المولى الشورى، المدرس بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.
وقال الدكتور حسن يحيى، إن المذهب الأشعري يمثل وسطية فكرية بعيدة عن التطرف والإقصاء، ويتبنى مفهوم التعددية الكلامية، حيث لا يكفر أحدًا، ويرتكز على عقائد أهل السنة والجماعة، وقد تبنى الأزهر الشريف هذا المذهب لأنّه يعكس العقيدة الصحيحة ويعزز من استقرار الأمة، كما ساهم في وحدة الأمة وتقليص الفجوات العقدية.
وأوضح الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن فكر الإمام الأشعري، كان قادرًا على التوفيق بين النصوص العقلية والنقلية، ويُعد نموذجًا مهمًا في التفكير الإسلامي المعتدل، حيث يعزز من قيمة التعايش الفكري بين مختلف الاتجاهات والمذاهب، ومن خلال تتبعنا لعلماء الأشاعرة، نجد أنهم كانوا دائمًا مثالًا للرقي في التعامل، حتى مع خصومهم الفكريين، وجسّدوا أدبًا عظيمًا في الحوار وتبادل الآراء، وأكدوا على أهمية احترام التعددية الفكرية، وهذا الموقف لم يكن فقط دليلًا على نبل الأخلاق، بل كان أيضًا حافزًا لفتح أبواب النقاش البناء والتفاهم بين مختلف التيارات الفكرية، مما يعكس جوهر المذهب الأشعري في كونه مذهبًا وسطًا يدعو للوحدة والاحترام المتبادل، ولعب دور حيوي في الحفاظ على الأمن الاجتماعي والأيديولوجي من خلال تقديم أطر عقلية مع احترام تام للنصوص الشرعية، مما جعله مذهبًا جامعا يُعزز من فهم الأمة لرسالتها ويحقق استقرارها الفكري والديني.
من جانبه أشار الدكتور محمد عبد الحفيظ، إلى أن هناك جهودًا حثيثة لعلماء الأشاعرة في الحفاظ على التراث الإسلامي والتصدي للهجمات الخارجية، وقد لعب علماء الأشاعرة دورًا كبيرًا في صد الهجمات الفكرية ومواجهة التحديات المختلفة، التي تعرض لها الفكر الإسلامي على مر العصور، وكان للأشاعرة دور محوري في تحقيق استقرار الأمة ووحدتها، وكانوا في طليعة المدافعين عن هذا الفكر، وسعوا جاهدين إلى الإعداد الفكري والمعنوي لجماهير الأمة، وكانوا على دراية عميقة بضرورة تهيئة المجتمع لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والروحي في مواجهة هذه التحديات.
وأضاف أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن علماء الأشاعرة كان لهم الدور الكبير في تقديم مؤلفاتهم ومحاضراتهم العلمية للعالم كله ليكونوا خير معين لحكام وسلاطين الأمة الإسلامية في مواجهة الهجمات المختلفة، سواء كانت ثقافية أو عسكرية، فقد حرصوا على تعزيز الأمن الاجتماعي وتهيئة النفوس للاستقرار في ظروف صعبة، واهتموا بالعلوم المختلفة التطبيقية والشرعية والعقلية، وطالبوا بتحقيق التكامل وعدم إهمال أي علم منها، وذلك من خلال تأصيل الفكر الوسطي المعتدل، مؤكدًا أن هذا الجهد الكبير للأشاعرة ساعد في الحفاظ على الهوية الإسلامية وترسيخ أسس الاستقرار في المجتمع الإسلامي على مر العصور.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.