هل يتنازل حزب الله قبل الذهاب إلى الاستقرار؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في الايام الماضية كان الحديث عن ان فشل اتفاق رئيس الحكومة المكلف نواف سلام مع "الثنائي الشيعي" سيؤدي الى قيام الاول بتقديم حكومة امر واقع قبل "انتهاء مهلة الـ ٦٠ يوما" وبالتالي حتى لو لم تأخذ الثقة، ستصبح هي الحكومة الحاكمة التي تصرف الاعمال، وقد تم استخدام عبارة "انتهاء مهلة الـ ٦٠ يوماً" من قبل بعض اوساط سلام للاشارة الى موعد تقديم التشكيلة، ولم يستخدموا عبارة "نهاية الاسبوع".
ليس عابراً ربط السياسة الداخلية واستحقاقاتها بالحرب الاسرائيلية على لبنان او بفترة الهدنة، هناك بالقرب من "حزب الله" من لديه شعور بأن جزءا من الاداء العسكري الاسرائيلي خلال الهدنة مرتبط بالحراك السياسي الداخلي وهذا يمكن وصفه بالعصا الغليظة التي تُرفع في وجه الحزب لتقديم تنازلات سياسية واضحة في مواجهة خصومه، على اعتبار ان الهدف الاميركي اليوم هو تغيير واقع وتوجه السلطة في لبنان.
خلال الحرب وصل "حزب الله" الى اسوأ حالاته لكنه بدأ بالتأقلم والتعافي تدريجيا وتحت النار، وهذا حال كل التنظيمات غير النظامية التي لديها قدرة سريعة على التعايش مع الظروف، ومقارنة مع بداية الحرب او مع نهايتها، قطع "حزب الله" اليوم اشواطاً في مسيرة التعافي، وهذا ما سيؤدي، وان بنسب محددة، الى ردم هوة الردع التي كسرتها اسرائيل ولن تكون بعد انتهاء مهلة الـ ٦٠ يوماً هناك قدرة مماثلة على التهديد بالحرب.
هناك قاعدة ثابتة في الحروب تقول بأن الهُدن تساعد التنظيمات على التأقلم والترميم لكنها تجعل الجيوش النظامية تتراخى، لهذا ولاسباب كثيرة اكثر اهمية، لا يبدو ان الحزب ستعود، وعليه فإن الانجازات الداخلية للقوى المعارضة للحزب، واذا كانت تستند الى ضعف الحزب العسكري فإنها لن تعود صالحة بعد انتهاء المهلة وانسحاب الجيش الاسرائيلي.
عامل اخر سيجعل الحزب يستعيد قدرته السياسية داخلياً، هو تشييع الامين العام السيد حسن نصرالله، اذ ان الحشد الشعبي المتوقع في هذا الحدث قد يقلب المعادلة الداخلية او يعيد للحزب قدرته على التوازن. عمليا لا يحتاج الحزب في اي عملية اثبات حضور سياسية في الداخل للصواريخ الاستراتيجية التي من المفترض ان اسرائيل قصفتها، بل الى القدرات الشعبية وهذا ما قد يستعرضه خلال التشييع.
بمعنى اخر، اذا لم تحصل قوى المعارضة على تنازلات من "حزب الله" خلال المرحلة الحالية فإن الامر سيصبح اكثر صعوبة مع مرور الوقت، اضف الى ذلك ان الدول المعنية والمهتمة بالاستقرار في لبنان واعادة انعاش الاقتصاد لن تخاطر بالذهاب الى الفوضى السياسية الى ما لا نهاية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
نواف سلام يشيد بدور الإمارات في دعم لبنان وتعزيز الاستقرار بالمنطقة
بيروت - وام
أشاد نواف سلام بدور دولة الإمارات في تعزيز الاستقرار في المنطقة وبمساهماتها في دعم لبنان واستقراره مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة استقرار سوريا بما ينعكس على دول المنطقة، معتبراً زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى دولة الإمارات تسهم في تعزيز هذا الاستقرار، لما لدولة الإمارات من دور مهم وأساسي.
كما أكد تصميم الحكومة اللبنانية على “ردم فجوة الثقة التي نشأت في السنوات الماضية بين لبنان والدول العربية” مشيداً بعلاقات لبنان التاريخية مع الإمارات ومنوها باستضافة مئات آلاف اللبنانيين وعلى كل المساعدات التي قدمتها ولا تزال للبنان. وعبر سلام عن آماله في عودة المواطنين الإماراتيين إلى زيارة لبنان قريباً«خصوصاً في ظل الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية والوزارات والأجهزة المعنية لحفظ سلامة الطيران والمسافرين والسياح».
وقال سلام في تصريحات صحفية اليوم إن لبنان حريص على فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية، مع الإشارة إلى وجوب رفع العقوبات عن سوريا، ما سيكون له انعكاسات إيجابية على لبنان لجهة تسهيل عودة اللاجئين السوريين، واستفادة لبنان من قطاع النفط والغاز، وتفعيل خطوط التجارة والترانزيت.
وجدد رئيس الحكومة نواف سلام تأكيده أن الدولة اللبنانية متمسكة بإرساء الأمن والاستقرار وبسط سيادتها على كامل أراضيها، بما يمثله ذلك من قرار سيادي يحفظ لبنان وشعبه، ويفتح الطريق أمام التعافي على الصعد المختلفة.
وأشار سلام إلى أن الحكومة ماضية في إقرار خطة الإصلاح، معرباً عن تفاؤله بوجود فرصة حقيقية لتحقيق ذلك.