علي القحوم

في البداية لابد من الإشارة الى مرتكزات أساسية ومنهجية في السياسة الأمريكية أهمها لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة واينما تكمن المصلحة تكون السياسة متجهه ومنجذبة اليها وفي قاموسها وكمبدأ أساسي، فإن السياسة متقلبه وذات أوجه مختلفة ومن خلالها تكون المصالح أولوية في العلاقات الدولية والسياسية الأمريكية والاقتصاد العالمي أولوية لديها وتتبني سياسة على ضوئها مع استخدام سياسة العصا والجزرة مع التلويح بالترغيب والترهيب والعقوبات الاقتصادية والتصنيفات بقوائم ما يسمى الإرهاب لإخضاع الدول والشعوب الحرة وفيها تقديم إعلامي وسياسي وضخ كبير يجمل وجه أمريكا القبيح ويقدمها منقذ ومساعد للشعوب في مختلف دول العالم وبالخديعة الكبرى والتزييف والتضليل والأساليب الشيطانية وهنا تبرز أمريكا كدولة ونظام إرهابي إجرامي خطير على البشرية جمعاء ويهدد الأمن العالمي والسلم الدوليين وفي وجه آخر تمثل أمريكا بما يلخص ديمقراطيتها الزائفة في حزبين متنافسين على إدارة البيت الأبيض وهما الحزب الديمقراطي ورمز له بالحمار وهو الوجه الناعم والماكر للسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية وفي الاتجاه الآخر الحزب الجمهوري الذي يرمز له بالفيل وهو الوجه الخشن والجريء والواضح والقبيح للسياسات الأمريكية الداخلية والخارجية والتي ترسمها وتحددها الصهيونية العالمية واليهود والدولة العميقة التي ترسم الأهداف والمشاريع والتوجهات الاستعمارية والسياسات الداخلية والخارجية ويكون هناك منافسات انتخابية لهذا الحزبين فقط ولا فرق بينهما ولا فرق في افعالها ولا ممارساتها وسياساتها الداخلية والخارجية فهما وجهان لنظام واحد وأهداف سياسية واحدة فقط تختلف فيها الأساليب السياسية الخشنة والناعمة والمكر والتضليل والوضوح والجرأة فلا يختلف أحدهما عن الآخر فكلاهما أدوات تنفذ السياسات والمشاريع الصهيونية العالمية التي تجعل منها منظمة صهيونية تحكم العالم وتهيمن عليه وفي نفس الوقت هناك ما يختزل ويعرف أمريكا وسياستها الملخصة والمعبرة في رمزها وشعارها الذي دوما يكون عنوانا لحكمها وبه رسميا يختم به في قراراتها الداخلية والخارجية المتمثل في النسر الأصلع الذي يرمز للقوة والسمو والهيمنة والنفوذ ومعه غصن الزيتون الذي يرمز للسلام والاستقرار وبجانبه السهام التي ترمز للحرب وبجانبه الآخر الدرع الذي يرمز للحماية والوقاية وفي الأسفل من الشعار كلمة بالإنجليزي تعني توحيد المستعمرات وبات النسر الاصلع وما بجانبه من تفاصيل ورموز أخرى شعارا رسميا ووطنيا للولايات المتحدة الأمريكية وكنظام مبني على سياسة فيها التناقضات والازدواجية وتغلب عليها المصالح والنفوذ والسيطرة والاستحواذ على مقدرات وثروات الشعوب في العالم والسيطرة على الاقتصاد العالمي وفرض الهيمنة الأمريكية العسكرية والسياسية والاقتصادية على سيادة الدول والقرار السياسي لها بالاشتراك مع الوجه الآخر له كنظام استعماري إجرامي تاريخه مظلم وحافل بالجرائم البشعة بحق البشرية جمعاء والمتمثل في بريطانيا وهما وجهان لعملة واحدة وهما نظامان إجرامية بشعة تهيمن عليهما ويخضعان دوما الصهيونية العالمية التي تسيطر على رأس المال والاقتصاد العالمي في مختلف دول العالم وفرض نظام عالمي مسيطر عليه من أمريكا وبريطانيا وخلق قناعات دولية بعدم تجاوز هذا النظام العالمي الذي أتاح لأمريكا وبريطانيا تقاسم المصالح والنفوذ والسيطرة ونهب الثروات ومقدرات الشعوب والدول في المنطقة والعالم مع العمل على الحفاظ عليه من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة التي هي أيضا تحت سطوة وسيطرة أمريكا وبريطانيا مع التحرك الفعلي لأي تهديد لهذا النظام العالمي وعدم الإخلال بموازين القوى العالمية والدولية ويكون ذلك بتحركات عسكرية وتحالفات دولية ضد من يهدد هذا النظام العالمي وتكريس الهيمنة والسيطرة للقطبية الغربية الواحدة وهكذا رسمت المعادلات الدولية والإقليمية وهكذا ترسخت وباتت واقعا لا انفكاك منه اطلاقاً وهكذا يدار العالم وهكذا تمت السيطرة عليه وفرضت عليه توازنات القوى العالمية .

.

وهنا تجدر الإشارة بالقول كل شيء وله نهاية وعمر افتراضي وبدء العد التنازلي والعكسي لانهيار الإمبراطورية الأمريكية والبريطانية وتسقط معها الهيمنة والنفوذ والسيطرة والقطبية الغربية الواحدة ومع ذلك نقول عبثا تحاول أمريكا وإدارتها السابقة والمتعاقبة الإرهابية والإجرامية ومعها بريطانيا في التآمر الاستعماري والمؤامرات الشيطانية على شعوب ودول المنطقة والعالم بأساليب مختلفة ومتعددة وفي تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية دون ادراك تداعيات ذلك وما سيكون له من ارتدادات عكسية عليهم في ظل استمرارهم في نهج الغطرسة والجبروت ومشاريع الاحتلال والهيمنة ونهب الثروات ومقدرات الشعوب والدول وبالاعتماد على السياسات المزدوجة والعدائية والعدوانية وبعدم تجاوز نظامهم العالمي الذي رسموه ورسخوه وفرضوه على العالم ككل بعد الحرب العالمية الثانية كنظام عالمي يحفظ لهم مصالحهم الاستعمارية وهيمنتهم وسيطرتهم على القرار السياسي والدولي في المنطقة والعالم والذي على اساسه بنيت واسست الأمم المتحدة الذي أصاغوا نظامها ولوائحها وكيفية عملها ونشاطها بما يجمل وجه أمريكا القبيح ويتماشى مع الصهيونية العالمية ويكرس القطبية الغربية الواحدة ويكون مقرها ومركزها الأساسي في واشنطن وفي نفس الوقت اسس على ضوء ذلك مجلس الأمن الدولي الذي فيه الحق والهيمنة والسيطرة والنفوذ والاستحواذ لقوى الغرب الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وفرنسا واضيف لها روسيا والصين كقوى عظمى لكنها غير فاعله ومعطلة من دورها في مجلس الأمن ويكون دورها فقط حق الفيتو اما الموافقة او الاعتراض بالفيتو فقط وليس لهم أي علاقة أو دور في صياغة وبناء قرارات مجلس الأمن وما يؤكد ذلك هو إصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي ضد روسيا بخصوص أوكرانيا وغيرها وتفرض عليها العقوبات الدولية والاقتصادية وكما هو حال الصين حيث صدر بحقها قرارات من مجلس الأمن الدولي بما يخص تايوان وغيرها وفرضت عليها عقوبات اقتصادية وغيرها ولم تستطيع الصين وروسيا أن تدرئ عن نفسها أي تحركات عدائية من أمريكا وبريطانيا وفرنسا كقوى ثلاثية مهيمنة على مجلس الأمن وحاملة القلم في تحديد مصير اي دولة او بلد في العالم وتقاسم واضح ومعلن للنفوذ والسيطرة والإخضاع ونهب مقدرات وثروات الشعوب في العالم بأسرة مع التأثير الثنائي لأمريكا وبريطانيا على فرنسا وتكون تابعه ومنقادة لما تريده أمريكا وبريطانيا دون اي نقاش وهنا تظهر أمريكا وبريطانيا كقوى استعمارية وأنظمة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار والسلم الدوليين وهذا ما يجب إدراكه ويجب أن تتظافر كل الجهود في إسقاط هذه الإمبراطوريات الاستعمارية وإسقاط هيمنة الغرب والقطبية الواحدة التي تهدد العالم وتهدد النظام العالمي الجديد الذي يتبلور ويتصاعد في العالم وتغير المناخ الدولي والتحالفات الدولية بين دول الشرق والمنطقة والعالم وخلق توازن اقتصادي وعسكري وسياسي عالمي بين القوى الإقليمية والعالمية ويكون بذلك العالم متعدد الأقطاب الذي سيكون به أمن واستقرار وسلام مستدام وتوازن بين القوى الكبرى وخلق واقع جديد يفرض ويرسم ملامح المستقبل ويحافظ على الأمن والاستقرار والسلم الدوليين ويوقف عبث القوى الشيطانية والاستعمارية ويوفر الحماية للعالم أجمع وهذه حقيقة حتمية وواقع مفروض وملموس وفي الأخير على العالم الإدراك ان أمريكا أم الإرهاب ومصدر الشر والإجرام والخطر الحقيقي على البشرية والعالم كله..

في المقابل التوجهات العدائية والعدوانية والأطماع الاستعمارية الأمريكية البريطانية مستمرة على اليمن الكبير ودولتها وشعبها المعطاء وكذلك إعلانها للتصنيف في قائمة الإرهاب حيث تأتي هذه الخطوة الفاشلة والمفلسة بعد فشلها في حماية الكيان الصهيوني ومحاولات ثني اليمن عن مساندة ونصرة غزة فلسطين..

وبالتالي على الأمريكي والبريطاني الإدراك أن أي توجهات عدائية تجاه اليمن الكبير سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو تصنيف بقوائم الإرهاب فإن ذلك يمثل عدوان كامل الأركان ولن نقف مكتوفي الأيدي إطلاقاً وسيكون الرد عليها بقوة وحزم والفعل بالفعل والمثل بالمثل وستكون مصالحهم معرضه للخطر وسيدفعون ثمن سياساتهم العدائية والعدوانية والخبيثة وعليهم تحمل ذلك وسيجلبون الويلات على انفسهم وأنظمتهم وشعوبهم ..

 وهنا نؤكد ونقول إن التوجهات العدائية والعدوانية والأطماع الاستعمارية الأمريكية البريطانية مستمرة على اليمن الكبير ودولتها وشعبها المعطاء وكذلك إعلانها للتصنيف في قائمة الإرهاب التي تمثل فشلا وافلاسا حقيقيا والتي ستكون تبعاتها ونتائجها عليهم كبيرة وستجلب عليهم الويلات والمخاطر والأضرار على كل المستويات والأصعدة وهنا نقول لهم لن يكون اليمن الكبير في موقف الصامت او الجامد ولن يكون مكتوفي الأيدي اطلاقاً وسيواجه الفعل بالفعل المماثل والخيارات كثيرة ومتعددة ولليمن اليد الطولى والقدرة على دفع المؤامرات الاستعمارية والتحركات العدائية في شتى المجالات والميادين ..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصهیونیة العالمیة الداخلیة والخارجیة أمریکا وبریطانیا النظام العالمی الیمن الکبیر مجلس الأمن فی العالم الذی یرمز

إقرأ أيضاً:

الصحف العربية: تصعيد إسرائيلي خطير في جنين.. ترامب يعيد التوتر للتجارة العالمية.. بحيرة الموت في تنزانيا

شهدت الصحف العربية الصادرة اليوم، الجمعة 24 يناير 2025، تغطيات واسعة لأهم القضايا الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي، مع التركيز على التطورات السياسية في فلسطين، القضايا الاقتصادية في الخليج، والأزمات الدولية.  

تصعيد إسرائيلي خطير في جنين

أفردت الصحف الفلسطينية واللبنانية مساحات واسعة لتغطية الأحداث في مخيم جنين، حيث فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوال مشدد وهددت بإطلاق النار. 

صحيفة “القدس العربي” تناولت الموضوع بعنوان: “جنين تحت الحصار.. الاحتلال يعيد مشهد النكبة”، مشيرة إلى تصاعد الأزمة الإنسانية في ظل قلة الموارد وقطع الكهرباء عن المخيم.  

التقارب السعودي-اللبناني: هل يعود الاستقرار إلى بيروت؟

 تناولت صحيفة *الشرق الأوسط* اللقاء الأخير بين الرئيس اللبناني ووزير الخارجية السعودي، بعنوان: “الرياض وبيروت.. صفحة جديدة من العلاقات”. 

وناقشت الصحيفة أهمية هذا التقارب في دعم استقرار لبنان سياسيًا واقتصاديًا، وسط أجواء إقليمية متوترة.  

ترامب يعيد التوتر للتجارة العالمية

 ركزت الصحف الخليجية مثل "البيان الإماراتية" و"الاقتصادية السعودية" على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية جديدة على كندا والمكسيك. 

صحيفة “الاقتصادية” نشرت تقريرًا بعنوان: “ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية مجددًا: العالم على المحك”. 

وأبرز التقرير مخاوف الشركات الخليجية من تداعيات ذلك على الأسواق العالمية.  

الظاهرة الفريدة في تنزانيا: بحيرة الموت  

صحيفة “عمان” سلطت الضوء على الظاهرة الغريبة التي شهدتها إحدى البحيرات في تنزانيا، حيث تحوّل الحيوانات إلى أشكال حجرية بفعل تفاعلات كيميائية نادرة. جاء التقرير بعنوان: "بحيرة الموت في تنزانيا: أسرار الطبيعة القاتلة".  

وختامًا، ركزت الصحف العربية على ترابط القضايا السياسية والاقتصادية في المنطقة مع المتغيرات العالمية، في تأكيد جديد على أهمية التكاتف العربي لمواجهة الأزمات المشتركة.

مقالات مشابهة

  • التصنيف الأمريكي لأنصار الله بالإرهاب.. طبيعته وتداعياته
  • أمريكا آفة وأم الإرهاب وتصنيفها لليمن الكبير بالإرهاب خطأ فادح نتائجه وتداعياته خطيرة لها وعليها.. 
  • فيما هي الداعم والممول الأول له في العالم:أمريكا تتلاعب بالإرهاب ليواكب مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي
  • بالصورة.. شاهد الإرهاب الحقيقي الذي ينهش العالم
  • مكون الحراك الجنوبي يدين إدراج واشنطن لأنصار الله في قوائم الإرهاب
  • شاهد بالصورة.. السبب الحقيقي الذي دفع ترامب إلى إدراج أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب
  • الصحف العربية: تصعيد إسرائيلي خطير في جنين.. ترامب يعيد التوتر للتجارة العالمية.. بحيرة الموت في تنزانيا
  • سياسي أنصارالله: أمريكا الملطخة بالإرهاب الدموي ليست في الموقع الذي يؤهلها لتصنيف الدول والشعوب
  • شاهد| السيد القائد: التصنيف الأمريكي الأخير بالإرهاب مضحك.. الذي يرعى الإجرام الصهيوني والمفلس أخلاقياً والمتبني لفاحشة الشذوذ يصنف الأخرين؟