معجزة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، بعدما أكرم الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الرحلة المدهشة التي ربطت الأرض بالسماء في حدث فريد لا يعجز العقل عن استيعابه، ويتساءل كثيرون حول طبيعة هذا الحدث: هل كان المعراج روحيًا فقط أم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عُرج بجسده أيضًا؟ للإجابة على هذا السؤال، نستعرض الأدلة الشرعية التي توضح التفاصيل الدقيقة لهذه المعجزة.

الإسراء والمعراج

وأوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أن القرآن الكريم تحدث عن الإسراء، إذ قال الله تعالى في سورة الإسراء: 

«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» [الإسراء: 1]، وهذه الآية تؤكد أن المعجزة حدثت بكلّ من الجسد والروح، لفظ «بِعَبْدِهِ» يُشير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكامل وجوده، روحًا وجسدًا، مما يعني أن الإسراء لم يكن مجرد رؤيا، بل كان حدثًا ماديًا حقيقيًا.

وأكدت الإفتاء، في فتوى إلكترونية لها عبر بوابتها الرسمية، حملت رقم 3426 أن جمهور العلماء المتخصصين في علوم الحديث والتفسير يتفقون على أن المعراج كان بالفعل بالروح والجسد معًا، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة ما يُؤكد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عُرج به إلى السماوات العليا، حيث قابل العديد من الأنبياء في السماء الأولى والثانية والثالثة، ووصل إلى سدرة المنتهى، وهو موضع من أرفع أماكن الجنة، وهذا يُثبت أن المعراج لم يكن مجرد رؤية، بل كان واقعيًا حدثًا في عالم الشهادة.

قصة الإسراء والمعراج بالأدلة من السنة النبوية

وأضافت الدار أن هناك من الأحاديث التي وردت في هذا الصدد ما يرويها البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، إذ قال: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أُسْرِيَ بي إلى السماء، فوجدتُ فيها إبراهيم وموسى وعيسى، فسلَّمْتُ عليهم، وأمَّا في السماء السابعة، فقد وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكان لم يصل إليه أحد من البشر»، هذه الأحاديث تؤكد أن المعراج كان يقظة وليس حلمًا أو رؤيا منامية.

الحكمة من المعراج

إلى جانب كونه تكريمًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان المعراج وسيلة لرفع مقام النبي عليه الصلاة والسلام ولاطلاعه على عوالم عظيمة من آيات الله، فقد أظهرت الرحلة السماوية قدرات الله عز وجل وعظمته، وأكدت على مكانة النبي الكريم كأفضل الخلق. كما أن المعراج كان إعلانًا من الله عن قربه من نبيه، حيث قال تعالى في سورة النجم: 

﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 13-18].

وأكدت الدار أن المعراج كان بالروح والجسد معًا، كما يثبت ذلك الكتاب والسنة، موضحة أن هذه المعجزة العظيمة هي دليل آخر على قدرة الله المطلقة على ما يشاء، وأنه لا شيء في الكون يعجزه، في الوقت نفسه، يجب على المسلمين أن يركزوا في دراسة المعجزات والآيات القرآنية الكريمة التي تفتح لهم أبوابًا واسعة من الفهم والتقوى، بدلًا من الانشغال في التفاصيل التي قد تشغلهم عن الأهم في حياتهم الدينية والدنيوية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإسراء والمعراج حقيقة الإسراء والمعراج رحلة الإسراء والمعراج ليلة الإسراء والمعراج صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه الإسراء والمعراج

إقرأ أيضاً:

نصائح عمرو الورداني للتغلب على الغضب

وجه الدكتور عمرو الورداني، عدة نصائح للجمهور بشأن إمكانية التغلب على الغضب.

وقال "الورداني"، خلال برنامج "ولا تعسروا" الذي يقدمه عبر شاشة القناة الأولى المصرية، إن أولى خطوات التغلب على الغضب هي الاستعانة بذكر الله والدعاء بصلاح الحال وهدوء البال.

وأضاف أنه يجب أيضًا الاجتماع بالأبناء للحديث معهم في الأمور التي تهمهم بجانب إشراكهم في المساعدة بما يتفق مع قدراتهم، معلقا: "وانت كمان ساعدهم فيما يحتاجونه".

وتابع: "اعتذر لأولادك ولشريكة حياتك لو غضبك عليهم، فالاعتذار لا يقلل من شأنك".

يعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس وقل من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فربما وقع في السباب والشتام والعدوان إلى أن ينتهي به إلى العدوان وسفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.

إذا سمعت ما يغضبك فعليك بالوضوء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.

دعاء الغضب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.

دعاء النبي عند الغضب

وردت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تعلمنا ما يقوله الشخص عند الغضب، فقد استبَّ رجلان عند النبي ‏صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه فقال صلى الله عليه ‏وسلم: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ‏(متفق عليه من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه).

وصايا النبي للسيطرة على الغضب

ورد عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم بعض الوصايا لإسكان الغضب ومنها قوله: “إذا غضبت فإن كنت قائماً فاقعد، وإن كنت قاعداً فاتكئ، وإن كنت متكئاً ‏فاضطجع”.

ومن طرق السيطرة على الغضب وإسكانه: الوضوء، ونستدل على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغضب من ‏الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ” .

مقالات مشابهة

  • فضل شهر رمضان المبارك
  • داعية إسلامي: اتباع النبي محمد من أعظم أسباب حب الله للعباد
  • حالات يجوزر فيها قصر الصلاة وجمعها .. الإفتاء تكشف عنها
  • نصائح عمرو الورداني للتغلب على الغضب
  • كيف تهدد خطة ترامب لخفض الإنفاق الحكومي أسرار CIA؟.. مصادر تكشف لـCNN
  • الوصايا العشر قبل دخول شهر الخير
  • حكم التهنئة بدخول شهر رمضان .. الإفتاء توضح
  • الإفتاء: تعليق زينة رمضان حلال شرعًا .. وفعلها عمر بن الخطاب
  • حكم صيام قضاء رمضان بدون تعيين سنة القضاء لمن عليه عدة سنوات.. الإفتاء تجيب
  • ماذا تقول بين الأذان والإقامة؟.. أفضل 3 أدعية أوصى بها النبي