ابتدأ الكاتب طارق بشري مقاله الذي جا ء تحت عنوان , في قراءات الحزب الشيوعي السوداني للمنعطفات (الثورية) وبعبارات توحي بتحليل نقدي عميق لمسار الحزب الشيوعي السوداني، لكنه أهمل التعريف الواضح للمنعطفات الثورية التي يود مناقشتها. لم يُحدد الإطار الزمني أو السياق التاريخي للأحداث التي يتناولها، مما ترك القارئ أمام تصورات فضفاضة.

هذا التناول جعل المقال أشبه بمرافعة عامة غير محددة الهدف، وهو ما أضعف بنيته التحليلية وقلل من مصداقيته. إضافة إلى ذلك، بدا المقال متسمًا بتحيز واضح ضد الحزب الشيوعي السوداني، حيث استُخدمت عبارات توحي بإدانة مسبقة للحزب ومواقفه دون تقديم أدلة أو شواهد كافية لدعم ذلك. هذه اللغة تفتقر إلى الحياد الذي يُعد جوهر النقد الموضوعي، وتحول المقال إلى أداة لتشويه صورة الحزب أكثر من كونه تحليلاً بناءً.

كما اعتمد الكاتب على التعميم المخل عند مناقشة مواقف الحزب، متجاهلًا التعقيد الداخلي للحزب الشيوعي السوداني وتباين التيارات الفكرية داخله. وكأن المقال يفترض أن الحزب كيان أحادي الرؤية، متناسيًا أن أي حزب سياسي هو ميدان لتفاعل الأفكار وتعدد الآراء. هذا التبسيط أضر بالتحليل وجعله بعيدًا عن تمثيل الواقع. علاوة على ذلك، تضمنت المقالة إسقاطات تاريخية غير دقيقة حول مواقف الحزب الشيوعي في لحظات فارقة من التاريخ السوداني. الإشارة إلى أن الحزب "فشل دائمًا في قراءة الواقع السوداني" دون تقديم أمثلة محددة تدعم هذا الطرح جعل النقد يبدو غير متماسك. كان من الأجدر استدعاء الأحداث التاريخية بعين تحليلية دقيقة وتجنب الاتهامات العامة التي تخلو من المصداقية.

افتقر المقال أيضًا إلى المقترحات البناءة، وهو ما يُعد من أبرز أوجه القصور فيه. حتى مع الافتراض بوجود أخطاء في مواقف الحزب الشيوعي، لم يكلف الكاتب نفسه عناء تقديم رؤية نقدية إيجابية يمكن أن تسهم في تحسين الأداء أو معالجة الثغرات. النقد الهادف ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة للتطوير، وهو ما لم يتحقق هنا. يمكن كذلك ملاحظة تأثير سياق الهجرة على الخطاب الذي تبناه الكاتب، حيث ظهر اعتماد المقال على سرديات مستهلكة تتسم بالبعد العاطفي أكثر من المنهجية العلمية. قد يكون ذلك انعكاسًا للبعد عن الواقع السوداني المعيش، وهو أمر يتطلب التريث والتعمق في فهم الظواهر قبل إصدار الأحكام.

في الختام أقول ، يبدو المقال بحاجة إلى الانطلاق من منطلق النقد المسؤول، الذي يتسم بالموضوعية والحياد ويستند إلى وقائع مدروسة وتحليل معمق. هذا النمط من النقد هو القادر على الإسهام في تطوير المشهد السياسي والفكري، بدلاً من الاقتصار على استعراض المواقف النقدية السطحية التي لا تخدم سوى تأكيد الانطباعات المسبقة.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی

إقرأ أيضاً:

حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور .. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم قراءة سورة "يس" بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟.


وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: إن قراءة القرآن الكريم من الأمور التي تجلب لصاحبها البركة والثواب والأجر من الله عز وجل؛ ومن السور التي ورد في فضل قراءتها عدة أحاديث: سورة "يس"، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «"يس" قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد.


واشارت الى ان قراءة سورة "يس" لها فضل كبير، ولقارئها ثواب عظيم من الله عزَّ وجلَّ، وقد قرر فريق من العلماء جواز قراءة سورة يس" بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات -كالسعة في الرزق وقضاء الدين وتيسير الحاجات ونحو ذلك من أمور الخير- وأن مَنْ قرأها متيقنًا بأن الله عزَّ وجلَّ سيقضي حاجته ببركة قراءة القرآن وسورة "يس" حصل له مقصوده بإذن الله.

دعاء سورة قل هو الله أحد.. ردده ولن يعرف الفقر والنكد عنوانكهل قراءة أواخر سورة البقرة تغني عن قيام الليل؟.. اعرف 5 حقائقهل قراءة سورة يس يوميا بدعة محرمة؟.. اغتنمها لـ5 أسبابدعاء سورة يس لقضاء الحوائج في الصباح.. 7 كلمات تحقق لك المعجزاتأسرار لسورة يس

1- يشعر المرء عن تلاوة السورة بالراحة النفسية والذهنية، ولابد عند تلاوة السورة أن يكون لديك نية صافية للتوبة إلي الله، وقضاء حاجتك، فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة).

2- لسورة يس فضل كبير، فمن قرئها حين يمسي وحين يصبح غفر الله له ما تقدم من ذنيه وما تأخر، فعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة).

3- تقرا السورة على الميت، وذلك تخفيف لسكرات الموت له، يروي أبو الدّرداء عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (ما من ميّت يموت فيقرأ عنده (يس) إلّا هوّن الله عليه).


4- لقبت هذه السورة بقلب القرآن، فقال الرسول -صلي الله عليه وسلم- (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا وقلب القرآن يس).

5- سورة يس لها قدرة كبيرة في التخلص من السحر والأعمال الشريرة، ويقول البعض أن لا هناك أي دلائل على الأسحار، فهذا الكلام يعتبر خطأ تمامًا، لأن السحر ذكر في القرآن الكريم، وعرف به.

6- تساعد قراءة سورة يس من علاج القرين وتساعد في طرد الشياطين من المنزل، لأن الجن يخاف من تلاوة القرين عليه، ويقوم بالاختناق حين يسمع تلاوة القرآن، حتى أننا رأينا الكثير من الشيوخ يقرءون بتلاوة سورة يس على الحالات التي توجد بها لبس، أو وجود جن عاشق.


7-تعمل السورة على فك عقدة اللسان، عدم الخوف أو الرهبة في القلوب، عدم الخوف من التوحد.
 

8-تعمل على راحة الأشخاص المصابون بالجنون، أو الاضطراب، وحل المشاكل النفسية.


9-تساعد على وجود الخير في المنزل.


10-تقوم سورة يس عند تلاوتها في فك الكرب، وراحة البال، والشعور بالأمن والطمأنينية في القلب

مقالات مشابهة

  • أستاذة سابقة من هارفارد ترى أن الجامعة أصبحت معقلا للإسلاميين
  • لماذا سورة الكهف الوحيدة التى نقرأها يوم الجمعة ؟
  • نقد لمقال فيصل محمد صالح بعنوان: “علامان من حرب السودان – لم ينجح أحد”
  • وزير المالية السوداني يعلن تطورات بشأن الوضع الاقتصادي وسعر الصرف وتحركات مع صندوق النقد الدولي
  • حافلات الدمام والقطيف تنقل 6 ملايين راكب وتتوسع بـ 7 مسارات جديدة
  • ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا
  • ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
  • حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجات وتيسير الأمور .. الإفتاء تجيب
  • الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
  • فتح باب التسجيل.. 4 مسارات للتطوع في موسم الحج بالمدينة المنورة