مفتي الديار المصرية: الزكاة عبادة إنسانية وتطهير للنفس من حب المال والأنانية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الزكاة شُرعت لتحقيق معاني عظيمة وقيم نبيلة، تجمع بين العبادة والإنسانية في وقت واحد، مشيرًا إلى أن هذه الفريضة لا تقتصر على كونها عبادة مالية فقط، بل تحمل في طياتها أهدافًا اجتماعية تساهم في بناء مجتمع متكافل.
إنفاق على "عيال الله" من أجل الرحمة والتكافلوأضاف "عياد" في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، خلال برنامج "اسأل المفتي"، أن الزكاة تمثل إنفاقًا على "عيال الله"، كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن هذا الفعل يعكس الرحمة التي يجب أن تسود بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى دوره الكبير في تعزيز التكافل الاجتماعي وتقوية الروابط بين الناس.
وأوضح المفتي أن النفس الإنسانية جُبلت على حب المال، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي لتطهر النفس من الأنانية وحب الذات، كما تساهم في تقليل مشاعر الحقد والحسد بين الأفراد، مما يساعد في خلق بيئة من المحبة والتعاون.
الزكاة وبناء العلاقة المتبادلة بين الغني والفقير
وأكد "عياد" أن الزكاة تسهم في بناء علاقة متبادلة بين الغني والفقير، حيث يقوم الفقير بدعوة الغني بالبركة في ماله وعمره وعمله، مما يرسخ قيم المودة والمحبة. وأشار إلى أن الزكاة، وفقًا لما ورد في الحديث الشريف، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، تعزز التعاون بين أفراد المجتمع وتساهم في تعزيز التماسك المجتمعي.
شروط الزكاة وأهمية الصدقة في حياة المسلموفيما يخص شروط الزكاة، أوضح المفتي أنها تتطلب بلوغ النصاب ومرور الحول، ولكن هناك حالات تستدعي النفقة والصدقة حتى في حالة عدم تحقيق شروط الزكاة. وأكد أن الصدقة تعد من الأعمال الهامة التي يُوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال عنها "تطفئ نار الرب" وتزيل الخطايا، فضلًا عن دورها في خلق المحبة والمودة بين الناس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الديار المصرية شروط الزكاة مجمع البحوث الإسلامية المزيد أن الزکاة
إقرأ أيضاً:
كيف أقوي عزيمتى على العمل وأوازن بين الدنيا والآخرة؟.. محمد مهنا يجيب
أجاب الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، على سؤال حول كيفية زيادة العزيمة على العمل وتطوير المهارات العلمية والعملية، وكذلك كيفية التوفيق بين السعي لتحقيق النجاح في الدنيا وطاعة الله والعمل للآخرة.
وأشار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، خلال فتوى له، اليوم الخميس، إلى أن العلم والعمل هما الأساس في بناء عزيمة الإنسان، موضحًا أن العلم هو الذي يشحذ العزيمة ويقويها، لافتا إلى أن العلم هو الذي يبدأ كمعرفة ثم يتحول إلى قناعة عقلية، وبعد التأمل يتطور إلى قناعة قلبية، ليصبح عقيدة تجعل العمل أسهل وأيسر.
وأضاف أن العلم بلا عمل يعتبر "وسيلة بلا غاية"، حيث أن العمل يجب أن يكون نتيجة العلم، لأن اليقين لا يتقوى بمجرد العلم، بل بالعمل، موضحا أن العبادة في الإسلام ليست مجرد عبادة لزيادة مكانة الله عز وجل، بل هي وسيلة لتحقيق المعرفة بالله.
وأكد على أن العبادات تعمل على تحويل الإنسان من حال إلى حال أفضل، مشيرًا إلى أن الشخص الذي يعبد الله ويعمل بالعلم يصبح أكثر قدرة على التصرف بحكمة، ويكون قادرًا على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح.
وفيما يخص التوفيق بين الدنيا والآخرة، أضاف: "من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، يجب عليه أن يسعى في الدنيا بعلم وعمل، وأن يتذكر دائمًا أن العمل في الدنيا يجب أن يكون هدفه عبادة الله"، مؤكدا على أن العمل والعبادة هما الطريق لتحقيق التوازن بين السعي للآخرة والعمل في الدنيا، بحيث يصبح كل عمل في الحياة عبادة يتقرب بها إلى الله.