ترامب يتخذ إجراءات ضد الإجهاض والآلاف يشاركون في مسيرة من أجل الحياة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أقر دونالد ترامب، الجمعة، سلسلة إجراءات ضد الإجهاض وبعث رسالة دعم لعشرات آلاف المتظاهرين المعارضين للإجهاض الذين ساروا في واشنطن خلال النهار، بعد 5 أيام من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أمر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، بإنهاء كل الإعانات العامة الأمريكية لصالح الإجهاض في الخارج، وقرر الانضمام إلى إعلان دولي يعارض حقوق الإجهاض.????????✝️ PRAISE GOD! Trump has pardoned the pro-life protestors who faced federal imprisonment by Biden’s DOJ for praying outside abortion clinics.
pic.twitter.com/sz1vU6daH7
وتأتي قرارات الإدارة الجمهورية الجديدة في يوم النسخة 52 من "المسيرة من أجل الحياة"، وهو عرض سنوي للحركة المناهضة للإجهاض في الولايات المتحدة التي دعمها ترامب الجمعة برسالة عبر الفيديو.
وقال ترامب للمتظاهرين: "خلال ولايتي الثانية، سنقاتل مجدداً بفخر من أجل العائلات والحياة. سنحمي المكاسب التاريخية التي حققناها".
وقال ديفيد ماكوفي الذي جاء من كاليفورنيا لهذه المناسبة وكان في صفوف الحشد: "نحمد الله على الرئيس ترامب".
وانضم إلى التظاهرة ما لا يقل عن 100 عضو من مجموعة "باتريوت فرونت" الأمريكية، من المتعصبين للبيض ومن النازيين الجدد، رغم أنهم لم يحظوا بدعم المنظمين. وساروا في طوابير على هامش التظاهرة الرئيسية ملوحين بالأعلام الأمريكية، وبصور ولافتات دينية ومشددين على أن "العائلات القوية تصنع أمماً قوية".
لكن حضورهم لم يرق لبعض المتظاهرين. وقال غريغ ستيرنس، وهو مدرّس فلسفة، 36 عاماً، من كارولاينا الشمالية "تأييد الحياة ليس تأييداً للبيض. لا أطيق رؤيتهم هنا. إن هذا يبعث رسالة خاطئة".
وفي الموكب الذي سار من البيت الأبيض إلى المحكمة العليا ومبنى الكابيتول، مقر الكونغرس الأمريكي، رُفعت لافتات كُتِبت عليها عبارات "فلنُحِبّ المخلوقات الصغيرة"، و"الحياة ثورتنا".
كما ألقى جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، ومايك جونسون، رئيس مجلس النواب الجمهوري، كلمة أمام النشطاء.
ويوضح منظمو هذه المسيرة أن هدفهم ليس فقط تغيير القوانين، الفدرالية أو قوانين الولايات "ولكن أيضاً تغيير الثقافة بحيث يصبح الإجهاض في نهاية المطاف أمراً غير وارد".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإدارة الجمهورية الكونغرس الأمريكي عودة ترامب الكونغرس
إقرأ أيضاً:
«دبلوماسية الذئب المحارب» الأمريكية الجديدة
ترجمة - قاسم مكي -
على مدى عقدين تقريبا تمسكت الصين بمفهوم «الصعود السلمي» الذي طوره مستشار الدولة والمفكر تشنج بيجيان. أكد هذا المفهوم رغبةَ الصين في تنمية نفوذها وازدهارها بالتكامل مع النظام العالمي ودون أن تشكل تهديدا للبلدان الأخرى.
نجحت هذه الاستراتيجية. ففي الفترة من تسعينيات القرن الماضي وحتى منتصف العشرية الثانية قَوِي نفوذُ الصين على نحو مذهل. لكن شي جينبينج غيَّر المسار. فبداية من عام 2017 دشَّن مجموعة من التكتيكات التي أصبحت تعرف باسم «دبلوماسية الذئب المحارب». فالدبلوماسيون الصينيون صاروا أكثر حزما وأشد عزما في الدفاع عن مصالح الصين. وفي سنوات قليلة نجحت الحكومة الصينية في خسارة السمعة الحسنة التي نتجت عن سنوات من الصعود السلمي. (دبلوماسية الذئب المحارب مصطلح شاع وسط المحللين في عام 2020 لوصف تحول الصين من دبلوماسية الهدوء وعدم الظهور في عهد دينج شياو بينج إلى دبلوماسية الحدة والمواجهة تحت قيادة شي جينبينج. اتسمت دبلوماسية الذئب المحارب بدفاع القوى عن المصالح الصينية واعتماد خطاب صدامي في وسائل الإعلام والمحافل الدولية - المترجم).
في عام 2023 تراجع شي. لكن هذا الدفع العدائي إلى الأمام بمصالح الصين أساء لسمعتها في العالم وأوجد شكوكا دائمة وأقنع العديدين من شركاء الصين بالتحوط من خلال تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
والآن يتبني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجوقتُه الفَرِحة من عمالقة التقنية نسختهم الخاصة بهم من «دبلوماسية الغرب المتوحش» والمُضخَّمة بجرعة من خُيلاَء وادي السيلكون. سِماتُها المميزة هي الثقة الفائقة بالذات وتجاهل القواعد من أي نوع كان والاستعداد لعقد صفقات مع أي أحد في أي مكان طالما تخدم هذه الصفقات المصلحة الذاتية الآنية.
ترامب نفسه يعيش في عالم من الصفات الفائقة التي ينسبها إلى نفسه ويرددها على الفور أصدقاؤه الجدد من كالفورنيا.
يفترض العديد من الرجال الذين حققوا نفوذا وثراء لا يمكن تخيله بفضل الابتكار التقني أن التفوق الأمريكي على البلدان الأخرى يمثل وضوح تفوق القطاع التقني على باقي اقتصاد الولايات المتحدة. فهو يمثل المستقبل وهم يسيطرون عليه.
مثل هذه المواقف توجد على وجه اليقين كما يبدو تيارا منتظما من الأحداث والأزمات الصغيرة مع البلدان الأخرى. مع ذلك وارتكازا على التجربة الصينية لن تكون المسألة هذا التصرف المثير للسخط أو ذاك. بل التراكم المطرد للتصريحات والتصرفات (الأمريكية) هو الذي سيتغلغل تدريجيا في السياسة الداخلية للبلدان الأخرى ويغيِّر التحالفات بطرائق تنطوي على عواقب.
وكما اكتشف شي جينبينج فقد عزز تشدد بكين في التمسك الصريح والواضح بما تعتبره استحقاقاتها نفوذَ المتشددين ضد الصين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبذر بذور الشك وسط أنصار الصين السابقين.
الضرر طويل الأمد الذي لحق بالعلاقة بين واشنطن وبكين لم يقتصر فقط على كونه نتيجة لتصرفات ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى ولكنه كان أيضا تحولا عميقا في نظرات مسؤولي إدارة أوباما السابقين الذين التحقوا بإدارة بايدن وبنوا على العديد من سياسات ترامب المعادية للصين.
الدفاع عن التفوق التقني للولايات المتحدة خصوصا سيعزز عزيمة أولئك الذين يسعون في البلدان الأخرى لتحدي قبضة شركات التقنية الأمريكية الكبرى. فقد ظل الاتحاد الأوروبي يتصدى لنفوذ وسطوة تلك الشركات لأكثر من عقد. وإدارة ترامب الجديدة بعد رفض شركة «ميتا» استخدام تقنيتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي في بلدان الاتحاد الأوروبي ستثير في الغالب مواجهات تحفز على إيجاد أسواق دفاع وتقنية أوروبية متكاملة.
وفي بلدان كالمكسيك والهند والبرازيل وتركيا وجنوب إفريقيا وكينيا وإثيوبيا وإندونيسيا حتى تلك التي ستكون لدى قادتها الحاليين علاقة ودية مع ترامب سيؤدي ضغط واشنطن المستمر لفتح الأسواق وتحسين شروط التبادل التجاري لمصلحة الشركات الأمريكية إلى تنفير رواد الأعمال والمصدرين.
سيُنظر إلى الولايات المتحدة باطراد مثلما كانت هي الحال مع الصين في سنوات دبلوماسية الذئب المحارب كدولة منتهكة للقواعد المحلية والدولية وتسعى إلى الالتفاف حولها. ويمكن أن تبدو مطالبة كل بلد آخر بدفع «مقابل» للحماية العسكرية الأمريكية أشبه بمخطط ابتزاز دولي.
القوى المتوسطة الصاعدة والقادرة الآن على لعب دور أكثر استقلالا على المسرح السياسي مقارنة بوضعها في القرن العشرين ليست راغبة في أن تكون بيادق في المنافسة الأمريكية الصينية. فهي ستصر بدلا عن ذلك على تأكيد مصالحها الوطنية الخاصة بها بنفس الطريقة التي يرغب بها ترامب تطبيق شعار «أمريكا أولا».
تحاشت إدارة جورج دبليو بوش التقيد بالقواعد والطرائق الدولية مفضلة عليها «تحالفات الراغبين». ومنذ ذلك التاريخ ظل الديمقراطيون أنصار التعددية يتبعون خطى الجمهوريين أنصار الأحادية بعدما قضوا سنوات في إصلاح الضرر الذي أصاب العلاقات الدولية للولايات المتحدة وإيجاد تحالفات وائتلافات غير رسمية جديدة. (التعدّديون يدعون إلى التعاون مع البلدان الأخرى والمنظمات الدولية والأحاديون يسعون إلى العمل المنفرد وعدم التقيد بالتحالفات والاتفاقيات الدولية في خدمة المصلحة الوطنية - المترجم).
لكن هذه الدورة (من الأحادية إلى التعددية ومرة أخرى إلى الأحادية في السياسة الخارجية الأمريكية - المترجم)، قادت إلى تآكل الثقة في موثوقية الولايات المتحدة والاطمئنان إلى إمكانية الاعتماد عليها كشريك وحليف. وإذا أضفنا إلى ذلك جرعة قوية من الصلَف والإساءات فيمكن أن يكون الضرر الذي ستسببه الحقبة القادمة لدبلوماسية الذئب المحارب الأمريكية مستديما.
آن ماري سلوتر الرئيسة التنفيذية لمركز الأبحاث «أمريكا الجديدة» ومحررة مساهمة في الفاينانشال تايمز.
الترجمة خاصة لـ«عمان»