الفاشر: الرصاصة بتنهزم .. لما الصدور الضاوية بالحب تبتسم!
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
محمد بدوي
في العشرين من يناير ٢٠٢٥ أصدرت قوات الدعم السريع بيانا حددت فيه مهلة ٤٨ ساعة لمغادرة المسلحين والمقاتلين لمدينة الفاشر، توطئة للسيطرة عليها وهو ما رفضته القوة المشتركة المكونة من الجيش والحركات المسلحة .
انقضت المهلة فبدأ الدعم السريع قصفا كثيفا على المدينة، ومن جانب آخر واصلت القوات المشتركة سلسلة الدفاع عن المدينة الذي بدأته في مايو ٢٠٢٤،بداية الموجة الثانية للهجوم على الفاشر، واستطاعت صد الهجوم في يومي الثالث والرابع والعشرون من يناير٢٠٢٥
ووفقا للتداول الإعلامي بأن بيان الدعم السريع الذي حمل المهلة جاءت تزامنا مع وصول قوات مساندة عائدة من اليمن عبر ليبيا كإجابة تكشف توقيت إعلان المهلة، والجدير بالذكر أنه سبق وأن حشد الدعم السريع لعدة مرات قوات داعمة كان آخرها عقب اعلان قائد الدعم السريع التعبئة في خطابه الذي تلي فقدان السيطرة على منطقة جبل موية بولاية سنار بوسط السودان، لكن رغم ذلك ظلت القوات المشتركة تمارس التصدي للهجمات والقصف ولا سيما أنه عقب ١٤ مايو ٢٠٢٤ فشل نسق الهجوم البري من قبل الدعم السريع واستعاض عن ذلك بالقصف المدفعي والمسيرات الذي يخلف باستمرار ضحايا من المدنيين.
تمثل الفاشر حالة استثنائية مرتبطة بطبيعة تضاريسها التلية التي تجعل من المعارك مختلفة عن الجغرافيا المنبسطة، أضف إلي ذلك أن موقعها الجغرافي يمثل عمق دفاعي لعده دول مجاورة للسودان، كليبيا، مصر، أفريقيا الوسطي وتشاد، مما يعني أنها مرتبطة ببقاء الخارطة الحالية أو فرض واقع جديد يغير في الخارطة، لأن المدينة تمثل جسرا بين غرب القارة من باماكو وابشي إلي الشرق عبر الوسط مدن حيث النهود وهيا مرورا بأمدرمان، ويكشف هذا بعض أهميتها، وتشير التواريخ الشفوية إلي يعود تأسيسها في العام ١٧٦٠م.
قصف الدعم السريع لمتحف السلطان على دينار الذي أفتتح في ١٩١٢ في العاشر من يناير ٢٠٢٥ وتدمير مبانيه وحريق المقتنيات، نسف لذاكرة تاريخية أفريقية وليست سودانية فقط، وهذا مؤشر يمكن قراءته بأن بيان الدعم السريع الذي حول المهلة التي حددها صدر بعد أن خسرت المدينة والحضارة السودانية والإنسانية الكثير.
قصف وتدمير متحف السلطان على دينار مؤشر على عدم الإدراك بالقيم التاريخية للحضارة ، بالتالي يمكن القول انه بافتراض” لا يوجد ما يرجحه حتي الآن” بأن في حال سيطرة الدعم السريع على الفاشر ان حدثت، فإنها تمثل سيطرة وانتصار مهزوم إنسانيا وثقافيا وتاريخها.
أخيرا : لا زلنا نناشد قوات الدعم السريع بوقف الهجوم وعدم تعريض المزيد من المدنيين لخطر الموت، وهذا جزء من مناشدات مستمرة لأطراف الحرب السودانية بوقفها الفوري ، فهي لا تورث الا الموت والدمار أو كما قال الراحل محجوب شريف ” الرصاصة بتنهزم ** لما الصدور الضاوية بالحب تبتسم *** وتغني للموت والجراح”
الوسوممحمد بدويالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: محمد بدوي الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
أطباء بلا حدود تعلن تعليق أنشطتها في مخيم زمزم بدارفور
منظمة أطباء بلا حدود حثت الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات المسلحة على حماية المدنيين والسماح للراغبين بالفرار.
بورتسودان: التغيير
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم بالفاشر في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد تصعيد الهجمات داخل المخيم وحوله.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر لقرابة العام ونفذت العديد من الهجمات على المنطقة، وكثفت هجومها في الأسابيع الأخيرة وشنت هجمات على مخيم زمزم، وشهدت المنطقة قتالًا عنيفًا بينها وبين القوات المشتركة.
استحالة العملوقالت المنظمة في بيان يوم الاثنين، إن التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل مخيم زمزم وحوله، يجعل من المستحيل عليها مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة.
وأضافت أنه على الرغم من انتشار الجوع على نطاق واسع والاحتياجات الإنسانية الهائلة، “ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود”.
وأشارت إلى أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير، استقبلت فرق المنظمة في زمزم 139 جريحًا بالمستشفى الميداني لأطباء بلا حدود، يعاني معظمهم من إصابات بطلقات نارية وشظايا.
وأضافت: “لا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود المصمم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المخيم والذي أُعلن أنه يمر بظروف مجاعة وفق (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في العام الماضي، توفير جراحة الإصابات لأشخاص لديهم حالات حرجة”.
قرار مؤلموقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان يحيى كليلة، “توفي 11 مصابًا أثناء وجودهم في مستشفى أطباء بلا حدود، بينهم خمسة أطفال، لأننا لم نتمكن من علاجهم بشكل صحيح أو إحالتهم إلى المستشفى السعودي، وهو المرفق الوحيد الذي يتمتع بالقدرة الجراحية في الفاشر القريبة”.
وأضاف: “في يناير وديسمبر، تعرضت سيارتا إسعاف تابعتان لنا تحملان مرضى من المخيم إلى الفاشر لإطلاق نار. وقد أصبح الأمر الآن أكثر خطورة، ونتيجة لذلك، فإن العديد من الناس بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة الإصابات أو حالات الولادة القيصرية الطارئة محاصرون في زمزم”.
وتابع كليلة: “إن إيقاف مشروعنا في خضم كارثة متفاقمة في زمزم هو قرار مؤلم. خلال أكثر من عامين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كل الصعاب، على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعددة، حيث دعت إلى استجابة إنسانية موسعة، وانتظرتها، لكنها لم تتحقق. ومع ذلك، مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفر حاليًا الحد الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء”.
وأردف، “إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات”.
وعبرت أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص في مخيم زمزم، وحثت الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات الفاعلة المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين والسماح لأولئك الراغبين في الفرار بالقيام بذلك من دون أن يصابوا بأذى.
الوسومالسودان الفاشر القوات المشتركة دارفور قوات الدعم السريع مخيم زمزم منظمة أطباء بلا حدود يحيى كليلة