هل يمكن لذكريات الطعام أن تجعلك تأكل أكثر من اللازم؟.. دراسة توضح جوانب مثيرة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
كشف بحث جديد عن الخلايا العصبية في "الحُصين" التي تخزن ذكريات السكر والدهون، ما يؤثر على عادات الأكل والصحة الأيضية، حسب تقرير نشره موقع "scitechdaily" وترجمته "عربي21".
هل يمكن للذاكرة أن تؤثر على ما نأكله وكميته؟ أجابت دراسة رائدة أجراها مركز "مونيل" للحواس الكيميائية على هذا السؤال بشكل قاطع بـ "نعم".
بقيادة عضو مونيل المشارك الدكتور غيلوم دي لارتيغ، حدد فريق البحث - لأول مرة - نظام الذاكرة الخاص بالطعام في الدماغ واتصاله المباشر بالإفراط في تناول الطعام والسمنة الناجمة عن النظام الغذائي.
ونشرت الدراسة في مجلة "Nature Metabolism"، وتسلط الضوء على مجموعة محددة من الخلايا العصبية في دماغ الفأر التي تخزن الذكريات المتعلقة بالسكر والدهون، والتي تؤثر بشكل كبير على استهلاك الطعام ووزن الجسم.
قال الدكتور دي لارتيغ: "في عالم اليوم، نتعرض باستمرار لقصف من الإعلانات والمحفزات البيئية المصممة لتذكيرنا بتجارب الطعام الممتعة. الأمر المدهش هو أننا حددنا مجموعة محددة من الخلايا العصبية في الحُصين التي لا تشكل هذه الذكريات المتعلقة بالطعام فحسب، بل إنها تحرك أيضا سلوكنا الغذائي. يمكن أن يكون لهذا الارتباط آثار كبيرة على وزن الجسم والصحة الأيضية".
تشفر هذه الخلايا العصبية ذكريات الموقع المكاني للأطعمة الغنية بالمغذيات، وتعمل كـ "أثر للذاكرة"، وخاصة للسكر والدهون. يؤدي إسكات هذه الخلايا العصبية إلى إضعاف قدرة الحيوان على تذكر الذكريات المتعلقة بالسكر، ويقلل من استهلاك السكر، ويمنع زيادة الوزن، حتى عندما تتعرض الحيوانات لأنظمة غذائية تساهم في زيادة الوزن المفرطة. وعلى العكس من ذلك، فإن إعادة تنشيط هذه الخلايا العصبية يعزز الذاكرة للطعام، ويزيد من الاستهلاك ويوضح كيف تؤثر ذكريات الطعام على السلوك الغذائي.
تقدم هذه النتائج مفهومين جديدين: أولا، دليل على أن الخلايا العصبية المحددة في الدماغ تخزن ذكريات مرتبطة بالطعام، وثانيا، أن هذه الذكريات تؤثر بشكل مباشر على تناول الطعام. قال الدكتور دي لارتيغ: "في حين أنه ليس من المستغرب أن نتذكر تجارب الطعام الممتعة، فقد كان من المفترض منذ فترة طويلة أن هذه الذكريات ليس لها تأثير يذكر على سلوك الأكل.
وبحسب التقرير، فإن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن تثبيط هذه الخلايا العصبية يمنع زيادة الوزن، حتى في الاستجابة للأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر".
الدور غير المقدر للذاكرة
غالبا ما يتم تجاهل الذاكرة كمحرك رئيسي لتناول الطعام، لكن هذه الدراسة توضح وجود صلة مباشرة بين الذاكرة والتمثيل الغذائي. ما يميز هذا الاكتشاف عن الدراسات الأخرى المتعلقة بالذاكرة هو آثاره على فهم الصحة الأيضية.
إن حذف الخلايا العصبية المستجيبة للسكر في الحُصين لدى الحيوانات لا يعطل الذاكرة فحسب، بل يقلل أيضا من تناول السكر ويحمي من زيادة الوزن، حتى عندما تتعرض الحيوانات لنظام غذائي غني بالسكر. وهذا يسلط الضوء على وجود صلة مباشرة بين دوائر دماغية معينة تشارك في الذاكرة والصحة الأيضية، والتي تم تجاهلها إلى حد كبير في مجال أبحاث السمنة.
وقال المؤلف الأول مينغكسين يانغ، طالب الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا في مختبر دي لارتيغ: "تطورت أنظمة الذاكرة في الحُصين لمساعدة الحيوانات على تحديد وتذكر مصادر الغذاء المهمة للبقاء على قيد الحياة. في البيئات الحديثة، حيث الطعام وفير والإشارات في كل مكان، قد تؤدي دوائر الذاكرة هذه إلى الإفراط في تناول الطعام، مما يساهم في السمنة".
دوائر محددة ومستقلة
هناك اكتشاف رئيسي آخر وهو أن الذكريات المتعلقة بالطعام محددة للغاية. تشفر الخلايا العصبية المستجيبة للسكر وتؤثر فقط على الذكريات والمدخول المتعلق بالسكر، بينما تؤثر الخلايا العصبية المستجيبة للدهون على تناول الدهون فقط. لا تؤثر هذه الخلايا العصبية على أنواع أخرى من الذاكرة، مثل الذاكرة المكانية للمهام غير المتعلقة بالطعام.
قال دي لارتيغ: "إن خصوصية هذه الدوائر رائعة. إنها تؤكد على مدى دقة ضبط الدماغ لربط الطعام بالسلوك، مما يضمن قدرة الحيوانات على التمييز بين مصادر المغذيات المختلفة في بيئتها". لدينا أنواع منفصلة من الخلايا العصبية التي تشفر الذاكرة للأطعمة الغنية بالدهون مقابل الذاكرة للأطعمة الغنية بالسكر. ويفترض المؤلفون أن هذه الأنظمة المنفصلة تطورت على الأرجح لأن الأطعمة في الطبيعة نادرا ما تحتوي على الدهون والسكر معا.
وتفتح نتائج الدراسة إمكانيات جديدة لمعالجة الإفراط في تناول الطعام والسمنة. فمن خلال استهداف دوائر الذاكرة الحُصينية، قد يكون من الممكن تعطيل محفزات الذاكرة التي تدفع إلى استهلاك الأطعمة غير الصحية والكثيفة السعرات الحرارية.
وقال الدكتور دي لارتيغ: "هذه الخلايا العصبية ضرورية لربط الإشارات الحسية بتناول الطعام. وقدرتها على التأثير على كل من الذاكرة والتمثيل الغذائي تجعلها أهدافا واعدة لعلاج السمنة في عالم اليوم الغني بالطعام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم بحث دراسة الطعام دراسة بحث الطعام حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الخلایا العصبیة تناول الطعام زیادة الوزن
إقرأ أيضاً:
“فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته”
نحن نشهد الآن عصر اضمحلال الإمبراطورية الأمريكية، التي لم تكن بدعاً مما سبقها من إمبراطوريات مهيمنة في التاريخ البشري؛ نشأت ووصلت القمة مثلها، ثم تدهورت حتى تلاشت أو ضعفت بشكل كبير. لم يبدأ هذا العصر بفترة ترامب الرئاسية الثانية، ولكنها أتاحت للناس فرصة متابعة تحلل الإمبراطورية والأرضة تأكل عصاتها. قد لا يدرك المرء أنه يعيش حدثاً تاريخياً كهذا، ولا حجمه وأبعاده، لكن الاختلاف الكبير مع اندثار الإمبراطوريات السابقة أن الانهيار هذه المرة مذاع على الهواء مباشرة، بسبب الإعلام والتكنولوجيا، لكل الناس؛ داخل أمريكا وخارجها، متأثرين مباشرةً بأفعال أمريكا أو أقل تأثراً، قراء تاريخ عرفوا علامات الانهيار أو مصدقي نهاية التاريخ بانتصار أبدي لأمريكا ونموذجها أو غير مدركين أو مهتمين بتاتاً.
كشف ترامب للعالم خواء المؤسسات الأمريكية، وهشاشة الأفراد والطبقات صاحبة القوة والنفوذ فيها. ووضح ابتداءً من كل ما يتعلق به شخصياً، مروراً بمواقفه وأقواله وتصرفاته وتعييناته، وحتى خضوع من حوله من النخب له وانخداع الجماهير به، أن أمريكا لا تختلف كثيراً عن أي بلد "عالم ثالثي" يحكمه دكتاتور مهووس فاسد يمكن أن يغير شكله تماماً، والشواهد على ذلك كثيرة.
في المقابل فإن الصين تمضي بخطىً واثقة نحو إزاحة أمريكا عن مواقع الهيمنة في الكثير من المجالات، وعلى رأسها التكنولوجيا. فمثلاً، أعلن باحثون صينيون في جامعة العلوم والتكنولوجيا قبل أسابيع عن معالج كمي (quantum processor) أسرع بمقدار كوادريليون (واحد و 15 صفراً، أو ما يساوي مليون مليار، أو ألف تريليون) مرة من أقوى الحواسيب العملاقة (supercomputers) الحالية.
وهذا المعالج (Zuchongzhi-3) أسرع بحوالي مليون مرة من أحدث المعالجات الكمومية الأمريكية (الذي أعلنت عنه شركة جوجل الأمريكية في ديسمبر الماضي "Willow"). وهذا التقدم لا يوسع فقط الفجوة بين الحوسبة التقليدية والكمومية، بل يمهد لعصر جديد تلعب فيه المعالجات الكمومية دوراً رئيسياً في حل التحديات المعقدة في العالم الحقيقي، مثل محاكاة النظم وتحليل البيانات وتطوير بطاريات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
لتقريب الصورة، فإن المعالج الصيني الجديد يستطيع إنجاز مهام حسابية بسرعة تفوق أحدث نتائج جوجل المنشورة في أكتوبر 2024 بستة أضعاف. وقد برهن العلماء الصينيون أن المعالج أنجز عملية حسابية معقدة في عدة ثوانٍ، بينما يحتاج أسرع كمبيوتر عملاق حالياً (Frontier) حوالي 6 مليارات سنة لإجرائها.
و الحواسيب العملاقة هي أجهزة كمبيوتر عملاقة ذات قدرة معالجة هائلة، تُستخدم لحل المشكلات المعقدة التي تتطلب سرعات فائقة، مثل التنبؤ بالطقس وأبحاث الفضاء ومحاكاة الأدوية والفيروسات وتحليل البيانات الضخمة ومحاكاة التفجيرات النووية. وتعتمد على آلاف المعالجات التي تعمل معاً لتحقيق أداء غير مسبوق، لكنها تستهلك طاقة كبيرة جداً.
بينما الحوسبة الكمومية هي تكنولوجيا جديدة وثورية تعتمد على مبادئ فيزياء الكم لمعالجة البيانات. فبدلاً من استخدام "بتات" عادية (0 أو 1) كما في الحواسيب التقليدية، تستخدم الحواسيب الكمومية "بتات كمومية أو كيوبتات" (Qubits) يمكن أن تكون 0 و1 في نفس الوقت. وهذا يجعلها قادرة على حل مشكلات معقدة أسرع بكثير من الحواسيب التقليدية، خاصة في مجالات مثل التشفير والذكاء الاصطناعي وتطوير الأدوية وفهم المواد والفيزياء المتقدمة، لكنها ما زالت في مراحل التطوير المبكرة.
husamom@yahoo.com