هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل علاج الأمراض النادرة؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في خطوة ثورية، أعلنت شركة "إيزومورفيك لابز" (Isomorphic Labs)، التابعة لشركة ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، عن اقتراب بدء التجارب السريرية لأول عقار تم تطويره بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا الإنجاز بعد سنوات من الأبحاث المكثفة التي تهدف إلى تسريع وتيرة تطوير الأدوية وجعلها أكثر كفاءة وفعالية.
الذكاء الاصطناعي: حليف جديد في عالم الأدوية
تأسست "إيزومورفيك لابز" في عام 2021 كمنصة متخصصة في اكتشاف الأدوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي مستوحاة من نجاح شركة "ديب مايند" (DeepMind) في مجالات أخرى مثل التعرف على بنية البروتينات. تعتمد الشركة على تقنيات متقدمة لتحليل البيانات البيولوجية والجينية بهدف تصميم عقاقير تستهدف أمراضًا معقدة كانت تتطلب عقودًا لتطوير علاجات لها بالطرق التقليدية.
العقار الجديد: بداية حقبة جديدة
من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية لهذا العقار بحلول نهاية العام الجاري. يركز العقار على علاج مرض نادر يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة، مما يبرز أهمية التكنولوجيا في توفير حلول مبتكرة لأمراض لم تلقَ اهتمامًا كافيًا في السابق. يُتوقع أن تقلل هذه التقنية من تكلفة تطوير الأدوية بشكل كبير، حيث يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليص فترة البحث والتطوير من سنوات إلى شهور.
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في التصوير بالرنين المغناطيسي
فوائد واعدة وأفق مفتوح
من أبرز الفوائد التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية:
تقليل التكلفة: يمكن أن يخفض الذكاء الاصطناعي تكاليف البحث والتطوير بنسبة تصل إلى 70%.
تسريع الزمن: يختصر الزمن اللازم لاكتشاف الأدوية من عقود إلى سنوات قليلة.
توسيع نطاق العلاج: يسمح بتطوير أدوية لأمراض نادرة أو مهملة، ما يُحدث تغييرًا جذريًا في المجال.
تحديات محتملة
مع كل هذه الآفاق الواعدة، يواجه المشروع بعض التحديات، أبرزها:
ضمان الأمان والفعالية: بالرغم من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فإن تجارب العقاقير على البشر تظل أمرًا حساسًا.
اقرأ أيضاً.. جوجل تزيد استثماراتها في شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي
التمويل: يتطلب تطوير الأدوية الجديدة استثمارات ضخمة، حتى مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المخاوف الأخلاقية: تثير هذه التقنية تساؤلات حول الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية.
رؤية مستقبلية
إذا أثبت العقار فعاليته في التجارب السريرية، فإنه قد يمثل نقلة نوعية في كيفية تطوير الأدوية في المستقبل. هذه الخطوة لا تقتصر على علاج الأمراض النادرة فقط، بل يمكن أن تسهم في إعادة تعريف الصناعة الدوائية بأكملها.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الأمراض المعدية الذکاء الاصطناعی تطویر الأدویة
إقرأ أيضاً:
بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
قال بيل جيتس الملياردير المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت" إن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ستعني أنه خلال العقد المقبل، لن تعود هناك حاجة للبشر من أجل إنجاز "معظم المهام" في العالم.
وأوضح غيتس، خلال مقابلة مع قناة "إن بي سي" التفزيونية، أن الخبرة لا تزال "نادرة" في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن المتخصصين من البشر، الذين نعتمد عليهم في العديد من المجالات، بما في ذلك "الطبيب المتميز" أو "المعلم المتميز"، نادرين.
يضيف جيتس لكن "مع الذكاء الاصطناعي، سيصبح ذلك خلال العقد المقبل مجانيًا وشائعًا، نصائح طبية قيّمة، ودروس خصوصية رائعة".
بعبارة أخرى، يدخل العالم حقبة جديدة مما سماه جيتس "الذكاء الحر". وستكون النتيجة تقدمًا سريعًا في التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يسهل الوصول إليها وتؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، كما قال جيتس، بدءًا من الأدوية والتشخيصات المُحسّنة وصولا إلى المعلمين والمساعدين الافتراضيين المتوفرين على نطاق واسع.
قال جيتس "إنه أمر عميق للغاية، بل ومخيف بعض الشيء، لأنه يحدث بسرعة هائلة، ولا حدود قصوى له".
لكن بعض الخبراء يرون أن الذكاء الاصطناعي سيساعد البشر على العمل بكفاءة أكبر، بدلًا من أن يحلَّ محلَّهم كليًا، وسيحفِّز النموَّ الاقتصادي الذي يُؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل.
وسبق أن أعرب جيتس عن تفاؤله بشأن الفوائد العامة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي للبشر، مثل "العلاجات المبتكرة للأمراض الفتاكة، والحلول المبتكرة لتغير المناخ، والتعليم عالي الجودة للجميع".
وفي حديثه التلفزيوني، عبر جيتس عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل أنواع معينة من الوظائف على الأرجح، مشيرًا إلى أن الناس ربما لا يرغبون في رؤية الآلات تشارك في منافسات رياضية، على سبيل المثال. وقال غيتس: "ستكون هناك بعض الأمور التي نحتفظ بها لأنفسنا. ولكن فيما يتعلق بصنع الأشياء ونقلها وزراعة الغذاء، فمع مرور الوقت ستُحل هذه المشاكل بشكل أساسي".
كان جيتس توقع، منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أن ثورة الذكاء الاصطناعي قادمة. فعندما سُئل عن الصناعة التي سيركز عليها إذا اضطر إلى البدء من الصفر، اختار الذكاء الاصطناعي بسرعة. وقال جيتس، في فعالية عام 2017 في جامعة كولومبيا، إن "العمل في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم على مستوى عميق للغاية".
في ذلك الوقت، كانت التكنولوجيا على بُعد سنوات من إنشاء النصوص التوليدية على غرار روبوت الدرشة "تشات جي بي تي" ChatGPT، والتي تعمل بنماذج لغوية كبيرة.
ومع ذلك، بحلول عام 2023، فوجئ جيتس نفسه بسرعة تطور الذكاء الاصطناعي. فقد تحدى شركة "أوبن آي أيه" لإنشاء نموذج يمكنه الحصول على أعلى الدرجات في امتحان الأحياء المتقدم في الثانوية، متوقعًا أن تستغرق المهمة عامين أو ثلاثة أعوام، كما كتب في مدونته. وقال جيتس لاحقا "لقد أنجزوه في بضعة أشهر فقط". ووصف هذا الإنجاز بأنه "التقدم الأهم في التكنولوجيا منذ عام 1980".