درع المستقبل.. مادة ثنائية الأبعاد قوية ومرنة!
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
#سواليف
وجد #العلماء طريقة جديدة لربط الجزيئات معا لتشكيل مادة ثنائية الأبعاد قوية ومرنة. وقد يغير هذا #الابتكار المستوحى من الدروع الحلقية مفهوم الدروع في المستقبل.
وقام فريق من الباحثين بقيادة المتخصصين من جامعة شمال الغرب في الولايات المتحدة بتطوير ما يُعتقد أنه أول مادة ثنائية الأبعاد ميكانيكية التشابك تشبه حلقات الدرع السلسلة.
وتم تطوير المادة على المستوى النانوي، مما يعني أن بعض مكوناتها تقاس بالنانومتر. وتعد هذه المادة من نوع #البوليمر من الناحية التقنية، وتتكون من جزيئات كبيرة تحتوي على مكونات كيميائية أصغر تُعرف بالمونومرات.
مقالات ذات صلةوفي المادة ثنائية الأبعاد ذات البنية البوليمرية تعمل الروابط الميكانيكية، وهي روابط تعتمد على التفاعل الفيزيائي، على عكس الروابط التساهمية التي تقضي بتبادل الإلكترونات. وتحتوي المادة على 100 تريليون رابطة ميكانيكية في كل سنتيمتر مربع. وحسب الباحثين، فهذه هي أعلى كثافة للروابط الميكانيكية على الإطلاق.
قال ويليام ديكتيل المشارك في البحث من جامعة شمال الغرب: “لقد أنشأنا بنية بوليمرية جديدة تماما. وتشبه هذه المادة الدرع السلسلة التي يصعب تمزيقها لأن كل رابطة ميكانيكية يمكنها أن تتحرك قليلا. إذا قمتَ بشدها، يمكنها تبديد القوة المُطبقة في عدة اتجاهات، وسيتعين عليك كسرها في العديد من الأماكن”.
وقد أسفرت الأبحاث السابقة عن الحصول على بوليمرات ذات روابط ميكانيكية بكميات صغيرة جدا، مما جعل إنتاجها بكميات كبيرة أمرا صعبا. ومع ذلك، تمكن الباحثون الأمريكيون من إنتاج أكثر 500 غرام من المادة، وهم يعتقدون أن هذا ليس الحد الأقصى.
وحتى نسبة صغيرة من هذه البنية البوليمرية الجديدة يمكن أن تحسن جودة المواد الأخرى. كما قام العلماء بتطوير مادة تتكون من 97.5% من ألياف “Ultem” (مادة قوية جدا من عائلة الكيفلار نفسها) و2.5% من البوليمر ثنائي الأبعاد، وخلصوا إلى أن هذا المزيج يعزز إلى حد بعيد قوة المادة الأولى. وقد تصبح هذه المادة القوية والمرنة بشكل غير عادي درع المستقبل.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العلماء الابتكار البوليمر
إقرأ أيضاً:
إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع
يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟
معضلة السلطة الصفرية
الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"
التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي
لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.
الانقسامات الداخلية وخطر التفكك
مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟
الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة
تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.
غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية
كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.
"لا للحرب" وحدها لا تكفي
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد