موقع 24:
2025-04-25@22:09:42 GMT

القيادة الفلسطينية وسياسة الانتظار السلبي

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

القيادة الفلسطينية وسياسة الانتظار السلبي

وكأنه زلزال ضرب القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط بعد السابع من أكتوبر وحرب الإبادة على غزة. وبالرغم من مرور خمسة عشر شهراً من الحرب، هناك تحركات دولية وإقليمية وداخلية مكثفة حول صفقة إطلاق النار في قطاع غزة وبحث مستقبل القطاع لكن الأقل حضوراً وتأثيراً في هذا الحراك هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.

صحيح أن المنظمة وسلطتها لم يُحررا الوطن ولم ينجزا حلم الدولة الفلسطينية ولا منع الاستيطان وتغول المستوطنين، ولكن لم يتسببا للشعب الفلسطيني ما سببته حركة حماس من موت ودمار. وصحيح أيضاً أن المنظمة عنوان للشعب والقضية والمشروع الوطني والجدار الأخير في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي محل استهداف من أطراف متعددة على رأسها العدو الصهيوني وواشنطن. ولكن في هذا المنعطف الخطير والمصيري للقضية الوطنية، الذي يقول الجميع حتى قيادات المنظمة بأن ما يجري نكبة لا تقل خطورة عن نكبة 1948، لا يكفي أن تتوقف المنظمة عند القول بالتمسك بالثوابت والتحذير من المخططات المُعادية ورفض كل ما يتم طرحه، سواء تعلق الأمر بدولة غزة أو لجنة الإسناد المجتمعي أو الصفقة بين حماس وإسرائيل، بل عليها طرح البديل الوطني الذي يتناسب مع صفتها التمثيلية الجامعة ومع مكانتها الدولية. وأن تترك بصمتها العملية على ما يجري في القطاع وخصوصا أن لها جمهورا كبيرا من مؤيدها والشعب في غزة يطالب بعودة سلطتها للقطاع.
حتى الآن ورغم كل الأحداث الخطيرة في فلسطين والإقليم لم نسمع عن تحركات داخل المنظمة لمواجهة هذه التحركات المعادية فلم تتم الدعوة من القيادة لاجتماع المجلس الوطني ولا المجلس المركزي للمنظمة ولا اجتماع لأمناء الفصائل ولا حتى اجتماع موسع لحركة فتح أو لمؤتمرها أو للمجلس الاستشاري للحركة، ولم نلمس أي تحرك للانفتاح على مؤسسات المجتمع المدني الوطنية ولا على المثقفين والمفكرين، كما ما زال أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وهم من يُفترض قادة الشعب الفلسطيني غائبون أو مُغيبون عن المشهد، ولا نعرف إن كان تعالياً على الشعب والقضية أم جهلاً بما يجري وعجزاً عن المواجهة أو خوفاً على مناصبهم أو تملقاً ومسكاً للعصا من الوسط في انتظار أين سترسو الأمور! ولم نسمع عن تحرك لتشكيل تحالف تقوده المنظمة حتى مع بعض الدول العربية والصديقة مضاد للتحالف المعادي للمنظمة ودولة فلسطين وكأن المنظمة باتت منعزلة أو معزولة عن العالم مع أنها أصل القضية ومحل رهان الشعب.
كانت حركة فتح دائما المبادِرة وصاحبة القرار الوطني في كل القضايا المصيرية وكانت فصائل المنظمة تلتزم، وإن رفضت يبقى رفضها في الإطار الوطني ولا يؤثر على المسيرة والنهج العام.
اليوم لم تعد حركة فتح ولا منظمة التحرير مبادرين، لا على المستوى الوطني ولا الإقليمي والدولي بل أصبحتا مثل جبهة الرفض التي كانت فيما مضى ترفض، ورفض المنظمة الآن لا يعطل مسيرة التآمر، والقيادة الفلسطينية تعرف أن هناك كيانات وقيادات جاهزة أو يجري تشكيلها لاستلام قطاع غزة.
أيدنا وما زلنا نؤيد القيادة الفلسطينية في رفضها لدولة غزة ولسلطة حماس وحتى نرفض وجودها في حياتنا السياسية وأيدناها في رفضها لمحور المقاومة الشيعي ومخططات إيران لتوتير الأوضاع في الضفة الفلسطينية الخ.
ولكن ما هو البديل الذي تطرحه قيادة المنظمة وحركة فتح لكل ذلك؟ وماذا تنتظر وهي تعرف أن السياسة لا تعرف الفراغ وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وفي قلبها فلسطين وما تخططه الصهيونية العالمية لها؟ الآن وبعد افتضاح حقيقة حركة حماس ومحور المقاومة وما سببوه من موت وخراب ودمار ليس لقطاع غزة فقط، بل لكل القضية الوطنية، على منظمة التحرير أن تستنهض نفسها، فلديها من التجربة التاريخية والرصيد الشعبي والدولي ما يؤهلها لاستعادة دورها بعد طول غياب.  
حتى بعد توقيع اتفاق الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس وحديث مصري على لسان وزير الخارجية وكذلك على لسان مسؤولين أمريكيين وأوروبيين أنه لن يكون لحماس وجود في المشهد السياسي بعد وقف حرب غزة إلا أن ذلك لا يعني أن حماس ستختفي قريباً لأن استكمال صفقة الدوحة قد يحتاج لسنوات وليس للأيام المنصوص عليها في الاتفاق وسيكون هناك تواطؤ بين إسرائيل وحماس لاستمرار حالة اللاحرب وأللاسلم لأطول فترة ممكنة حتى لا تعود السلطة لغزة وهناك ثغرات في ثنايا الاتفاق تمنح الطرفين مبرراً لاستمرار الحالة التي أشرنا إليها، ومن جهة أخرى على القيادة الفلسطينية عدم الانتظار إلى حين توجيه دعوة رسمية لها من الدول الفاعلة والراعية لاتفاق الدوحة لأن تتفضل وتستلم قطاع غزة، فما بين حكم حماس وعودة السلطة هناك خيارات أخرى، والسياسة لا تعرف الفراغ وزمن الشرعيات التاريخية قد ولى.
ومع ذلك تبقى منظمة التحرير الفلسطينية العنوان الوطني لكل الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب القیادة الفلسطینیة منظمة التحریر حرکة فتح

إقرأ أيضاً:

وسط تصعيد التصريحات الفلسطينية والإسرائيلية.. ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة

أفادت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الخميس، “بمقتل 40 فلسطينيًا جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية”. كما “اقتحمت قوات إسرائيلية، في وقت مبكر من صباح اليوم، بلدة زعترة شرق بيت لحم، وألقت القبض على فلسطينيين في مدينة نابلس”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية.

في سياق متصل، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية “أن المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل قرر منح فرصة أخيرة للتفاوض قبل توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة”. وأشارت الهيئة إلى أن “أطرافًا دولية تمارس ضغوطًا على حركة حماس لقبول مقترح الوسيط الأمريكي للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، بالإضافة إلى صفقة لتبادل المحتجزين”.

من جانبه، شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الأربعاء، هجومًا لاذعًا على حركة حماس، مطالبًا بإنهاء سيطرتها على قطاع غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، كما دعاها للتحول إلى حزب سياسي في خطوة وصفها بأنها ضرورية لاستعادة الوحدة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال كلمة متلفزة في افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث طالب عباس حماس بـ”تسليم الرهائن الإسرائيليين”، معتبرًا ذلك خطوة لتقليص الذرائع التي تستخدمها إسرائيل لمواصلة هجماتها العسكرية على القطاع.

وفي ردها على تصريحات عباس، “انتقدت حركة حماس الدعوة لإنهاء سيطرتها على غزة”، معتبرة أن “الرئيس الفلسطيني يصر على تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي”. وأكد القيادي في الحركة باسم نعيم أن هذه التصريحات “مريبة ومشبوهة”، مشيرًا إلى “أنها تأتي في وقت يشهد فيه القطاع تدهورًا شديدًا في الأوضاع الإنسانية”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث يضغط المجتمع الدولي على الأطراف المختلفة في محاولة للتوصل إلى حل سياسي يُنهي العنف ويخفف من معاناة المدنيين في غزة

مقالات مشابهة

  • حماس ترفض قرارات المركزي الفلسطيني.. وتدعو لإعادة بناء منظمة التحرير
  • منظمة التحرير الفلسطينية توافق على استحداث منصب نائب للرئيس
  • وسط تصعيد التصريحات الفلسطينية والإسرائيلية.. ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة
  • استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية على جدول أعمال المجلس المركزي .. تحرك مفاجئ وجدل واسع
  • رئيس مجلس القيادة يخاطب قيادات التكتل الوطني للأحزاب: لستم مجرد حلفاء وانما شركاء في التخطيط، والقرار ... تفاصيل
  • لماذا قرر محمود عباس استحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية؟
  • اجتماع تنفيذيّة منظمة التحرير نهاية عبّاس؟ .. الهبّاش: “نتنياهو يستخدم وجود حماس لمنع إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ
  • في ذكرى التحرير.. طفرة تعليمية غير مسبوقة بسيناء ومدن القناة بدعم القيادة السياسية
  • هذه الشخصيات مرشحة لمنصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية (صور)
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني