أدّى الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، في 20 يناير 2025، اليمين الدستورية، ليُصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. وجدير بالذكر أن يوم التنصيب هو احتفالية بمناسبة بدء ولاية جديدة مدتها أربع سنوات لرئيس الولايات المتحدة، يقام هذا الاحتفال لكل فترة رئاسية جديدة، حتى لو كان الرئيس مُستمراً في منصبه من أجل ولاية ثانية.

سمات مُميّزة:

شهد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عدداً من السمات المميزة، والتي يمكن تسليط الضوء عليها على النحو التالي:

1. المراسم داخل مبنى الكابيتول هيل: منذ تنصيب الرئيس رونالد ريغان عام 1981؛ أُقيم الحفل في الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول الأمريكي المواجه للناشونال مول مع نصب واشنطن التذكاري الشهير ونصب لنكولن التذكاري، إلا أن مراسم حفل تنصيب ترامب لولاية ثانية جاءت داخل مقر الكونغرس وليس في الهواء الطلق بسبب البرد القارس، وهي المرة الأولى منذ 40 عاماً، التي تقام فيها مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي في مكان مغلق.

وكان ترامب قد أعلن مؤخراً على حسابه في “تروث سوشيال” أن هناك عاصفة قطبية تجتاح البلاد، ولا يريد أن يرى الناس يتأذون أو يتعرّضون للإصابة بأي شكل، مُضيفاً أنه أمر بإلقاء خطاب التنصيب، بالإضافة إلى الصلوات والخطب الأخرى، في قاعة الكابيتول (مبنى الكونغرس).

2. الحفل مُتواضع نسبياً: وفقاً لشبكة CNBC؛ فإن حفل التنصيب جاء متواضعاً وصغيراً نسبياً مقارنة بمراسم سابقة مثل تنصيب الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، وذلك على الرغم من إعلان لجنة تنصيب ترامب أنها جمعت 170 مليون دولار.

3. الإشراف من سيناتور ديمقراطية: تولت التخطيط لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب ونائبه لجنة الكونغرس المشتركة لمراسم التنصيب الرئاسي، التي تقودها هذا العام السيناتور الديمقراطية من ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوشار، وتشرف اللجنة على عدد من الفعاليات في يوم التنصيب وهي: الموكب إلى مبنى الكابيتول؛ مراسم أداء اليمين الدستورية لنائب الرئيس؛ مراسم أداء الرئيس اليمين الدستورية؛ الخطاب الافتتاحي؛ المغادرة الشرفية للرئيس ونائب الرئيس المنتهية ولايتهما؛ مراسم التوقيع، حيث يوقّع خلالها الرئيس الجديد على تعيينات أو مذكرات أو إعلانات أو أوامر تنفيذية؛ مأدبة الغداء؛ العرض العسكري، والذي يتفقد خلاله الرئيس ونائب الرئيس القوات العسكرية؛ وأخيراً الموكب الرئاسي، وسيقام في ساحة “كابيتال وان” وسط مدينة واشنطن.

4. إجراءات أمنية مُشدّدة: بوجه عام؛ يتم في الغالب تصنيف حفل التنصيب باعتباره “حدثاً أمنياً خاصاً على المستوى الوطني” والذي يسمح بتمويل إضافي وتنسيق بين الوكالات، بما في ذلك جهاز الخدمة السرية والأمن الداخلي وشرطة الكونغرس الأمريكي، إلا أن الحدث استثنائي؛ حيث يعود ترامب إلى المكتب البيضاوي في ظروف غير عادية، بعد مواجهته تهديدات متعددة خلال حملته الانتخابية، شملت محاولتين واضحتين لاغتياله، إلى جانب هجوم في نيو أورلينز وانفجار في لاس فيغاس؛ ما رفع من حالة التأهب الأمني.

وتُفيد التقديرات بأنه تم نشر 25 ألف فرد من قوات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، إلى جانب استخدام طائرات من دون طيار وقناصة وأسلاك شائكة؛ تمتد لمسافة 48 كيلومتراً حول منطقة البيت الأبيض ومبنى الكابيتول نفسه، مع إغلاق بعض الطرق وزيادة نقاط التفتيش، ووضع الحواجز الخرسانية.

5. حضور زعماء أجانب: في سابقة من نوعها؛ دعا ترامب العديد من الزعماء الأجانب لحضور حفل التنصيب، وتاريخياً، لم يسبق لأي زعيم أجنبي أن حضر مراسم انتقال السلطة في الولايات المتحدة؛ حيث كان يتم الاكتفاء بإرسال الدبلوماسيين، إلا أن هذا الحفل شهد حضوراً دولياً رفيع المستوى، بداية من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وهو من المؤيدين الأقوياء لترامب، إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ، الذي مثّل الرئيس شي جين بينغ.

6. حضور قوي لمجتمع التكنولوجيا: في تطور يعكس تنامي دور شركات التكنولوجيا في المشهد السياسي الأمريكي؛ شهد حفل تنصيب ترامب حضوراً لافتاً لأبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا، حيث حضر مارك زوكربيرغ (مؤسس ورئيس شركة ميتا) وجيف بيزوس (المؤسس التنفيذي لشركة أمازون) وإيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس) وتيم كوك (الرئيس التنفيذي لشركة آبل) وسوندار بيتشاي (الرئيس التنفيذي لشركة جوجل) إلى جانب شو تشو (الرئيس التنفيذي لتطبيق تيك توك)، والذي عاد تطبيقه إلى الخدمة بعد يومين من إيقافه في الولايات المتحدة.

مفردات الخطاب:

حقّق ترامب رقماً قياسياً جديداً بأطول خطاب تنصيب في التاريخ الحديث، فبحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي؛ كان خطاب تنصيب ترامب الأول في 2017 الأقصر في التاريخ الحديث، إلا أن خطاب 20 يناير 2025 كان على النقيض هو الأطول في التاريخ الحديث؛ إذ بلغ نحو ضعف طول خطابه عام 2017، ودخل هذا الخطاب التاريخ لكونه الرئيس الثاني في تاريخ الولايات المتحدة بعد غروفر كليفلاند، الذي يلقي خطاب تنصيب ثانٍ غير متتالٍ، وفيما يلي أبرز ما جاء في خطاب ترامب:

1. استعادة الحلم الأمريكي: تعهد الرئيس دونالد ترامب بـ”وضع أمريكا أولاً”، وقال في بداية خطاب تنصيبه: “يبدأ العصر الذهبي لأمريكا الآن”، وأضاف: “من هذا اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وتحظى بالاحترام مرة أخرى في جميع أنحاء العالم، وسنكون موضع حسد كل دولة، ولن نسمح لأنفسنا بأن نُستغل بعد الآن”.

وأكد ترامب أنه سيقوم بخدمة أمريكا أولاً، وأنها ستصبح أعظم وأقوى وأكثر استثنائية من أي وقت مضى. وشدّد على أنه لن يسمح بالإهمال والفساد في الجهاز الحكومي، معتبراً أن “الانحدار في الولايات المتحدة انتهى”.

وأضاف ترامب أنه يعود كالرئيس رقم 47 للبلاد، وأنه واثق ومُتفائل بأن الأمريكيين أصبحوا في بداية حقبة جديدة مثيرة من النجاح الوطني، وأضاف: “أشعة الشمس تتدفق على العالم أجمع وأمريكا لديها الفرصة لاغتنام هذه الفرصة كما لم يحدث من قبل”.

2. الطاقة على رأس الأولويات: يرى ترامب أن أزمة التضخم كانت ناجمة عن الإفراط في الإنفاق وارتفاع أسعار الطاقة؛ ولهذا السبب أعلن في خطاب تنصيبه فرض حالة الطوارئ الوطنية للطاقة، والتي بموجبها سيعلن استئناف تصاريح الحفر، مُذكّراً الأمريكيين برفع شعار “الحفر يا صغيري الحفر”؛ حيث يعتقد أن الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي يمكن أن تجعل الولايات المتحدة غنية مجدداً.

وتعهّد ترامب بإلغاء “تفويض المركبات الكهربائية” الذي يمنح إعفاءات ضريبية عند شراء هذه السيارات، مُعرباً عن نيته إنقاذ “صناعة السيارات التقليدية”. وفي هذا الصدد؛ قال: “ستتمكنون من شراء السيارة التي تختارونها. سنصنع السيارات في أمريكا مرة أخرى بمعدل لم يكن أحد ليحلم به قبل بضع سنوات فقط”.

3. انتقاد إدارة بايدن: انتقد ترامب إدارة جو بايدن، على الرغم من حضور الأخير حفل التنصيب، وجلوسه على بعد خطوات من ترامب. وفي هذا السياق، قال ترامب إن إدارة بايدن فشلت في إدارة الأزمات في الداخل، وتعثرت في نفس الوقت في إدارة الأحداث الكارثية في الخارج. وتطرق إلى معضلة الهجرة، قائلاً: “حكومة بايدن فشلت في حماية مواطنينا الرائعين الملتزمين بالقانون لكنها قدمت الملاذ والحماية للمجرمين الخطرين”، واستطرد: “لدينا حكومة قدمت تمويلاً غير محدود للدفاع عن الحدود الأجنبية لكنها ترفض الدفاع عن الحدود الأمريكية أو الأهم من ذلك، شعبها”.

4. أولوية التغيير في الصحة والتعليم: قال الرئيس دونالد ترامب إن البلاد في حالة انحدار حالياً، منتقداً نظام التعليم والرعاية الصحية، متعهداً بإحداث التغيير “بسرعة كبيرة” في هذين القطاعين. وفي هذا الصدد، قال ترامب: “لدينا نظام صحي عام لا يقدم أداءً جيداً في أوقات الكوارث؛ ومع ذلك يتم إنفاق المزيد من الأموال عليه أكثر من أي دولة في أي مكان في العالم. ولدينا نظام تعليمي يعلم أطفالنا أن يخجلوا من أنفسهم، وفي كثير من الحالات، أن يكرهوا بلدنا، على الرغم من الحب الذي نحاول بشدة أن نقدمه لهم. كل هذا سوف يتغير، بدءاً من اليوم، وسوف يتغير بسرعة كبيرة”.

5. إنهاء سياسات التنوع: قال ترامب إنه سيجعل من سياسة الولايات المتحدة أن يكون هناك جنسان فقط “ذكر وأنثى”، متعهداً بإنهاء محاولات هندسة العرق والجنس. يُذكر أن ترامب وعد عقب فوزه بالانتخابات الأمريكية بإصدار أوامر تنفيذية لتقليص برامج التنوع والمساواة والشمول، معلناً عدم استخدام الأموال الاتحادية لدعم ما يسمى “أيديولوجية النوع الاجتماعي”.

6. فرض تعريفات جمركية على الدول: قال ترامب إنه سيفرض تعريفات جمركية وضرائب على الدول، كما وعد بإصلاح نظام التجارة، معلناً أن إدارته ستنشئ ما أسماه “خدمة الإيرادات الخارجية”، وبيّن أن دور الجهاز الجديد يتمثل في “تحصيل جميع التعريفات الجمركية والرسوم والإيرادات”، مُضيفاً أن تلك الإيرادات ستكون مبالغ كبيرة وستتدفق للخزانة الأمريكية بما يحقق مصلحة البلاد.

7. إيقاف الهجرة والحفاظ على أمن الحدود: قال ترامب إنه سيعلن “حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسيوقف الهجرة ويرحل “المهاجرين المجرمين”، بحسب وصفه. ويعتزم تصنيف عصابات المخدرات على أنها منظمات إرهابية يجب التصدي لها، وذلك بالتزامُن مع إصدار أوامر للجيش الأمريكي لبناء منطقة جديدة من الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، ومنح سلطات الطوارئ الإذن لتعليق دخول المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الجنوبية الغربية؛ ما يسمح بترحيل الأفراد الذين يتم القبض عليهم سريعاً إلى بلدانهم الأصلية.

8. إصدار أكثر من 200 أمر تنفيذي: من المُقرّر أن يوقّع ترامب في اليوم الأول من ولايته الثانية على أكثر من 200 أمر تنفيذي تتعلق بأمن الحدود، والطاقة، وخفض تكاليف المعيشة للأُسر الأمريكية، وتُفيد التقديرات بأنه سيُعلن الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ويقرر إعلان حالة الطوارئ على الحدود الوطنية؛ حيث سيقوم بتوجيه الجيش الأمريكي للعمل مع وزارة الأمن الداخلي لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد بشكلٍ كامل.

9. غموض السياسة الخارجية لترامب: لم تحظ السياسة الخارجية بمكانة مرموقة في خطاب ترامب، فكل عبارات السياسية الخارجية جاءت موجزة وغامضة؛ فمن ناحية لم يقدم ترامب رؤية متكاملة عن محاور سياساته الخارجية، ومن ناحية أخرى، بدا مصمماً على تصريحاته السابقة التي أزعجت جيرانه في الأمريكتين، فقد كرّر تعهّده بتغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، وقال: “ستستعيد أمريكا مكانتها الصحيحة كأعظم وأقوى وأكثر الدول احتراماً على وجه الأرض، وتطرق إلى أهمية قناة بنما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، مُوضّحاً أن بلاده أنفقت أموالاً أكثر من أي وقت مضى على مشروع قناة بنما، وخسرت حياة 38 ألف أمريكي في حفر القناة؛ ومن ثم لا يمكن منحها للصين للسيطرة عليها، مضيفاً: “لقد أعطيناها لبنما، ونحن نستعيدها.. فالسفن الأمريكية تفرض عليها تكاليف باهظة، ولا يتم التعامل معها بشكل عادل”. وإلى جانب ذلك، تحدث ترامب بشكل موجز للغاية عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، وقال: “المحتجزون في غزة يعودون إلى ديارهم وعائلاتهم”.

10. السيطرة على المريخ: قال ترامب: “سنواصل سعينا إلى تحقيق مصيرنا في النجوم، وسنرسل رواد فضاء أمريكيين لغرس العلم الأمريكي على كوكب المريخ”، ويرى مراقبون أن هذا التصريح، وإن كان يؤكد الرغبة الأمريكية في التفوق في مجال الفضاء الخارجي، ولكنه بمثابة رسالة تحذير إلى كل من الصين وروسيا، باعتبارهما من أقوى المنافسين للولايات المتحدة الأمريكية في سباق التنافس نحو الفضاء. وهناك من يعتقد أنها رسالة لإطلاق العنان إلى صديقه إيلون ماسك، لتعزيز استثماراته في هذا المجال المتقدم؛ ولذا، يُلاحظ أن ماسك صفق بحرارة عندما تحدث ترامب عن هذا الأمر.

وفي التقدير، يمكن القول إنه رغم النزعة الحماسية في خطاب ترامب؛ فإن ذلك لا ينفي أنه بدأ من حيث انتهى سلفه بايدن، وهو أمر مُتأصل في المنظومة السياسية الأمريكية.

إذ إنه من المُرجّح أن العديد من السياسات التي كانت قائمة في عهد بايدن، سوف تستمر في عهد ترامب، سواء فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، أم التعامل مع الصين وحلفاء واشنطن في منطقة جنوب وجنوب شرق وشرق آسيا، وإن بتكتيكات مختلفة، وبمستويات من العداء والصداقة المتباينة.

ربما يكون الجديد هو توقعات بشأن فرض سياسة الضغط على الحلفاء، كما يرجح إمكانية اللجوء لما يُسمّى بـ”فرض السلام بالقوة” من أجل إنهاء بعض الأزمات سواء في منطقة الشرق الأوسط أم حول العالم.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ارتدى التاج ويحلم بالبقاء .. هل يهدد ترامب الديمقراطية الأمريكية؟

سرايا - منذ دخوله البيت الأبيض، لم يُخفِ دونالد ترامب رغبته في كسر القواعد السياسية التقليدية، التي تأسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية، سواء في الداخل أو الخارج.

حرص ترامب على تصريحات متكررة، أثارت الجدل بداية من إعجابه الواضح بالزعماء السلطويين، أو نشر صورته بالتاج الملكي وغيرها، مما كان مؤشرا على شغفه بالسلطة ورغبته في البقاء لأطول فترة ممكنة، ما قد يشير إلى انهيار صورة الولايات المتحدة التي بنتها طوال سنوات بالدولة الديمقراطية المحافظة على حقوق الإنسان.

ونشرت "واشنطن بوست" تقريرا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي قلب في شهر واحد نهجا في السياسة الأمريكية للعالم مضى عليه أكثر من قرن، ويبدو الرئيس الأمريكي وكأنه يدير عقارب الساعة على تاريخ العالم عندما كانت فيه الدول التي تملك جيوشا عظيمة تبني إمبراطوريات وتطالب بالفدية من الدول الأضعف وتوسع أراضيها عبر الإكراه.

أبرز تصريحات ترامب

التلميح بفترة رئاسية ثالثة: على الرغم من أن الدستور الأمريكي، بموجب التعديل الثاني والعشرين، يحدد فترات الرئاسة بولايتين فقط، إلا أن ترامب ألمح مرارًا إلى إمكانية ترشحه لولاية ثالثة.

وفي خطاب ألقاه أمام أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي خلال اجتماعهم السنوي في نادي الغولف التابع لترامب في فلوريدا، قال: "جمعت الكثير من المال للحملة المقبلة... لست متأكدًا مئة في المئة، لأنني لا أعلم".

وأثارت التصريحات جدلاً حول نواياه الحقيقية ومدى جديته في السعي لتعديل دستوري يسمح له بالبقاء في السلطة لفترة أطول.

الإعجاب بالرئيس الروسي : أعرب ترامب في مناسبات عدة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيدًا بقوته وقدرته على السيطرة على بلاده.

في مقابلة حديثة، قال ترامب: "لو أراد بوتين أخذ أوكرانيا، لحصل عليها بالكامل... وجود زيلينسكي هو السبب في أن بوتين لم يأخذ أوكرانيا".

وأثار هذا الإعجاب تساؤلات حول توجهات ترامب السياسية ومدى تأثره بالأساليب السلطوية في الحكم.

انتقاد الديمقراطية والتلميح ببدائل: في تصريحات مثيرة للجدل، وصف ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور من دون انتخابات"، محملاً إياه مسؤولية الصراع في أوكرانيا، بينما التزم الصمت تجاه بوتين. هذا الموقف يعكس فهمًا خاصًا للديمقراطية مرتبطًا بالمصلحة الخاصة، وليس بالمبادئ الديمقراطية التقليدية.

التعامل مع الدول الأخرى: اتسمت سياسة ترامب الخارجية بالنهج الأحادي والتركيز على المصالح الأمريكية الضيقة، غالبًا ما استخدم لغة التهديد والوعيد في تعامله مع الدول الأخرى، مما أدى إلى توتر العلاقات مع العديد من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

هذه المواقف والتصريحات مجتمعة تعكس توجهًا واضحًا لدى ترامب نحو تعزيز سلطته الشخصية، حتى لو تطلب ذلك تجاوز الأعراف والتقاليد الديمقراطية التي تأسست عليها الولايات المتحدة، فهل يستطيع ترامب تخطي تلك الأعراف للوصول إلى ما يهدف إليه من الاستمرار في البيت الأبيض.

مهمة مستحيلة

وأكد الخبير في الشؤون الأمريكية خالد الترعاني، في تصريحات خاصة لـ "عربي21" على استحالة تحقيق أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستمرار في الحكم لولاية ثالثة كون الإجراء يتطلب تعديل دستوري لان المادة 22 من الدستور تؤكد أنه الرئيس يتولى المنصب لولايتين فقط.

وأشار الترعاني إلى أن استحالة الأمر تأتي لان التعديل الدستوري يتطلب موافقة ثلثي مجلسي النواب والشيوخ وبعد موافقتهما يتطلب موافقة ثلاث أرباع مجالس الولايات ما يصعب من الأمر ويجعله مستحيلا.

تصريحات عنترية

وأضاف الخبير في الشؤون الأمريكية أن تصريحات ما هي إلا تصريحات عنترية نابعة من شخصية نرجسية ضعيفة، وليست قوية كما يظن البعض، قد تؤثر بالسلب على مستقبل الولايات المتحدة وتحالفاتها الاقتصادية السياسية.

وتابع الترعاني أن تصريحات ترامب وتصرفاته قد تؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها استمروا لعقود واعتمدت عليهم أمريكا اقتصاديا وسياسيا، وتفقدهم الثقة في إدارة الولايات المتحدة، وتسبب مشاكل دولية كما يحدث مع تصريحاته بخصوص بنما ما أجبرها على البحث عن حلفاء أخرين بعيدا عن أمريكا.

وقال الترعاني تصرفات ترامب قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتفقد بلاده الثقة والسلطة الاقتصادية فعلى سيبل المثال شهدت الفترة الماضية انضمام اندونيسيا إلى مجموعة بريكس مع الصين والهند ما يعني أن أكثر من 50 بالمئة من سكان العالم أصبحوا في اتجاه معاكس لأمريكا، في الوقت الذي تشكل فيه "الجي 7" 35 بالمئة فقط من العالم، ما قد يفقد الولايات المتحدة سلطاتها الاقتصادية عالميا.

وعلى المدي البعيد أشار الترعانى أن تواجد ترامب في سدة الحكم قد يكتب الفصل الأخير من الإمبراطورية الأمريكية والديمقراطية التي يتباهي بها أمام العالم.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1131  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 25-02-2025 05:19 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
رجل ينجو من سقوط وصعقة كهربائية ويهاجم الشرطة في الهند ضبط 4 شركات تنصب على راغبي العمرة والحج في مصر خلال رحلة دراسية لفرنسا .. أميركية تتخلص من مولودها بأبشع الطرق زوج ينتزع "حنجرة" زوجته لإرضاء عشيقته الزميل الخالدي من جامعة الدول العربية يدعو لمؤتمر... بالوثائق .. استحداث شركة لإدارة الموانئ الرقمية... بالفيديو .. جدل بين ترمب والرئيس الفرنسي حول... الحبس 3 سنوات لمتهم سرق "كيبل"كهرباء... مسودة لصفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا... محكمة إسرائيلية تحذر نتنياهو وتطلب سجلاته الطبية .....“دُويلة فلسطينية في غزة مع حتّة من سيناء” .. عودة..."الأغذية العالمي" يقدم المساعدة إلى مليون...بعد منحهم "فرصة أخرى" .. ماسك يجدد...وزير الدفاع الإيراني: أي خطأ من العدو سيُقابل برد...تحذيرات من فيروس كورونا جديد في الصين!مشروعان استيطانيان "ضخمان" في حي الشيخ...عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى مجلس الأمن يناقش الثلاثاء القضية الفلسطينية عمرو دياب يوجه رسالة إلى عمرو مصطفى بعد إصابته... شاكيرا تتسلل متنكرة بزي "فيل وقرد" ..... درة تلفت الأنظار بجمالها وتثير الجدل بتعليق غامض ..... بعد سحب الجنسية منها .. الجمهور يتفاعل مع تعليق نوال "رشا شربتجي" تحقق حلم والدها في مسلسها... كينونيس .. اكتشفه "بيطري" وصدمته "الجثة" "ابتعد عنه" .. "رعب" في ليفربول من محادثة صلاح وغوارديولا المصري ينتصر .. ليفربول "يرضخ" لمطالب صلاح "ثنائية" سمرين تمنح الوحدات نقاط معان بدوري المحترفين قبل مواجهة أتلتيكو .. فليك يزيد الغموض بشأن يامال أمواج ورمال ورياح .. المريخ كان يضم شواطئ مثل أماكن العطلات حدث فلكي استثنائي .. العالم على موعد مع "موكب الكواكب" دراسة: فقدان الجليد العالمي يتسارع مع ارتفاع درجات الحرارة ستاربكس تعتزم تسريح 1100 موظف على مستوى العالم السجن 20 عاماً لأمريكي فجر منزل حبيبته "بيل غيتس" ندم على ترك هذه الجامعة لتأسيس "مايكروسوفت" أصلح ساعة بوتفليقة .. "عمي فريد" أقدم ساعاتي في الجزائر " لحوم الحمير" .. خطر يهدّد الجزائريين في رمضان فضحته ابنة الـ6 سنوات .. جراح اغتصب أكثر من 200 طفل مريض بعد عاصفة غضب ضده .. ملياردير مصري يعتذر من البدو

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • إيران وترامب.. التوترات تتصاعد وسط جدل حول القوة العسكرية والمفاوضات.. ومطالب بالتمسك بموقف طهران الحازم تجاه الرئيس الأمريكي
  • ارتدى التاج ويحلم بالبقاء .. هل يهدد ترامب الديمقراطية الأمريكية؟
  • العلاقات الأمريكية الصينية قد تتحسن في عهد ترامب
  • ترامب.. هذه أبرز مبادیء سياساته الخارجية!
  • الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط وأوروبا يقترب
  • النفوذ البريطاني يتراجع في ظل التحالف السعودي الأمريكي الجديد
  • مستقبل التعاون الاستخباراتي الأمريكي في ظل إدارة ترامب الثانية
  • زيلينسكي يطلب عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي قبل قمة بوتين وترامب
  • شهر على الولاية الثانية.. كيف يعيد ترامب تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية؟
  • "ستارمر" ينصح واشنطن: "المصلحة الأمريكية" في دعم كييف