ثلاثة براميل منفجرة وقابلة للانفجار من جديد، يشرف عليها الكيان في منطقة واحدة بين جنوب لبنان وغزة والضفة. ثلاثة عناوين لمسمى واحد: الاحتلال المدعوم دوليًّا بكل ما يحتاج: السلاح والغطاء الدبلوماسي والحماية القانونية والتشريع والآلة السردية الإعلامية.
غدا الأحد 26 جانفي، هو موعد انتهاء مدة الأيام الستين من وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان، مع ذلك، لا يزال هذا الأخير يتمادى في الخروق ويمنّي النفس ويطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تسمح له بالبقاء بعده هذه المدة لـ30 يوما أخرى، لاستكمال ما لم ينجزه في أثناء العدوان: تدمير وتجريف المنطقة الحدودية، ويطالب بالاحتفاظ بنقاط مراقبة على الارتفاعات الكبرى.
حزب الله، ردّ بما يشبه التهديد، أو بما يشبه الضغط على الحكومة والجيش اللبناني، لكي يقوم بواجبه في الانتشار على كل الحدود، ولكي تضغط الحكومة على الأطراف الوسيطة ليحترم وقف إطلاق النار، واعتبار أن أي بقاء أو تواجد صهيوني، ولو رمزي داخل التراب اللبناني بعد الأحد، انتهاك لقرار وقف إطلاق النار والقرار 1701. معنى هذا، أن أي مغامرة من أجل تمديد بقاء الاحتلال جنوب لبنان، قد يفجّر برميل البارود من جديد. هذه المرة، سيكون على ترمب إطفاؤها بنفسه، بعد أن ضغط لتوقيع وقف إطلاق النار في لبنان حتى قبل غزة.
البرميل الثاني، الذي لا يزال قابلا لمواصلة سلسلة الانفجارات التي لم تتوقف طيلة 15 شهرا، يوجد في قلب بروتوكول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. بروتوكولٌ غير مضمون العواقب، يعتمد ليس على مدى تنفيذ خطوات الاتفاق، بل على مدى جدية الإدارة الأمريكية في وقف العدوان والوصول إلى توقيف الحرب بشكل دائم. الكيان، لا أمان معه ولا عهد عنده، وما بعد السبت، يوم تنفيذ تسليم الجزء الثاني من الأسرى والمعتقلين، هو يوم بدء الانسحاب الجزئي من طريق البحر، شارع الرشيد، لربط جنوب غزة بالشمال، ويوم من أيّام التأكُّد من أن العدو سينسحب فعلا في ما بعد من نتساريم وشارع صلاح الدين بعد اليوم الـ21.
غير أن أصعب مرحلة، تكمن في بدء مفاوضات المرحلة الثانية، التي ستكون ذات أبعاد سياسية أكثر منها مجرد إعادة انتشار وانسحاب لجيش العدو خارج المنطقة العازلة: أهمّ ما قد يعطل أو يؤخر تنفيذ اتفاق المضي قدُما في المرحلة الثانية حتى مع عدم الوصول إلى تفاهمات كاملة خلال مرحلة الـ42 يوما الأولى، هو إصرار الكيان وحلفاؤه من عجم وعرب، على عدم حكم غزة لاحقا من طرف حماس بالمطلق. حماس، لا تمانع، لكن بشرط أن يكون من يحكم غزة من أهل غزة لا من خارجها، ومن الفصائل المقاومة والعشائر الوطنية: نحو 40 اسما مرشحٌ لذلك، ولتشكيل لجنة من 10 إلى 15 لتسيير الأمور اليومية وتوزيع واستقبال المساعدات ولاحقا إعمار غزة.
السلطة في رام الله، ترفض مبدئيا أن يشترك معها أي فصيل، وتريد أن ترى غزة تحت حكمها وحدها، فيما ترفض الفصائل، التي ترى أن حكومة وطنية موحّدة هي السبيل إلى ذلك مستقبلا. وهذا ما قد يؤخِّر أو قد ينسف الاتفاق حتى قبل نهاية المرحلة الأولى، إذا لم تتدخل إدارة ترمب.
البرميل الثالث: الضفة، إذ يعمد الكيان إلى تفجير بؤر أخرى في الضفة كلها، بدءا من مخيم جنين، لكنه سيسعى إلى توسيع دائرة العدوان، للقضاء على جيوب المقاومة، ضمانا للضمّ الكبير والمزيد من الاستيطان والتوسُّع قبل صفقة ترمب المقبلة: صفقة البراميل.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان الاحتلال غزة الضفة لبنان غزة الاحتلال الضفة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
لبنان: الجيش الإسرائيلي يعوق الانتشار جنوباً
قال قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، السبت، إن العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان هو وجود إسرائيل في النقاط والمواقع المحتلة داخل الأراضي اللبنانية.
جاء ذلك خلال تفقده ثكنة بنوا بركات في مدينة صور في جنوب لبنان، حيث التقى الضباط والعسكريين، بحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني.
وقال هيكل: "العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الجيش نهائياً، وتثبيت وقف إطلاق النار، هو وجود الجيش الإسرائيلي في النقاط والمواقع المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن اعتداءاته المتكررة على لبنان وخروقاته للسيادة الوطنية، وسعيه للبحث عن ذرائع، من أجل توسيع أعماله العدائية ضد وطننا".
وأكد أن "عناصر الوحدات المنتشرة، ضباطاً ورتباء وأفراداً، يؤدون دوراً أساسياً لخدمة الوطن، والمساهمة في صموده، وأن واجب المؤسسة العسكرية حماية لبنان وأبنائه على اختلاف انتماءاتهم".
أول إنذار إسرائيلي لسكان بيروت منذ "الهدنة الهشّة" - موقع 24أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، تحذيراً لإجلاء سكان من منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو أول أمر من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وأضاف: "الجيش يبذل جهوداً جبارة لتنفيذ مهماته في الجنوب، الأمر الذي أكدته قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، ونحن ملتزمون بتنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار دون أي تباطؤ، وفق توجيهات فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وبناء على التزام الحكومة اللبنانية، ومستمرون في التعاون والتنسيق، وتنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل".
واعتبر قائد الجيش اللبناني أن "عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة تخدم إسرائيل"، لافتاً إلى أن "الجيش يجري التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين، وقد أوقف عدداً من المشتبه بهم قيد التحقيق".
وأكد "مساعي القيادة للوقوف إلى جانب العسكريين، وتحسين أوضاعهم".
وتفقد قائد الجيش مركز مارون الراس التابع لفوج التدخل الخامس في الجيش اللبناني، حيث اطلع على الوضع العملياتي ضمن قطاع مسؤولية الفوج.
يذكر أن إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتم تمديد مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير (شباط) الماضي.
ولا تزال مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي. كما لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في عدد من النقاط في جنوب لبنان، وتقوم بإطلاق النار على المواطنين.