لبنان ٢٤:
2025-01-26@09:43:17 GMT
الرصاصة الوحيدة في مسدّس نواف سلام
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
كتب طوني عيسى في " الجمهورية": في السياسة، كما في الاقتصاد والمال وعلوم العسكر، ترتدي" الصدمة" أهمية كبرى.
انتخاب الرئيس جوزاف عون وخطاب القسَم أحدثا صدمة إيجابية هائلة داخلياً وعربياً ودولياً، استُكملت بتسمية سلام لتشكيل الحكومة التي يُفترض أن ترسم الخطط لتنفيذ عناوين هذاالخطاب. لكنّ البعض يخشى تلاشي مفاعيل الصدمة الإيجابية، إذا سلكت عملية التأليف أحد طريقَين:
1- إذا طال انتظار الحكومة أياماً أو أسابيع أخرى، ما يؤدّي إلى ضياع تدريجي للزخم الداخلي والعربي والدولي الذي تلقّاه العهد خصوصاً في ظل التحوّلات الكبرى الجارية في الشرق الأوسط.
2- إذا استسلم سلام لشروط القوى السياسية الراغبة في استعادة نموذج الحكومات السابقة، فهذا يعني إسقاط طموحات العهد بالضربة القاضية قبل أن ينطلق. واليوم، يسوّق البعض نظرية القبول ب "حكومة انتقالية" تدير الوضع إلى أن يتحقق التغيير في الانتخابات النيابية المنتظرة بعد 15 شهراً.
لكن حكومة من هذا النوع ستسمح بتكريس سيطرة القوى النافذة وترتيب قانون للانتخابات يتكفّل بإعادة إنتاج نماذج الحكم القديمة، طوال ولاية المجلس النيابي المقبل، أي حتى العام 2030 . وحينذاك، يكون العهد قد انتهى عملياً، وجلس ينتظر اليوم الأخير من ولايته. واضح أنّ عقدة التأليف الأساسية التي يواجهها سلام هي رغبة "الثنائي الشيعي" في الاحتفاظ بوزارة المال. فاستجابته لهذا الطلب تعني حتماً أنّ كل القوى الأخرى من حلفاء "الثنائي"وخصومه ستطالب بأن تتوزّع الوزارات الأخرى.
في هذه المناخات، ثمة مَن بدأ يقترح على سلام، وبإصرار، أنيتجنّب الآتي الأسوأ، وأن يخرج سريعاً من المراوحة التي ستُبدّد الإيجابيات وتُكبّل العهد، وتُهدِر فرصة الدعم العربي والدولي،وتُبقي لبنان في "جهنّم" إلى موعد غير محدّد. ويقول العارفون:
ليس أمام سلام سوى "سيناريو" واحد يجب اعتماده لإنقاذ كل شيء، وهو أن يقصد سريعاً قصر بعبدا ويُسلّم الرئيس عون تشكيلته التي اقتنع بها "ضميرياً"، والتي يعتبرها متوازنة وعادلة وتمثل طموحات اللبنانيّين، فيتمّ إصدار المراسيم بتأليفها.
ولن يكون مبرّراً اعتراض أي طرف سياسي، "الثنائي" أو سواه،على حكومة من هذا النوع، ما دام سلام قد وحّد مبدأ التعاطي مع كل الأطراف، فساوى بينهم. إنّها الرصاصة الأخيرة في مسدّس نواف سلام. فإذا تأخّر في استخدامها، فسيجد نفسه في الأيام المقبلة عاجزاً عن مواجهة الشروط والشروط المضادة. ولذلك، يقول العارفون، "فليضرب الحديد وهو حامٍ"، فينقذ نفسه والعهد والدولة ولبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المالية ليست حقاً للثنائي.. جعجع: أرسلنا الأسماء التي نريدها للتوزير إلى الرئيس المكلف
أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اليوم الخميس، أنّه "أردتُ من خلال حضوري أن أقول إننا خرجنا من السجن الكبير ونحن في مرحلة جديدة والأمل أصبح كبيراً في البلد".أضاف جعجع في كلام عبر برنامج "صار الوقت" على قناة الـ "MTV"، أنّ "محور الممانعة "هوي مصيبتنا بهالبلد" وعندما لا يملأ الطرقات بالقمصان السود يفعلها في الإعلام بالأخبار السوداء".
اما عن الملف الوزاري، فكشف جعجع أنّه "اتصلت اليوم بالرئيس نواف سلام وتباحثنا بالأمور المطروحة في الوقت الحالي وهو متواضع للغاية وبالفعل "من الشعب".
تابع: "الرئيس سلام التقى بالثنائي الشيعي كما الآخرين و"ما عطاهن شي" رغم أن محور الممانعة "طبل الدني" ويمارس إسهالاً إعلامياً"، متابعاً "بعض النواب التغييريين لم يستمروا بالجو السياسي نفسه بعد الانتخابات النيابية لجهة علاقتهم بالأحزاب التي لا تستقيم الحياة السياسية من دونها ".
وأعلت جعجع أنّه "أرسلنا مجموعة أسماء كثيرة للرئيس المكلّف مع سيرهم الذاتية وليس فقط الأسماء التي نريدها للتوزير وله الحرية بالإختيار وعلى الثنائي الشيعي أن يقوم بالدور نفسه"، موضحاً أن "الميثاقية هي إسلامية مسيحية وليست مذهبية وفي السنوات الأخيرة أُدخلت مفاهيم مغلوطة والشيعة مكوّن أساسي ولهم دورهم ولكن عرقلة البلد أمر مختلف تماماً".
اما فيما يخص وزارة المالية التي يطالب بها الثنائي الشيعي، اعتبر أنّها "ليست حقاً مكتسباً للثنائي الشيعي وقد تولاها منذ اتفاق الطائف وزراء غير شيعة وانتهى زمن الفرض".
وأوضح "نقطة ارتكاز كل الفساد الذي شهده البلد طيلة الـ15 عاماً هي وزارة المالية ومصرف لبنان ويمكن أن يكون وزير المالية شيعياً ولكن أن لا يكون له أي علاقة بالتركيبة التي كانت قائمة".
وهنأ جعجع الرئيس جوزاف عون على تصرّفه بموضوع تشكيل الحكومة وتفاهمه مع الرئيس سلام على الخطوط العريضة.