لبنان ٢٤:
2025-01-26@09:38:09 GMT
اسرائيل ترفض الانسحاب من الجنوب وفق اتفاق وقف النار ولبنان يلجأ الى الدول الضامنة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قد يكون تأخير الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب فجر الأحد، كما يحدد ذلك اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، بعد انتهاء مهلة الستين يوماً، الاستحقاق الأكثر حراجة لمناخ الانفراج اللبناني وللعهد الجديد في أول أسابيع انطلاقته اذ سيتحتم عليه خوض معركة ديبلوماسية كثيفة ومركزة وضاغطة في اتجاه الدول الراعية للاتفاق ولا سيما منها الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة لحمل الدولة العبرية على التزام الانسحاب في أسرع وقت.
وقد برزت معالم هذا التحدي المبكر، والذي لم يكن مفاجئاً بعدما تكاثرت مؤشرات تأخير الانسحاب الإسرائيلي، في ظل اقتراب نهاية العد العكسي لمهلة الستين يوماً في وقت ازدحمت في المشهد اللبناني الاستحقاقات دفعة واحدة وكان ملف تأليف الحكومة الجديدة يتصدر الاهتمامات والمشهد السياسي، ولكن إعلان إسرائيل بوضوح في الساعات الأخيرة قرارها الأحادي بتأخير سحب قواتها من المناطق التي لا تزال تحتلها في الجنوب فرض واقع أولويات طارئة للعهد الجديد كما لحكومة تصريف الأعمال التي لا تزال المعنية الأساسية مع الجيش بالتعامل مع تطورات هذا الموقف.
وقد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من الأميركيين التدخل لضمان تطبيق القرار 1701 وانسحاب إسرائيل.
وكتبت" النهار": سوف تكتسب الساعات المقبلة أهمية حاسمة لتبين وجهة الأمور اذا ترجمت إسرائيل قرارها ولم تحصل ضغوط أميركية ودولية كافية لثنيها عن هذا القرار وهو امر سيجعل الأنظار مركزة على طبيعة تعامل الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مع هذا الاختبار الأولي لها مع لبنان علما انه تردد كثيرا في السابق ان اتفاق وقف النار الذي رعى ولادته الموفد الأميركي السابق آيموس هوكشتاين قد وضع بدفع مشترك من إدارتي جو بايدن وترامب معاً.
وتحدثت معلومات عن موقف يتصل بهذا الوضع سيصدر عن قيادة الجيش في الساعات المقبلة يدعو أهالي القرى والبلدات التي لا تزال تحتلها القوات الإسرائيلية الى التريث في العودة وعدم تعريض حياتهم للخطر لأن الارض ليست جاهزة وعمليات المسح وإزالة رواسب الاحتلال ما زالت مستمرة.
وقال مصدر قيادي في " حزب الله" لـ«اللواء»: إذا لم ينسحب الاحتلال فأبواب جهنم ستفتح على جنوده ومراكزه، من دون الدخول بتفاصيل.
وكتبت" الاخبار": أخيراً، أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، موقفها من طلب العدو الإسرائيلي تمديد فترة احتلال قواته أراضيَ لبنانية في الجنوب، إلى ما بعد مهلة 60 يوماً، التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار. وبعدما انتظر المسؤولون اللبنانيون الأيام الماضية، الموقف الأميركي، وحاولوا التأثير فيه عبر اتصالات أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين، لممارسة ضغوط على إسرائيل وإلزامها بإتمام الانسحاب مع انتهاء المهلة، يوم غد، جاء الموقف الأميركي ليضع اللبنانيين أمام الواقع الصعب: الاحتلال باقٍ، ولو إلى حين.
ومساء أمس، نقلت وكالة «رويترز»، عن «البيت الأبيض»، قوله إن «هناك حاجة ملحّة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة ومؤقّتة في لبنان». وأضاف: «نواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا الإقليميين لإتمام التمديد لوقف إطلاق النار في لبنان (...) ويسرّنا أن الجيش الإسرائيلي بدأ في الانسحاب من مناطق في وسط لبنان».
اضافت «الأخبار» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، توجّه - خلال لقائه رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، غاسبر جيفرز أولَ أمس - إلى السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي كانت حاضرةً في الاجتماع، وطلب منها نقل كلامه الرافض تمديد مهلة الـ 60 يوماً، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأشار إلى أن «ترامب قادر على إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق في المهلة المحدّدة، كما دفعها إلى التوصّل لاتفاق في غزة»، وأن «على واشنطن ممارسة دورها كراعية للاتفاق»، معتبراً أن عدم انسحاب قوات العدو «يهدّد كل مشهد الاستقرار والانطلاقة الجديدة التي انطلقت بانتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة». وفيما كانت إسرائيل قد أبلغت قيادة «اليونيفل» نيّتها الإبقاء على قواتها في عدة نقاط محددة (تلال ومرتفعات) في المنطقة الحدودية، في القطاعين الشرقي والغربي، وأرفقت ذلك بخرائط وصور جوية وإحداثيات لهذه المواقع، أشارت مصادر مطّلعة إلى أن «الجانب اللبناني لم يتبلّغ بعد (حتى مساء أمس)، بشكل رسمي عبر اللجنة، قرار إسرائيل رفض الانسحاب». وأشارت هذه المصادر إلى «إمكانية أن ينفّذ العدو مزيداً من الانسحابات الواسعة اليومَ وغداً، على أن لا تشكّل هذه الانسحابات انسحاباً كاملاً».
وكتبت" نداء الوطن": أن رئيس الجمهورية جوزاف عون كثف اتصالاته مع الأميركيين والفرنسيين من أجل متابعة وضع الهدنة وإتمام الانسحاب الإسرائيلي خصوصاً بعد توارد مواقف إسرائيلية تؤكد البقاء لشهر إضافي. واعتبر لبنان الرسمي عبر رئاسة جمهوريته أن مدة شهر لا تعتبر تأجيلاً تقنياً بل استمراراً لاحتلال أراضٍ لبنانية، وسيتابع الرئيس اتصالاته اليوم وغداً من أجل إيجاد حل لهذه المسألة.
وعن التخوف من اشتعال الحرب مجدداً، لا يوجد تخوف لدى الرئاسة الأولى من هذا الموضوع لأن هناك ضمانات دولية في هذا المجال، لكن ما يحصل هو إبقاء اسرائيل عامل التوتر في الجنوب وعدم إراحة الدولة اللبنانية، في حين أن القرار هو بتفعيل الاتصالات الدبلوماسية بعدما أخذ الرئيس عون جرعة دعم عربية ودولية.
في سياق متصل، أوضحت مصادر دبلوماسية عبر "نداء الوطن" أن هناك قرارات يجب أن تتخذها الحكومة اللبنانية لتنفيذ الاتفاق وتالياً تنفيذ القرار 1701 الأمر الذي لم تتخذه حكومة تصريف الأعمال. مشيرة إلى أهمية وجود حكومة كاملة الصلاحيات تتولى القيام بما يتوجب عليها لملاقاة مستلزمات اتفاق وقف النار.
وكتبت" الديار": والسؤال الاساسي، هل يلجأ أهالي الجنوب إلى المقاومة المدنية الشعبية الشاملة عبر التصدي لجنود الاحتلال «بالزيت المغلي» «والحجارة» وابتداع أساليب نضالية جديدة، في موازاة المقاومة المسلحة اذا تمسكت اسرائيل بالبقاء، ودعوة كل اللبنانيين الى الانخراط في المواجهة المدنية، وفي المعلومات، ان اجتماعات عقدت في مبنى مجلس الجنوب لفاعليات القرى التي لم تنسحب منها القوات الإسرائيلية للانطلاق نحو قراهم في مواكب شعبية موحدة صباح الأحد والدخول اليها اذا لم تنسحب اسرائيل، وهذا القرار بالعودة اتخذ على أعلى المستويات القيادية.
وحسب المعلومات، الساعات الـ 48 القادمة حاسمة جدا، ولبنان الرسمي يقوم باتصالات مكثفة مع الدول الكبرى لتامين الانسحاب الاسرائيلي، لكنه لم يصدر أي بيان لبناني رسمي، وحذر الرئيس نجيب ميقاتي من عدم الانسحاب الاسرائيلي، وفي المعلومات، هناك تبن دولي للمخاوف الاسرائيلية وتفهما لبقائها بعض الوقت في عدد من المناطق حتى استكمال تفجير كل منازل المقاومين من حزب الله وحركة امل ، فالخروقات الاسرائيلية والتفجيرات تحظى بغطاء عربي ودولي مقابل غياب اي جهد دبلوماسي لبناني لتوضيح الامور في المحافل الدولية وعواصم القرار، بالمقابل اعلنت هيئة الإذاعة الاسرائيلية عن بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع الشرقي وعدم الانسحاب، وحذرت حزب الله من القيام باي رد على بقاء القوات الاسرائيلية لانه سيقابل برد ضخم.
وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن رسمياً أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوماً، مضيفاً: "لن ننسحب من جنوب لبنان لأن الاتفاق لم يتم تنفيذه". وأفاد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بأن عملية الانسحاب التدريجي من لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية.
وفي وقت سابق، أشار مسؤول إسرائيلي الى ان اسرائيل أبلغت الأميركيين بنيتها البقاء في جنوب لبنان لمدة شهر آخر على الأقل. وكشفت مصادر في الأمم المتحدة الى أنه لا توجد مؤشرات ميدانية على أن القوات الإسرائيلية ستستكمل انسحابها من لبنان بحلول الأحد المقبل وذلك في غياب التدخل السياسي الدولي. وتظهر المعطيات الميدانية أن إسرائيل تستعد للاحتفاظ بنقاط في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، بينما كانت قد انسحبت في وقت سابق من أجزاء واسعة من القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الحكومة الإسرائيلية المصغرة الكابينت قررت البقاء في مواقع الجيش الحالية بلبنان وهددت برد قاس على أي خرق من "حزب الله". وأشارت الى أن التنسيق مع الجانب الأميركي بشأن الخطوات المقبلة في لبنان مستمر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانسحاب الإسرائیلی القوات الإسرائیلیة اتفاق وقف النار جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
استنفار رسميّ لفرض الانسحاب الاسرائيلي.. وأهالي الجنوب يتجهون للعودة الى قراهم
عشية انتهاء مهلة الـ60 يوماً، كثف لبنان اتصالاته وجهوده لتدارك الموقف والضغط على اسرائيل من اجل الالتزام الكامل باتفاق وقف النار والانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة ضمن المهلة المحددة.وأجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مروحة من الاتصالات في هذا الصدد.
وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين أن العاصمة الفرنسية تجري منذ ايام اتصالات مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمطالبة الجانب الأميركي بالضغط على اسرائيل للانسحاب من لبنان حسب اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه باريس وادارة الرئيس الاميركي السابق، علماً أن ادارة ترامب كانت حينئذ شاركت في الضغط على اسرائيل لقبولها وقف اطلاق النار في لبنان.
وتجدر الاشارة الى ان المفاوضات تجري مع مسؤولي البيت الابيض المهتمين بالملف اللبناني وهما مورغان اورتاغوس مساعدة مبعوث ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف وكانت تعمل محللة في فوكس نيوز واريك تراغر مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في البيت الابيض الذي حل مكان بريت مغكورك في عهد بايدن، ويبدو كما يقول البعض أن السيد مسعد بولس لم يعد متابعاً للملف.
وتابعت "النهار": بذلك واجه العهد الجديد وقبل ولادة الحكومة الجديدة التي لا يزال تأليفها يمر في مخاض لا يبدو انه سهل ابدا امام الرئيس المكلف نواف سلام، التحدي الأول من نوعه لجهة عدم طواعية الموقف الدولي وتحديدا الأميركي والفرنسي والأممي لجهة الاستجابة لمطلب لبنان، كما ان تبرير تأجيل الانسحاب الإسرائيلي بعدم اكتمال انتشار الجيش اللبناني ووجود مساحات إضافية لم يطاولها بعد مسح مخازن ومواقع الأسلحة ل"حزب الله" يصعب تجاهله بدليل ان الجيش يتخذ إجراءات مشددة لحماية الأهالي ودعوته اليهم لتجنب العودة قبل استكمال انتشاره في كل مناطق جنوب الليطاني.
وكتبت "الديار": القرار الاسرائيلي باستمرار احتلاله في الجنوب متجاوزا مهلة الستين يوما التي حددها اتفاق وقف النار، واقع ينذر بمخاطر كبيرة، لا سيما ان واشنطن راعي الاتفاق المذكور سارعت عبر ادارتها الجديدة الى تبني موقف العدو ومنحه فترة اضافية "قصيرة ومؤقتة" لانجاز انسحابه من كامل الاراضي اللبنانية المحتلة.
المعلومات المتوافرة من مصدر موثوق به، أن هناك توجهاً قوياً لكي تقوم الدولة والسلطة السياسية بمسؤولياتها وواجبها بالتحرك الفوري والفعال بكل الوسائل المتاحة للضغط على اسرائيل من أجل الانسحاب في المهلة المحددةوالالتزام باتفاق وقف النار كاملا.
وأضاف المصدر ان هناك اصراراً شعبياً كبيراً لعودة اهالي الجنوب الى قراهم، وان هذا الاصرار سيترجم في الساعات المقبلة بتحرك فوري باتجاه البلدات والقرى الحدودية دون اي تردد، وباشكال متعددة لترجمة التمسك بالارض ورفض استمرار الاحتلال تحت اي ذريعة.
وقال ان هذا التوجه الشعبي الكبير لاهل الجنوب هو وجه من وجوه المقاومة للاحتلال، مع التاكيد ان عدم التزام العدو بالانسحاب وفق اتفاق وقف النار وابقاء احتلاله، يؤكد الحق في مقاومته بكل الوسائل.
وأمس، جرت لقاءات واجتماعات شعبية على مستوى البلدات والقرى الجنوبية الحدودية وتلك التي في النسق الثاني من الحدود، وانتهت الى اتخاذ قرار جماعي وخطوات عديدة تبدأ من صباح اليوم بالتوجه الى اهالي الجنوب الى بلداتهم وقراهم " ولن يثنيهم شيء عن ذلك لانه لم يعد هناك شيء يخسرونه". ويشمل تحرك العودة عشرات البلدات والقرى لا سيما في القطاعين الشرقي والاوسط.
وقال مصدر نيابي في الثنائي الشيعي امس : "هناك جهود تبذل للضغط على العدو من اجل الانسحاب، ونحن ننتظر الاميركيين والفرنسيين الذين رعوا اتفاق وقف النار ان يمارسوا الضغط اللازم والمطلوب لاجبار العدو على الانسحاب". ورفض المصدر الدخول في تفاصيل الخيارات والخطوات المتوقعه، لافتا الى ان جيش العدو قام امس باوسع عمليات حفر وتجريف للطرق المؤدية الى القرى الحدودية في وادي السلوقي وغيره. ولجأ الى اقامة السواترالترابية في محاولة منه لسد الطرق بوجه الاهالي على اثر المعلومات عن عزمهم على العودة الى قراهم في الساعات المقبلة. وردا على سؤال قال المصدر: "لا أستطيع التكهن في ما سيحصل، لكن القرار الاسرائيلي يخلق وضعاً خطراً ما لم يتدارك الجانبان الاميركي والفرنسي الموقف، ويضغطان على العدو لاجبارهعلى الالتزام بالاتفاق ومهلة الهدنة والانسحاب من كامل الاراضي المحتلة دون أي تاخير".
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون تابع اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات الاخيرة والممارسات الإسرائيلية الخطيرة. وفي هذا الاطار، تلقى ظهر امس اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير. وأوضح الرئيس الفرنسي انه يجري اتصالات من اجل الإبقاء على وقف اطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق.واكد الرئيس عون لنظيره الفرنسي، ضرورة الزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الامر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم. وكان من المقرر أن يقوم أهالي الجنوب بزيارة بلداتهم إلا أن القوات الاسرائيلية استبقت ذلك بتهديدات وأغلقت مداخل القرى الجنوبية بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها. وشملت الإجراءات الإسرائيلية إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتي برج الملوك وديرميماس، إضافة إلى تجريف المدخل الشمالي لبلدة يارون، وحرث الطرق والمفترقات الفرعية المؤدية إلى قرى بني حيان، طلوسة، حولا، وعيترون. كذلك، قامت قوات العدو بعمليات تجريف للبنية التحتية في منطقة المفيلحة وخلة الخشب قرب ميس الجبل. كما تلقى عدد من أهالي الجنوب اتصالات هاتفية من أرقام دولية بلكنة إسرائيلية ولهجة عربية ركيكة، تحذرهم من التوجه إلى القرى الأمامية يوم الأحد وتدعوهم لتجنب المناطق الجنوبية. وتجمع عدد من اهالي الناقورة وطير حرفًا استحصلوا على تصاريح من الجيش عند منطقة الحمرا البياضة لتفقد منازلهم وأرزاقهم، وشوهدت اليات وجرافات ضخمة متوجهة إلى طير حرفا والجبين وشيحين لفتح الطرق العامة والداخلية، فيما تقوم فرق الهندسة في الجيش بعمليات المسح والكشف للحفاظ على السلامة العامة قبل دخول الاهالي اليها. وجددت قيادة الجيش دعوة الاهالي "إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي"، وشددت على "أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم". وأكدت أن "الجيش يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل. وقد حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي".
في المقابل، ذكّر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي"سكان جنوب لبنان انه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى ومحيطها، والجيش الإسرائيلي لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من الخط المحدد جنوبًا حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط - يعرض نفسه للخطر".
ثم وجّه مجددا مساء امس تحذيراً إلى "سكان لبنان ولا سيما سكان الجنوب اللبناني" وقال "الجيش الإسرائيلي لا يزال منتشراً في مواقع مختلفة من جنوب لبنان، عملاً ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بهدف تمكين انتشار فعّال للجيش اللبناني تدريجيّاً، وتفكيك وإبعاد حزب الله بعناصره وبنيته التحتية، من جنوب لبنان، وعدم السماح له بالعودة وإعادة ترسيخ تواجده في المنطقة". وأضاف : " الى حين الوقت، نطالبكم بالانتظار، ولا تسمحوا لحزب الله بالعودة واستغلالكم في محاولة للتستر على التداعيات المدمّرة لقراراته غير المسؤولة على حساب أمن دولة لبنان... حتى إشعار آخر، تبقى جميع التعليمات التي نُشرت سابقاً سارية المفعول، ولا يُسمح بالعودة إلى خط القرى المحدّد في الخريطة".