عربي21:
2025-04-26@09:37:37 GMT

14 عاما على ربيع مصر الذي سحقته الفاشية العسكرية

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

تمر اليوم الذكرى الرابعة عشرة على ثورة مصر البيضاء، التي أظهرت إرادة شعبية واعدة جمعت أطياف المجتمع المصري العريق. تلك الثورة كانت بمثابة إعلان صريح من شعب شاب، متوسط أعمار أبنائه صغير، ومتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية رافعين شعارهم الذي بات رمزا للربيع العربي (عيش- حرية- عدالة اجتماعية- كرامة إنسانية) تعبر عن طموحه في بناء مستقبل قائم على العدالة الاجتماعية والسياسية.



هذه الديمقراطية الوليدة، التي كانت إحدى أبرز إنجازات الثورة، أثارت قلق قوى إقليمية ودولية. هذه القوى، وعلى رأسها الكيان الصهيوني، استخدمت أدواتها لإجهاض الإقليمية والدولية لإجهاض هذا الحلم الشعبي، عبر دعم ثورة مضادة استهدفت تقسيم المصريين وتشويه إرادتهم ليوظف النظام العسكري تلك الانقسامات لإعادة ترسيخ أركان حكمه الاستبدادي، ما أدى إلى سحق أول ديمقراطية منتخبة في تاريخ البلاد وإعادة المصريين إلى مربع الاستبداد.

لقد أدركوا أن الرئيس المنتخب الذي اعتمد التقشف ولم يسكن القصور ولم يجدوا عليه أو على مساعديه، رغم كل ما افتأتوا عليهم من اتهامات فسادا في جنيه واحد.

في العام المالي اليتيم 2012/2013 الذي حكم فيه الرئيس مرسي رحمه الله وعلى الرغم كل مؤامراتهم لإعاقته؛ يشير الحساب الختامي الرسمي للبنك المركزي المصري لمعجزة لم تحدث من 50 عاما، فقد نشرت صحيفة الأهرام الرسمية في المانشيت الرئيسي بتاريخ الأول من أيلول/ سبتمبر 2013 -أي بعد الانقلاب في يوليو 2013- "فائض في الميزان التجاري لأول مرة منذ نصف قرن". وفي 25 أيلول/ سبتمبر نشرت الأهرام أيضا "ميزان المدفوعات يتحول من عجز ‏11.3‏ مليار دولار إلى فائض‏237‏ مليون دولار"..

هذا هو العام المالي الذي حكم فيه الرئيس مرسي رحمه الله. لقد أدرك المتربصون بمصر أنه لو تركت الديمقراطية لعالجت أي قصور بنفسها، وأن تمكينه من تنفيذ برنامجه ومشاريعه التنموية الكبرى التي انتهت بالفعل دراستها، كانت ستضع مصر في مكانها الذي لا ينازعها فيه أحد في الإقليم والعالم.

هذه الأرقام تعكس رؤية اقتصادية كان من الممكن أن تنتشل البلاد من أزماتها، لكن المتربصين بمستقبل مصر أدركوا أن هذه النجاحات إن استمرت ستعزز استقلال القرار المصري وتعيده إلى موقعه الريادي في الإقليم. ولهذا، أُجهضت الديمقراطية عبر انقلاب عسكري ألقى بالبلاد في دوامة من القمع والديون.

رغم القمع والاستبداد، تبقى ثورة يناير نموذجا ملهما للشعب المصري، حيث جسّدت فهما عميقا لأهمية الحرية كشرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الثورة ليست مجرد ذكرى، بل هي نموذج يُهتدى به لاستعادة الإرادة الشعبية. بعد أن عرف المصريون طعم الحرية والكرامة، أصبح من المستحيل إخماد تطلعاتهم بالكامل
لقد عانت مصر كثيرا خلال الإحدى عشر عاما الماضية من تدهور شامل على كافة الأصعدة، بعد أن أغرق النظام الحالي البلاد في الديون، وقلّص الإنفاق على التعليم والصحة، بينما أهدر الموارد على مشاريع شديدة البذخ والفخامة تخدم دائرة ضيقة من المنتفعين، وبات الآن أكثر من ثلثي الشعب المصري تحت خط الفقر، ويعاني الملايين من غياب شبكة أمان اجتماعي تحميهم من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

الوعود التي أطلقها قادة الانقلاب بتحويل مصر إلى "قد الدنيا" باتت أوهاما، حيث أصبح النظام يعاير المصريين بفقرهم، بينما يبني لنفسه القصور الفخمة التي تُبهر لكنها لا تعكس إلا فجوة متزايدة بين النظام والشعب.

ورغم القمع والاستبداد، تبقى ثورة يناير نموذجا ملهما للشعب المصري، حيث جسّدت فهما عميقا لأهمية الحرية كشرط أساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الثورة ليست مجرد ذكرى، بل هي نموذج يُهتدى به لاستعادة الإرادة الشعبية. بعد أن عرف المصريون طعم الحرية والكرامة، أصبح من المستحيل إخماد تطلعاتهم بالكامل.

النظام الحالي، الذي ينفق مئات المليارات على أدوات القمع وبناء القلاع خوفا من ثورة جديدة، لا يدرك أن انتفاضة الشعب قد تحدث في أي لحظة. الأسباب التي أدت إلى ثورة يناير الأولى تتراكم يوما بعد يوم، والغضب الشعبي بات حاضرا في كل بيت بسبب الفقر والظلم والفساد غير المسبوق.

مصر، بحجمها وتاريخها، لن تقبل أبدا بحكم يستند إلى القمع وتكميم الأفواه. التغيير قادم، وسيكون أقرب مما يتصور النظام، لأن الشعب المصري أدرك الفرق بين الشعارات الزائفة والوعود الصادقة.

رحم الله شهداء يناير وشهداء الحرية الذين قدموا حياتهم لتحقيق أهداف ثورة يناير، المجد لهم، والعار لمن باعوا البلاد واستعبدوا العباد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الذكرى ثورة مصر مرسي مصر السيسي مرسي ذكرى ثورة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ثورة ینایر

إقرأ أيضاً:

أردوغان يتحدث عن ثورة رياضية في تركيا

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تتمتع بقدرة كافية على استضافة كافة الأحداث الرياضية الدولية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الخميس، خلال حفل افتتاح مكتب تمثيلي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA “يويفا” في مدينة إسطنبول.

وأوضح الرئيس أردوغان أن عدد ملاعب كرة القدم تضاعفت في تركيا من 595 إلى 1365 ملعبا خلال العقدين الماضيين.

وأضاف: “تركيا تتمتع بقدرة كافية على استضافة كافة الأحداث الرياضية الدولية بما فيها الألعاب الأولمبية”.

وتابع: “نقلنا تركيا إلى مستوىً مختلف بمجال الاستثمارات الرياضية، ورفعنا إجمالي عدد المنشآت من 1575 إلى 4470”.

اقرأ أيضا

الطقس الماطر يعود إلى تركيا… تحذير بالرمز الأصفر في 20…

الخميس 24 أبريل 2025

وأشار إلى أن حكومة بلاده شيّدت ملاعب رياضية ومسابح ومراكز شبابية وقاعات رياضية ومضامير لألعاب القوى في كل ركن من أركان تركيا.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • ربيع دمشق يفتح أبوابه من جديد بعد قمعه على يد بشار الأسد قبل 24 عاما
  • في ذكراه الـ 155 كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • أردوغان يتحدث عن ثورة رياضية في تركيا
  • حزب مصر القومي: الجيش المصري السند الذي لا يتخلى عن وطنه
  • انهيار النظام الصحي في غزة: نقص الأدوية وتكثيف العمليات العسكرية يهددان بكارثة إنسانية​
  • في ذكراه ال ١٥٥ كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • أهم التهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري.. ندوة بجامعة الملك سلمان الدولية
  • إخوان الأردن والنظام.. 80 عاما من علاقة متقلبة