آخر آية نزلت في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن المفسرون اختلفوا في تحديد آخر ما نزل من القرآن الكريم ؛ نظرًا لاختلاف الآثار الواردة في ذلك، وخلافهم يدور حول خمس آيات: فقيل إن آخر ما نزل آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281]. وقيل آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176].
وأوضحت الإفتاء أن الآيات التي ذكر المفسرون أنها آخر ما نزل من القرآن الكريم هي:
أولًا آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281].
وثانيًا آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176].
ثالثًا آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3].
رابعًا: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 129] إلى آخر سورة براءة.
خامسًا سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
وأضافت الإفتاء أن القول الراجح والصحيح في أن أي آية من هذه الآيات آخر ما نزل من القرآن الكريم هو أقوال المفسرين، فجاء في "روح المعاني" عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ أنه: [أخرج غير واحد من غير طريق عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ هي آخر ما نزل من القرآن، واختلف في مدة بقائه بعدها عليه الصلاة والسلام، فقيل: تسع ليالٍ، وقيل: سبعة أيام، وقيل: ثلاث ساعات، وقيل: أحد وعشرون يومًا، وقيل: أحد وثمانون يومًا...] إلى أن قال: [ولا يعارض الرواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في أن هذه آخر آية نزلت ما أخرجه البخاري وابن عبيد وابن جرير والبيهقي من طريق الشعبي عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: آخر آية أنزلها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم آية الربا، ومثاله ما أخرجه البيهقي من طريق ابن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ كما قاله محمد بن مسلمة رضي الله عنه فيما نقله عنه علي بن أحمد الكرباسي: إن المراد من هذا أن آخر ما نزل من الآيات في البيوع آية الربا، أو أن المراد أن ذلك من آخر ما نزل كما يصرح به ما أخرجه الإمام أحمد] اهـ.
وقال القرطبي عند تفسير هذه الآية أيضًا: [قيل: إن هذه الآية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسعِ ليالٍ ثم لم ينزل بعدها شيء، قاله ابن جرير، وقال ابن جرير ومقاتل: بسبعِ ليالٍ، وروي: بثلاثِ ليالٍ، وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات...] إلى أن قال: [قلت: وحكي عن أُبيِّ بن كعب وابن عباس وقتادة أن آخر ما نزل: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾... إلى آخر الآيتين، والقول الأول أعرف وأكثر وأصح وأشهر، ورواه أبو صالح عن ابن عباس قال: آخر ما نزل من القرآن: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾، فقال جبريل للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: يا محمد ضعها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة، ذكره أبو بكر الأنباري في كتاب "الرد" له، وهو قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنها آخر ما نزل، وأنه عليه السلام عاش بعدها واحدًا وعشرين يومًا على ما يأتي بيانه في آخر سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ إن شاء الله تعالى] اهـ.
وفي "روح المعاني" عن تفسير قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ قال: [أخرج الشيخان وغيرهما عن البزار أن آخر سورة نزلت سورة براءة، وآخر آية نزلت خاتمة النساء، والمراد من الآيات المتعلقة بالأحكام كما نص على ذلك المحققون] اهـ.
وفي "القرطبي" عند تفسير هذه الآية: [قال البراء بن عازب: هذه آخر آية نزلت في القرآن، كذا في "كتاب مسلم"، وقيل: نزلت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجهز لحجة الوداع، ونزلت بسبب جابر؛ قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: مرضتُ فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين، فأغمي علي، فتوضأ، ثم صب عليَّ من وَضوئه، فأفقت فقلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئًا حتى نزلت آية المواريث: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾. رواه مسلم، وقال: آخر آية نزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القران الكريم القرآن الإفتاء دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم ق وا ی و م ا ت ر ج ع ون رضی الله تعالى عنه القرآن الکریم ف ی ال ک ل ال ة ی س ت ف ت ون ک إ ل ى الله ابن عباس
إقرأ أيضاً:
سورة الواقعة.. سورة تجلب الرزق والبركة وفضل قراءتها العظيم
يبحث الكثير من المسلمين عن وسائل روحانية لجلب الرزق والبركة في حياتهم، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الإشارات إلى فضل تلاوة بعض السور القرآنية لتحقيق السعة في الرزق والطمأنينة النفسية. ومن بين هذه السور، تبرز سورة الواقعة كواحدة من أعظم السور التي ذُكر فضلها في زيادة الرزق ومنع الفقر. تعرف هذه السورة باسم "سورة الغنى"، لما لها من أسرار وفوائد روحانية عظيمة جعلت العلماء والفقهاء ينصحون بالمواظبة على قراءتها. في هذا التقرير، نستعرض أهم فوائد سورة الواقعة وفضل تلاوتها.
فضل سورة الواقعة في زيادة الرزق
سورة الواقعة تحمل بين آياتها الكثير من المعاني العظيمة، وتُعرف بأنها باب من أبواب الرزق والخير. ومن فضائلها المتعلقة بالرزق:
تمنع الفقر والفاقة: فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا".تجلب الرزق وتوسع الأبواب المغلقة: المواظبة على تلاوتها تساعد في تيسير الأمور المادية والبركة في العمل والمال.تُعرف بسورة الغنى: لكونها تقي من الفقر وتفتح أبواب الخير.ذكرها في السنة النبوية: فقد قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "علّموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى".أسرار وفوائد قراءة سورة الواقعة
سورة الواقعة ليست فقط بابًا للرزق، بل تحمل معاني عميقة وأسرارًا متعددة، منها:
التذكير بيوم القيامة: تفتتح السورة بوصف يوم القيامة وأهواله، مما يجعل قارئها أكثر خشوعًا وتفكرًا في معاني الحياة والموت.تحقيق الراحة النفسية: قراءة السورة بتدبر تساعد في تهدئة النفس وتقوية الإيمان.تسهيل سكرات الموت: ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن قراءتها تسهل خروج الروح للميت وتخفف عنه سكرات الموت.التفكر في الجنة والنار: تحتوي السورة على وصف مفصل لأهل الجنة وأهل النار، مما يعزز في النفس حب العمل الصالح.ارتباط سورة الواقعة بالرزق السريع
أكد العديد من العلماء والدعاة، مثل الشيخ محمد أبو بكر، أن سورة الواقعة من أكثر السور التي تساعد في تحقيق الرزق الوفير. إضافةً إلى ذلك، هناك آية في القرآن تُعرف بأنها "آية جلب الرزق"، وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" [سورة الطلاق: 2-3].
ينصح العلماء بقراءة هذه الآية باستمرار في أماكن العمل والرزق، مع الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
متى تُقرأ سورة الواقعة لجلب الرزق؟
يُفضل قراءة سورة الواقعة كل ليلة قبل النوم، حيث يُستحب المداومة عليها لتحقيق البركة وزيادة الرزق.تُعد قراءتها 41 مرة في مجلس واحد من العادات المجربة لجلب الرزق من حيث لا يحتسب القارئ.رددها مع الدعاء والإخلاص، مع توجيه نيتك لله تعالى بأن يبارك لك في رزقك وييسر أمورك.
نصائح لتحقيق البركة مع سورة الواقعة
ابدأ بتلاوة السورة بتدبر وتفكر في معانيها.اجعل نيتك صادقة لله تعالى، واطلب منه وحده البركة في الرزق.استمر في الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل وبعد قراءة السورة.اتبع قراءة السورة بالعمل والاجتهاد، فالقرآن يحثنا دائمًا على العمل والكفاح.اجعل قراءة سورة الواقعة عادة يومية لك ولأفراد أسرتك.