دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراج .. وارد في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ( ما الدليل على أن حادثة الإسراء التي وقعت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت يقظةً في ضوء آيات القرآن الكريم؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما دليل يقظة النبي في الإسراء والمعراج؟ إنه في مثل هذه الأيام من كل عام تمر بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى محببة إلى قلوبهم هي: ذكرى الإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام الذي أمر الله بتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، وذكرى العروج من بيت المقدس في فلسطين العزيزة إلى سدرة المنتهى فوق السماوات.
وتابعت دار الإفتاء: وفي هذا أُنْزِلَ قول الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
وأوضحت أن الإسراء: هو السير ليلًا، وإنما كان الإسراء ليلًا؛ لكمال الشرف، ومزيد الاحتفاء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الليل وقت الخلوة والصفاء، ووقت الاختصاص لأهل المودة والمحبة.
وأوضحت أن هذه الآية الكريمة تدل على إثبات أمرين عظيمين:
الأمر الأول: إثبات اليقظة التامة في مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، ففي الآية الكريمة على ذلك ثلاثة أدلة:
الدليل الأول: قوله: ﴿سُبْحَانَ﴾ فهذه الكلمة العظيمة الإلهية تدل على أن الله قد منح رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أمرًا عظيمًا لم يمنح به أحدًا سواه ألا وهو الإسراء يقظة، فلو كان منامًا ما كان أمرًا عظيمًا، وما بُدِئَتْ هذا الآية العظيمة بكلمة التسبيح الذي لا يكون عادة إلا في الأمر العظيم الخطير، وما كان منحةَ خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الإسراء منامًا يقع لكثير من الناس.
الإسراء كان بالجسد والروحالدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾؛ إذ العبد يطلق على الشخص بجزأيه الجسم والروح معًا، ولا يصح إطلاقه على أحد الجزأين، بدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ﴾ [الكهف: 1]، فالكتاب قد أُنْزِل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة نجومًا متفرقة، وقوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ [العلق: 9-10]، فالصلاة وقعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقظة، وأبو جهل نهاه يقظة، فكذلك الإسراء وقع منه صلى الله عليه وآله وسلم يقظة لا محالة.
الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، فهذه مسافة حِسِّيَّة مبدوءة بكلمة "مِن" ومنتهية بكلمة "إلى"، والمسافات الحِسِّيَّة لا يقطعها إلا الجسم والروح معًا.
الأمر الثاني: إثبات السرعة؛ ففي الآية على ذلك دليل وهو قوله تعالى: ﴿لَيْلًا﴾ بلفظ التنكير الدال على تقليل مدة السير الصادقة بأقل جزء من الليل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج آيات القرآن يقظة النبي حادثة الإسراء المزيد صلى الله علیه وآله وسلم الإسراء والمعراج قوله تعالى ال م س ج د
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يتفقد تصفيات مسابقة القرآن الكريم .. ويشيد بمستوى المشاركين
تفقد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، التصفيات النهائية للمسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، التي تُعقد حاليًا بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، ويشارك في تصفيات اليوم المتسابقين من محافظات الجيزة، والفيوم، والبحر الأحمر، والوادي الجديد، والإسكندرية.
وأشاد وكيل الأزهر بالمستوى المتميز الذي ظهر عليه الطلاب المتسابقون في مختلف مستويات المسابقة، مؤكدًا أن هذه المسابقة تمثل نموذجًا حيًا لاختبارات الجهد والجدية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وأشار إلى أن هذه التصفيات تأتي ضمن سعي الأزهر الشريف لرعاية على كتاب الله وتطوير آليات تقييم حفظته وتشجيعهم على مواصلة تحصيلهم العلمي.
كما أثنى وكيل الأزهر على دور معلمي القرآن الكريم في تكوين جيل جديد من الحفاظ الذين سيحملون كتاب الله في صدورهم ويعززون مكانته في المجتمع، موضحًا أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا خاصًا بجميع المجالات العلمية والدينية، ويمضي قدمًا في تنظيم فعاليات تهدف إلى تعزيز الثقافة القرآنية لدى الشباب؛ وقد رافق وكيل الأزهر، الدكتور أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون التعليم، والشيخ عوض الله عبدالعال، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المناطق والخدمات، والشيخ حسن عبد النبي حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شئون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية،
وتستمر التصفيات النهائية لمسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم حتى الخميس المقبل، بمشاركة 958 طالبًا من مختلف أنحاء الجمهورية، ممن حصلوا على المراتب العشر الأولى في التصفيات التمهيدية، وسط إشراف لجنة مراجعة المصحف، وكبار المحفظين وعلماء القراءات بالأزهر.
وتأتي هذه المسابقة في إطار حرص الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على رعاية حفظة القرآن الكريم، وتكريم الطلاب المتميزين في حفظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الدينية الإسلامية في المجتمع، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى الطلاب في الحفظ والتجويد، ودعم المتميزين وتحفيزهم على الحفظ والتبحر في علوم القرآن، وتتميز هذه التصفيات بمستوى تنافسي عالٍ، يعكس جودة التحفيظ في المعاهد الأزهرية والاهتمام الكبير بإعداد جيل متقن للقرآن علمًا وعملاً.