تطورات متسارعة.. أعمال عنف ونزوح وتزايد الاشتباكات المسلحة في كولومبيا
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
تطورات متسارعة تشهدها كولومبيا، الدولة الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، من أعمال عنف بين جيش التحرير الوطني من جهة، ومنشقين عن القوات المسلحة الثورية المعروفة باسم «فارك» في شمال شرق البلاد.
كما شهد جنوب كولومبيا اشتباكات بين منشقين عن «فارك» بعضهم مع البعض الآخر، ما أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل، ونزوح أكثر من 18 ألف شخص من المنطقة الشمالية الشرقية، بينهم 100 إلى فنزويلا.
وكانت الأمم المتحدة، دعت في وقت سابق، الجماعات المسلحة على وقف الهجمات على المدنيين، وأدانت أعمال العنف والنزوح، وفقا لما ذكرته شبكة «يورو نيوز» الإخبارية الأوروبية.
وكان مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماع حول الأحداث في كولومبيا، معربا عن قلقه إزاء عملية اتفاق السلام.
من جانبه، قال الدكتور محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي، بالمملكة المغربية، والمتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن اتساع العنف في كولومبيا يرتبط، بعدة عوامل، منها ضعف اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك» وعودة منشقين للقتال، بالإضافة إلى صراع النفوذ بين الجماعات المسلحة مثل جيش التحرير الوطني «ELN» وبقايا «فارك».
تصعيد أعمال العنف يدل على ضعف سيطرة الحكومة على بعض المناطقوأضاف «عطيف» أن هذا التصعيد يدل على هشاشة النظام الأمني وضعف السيطرة الحكومية في بعض المناطق، خاصة تلك التي تشهد انتشار تجارة المخدرات.
وأشار المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، إلى أن عودة «فارك» بشكلها التقليدي تبدو غير محتملة، لأن الحركة الرئيسية حلت بموجب اتفاقية سلام عام 2016.
وأوضح أن تصاعد نشاط المنشقين عن «فارك»، يشير إلى احتمال ظهور مجموعات منشقة تسعى لاستعادة نفوذها، سواء تحت اسم جديد أو تنظيمات غير رسمية.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أن الاشتباكات القائمة بين جيش التحرير الوطني ومنشقين عن «فارك»، وداخل المنشقين أنفسهم، يمكن أن نستشف من خلالها مجموعة من الملاحظات بينها أن الأحداث قد تشهد تنافسا بين الأطراف المتصارعة للسيطرة على طرق تهريب المخدرات والمناطق الاستراتيجية، وتراجع الالتزام باتفاقيات السلام من قبل الأطراف المتنازعة، ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة الاشتباكات، وفراغ أو ضعف قدرة الدولة على فرض سيطرتها في المناطق الريفية والحدودية.
وبيّن أن إعلان الرئيس الكولومبي، إعلان حالة الطوارئ خطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الحكومة على مواجهة العنف، لكنها قد تكون غير كافية إذا لم تُرفق بخطة شاملة تعالج جذور المشكلة، مثل تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتطبيق اتفاقيات السلام بفعالية.
كولومبيا قد تلجأ لطلب المساعدة من الولايات المتحدةوأضاف أن من الممكن أن تلجأ كولومبيا إلى طلب المساعدة من الولايات المتحدة، سواء عبر الدعم الأمني أو تعزيز التعاون الاستخباراتي، وأشار عطيف، إلى أن واشنطن، تعتبر كولومبيا حليفا استراتيجيا، خاصة في مكافحة المخدرات والإرهاب في منطقة أمريكا اللاتينية، بيد أن تحقيق الاستقرار في كولومبيا يتطلب جهدا داخليا أساسيا أكثر من الاعتماد على المساعدات الخارجية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كولومبيا أعمال العنف في كولومبيا فارك أمريكا اللاتينية فی کولومبیا
إقرأ أيضاً:
رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
شبه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه المهاجرين بـ"الممارسات الفاشية"، مؤكدا أن ترامب ينظر إلى كل مهاجر "على أنه مجرم".
وفي حديث لقناة تلفزيونية خاصة، انتقد بيترو "المعاملة القاسية" التي يتعرض لها المهاجرون بأميركا، مشيرا إلى أن الأمر "لم يعد يتعلق بالسؤال عما إذا كانت لديك وثائق أم لا، بل أصبحوا ينظرون إلى وجهك، وإذا لم تنجح في اجتياز اختبار العرق بنظرة واحدة، يتم الاعتداء عليك. هذه هي الفاشية، وهي نابعة من عنصرية قديمة".
ولدى سؤاله عما إذا كان يصف ترامب بأنه "فاشي"، أجاب بيترو "هذه السياسة، التي تقوم على تجريم مجموعات سكانية لكسب تأييد الأغلبية، هي تماما ما فعله هتلر عام 1933 عندما كسب دعم شعبه من خلال استهداف اليهود والاشتراكيين".
وشبه الرئيس الكولومبي (64 عاما) عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة بالأساليب التي مورست في "معسكرات الاعتقال" في ألمانيا النازية، وذلك في استمرار للتوتر القائم بين بيترو وترامب منذ فترة بسبب سياسات الأخير تجاه المهاجرين وترحيلهم.
وكان ترامب أعلن الأحد قبل الماضي فرض سلسلة عقوبات على كولومبيا قبل أن يتراجع عنها، في تصعيد للتوتر عقب قرار بوغوتا إعادة طائرات عسكرية أميركية على متنها مهاجرون رحّلتهم الولايات المتحدة.
إعلانوفي مساء اليوم ذاته، أعلنت بوغوتا أنه تم "تجاوز الأزمة" مع الولايات المتحدة، وسحبت واشنطن تهديدها بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع البضائع الكولومبية التي تدخل الولايات المتحدة ومضاعفتها بعد أسبوع إن تطلب الأمر.
وأكدت واشنطن أن الحكومة الكولومبية وافقت على جميع شروطها "بما في ذلك أن تقبل من دون قيود جميع الأجانب غير النظاميين من كولومبيا المرحلين من الولايات المتحدة، بما في ذلك على متن طائرات عسكرية أميركية، من دون تأخير".