بغداد تختنق: أزمة التلوث تهدد حياة الملايين
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
25 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في بغداد، تختنق المدينة التي تعد ثاني أكبر عاصمة عربية، تحت وطأة التلوث الصناعي والمشكلات البيئية المستفحلة.
و يعيش سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة في مواجهة يومية مع الهواء الملوّث بروائح الكبريت، التي تتصاعد من حرق النفط الثقيل غير المعالج في مصانع الطابوق والأسفلت ومحطات الطاقة.
و هذه الأزمة البيئية ليست مجرد قضية تلوث، بل أزمة صحة عامة تهدد حياة السكان وتعمّق معاناتهم اليومية.
و في محيط محطة الدورة لإنتاج الكهرباء، يتحدث أبو أمجد الزبيدي، أحد السكان الذين عاشوا لعقود قرب المنشأة، عن يومياته الصعبة. المواد السامة تغطي الأسطح والسيارات، والهواء الملوّث ينهك رئتيه، ما تسبب له في التهابات مزمنة في القصبات الهوائية رغم أنه لا يدخن. أبو أمجد ليس الوحيد، فجيرانه يعانون من أمراض الربو والحساسية المزمنة بسبب الانبعاثات الكثيفة من المحطة.
وزارة البيئة العراقية أشارت إلى أن التلوث في بغداد ناتج عن الأنشطة الصناعية المكثفة في محيط العاصمة، ولا سيما في منطقة النهروان التي تضم عدداً كبيراً من مصانع الطابوق والأسفلت. وأغلقت السلطات 111 معملاً للطابوق و57 معملاً للأسفلت بسبب الانبعاثات غير الملتزمة بالشروط البيئية، مع توجيهات باستخدام الغاز بدلاً من النفط الثقيل خلال 18 شهراً.
لكن، المشكلة أكبر من مجرد قرارات إغلاق محدودة. بغداد تعاني أيضاً من انبعاثات محطات الطاقة الحكومية والمولدات الكهربائية المنتشرة في كل زاوية لتعويض انقطاع الكهرباء، فضلاً عن مصافي النفط وحرق النفايات.
و صنّف تقرير صادر عن شركة “آي كيو إير” المختصة بجودة الهواء العراق كسادس أكثر دولة تعاني من تلوث الهواء في العالم لعام 2023. الجسيمات الدقيقة السامة، مثل الكبريتات والكربون الأسود، تجاوزت توصيات منظمة الصحة العالمية بسبع إلى عشر مرات، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الربو والسرطان والسكتة الدماغية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
غضب متبادل في بيروت وبغداد بعد تصريحات عون وردّ رجل دين عراقي
24 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت حدة التوتر بين بيروت وبغداد بعد تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون التي رفض فيها استنساخ تجربة الحشد الشعبي في لبنان، مشدداً على حصرية السلاح بيد الدولة، ومؤكداً أن عناصر حزب الله يمكنهم الالتحاق بالجيش عبر دورات استيعاب، دون تشكيل وحدة مستقلة.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد، معربة عن “عدم ارتياحها” لتصريحات عون، معتبرة أن الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الأمنية العراقية، وأن إقحام العراق في الأزمة اللبنانية الداخلية لم يكن موفقاً.
وهاجم رجل الدين العراقي ياسين الموسوي الرئيس اللبناني، واصفاً إياه بـ”النكرة”، ما أثار غضباً في الأوساط اللبنانية، خاصة مع غياب رد رسمي من الحكومة اللبنانية على هذه الإهانات.
وانتقدت وسائل إعلام لبنانية، منها صحيفة النهار، صمت السلطات اللبنانية، معتبرة أنه كان من الأجدر استدعاء السفير العراقي في بيروت، كما فعلت بغداد مع السفير اللبناني، للتعبير عن رفضها للإهانات التي طالت رئيس الجمهورية.
وظهرت دعوات في العراق للانكفاء الذاتي ووقف المساعدات للدول المجاورة، بما فيها لبنان، معتبرين أن مواقف هذه الدول تنعكس سلباً على العراق، مما يزيد من التوترات في العلاقات الثنائية.
واعتبر النائب اللبناني إبراهيم الموسوي أن الحشد الشعبي فرض معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” في الجنوب، مؤكداً أن المقاومة هي جزء من كرامة الأمة، وأن الشعب اللبناني سيبقى وفياً لدماء الشهداء.
وتأتي هذه الأزمة في ظل ضغوط دولية متزايدة على لبنان لنزع سلاح حزب الله، خاصة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، حيث تكبد الحزب خسائر فادحة، مما جعل مسألة نزع السلاح قابلة للتنفيذ أكثر من أي وقت مضى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts