أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهمة جديدة تحمل اسم "حارس البلطيق" تهدف إلى حماية الكابلات والأنابيب تحت بحر البلطيق، في ظل تصاعد المخاوف من احتمالات التخريب والتجسس الروسي في المنطقة.

اعلان

ونفذت طائرة مراقبة بحرية تابعة للبحرية الفرنسية، يوم الخميس، جولة استغرقت 15 ساعة، حيث أقلعت من قاعدتها في مدينة لوريان الفرنسية وعادت بعد توقف للتزود بالوقود في هامبورغ بألمانيا.

كما ركزت المهمة على رصد أي نشاط مشبوه حول الشبكات الكثيفة من كابلات الطاقة والاتصالات التي تمر عبر البحر.

وقال جون ليستر، مراسل وكالة "أسوشيتد برس"، إن الأضرار الأخيرة التي تعرضت لها البنية التحتية تحت البحر في بحر البلطيق أثارت القلق، مما دفع الناتو إلى تكثيف دورياته، سواء بالطائرات أو السفن.

Relatedخطوة تاريخية ... اليابان تفتح بعثة دبلوماسية لدى حلف الناتو وسط توتر إقليمي متصاعد مع روسيا والصينالأمين العام لحلف شمال الأطلسي: انتصار روسيا سيقوض مصداقية الناتو ويثقل كاهل التحالف بتكاليف ضخمةالسويد تخصص ثلاث سفن حربية وطائرة في بحر البلطيق لمساعدة "الناتو" في مهمتهفنلندا تحتجز سفينة روسية للاشتباه بتخريبها كابلات بحرية وتطلب دعم الناتو

وكان الناتو قد أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق مهمة "حارس البلطيق"، والتي تتضمن فرقاطات وطائرات دوريات بحرية وأسطولًا من الطائرات البحرية بدون طيار لتوفير مراقبة مشددة وردع أي تهديدات محتملة.

وأشار الحلف إلى أهمية الكابلات البحرية، إذ يعتمد أكثر من 95% من حركة الإنترنت العالمية عليها، كما أنها تسهم في ضمان معاملات مالية يومية تُقدر قيمتها بـ10 تريليونات دولار.

خلال الرحلة، أفاد الطاقم الفرنسي برصد إشارات تشويش على أنظمة (GPS) بالقرب من منطقة كالينينغراد الروسية، بالإضافة إلى مراقبة عدد من السفن المدرجة ضمن قائمة المراقبة. إلا أن الطاقم لم يبلغ عن أي نشاط مشبوه خلال هذه الطلعة.

وأكدت مصادر في الناتو أن الرحلات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة لتعزيز الأمن تحت بحر البلطيق، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الأمين العام لحلف الناتو: الأولوية للمساعدات العسكرية لأوكرانيا وليس لاتفاق السلام بوتين: إنتاجنا من الصواريخ يفوق إنتاج الناتو بـ10 مرات وسيزيد أكثر في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوريدا تعاون عسكريروسيافرنساالسويدحلف شمال الأطلسي- الناتوبحر البلطيق اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext القسام تكشف أسماء 4 أسيرات سيفرج عنهن السبت والجيش يقصف مواقع لحزب الله وواشنطن تلغي عقوبات مستوطنين يعرض الآنNext 100 مليار دولار خسائر.. هل يحقق ترامب وعده بإعادة بناء كارولينا الشمالية؟ يعرض الآنNext محققون روس: صاروخ "بانتسير-إس1" وراء إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية يعرض الآنNext "سيلتقي أولادي بأبيهم"..الفلسطينيون في غزة ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى بيوتهم المدمرة يعرض الآنNext حتى إشعار آخر.. نتنياهو يمدد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بعد انتهاء الـ60 يوما اعلانالاكثر قراءة نارٌ لا تخمد: حريق هائل يتجدد في لوس أنجلوس ويُشرد الآلاف ويغلق الطرق أعجوبة الطبيعة في سيدني: زهرة بجمال نادر ورائحة الجثث المتحللة تجذب 13 ألف زائر توتر في الخليج: سفينة حربية تقتاد سفينة قرب السعودية إلى المياه الإيرانية.. ماذا يجري؟ كاميرات المراقبة توثق لحظات قاتل الفتيات الثلاث في إنجلترا قبل تنفيذ جريمته " كل الحب بموجب القانون".. تايلاند تُشرّع زواج المثليين بعد تايوان ونيبال اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث وإنقاذأزمة إنسانيةقطاع غزةضحاياإسرائيلأزمة المناخغزةتدمرروسياوقف إطلاق النارالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب بحث وإنقاذ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانية قطاع غزة ضحايا دونالد ترامب بحث وإنقاذ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانية قطاع غزة ضحايا تعاون عسكري روسيا فرنسا السويد حلف شمال الأطلسي الناتو بحر البلطيق دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بحث وإنقاذ أزمة إنسانية قطاع غزة ضحايا إسرائيل أزمة المناخ غزة تدمر روسيا وقف إطلاق النار یعرض الآنNext بحر البلطیق

إقرأ أيضاً:

دول البلطيق وإعادة ترتيب الأولويات تحسبا لخطر روسي محتمل

تعيش أوروبا اليوم حالة قلق وترقب إزاء التقارب المتزايد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، فبعد عقود من التحالف والشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة تكشف الأحداث اليوم عن تصدّع في هذا الحلف.

وبمعزل عن حضور الأوروبيين أو استشارتهم، تتفاوض واشنطن مع "العدو الروسي"، بل إن ترامب لم يتردد -أثناء حملته الانتخابية- في التهديد "بتشجيع" روسيا على مهاجمة أي دولة أوروبية لا تلتزم بتعهداتها المالية تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومع الحديث عن بدء العد التنازلي لإنهاء الصراع في أوكرانيا وعن انسحابات أميركية محتملة من شرق أوروبا، أصبحت دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) في عين العاصفة، فهل تغيرت النظرة الروسية لهذه الدول الأعضاء في الناتو، أم إنها تسعى لفتح جبهة جديدة معها باعتبارها تاريخيا جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق؟

 

التقارب المتزايد بين الرئيس الأميركي ترامب (يمين) ونظيره بوتين يشكل قلقا للدول الأوروبية (غيتي-أرشيف) انكشاف أوروبي

نقلت صحيفة الديلي ميل البريطانية في تقرير لمراسلها بيركين أمالاراج نشر في 17 فبراير/شباط الجاري عن مسؤولين أوروبيين أنه من المرجح أن يسحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأميركية من دول البلطيق، وعبر المسؤولون عن خشيتهم من أن سحب ترامب لقواته سيترك أوروبا عُرضة لروسيا.

إعلان

وأشارت صحيفة "بيلد" إلى أن أجهزة الأمن الأوروبية والمسؤولين الغربيين يخشون أن تؤدي المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة -التي بدأت الثلاثاء 18 فبراير/شباط في الرياض- إلى انسحاب القوات الأميركية من أوروبا الشرقية.

وذكر مسؤولون أوروبيون أن الوفد الروسي طلب خلال المفاوضات الأميركية الروسية في الرياض تقسيمًا جديدًا لمناطق النفوذ وانسحاب الولايات المتحدة من أوروبا الشرقية.

ووفقًا للصحيفة، فإن القاعدتين الأميركيتين المستثناتين من المفاوضات حاليا هما فقط قاعدة رامشتاين بألمانيا والقاعدة الجوية في بريطانيا، وذلك يعني أن على أوروبا الاستعداد لتغييرات جذرية إذا توصل ترامب وبوتين إلى اتفاق.

ولعل هذا ما يفسر -حسب المراقبين- حالة الاستنفار والرفض الأوروبية التي صاحبت الاجتماع الثنائي الروسي الأميركي، وما أعقب ذلك من دعوة فرنسية لقمتين أوروبيتين عاجلتين واكبتهما تصريحات رسمية تعكس خيبة أمل أوروبية كبيرة بالولايات المتحدة.

موقف بوتين

ونقل تقرير صحيفة بيلد عن مسؤول أمني من أوروبا الشرقية قوله: "وفقا لمعلوماتنا، يتعلق الأمر بمطالب لبوتين منذ عام 2021، وهي انسحاب القوات الأميركية من جميع دول حلف شمال الأطلسي التي انضمت إلى الحلف بعد عام 1990".

ويُحذّر التقرير من أن الانسحاب الأميركي المحتمل قد يُفضي إلى سيناريو كارثي للأوروبيين، يتمثل في احتمال قيام الجيش الروسي بغزو فوري لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، المعروفة حاليا بدول البلطيق، وربما تصعيد الأمر إلى حرب واسعة النطاق ضد بولندا.

لكن رغم هذه المخاوف، ينفي المسؤولون الروس سعيهم لغزو دول البلطيق أو أي دولة أوروبية.

ففي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في فبراير/شباط 2024 استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو بولندا أو لاتفيا.

وعندما سئل عن إمكانية ذلك، قال إن بلاده ليست لها أي مصالح فيهما، لكنه استدرك أن ذلك يمكن أن يحدث فقط إذا تعرضت روسيا لهجوم من بولندا أو غيرها.

إعلان

وقد عقبت الصحافة الأوروبية على تصريحات بوتين بأنه قبل الهجوم على أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط 2022 نفى العديد من كبار المسؤولين الروس مرارا وتكرارا إمكانية حدوث أي هجوم عسكري على كييف.

بوتين والحرب الجديدة

في السياق ذاته، أصدرت دول البلطيق -التي تشترك في حدود برية مع روسيا- سلسلة تقارير استخباراتية تحذر من خطط الرئيس الروسي بوتين لتوسيع الصراع العسكري إلى أوروبا.

ووفقا لتقرير للمراسلة الدولية جوانا يورك نشره موقع فرانس 24، فقد حذرت هيئة الاستخبارات الخارجية الإستونية من أن روسيا تعزز قواتها المسلحة بطريقة تعني الاستعداد لحرب مستقبلية مع حلف شمال الأطلسي.

وتقول يورك إن هذه التحذيرات تأتي في ظل مؤشرات متزايدة على وجود مساع لإضعاف تحالف الناتو، فبعد الهجوم القوي على أوروبا الذي شنه جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي في مؤتمر ميونخ للأمن في منتصف الشهر الجاري، والمحادثات الروسية الأميركية في السعودية رغم غياب أوكرانيا وأوروبا، انتشرت أخبار مفادها أن الولايات المتحدة في ظل الرئيس الجديد تخطط لسحب قواتها من دول البلطيق.

 

 

وتنقل المراسلة يورك عن مدير مركز الدراسات الجيوسياسية في ريغا عاصمة لاتفيا الدكتور ماريس أندزانس قوله إن "هناك شعورا بأن الجسر عبر الأطلسي إذا لم يكن انهار فقد تضرر بشكل خطير. فبعد أن سافر بايدن إلى كييف أثناء الحرب، أصبح ترامب الآن مستعدًا للسفر إلى موسكو. إنه تحول كبير!".

ويوضح التقرير أن دول شمال البلطيق الثماني (الدانمارك وإستونيا وفنلندا وآيسلندا ولاتفيا وليتوانيا والنرويج والسويد) كانت من أشد المؤيدين لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في عام 2022، والآن تكثف هذه الدول جهودها لمواجهة العدوان العسكري الروسي المحتمل عليها، سواء من خلال تعزيز إنفاقها العسكري أو عبر تعبئة المواطنين حول ما يجب القيام به عند نشوب صراع واسع النطاق.

إعلان

ففي ليتوانيا، أعادت الحكومة فرض التجنيد العسكري وضاعفت حجم قواتها المسلحة وزادت الإنفاق الدفاعي إلى 3.45% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أحد أعلى المعدلات في دول الناتو.

ويقول الدكتور أندزانس "إذا حدث غزو روسي غدًا، فإن دول البلطيق الآن مستعدة بشكل أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عقد من الزمان"، مضيفا أنه مع ذلك "لا تزال هناك حاجة لمزيد من الإعداد، إذ لا تملك دول البلطيق دفاعًا جويًا حاسمًا".

(الجزيرة) التهديد الروسي

تنقل المراسلة يورك عن تقرير استخباراتي صدر هذا الأسبوع في لاتفيا أن التهديد المتمثل في انخراط روسيا في صراع مباشر مع دولة عضو في الناتو في الأشهر 12 المقبلة يبقى "منخفضا"، ما دام الجيش الروسي يقاتل في أوكرانيا.

وهو ما يعني، حسب ما نقله التقرير عن الأستاذة في المعهد النرويجي للدراسات الدفاعية كاتارزينا زيسك، أن القلق قائم وخصوصا مع المساعي الراهنة لوقف الحرب في أوكرانيا.

ووفقًا للمخابرات اللاتفية، ستكون روسيا قادرة على استعادة قوتها العسكرية بما يكفي لتشكل تهديدًا كبيرًا لحلف شمال الأطلسي في غضون 5 سنوات على أبعد تقدير.

وتضيف أن الاستعدادات الروسية جارية حتى أثناء الانخراط في الصراع في أوكرانيا، فقد أمر بوتين في سبتمبر/أيلول الماضي بزيادة الجيش الروسي بمقدار 180 ألف جندي ليصل إلى 1.5 مليون فرد في الخدمة الفعلية، مما يجعله ثاني أكبر جيش في العالم بعد الصين.

بوتين أمر بزيادة الجيش الروسي بمقدار 180 ألف جندي ليصل إلى 1.5 مليون فرد في الخدمة الفعلية (الفرنسية)

وترى الباحثة زيسك أن روسيا تريد "تحقيق الأهداف التي تسعى إليها بشكل منهجي منذ أوائل العقد الأول من القرن 21، أي توسيع نطاق نفوذ روسيا وتقويض الولايات المتحدة كقوة دولية مهيمنة خصوصا في أوروبا"، مضيفة "إنها طموحات توسعية للغاية، وتشير إلى أن موسكو تستعد لمواجهة واسعة النطاق".

إعلان

لكن الباحث أندزانس يقول إن روسيا قد لا تكون عازمة على الدخول في الوقت الحالي في صراع عسكري مع دول البلطيق، لكنه شيء لا يمكن استبعاده.

وتؤكد المراسلة يورك أن دول البلطيق تكثف استعداداتها العسكرية للحرب مع روسيا، فقد حشدت ليتوانيا وسائلها الدفاعية بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات على طول حدودها مع روسيا وبيلاروسيا، واتخذت تدابير مماثلة في لاتفيا وفنلندا وإستونيا، وهي جميعها أعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو وتشترك في حدود برية مع روسيا.

ليتوانيا حشدت وسائلها الدفاعية على طول حدودها مع روسيا وبيلاروسيا (غيتي) حرب هجينة قائمة

بيد أن الحرب الروسية على دول البلطيق قائمة في جوانب متعددة، حيث ينقل تقرير فرانس 24 عن ساسة وخبراء بلطيقيين -بمن فيهم رئيس لاتفيا إدغارز رينكفيكس- اتهامهم لروسيا باستخدام تكتيكات غير عسكرية لشن "حرب هجينة" على دول المنطقة.

فقد تحول بحر البلطيق حيث تتقاسم دول عدة من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو حدودًا بحرية مع روسيا إلى نقطة توتر دائم، فقد تم قطع العديد من كابلات الاتصالات والطاقة تحت الماء خلال الأشهر الأخيرة، وإن كانت موسكو نفت "تعمّدها" استهداف الأنابيب والكابلات البحرية.

وحسب المراسلة الدولية يورك، فإن روسيا تستخدم تكتيكات الحرب الهجينة بهدف زعزعة استقرار المجتمعات ونشر الفوضى، وذلك يقوي الشعور بأن شكلًا من أشكال الصراع مع روسيا قد بدأ بالفعل.

ويقول الباحث أندزانس إن روسيا تمارس عمليات تجسسية في منطقة البلطيق، سواء في المجال التقني أو في الفضاء الافتراضي.

وحسب تقرير فرانس 24، فقد شهدت العاصمة اللاتفية ريغا زيادة في عمليات التخريب التي تتهم روسيا بالوقوف وراءها، ومن أمثلة ذلك حادثة إلقاء قنبلة مولوتوف داخل "متحف الاحتلال اللاتفي" الذي يوثق الاحتلالات القومية والسوفياتية، وقد قال مدير المتحف "إن القنبلة تشكل هجوما على الدولة اللاتفية".

إعلان

وينقل التقرير عن الباحثة زيسك قولها إن روسيا "تلعب لعبة طويلة النفس باستخدام سلسلة متعددة من الأدوات، ومن المؤكد أنها ستستمر في استخدام كل الوسائل السياسية والاقتصادية والإعلامية للتأثير على السياسة واستقطاب الرأي العام وخلق الفوضى".

وتخلص الباحثة في معهد سياسات الدفاع النرويجي إلى أنها لا ترى أي سبب يمنع روسيا من استخدام الوسائل العسكرية إذا تهيأت الظروف، فقد أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها مستعدة للقيام بذلك.

وفي محاولة لمنع روسيا من مواصلة استخدام شبكة الكهرباء لابتزاز دول البلطيق، نجحت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا في 8 فبراير/شباط الجاري في الارتباط لأول مرة بشبكة الطاقة الأوروبية، وقطع الروابط التي تعود إلى الحقبة السوفياتية مع شبكة روسيا.

لكن بحسب تقرير للصحفية أوريليه أبينيه نشر على شبكة أوراكتيف، فإن فك الارتباط ذلك يشكل سببا آخر لزيادة مخاوف دول البلطيق من روسيا، فعندما اتخذت أوكرانيا خطوة مماثلة في عام 2022 شنت روسيا غزوها الشامل عليها.

مؤتمر صحفي بمناسبة انضمام دول البلطيق إلى شبكة الكهرباء الأوروبية بعد قطع روابطها مع الشبكة الروسية (الأناضول) حرب واسعة النطاق على أوروبا

لا يقتصر الخطر الروسي المحدق بأوروبا على دول البلطيق، فقد أوردت صحيفة بوليتيكو الأميركية في تقرير نشرته في 11 فبراير/شباط الجاري استنادا إلى معلومات استخباراتية أن روسيا قد تبدأ حربًا كبرى على أوروبا خلال 5 سنوات.

ونقلت بوليتيكو عن تقرير لهيئة استخبارات الدفاع الدانماركية أن روسيا إذا اعتبرت أن الناتو ضعيف عسكريا أو منقسم سياسيا، فقد تكون مستعدة لشن "حرب واسعة النطاق" على أوروبا.

واعتبرت الصحيفة أن هذا السيناريو يتعزز بشكل خاص إذا قدّرت روسيا أن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم -أو لن تدعم- دول الناتو الأوروبية في حرب مع روسيا.

وتحدثت صحيفة بوليتيكو عن 3 سيناريوهات يمكن أن تحدث إذا توقف الصراع في أوكرانيا أو هدأ، وذلك انطلاقا من افتراض أن روسيا ليست لديها القدرة على شن حرب مع دول أوروبية متعددة في الوقت نفسه:

إعلان أولا: في غضون 6 أشهر، تتوقع التحديثات أن تكون روسيا قادرة على شن حرب محلية مع دولة مجاورة. ثانيا: في غضون عامين، قد تشن روسيا حربا إقليمية في منطقة بحر البلطيق. ثالثا: في غضون 5 سنوات، قد تشن روسيا هجوما واسع النطاق على أوروبا، بشرط ألا تتدخل الولايات المتحدة الأميركية.

لكن صحيفة بوليتيكو تستدرك أن تقرير وكالة الاستخبارات الدانماركية لم يضع في الحسبان الزيادة المحتملة في قدرات الدفاع للناتو، إذ حث ترامب أعضاء الحلف على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، أي أكثر من ضعف الهدف الحالي.

كذلك هدد ترامب بأن الولايات المتحدة قد تنسحب من الحلف إذا لم يستجب حلفاؤها لشروطها. بل أكثر من ذلك، نسبت بوليتيكو إلى ترامب قوله في عام 2024 إنه "سيشجع" روسيا على مهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي لا تفي بالتزاماتها المالية.

وفي تقرير لصحيفة "لوجورنال دي جيدي" الفرنسية، أوردت الكاتبة ماريان ليكاتش استنادا إلى تقارير استخباراتية أنه يمكن لروسيا حين تنتهي الحرب في أوكرانيا أن تهدد عسكريا الدول الأوروبية في حلف الناتو، باستثناء فرنسا.

وتحدث التقرير عن عملية إعادة تسليح ضخمة تقوم بها روسيا وعن حصولها على دعم كبير من الصين وإيران وكوريا الشمالية.

هل فات الأوان على أوروبا؟

في مقال نشر بصحيفة نيوزويك تحت عنوان "ماكرون كان محقًّا بشأن مستقبل أمن أوروبا.. فهل فات الأوان؟"، اعتبر الكاتب توم أوكونور أنه مع إشارة دونالد ترامب إلى تحول جيوسياسي دراماتيكي من خلال التقارب بشكل أوثق مع روسيا بعد 3 سنوات من الدعم الأميركي القوي لأوكرانيا في أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يبدو أن دعوات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتكررة لبناء جيش أوروبي أكثر قوة وتكاملا واستقلالية عن الولايات المتحدة كانت محقة.

إعلان

ولكن أوكونور يرى أنه حتى في ضوء المتغيرات المتسارعة والملحة والتي تقتضي اتخاذ قرارات سريعة، فإن ما يعانيه الاتحاد الأوروبي من بيروقراطية في التحرك وانقسام سياسي يجعل الشكوك تحوم حول إمكانية تحقيق ذلك الهدف، مع أن الفشل في تحقيقه -حسب أوكونور- قد تكون له عواقب وخيمة على مصير القارة.

ونقلت صحيفة نيوزويك عن أستاذ العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا باري بوسن قوله "إن الدول تحشد وتتعاون عندما تكون خائفة للغاية وليس قبل ذلك. ويبدو أن الأوروبيين الآن خائفون ومن المحتمل أن يبذلوا مجهودا أكبر، ولكن ربما ليس بالقدر الكافي، وربما يكون بعد فوات الأوان".

مقالات مشابهة

  • رئيسة الوزراء الإيطالية: الناتو حجر الزاوية لأمن أوروبا
  • غانا تواجه الإرهاب.. خطة شاملة لتنمية الشباب ومواجهة التهديدات الأمنية
  • دول البلطيق وإعادة ترتيب الأولويات تحسبا لخطر روسي محتمل
  • فرنسا: احتجاز شخصين بعد الهجوم على القنصلية الروسية في مرسيليا
  • لحماية أبنائك من الحقد والطمع.. دروس مهمة من مسلسل "حكيم باشا"
  • واشنطن: لا فرصة لأوكرانيا للانضمام إلى “الناتو”
  • قادة دول البلطيق يهنئون ميرتس بفوزه في الانتخابات الألمانية
  • زلينسكي يعرض التنحي فورا بشرط واحد بعد تصريحات ترامب: هل يُنفذ؟
  • عاجل. الداخلية الفرنسية: حادث يستهدف القنصلية الروسية في مرسيليا ولا إصابات
  • زيلينسكي يعرض التنحي مقابل عضوية الناتو.. وبوتين يرد