أنقرة - سعيد عبد الرازق - أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أن إدارته لن تقبل بتقسيم سوريا أو وجود مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة. كما طالب المجتمع الدولي برفع العقوبات المفروضة على البلاد، وكشف عن أن زيارته الخارجية الأولى ستكون للسعودية أو تركيا.

وقال الشرع إن إدارته لن تسمح لوحدات حماية الشعب الكردية التي تمثل المكون الأساسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بوجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة، أو وجود «مجموعات من المقاتلين الأجانب» في سوريا.

وشدد الشرع، في مقابلة مع قناة «إيه خبر» القريبة من الحكومة التركية بثت ليل الخميس - الجمعة، على أن الإدارة السورية لن تسمح لـ«حزب العمال الكردستاني» (الوحدات الكردية) بتنفيذ هجمات إرهابية ضد تركيا، وستبذل قصارى جهدها لضمان أمن الحدود التركية، حسب الشرق الاوسط.

رسالة للمسلحين الأكراد
وقال الشرع في هذا الصدد: «نحن لا نريد مجموعات مسلحة أجنبية، ومن المستحيل بالنسبة لنا بشكل خاص أن نقبل المجموعات التي تهدد تركيا، التفجيرات في إسطنبول وأنقرة نفذها حزب العمال الكردستاني (وحدات حماية الشعب) ولا يمكننا قبول ذلك، كما أن القبائل العربية والكردية في سوريا لا تريد حزب العمال الكردستاني ولا حزب الاتحاد الديمقراطي».

وأضاف أن هناك مجالاً للتفاوض مع «قسد»، ولدى إدارة سوريا الحق في استخدام جميع الوسائل لاستعادة وحدة أراضيها، هناك عناصر من أصول غير سورية داخل (الوحدات الكردية – «قسد») عليهم مغادرة البلاد. وتابع: «نحن لا نريد سفك الدماء، قلنا دعونا نلتق، لكن بشرط أن يعود الذين تركوا بلدانهم وجاؤوا إلى سوريا إلى بلدانهم، وأن كل الأسلحة يجب أن تكون في يد الدولة».

والتقى الشرع، أواخر الشهر الماضي، وفداً من «قسد»، لكن وزير الدفاع في الإدارة السورية، مرهف أبو قصرة، صرح، الأربعاء الماضي، بأن «قسد» تماطل فيما يتعلق بالانضمام إلى الجيش السوري الموحد، وأن الباب مفتوح الآن للتفاوض لكن قد يتم اللجوء إلى القوة إذا لزم الأمر.

وتهدد تركيا بسحق الوحدات الكردية في شمال وشرق سوريا إذا لم يخرج مقاتلوها الأجانب من سوريا، وإذا لم تتخل عناصرها السورية عن الأسلحة وتنضم إلى الجيش السوري الموحد، لافتة إلى أن الإدارة السورية الجديدة قادرة على اتخاذ خطوات في هذا الصدد.

وتحظى الوحدات الكردية بدعم قوي من الولايات المتحدة ودول غربية أعضاء في التحالف الدولي ضد «داعش»، بدعوى أنها حليف وثيق في الحرب على التنظيم الإرهابي في سوريا.


استغلال قضية «داعش»
وقال الشرع إن حزب العمال الكردستاني، الذي تعد الوحدات الكردية ذراعه في سوريا، يستغل تنظيم «داعش» وسيلة للابتزاز، وإن هذا الوضع يجب أن يحل على المستوى الدولي، وأنهم جددوا مطلبهم بالسيطرة على السجون.

وأضاف: «أرسلنا لهم رسالة مفتوحة، كما التقينا بالدول، قلنا إن السجون التي يوجد فيها عناصر (داعش)، والخاضعة حالياً لحماية (الوحدات الكردية – «قسد») يجب أن تكون تحت سيطرتنا»، لافتاً إلى أن إدارته قد تطلب الدعم من تركيا في هذا الصدد.

ولفت الشرع إلى أن إدارته سعت لإيجاد حل وسط مع الأكراد الذين تعرضوا لظلم كبير في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، مؤكداً أنهم «جزء مهم من المجتمع السوري، ونرغب في العيش معهم بسلام دون إراقة الدماء».

الدستور وعودة اللاجئين
وتطرق الشرع إلى خطة لإعادة إعمار سوريا، قائلاً: «سنطور القوانين ونسعى إلى تعزيز الحوار بين الناس، خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، سنضع دستوراً جديداً وسنجري انتخابات». ودعا السوريين في الخارج للعودة إلى بلادهم، قائلاً: «نحن على أتم الاستعداد لاستقبالهم والعمل معهم على بناء سوريا من جديد».

وعبر عن أمله في أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة برفع العقوبات عن سوريا ودعم الشعب السوري، كما أكد التزام الإدارة الجديدة بتحقيق العدالة، قائلاً إنها ستخاطب المحاكم الدولية وتسعى لكشف مصير المفقودين ومعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات. وشدد الشرع على أن «الاحتلال الإسرائيلي غير مقبول في سوريا، وسنطالب الأمم المتحدة بالضغط عليهم».

وعبر عن شكره للرئيس رجب طيب إردوغان وتركيا على دعمهما، قائلاً إن «تركيا وإردوغان اتخذا موقفاً إنسانياً تجاهنا، رغم أنهم لم يكونوا مضطرين إلى ذلك، فعلوا ذلك فقط للوقوف إلى جانب المظلومين والأبرياء، وسوف يكتب التاريخ ما فعله السيد إردوغان، والشعب السوري سيقف دائماً إلى جانب تركيا ولن ينسى هذا الدعم». وذكر الشرع أنه أجرى محادثة هاتفية مع إردوغان، ودعاه إلى زيارة سوريا، وأنه يخطط لأن تكون أول زيارة خارجية له إلى تركيا أو السعودية في المستقبل القريب.

اتصالات واشتباكات

في سياق متصل، بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مع نظيريه الروسي، سيرغي لافروف، والإيراني عباس عراقجي، في اتصالين هاتفيين منفصلين مساء الخميس، التطورات في سوريا. وبحسب وزارة الخارجية التركية، أكد فيدان ونظيراه خلال الاتصالين أهمية تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية، وإحلال الاستقرار والأمن فيها.

في الوقت ذاته، استمرت الاشتباكات العنيفة بين فصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، و«قسد» في محاور متعددة في شرق حلب أهمها محور سد تشرين.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 9 عناصر من الفصائل، وإصابة 11 آخرين، في عمليات نفذتها «قسد» استهدفت خلالها قواعد تركية في قرية الهوشرية بريف منبج وريف مدينة دير حافر شرق حلب، وتجمعاً لآليات وعناصر القوات التركية في قرية عطشانة جنوب منبج في شرق حلب.

وقال «المرصد» إن عمليات «قسد» جاءت رداً على الهجمات البرية والجوية المتواصلة من القوات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق سيطرة قسد في شمال وشرق سوريا، كما يستمر القصف التركي الجوي والبري على محور سد تشرين وعلى مناطق في عين العرب (كوباني).

على صعيد آخر، أعلنت وزارة التجارة التركية، أمس الجمعة، الاتفاق مع الإدارة السورية على إعادة تقييم الرسوم الجمركية على بعض السلع خلال اجتماع لوفد من الوزارة مع مسؤولين في دمشق جرى خلاله مناقشة العلاقات التجارية والاقتصادية.

وذكرت الوزارة، في بيان، أن مسؤولي البلدين اتفقوا على بدء المفاوضات لإعادة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة التي جرى تعليقها في عام 2011 عندما اندلعت الحرب الداخلية في سوريا.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی الإدارة السوریة الوحدات الکردیة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

محلل لبناني: سوريا تدخل اليوم مرحلة حرجة من تاريخها

 أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، بيانا رسميا حذرت فيه من معلومات موثوقة تشير إلى احتمال وقوع هجمات وشيكة على مواقع يرتادها السياح في سوريا، وذلك بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية.

وفي هذا الصدد، يقول أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، إن تدخل سوريا اليوم مرحلة حرجة من تاريخها، حيث تسعى إدارة ناشئة إلى بناء مؤسسات من الصفر في بلد أنهكته الحرب والانقسامات، ونجاح هذه الدولة في إثبات نفسها أمنيا سيكون بوابة نحو الاستقرار، أما الفشل فقد يعيد إنتاج الفوضى بصيغ أشد خطورة.

وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "أما الولايات المتحدة من جهتها، فإنها تظهر أنها مستعدة للتعامل بواقعية ميدانية حين يتعلق الأمر بمصالحها الأمنية، لكنها لا تزال بعيدة عن منح غطاء سياسي لأي طرف، ومع ذلك، فإن أبواب التفاهم  وإن كانت خلفية  تظل مفتوحة إذا أثبتت القيادة الجديدة في سوريا أنها قادرة على تأمين البلد وإعادة الثقة بمؤسساتها". 

وأشار يونس، إلى أنه في خطوة لافتة، وهي صدور بيان تحذيري من وزارة الخارجية الأميركية من المستوى الرابع،  وهو الأعلى ضمن تصنيفاتها، دعت فيه مواطنيها إلى عدم السفر إلى سوريا، محذرة من هجمات محتملة قد تستهدف مراكز تسوق وفنادق ومناطق يرتادها السياح، خاصة ان هذا التحذير يأتي وسط تطورات متسارعة تشهدها البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وبروز إدارة سورية جديدة تقودها جماعة كانت واشنطن نفسها تصنفها كـ"منظمة إرهابية" فهذا يعكس قناعة استخباراتية أميركية بوجود تهديد وشيك على حياة المدنيين، إلا أن هذا  التحذير الأميركي لا يقرأ بمعزل عن السياق السياسي والأمني المستجد في سوريا، بل يعكس قلقا استخباراتيا حقيقيا من عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الساحة، مستغلا هشاشة المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد. 

وتابع: "وهنا تبرز مؤشرات على الهشاشة الأمنية التي تعانيها الدولة السورية خاصة بعد حل الأجهزة الأمنية السابقة والفصائل المسلحة، وإجراءات التسوية التي قامت بها الإدارة الجديدة  مع فلول النظام في المقابل لم تسارع تلك الإدارة  الى بناء جهاز أمني موحد قادر على مواجهة التحديات المعقدة". 

وأردف: "وكانت هناك تقارير أمنية كثيرة في الفترة  الأخيرة تتحدث عن هجمات متفرقة في اللاذقية والساحل، إلى جانب إحباط تفجيرات خطّط لها تنظيم الدولة في منطقة السيدة زينب،مما يكشف عن ثغرات أمنية واضحة، وتثير التساؤل حول مدى قدرة الإدارة الجديدة على ضبط الوضع في مختلف المحافظات، خاصة في ظل بقاء مجموعات مسلّحة غير مدمجة في إطار الدولة، لكن لا بد من الإشارة حول التزامن الحاصل بين تلك الحملات التي قامت بها الدولة السورية الجديدة وبين التهديدات التي أشار إليها البيان الأميركي حيث يتبين وكأنه رد فعل على تلك الحملات من خلال استهداف مواقع سياحية ومراكز تجمعات مدنية الأمر الذي يعكس نية واضحة في تقويض الاستقرار وضرب اي مؤشرات تعافي اقتصادي او انفتاح خارجي". 

قائد الجيش اللبناني يزور الحدود مع سوريا للتأكد من الوضع الأمنيالدفاع التركية تعلن تدمير 121 كيلومترا من الأنفاق شمال سوريا

واختتم: "من جهة أخرى نرى البراغماتية الأمنية الأميركية من خلال تعاونها مع هيئة تحرير الشام رغم أنها مصنفة إرهابية، الأمر الذي يكشف تحول الأولويات الأميركية من محاربة الإرهاب إلى منع إعادة إنتاجه وهذا ما يظهر إدراك واشنطن أن هذه الجماعة باتت أمرا واقعا في السلطة الجديدة إلا أنه ليس اعترافا كاملا بها بل مجرد تعايش أمني مؤقت، ولا شك أن الإدارة السورية الجديدة  هي أمام تحدي حاسم في إثبات القدرة على الضبط الأمني وأن اي استمرار للتهديدات دون رادع حاسم قد يؤدي إلى فقدان ثقة المجتمع الدولي ويجعل مصداقية الدولة على المحك".

البنتاجون: سنخفض القوات الأمريكية في سوريا إلى النصفصندوق النقد والبنك الدوليين يناقشان إعادة دعم سوريا الأسبوع المقبل

مقالات مشابهة

  • أنباء عن اعتقال الأمن السوري لمسؤوليْن في حركة الجهاد الإسلامي
  • حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري
  • سوريا الشرع وترويض النمرة
  • سوريا.. بيان رئاسي بعد جدل حول ظهور شقيق الشرع مع المرسومي
  • تحذيرات من اعتقال الرئيس السوري أحمد الشرع في العراق قبيل القمة العربية
  • سوريا.. هل كل مثقف أو رجل أعمال يصلح كرجل دولة؟
  • إقالة ناطق الجيش العراقي بعد مهاجمته الرئيس السوري.. ما صحة المنشورات المتداولة؟
  • وفد من الكونغرس الأمريكي يزور سوريا ويلتقي الشرع
  • محلل لبناني: سوريا تدخل اليوم مرحلة حرجة من تاريخها
  • وفد من الكونغرس الأمريكي يلتقي الشرع وواشنطن تحذر من هجمات وشيكة في سوريا