تحركات النواب: الطعن والإقالات في مواجهة قرارات المشهداني
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
25 يناير، 2025
بغداد/المسلة: ما جرى في البرلمان العراقي مؤخراً، يعكس حالة التباين بين الركود المفاجئ والتحركات العاصفة، إذ طعن عدد من النواب في جلسة برلمانية وُصفت بـ”المفاجئة”، والتي شهدت تمرير ثلاثة قوانين جدلية دفعة واحدة.
واعتبر النائب حسين عرب ان “مخالفة رئاسة مجلس النواب سابقة خطيرة في ان يصوت المجلس على ثلاث قوانين دفعة واحدة مدموجة”.
ويتساءل عرب: “لا اعرف من اين استمد المشهداني هذه البدعة الخطرة .. وللعلم لست معترضا على القوانين ولكني معترض على المخالفة القانونية”.
وتقدم نواب طعن رسمي لدى المحكمة الاتحادية لإيقاف تنفيذ مخرجات تلك الجلسة، التي وُصفت بـ”الفوضوية”.
و على خلفية الجلسة الأخيرة، أعلن النواب المعترضون جمع أكثر من 130 توقيعًا لإقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه. هذا التصعيد جاء بسبب ما وصفوه بـ”الأسلوب العاجل وغير المسبوق” في تمرير القوانين، حيث اكتفى المشهداني بقراءة الأسباب الموجبة دون مناقشة تفصيلية، في خطوة نادرة أثارت اعتراضات واسعة.
القوانين التي تم تمريرها تشمل “الأحوال الشخصية”، “العفو العام”، و”إعادة العقارات”، وهي قوانين أثارت جدلًا واسعًا منذ طرحها العام الماضي. يُذكر أن قانون العفو العام، الذي قد يبدأ تطبيقه قريبًا، قد يؤدي إلى الإفراج عن نحو 30 ألف سجين، ما أثار مخاوف من شمول القانون بعض المتورطين في قضايا الفساد والإرهاب.
و ما يعقد المشهد السياسي أكثر هو شخصية محمود المشهداني، التي أثارت الانقسام داخل البرلمان. تقلباته السياسية بين الأطراف المختلفة، بدءًا من الإطار التنسيقي إلى التحالف السني الموحد، جعلته شخصية غير متوقعة بالنسبة للكثيرين. وبينما وصفه البعض بأنه يسعى لتحقيق طموحات زعامة “البيت السني”، اعتبر آخرون أن إدارته للجلسات يغلب عليها الطابع “المسرحي”.
النائب رائد المالكي وصف ما حدث في الجلسة الأخيرة بأنه “دعاية انتخابية”، خصوصًا أن المشهداني لم يُخفِ فرحته بتمرير “العفو العام” خلال مؤتمر صحفي عقده مباشرة بعد الجلسة. هذه الاتهامات تضيف بُعدًا جديدًا للنقاش حول شرعية الإجراءات التي اتبعها رئيس البرلمان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author Admin
See author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
قرارات ووعود أثارت الجدل…؟
جاءت القرارات والوعود التى أعلنها « دونالد ترامب» مؤخراً لتثير ردود فعل دولية واسعة. ففور وصوله إلى المكتب البيضاوى وحتى قبل انتهاء مراسم تنصيبه بدأ الرئيس الأمريكى « ترامب» بتوقيع سلسلة من القرارات والأوامر التنفيذية لإلغاء وتجميد قوانين اتخذتها إدارة «جو بايدن». وحرص فى الخطابات الثلاثة التى ألقاها فى يوم تنصيبه على أن يتعهد باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والمحلية التى يقول «إنها ستعيد العصر الذهبى لأمريكا»، وهو ما أثار ردود فعل واسعة. ففى معرض التعليق على إعلان الرئيس ترامب بشأن فرض رسوم جمركية محتملة انبرى « دومبروفسكيس» المفوض الأوروبى للشؤون الاقتصادية، فأكد « بأن الاتحاد الأوروبى مستعد للدفاع عن مصالحه إذا اقتضت الضرورة «.
الجدير بالذكر أنه سبق وأن تعهد « ترامب» من قبل بفرض رسوم جمركية على منتجات دول منطقة اليورو وخصوصا ألمانيا التى تتمتع بأعلى فائض تجارى مع الولايات المتحدة، وكذلك على السلع المستوردة من كل من كندا والمكسيك والصين. وأشار المفوض الأوروبى فى تصريحات له عقب خطاب «دونالد ترامب» بأن الاتحاد الأوروبى رد بطريقة متناسبة على الرسوم الجمركية التى فرضت على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية إلى الولايات المتحدة خلال الولاية الأولى ل» ترامب» ما بين عامى 2017 2021 بفرض رسوم على الواردات الأمريكية.
هذا وفى مواجهة التهديد الذى يلوح فى الأفق تبنى الاتحاد الأوروبى على مدى الأشهر الماضية الدعوة إلى التعاون بين التكتل والولايات المتحدة بدلا من المواجهة. وأكد المفوض الأوروبى فى معرض الشرح قائلا:( إن الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان، ونحتاج للعمل معا خصوصا فى هذا السياق الجيوسياسى المضطرب)، وحذر من أن أى نزاع تجارى ستكون كلفته الاقتصادية كبيرة على الجميع بما فى ذلك الولايات المتحدة. كما أشار إلى وجوب العمل على تعزيز اقتصاد الاتحاد الأوروبى لا سيما من خلال السعى لتنويع الشراكات التجارية للتكتل. وكان الاتحاد الأوروبى قد أعلن عن اتفاق تجارى معزز مع المكسيك قبيل تنصيب « ترامب»، كما أعلن مؤخرا عن أنه سيستأنف المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع ماليزيا.
أما رئيس وزراء فرنسا فحذر من أن فرنسا والاتحاد الأوروبى قد تسحقان بسبب السياسة المعلنة للرئيس الأمريكى « ترامب» وذلك فيما إذا لم يتحركوا لمواجهتها. وأردف قائلا: ( إن الولايات المتحدة قررت اتباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدق من خلال الدولار، ومن خلال السياسة الصناعية، ومن خلال الاستيلاء على كل الأبحاث والاستثمارات)، وأضاف: ( إذا لم نفعل شيئا فسوف نخضع للهيمنة ونتعرض لسحق وتهميش. والأمر مناط بنا نحن الفرنسيين والأوروبيين لاستعادة زمام الأمور. لا سيما وأن تنصيب « دونالد ترامب» يضعنا أمام مسؤولياتنا).
ولقد انبرت المسؤولة الكبيرة فى البنك المركزى فحذرت من مخاوف تثار حول اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة فى ظل رئاسة « ترامب» وهو ما ستكون له عواقب سلبية على الحركة التجارية والأسعار. وأضافت قائلة: (إن الرسوم الجمركية كانت محورية فى تصريحات « ترامب»، وبالتالى من المرجح جدا أن تندلع حرب تجارية).