الثورة نت:
2025-01-26@05:57:37 GMT

اليمن في الوعي الفلسطيني المقاوم

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

ارتبطت اليمن منذ بداية المعاناة الشعبية العربية الفلسطينية مع القوى الاستعمارية بدءا من الحروب الصليبية مرورا بالاستعمار العثماني ثم الإنجليزي وصولا للاحتلال الصهيوني، وفي كل هذه المحطات الاستعمارية كانت اليمن حاضرة بفرسانها ورجالها وبوعيها الجمعي الديني والفكري والسياسي والثقافي والاجتماعي، غير أن اليمن التي ارتبطت بهذه القضية بصورة فردية أو جماعية محدودة وكان للبعد الجغرافي دور في هذا السياق، إلا أن ما حدث مؤخرا من قبل اليمن فعل غير مسبوق وغير متوقع حتى من قبل ألد أعداء اليمن وهم الصهاينة والأمريكان، والبريطانيون، بل شكل موقف صنعاء وقرار قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بدعم وإسناد المقاومة العربية في فلسطين صدمة مثيرة للحيرة لدى البعض من النخب اليمنية في الداخل، فيما كانت بمثابة كارثة وجرس إنذار لدول المحيط اليمني الذين شكل لهم الموقف اليمني ليس سابقة غير معهودة لفعل طبيعي بل نظروا لموقف صنعاء باعتباره يحمل من المخاطر لهم ما يفوق قدرتهم على التعامل معه وليس ثمة إمكانية لتطويق موقف صنعاء التي تجاوزتهم وتجاوزت أدوارهم ونسفت بموقفها كل مشاريعهم الاستراتيجية ذات الأبعاد الجيوسياسية التي كانت بعض أنظمة المنطقة تسعى للوصول إليها عبر فلسطين التي اتخذت منها بعض الأنظمة إن لم يكن كلها بمثابة جسرا لتحقيق أهداف ومصالح جيوسياسية واستراتيجية والتي نسف الموقف اليمني جسور تواصلها واضعا أمام الأنظمة العربية مجتمعة ودون استثناء خيارات مصيرية يصعب تجاوزها أو التحايل عليها، وكما وضعت صنعاء السفن العابرة لمضيق باب المندب ومياه البحرين الأحمر والعربي أمام خيارين هما مقاطعة الموانئ الصهيونية أو الاستهداف، الأمر الذي اضطر بعض ملاك هذه السفن إلى وقف تعاملهم مع الكيان، فيما اختار البعض الآخر (رأس الرجاء الصالح) الأمر ذاته  بالنسبة للأنظمة العربية فإن صنعاء وضعتها أمام خيارين إما (الحياد) وهذا ما اتخذته تقريبا غالبية الأنظمة العربية، وإما (التطبيع) مع العدو والمجاهرة به، وكلاهما بطعم المر بالنسبة لهذه الأنظمة التي ترتبط بعلاقة مع العدو من تحت الطاولة وبرعاية أمريكية بريطانية غربية، فيما أخرى وعددها محدود كانت قد جاهرت بعلاقتها مع العدو من قبل أن يتحول الموقف اليمني من موقف تابع لبعض الأنظمة العربية والدولية إلى موقف مستقل، استطاع أن يذهب بعيدا في قراره فيما يتعلق بالقضية المركزية العربية الأولى للأمة قضية فلسطين ويتحول موقف اليمن من موقف الإسناد الفردي والجماعي المحدود المتعارف عليه تاريخيا، على الصعيد الشعبي، ومن موقف رسمي محدود يقتصر على التعاطف وبيانات الإدانة والشجب، إلى آخر غير متوقع ومفاجئ لكل العالم خاصة بعد أن تحول هذا الموقف من موقف إسناد إلى آخر فاعل ومواجهة ميدانية مع العدو، ساحبة البساط من تحت أقدام أنظمة ونخب تاجرت بالقضية ووظفتها لتحقيق أهداف سياسية محلية وعربية ودولية بحرص لا يؤدي لخسارتهم أو يفقدهم طرق العبور نحو واشنطن ولندن وباريس وبقية عواصم الاستعمار القديم المتجدد من خلال رعاية الكيان الصهيوني.

ولم يكن دافع صنعاء سياسياً ولا جيوسياسياً كما يذهب المتخوفون في تفسير موقف صنعاء التي انطلقت في مواقفها من وازع ديني عقائدي غير قابل للمساومة وغير قابل للتوظيف السياسي أيضا، وهذا ما دفع البعض في الداخل و المنطقة من خصوم صنعاء إلى تبني حملة تشويه وتضليل ضد صنعاء ومحاولة الانتقاص من دورها في معركة الطوفان والتقليل من هذا الدور وإظهاره بصورة (العبث) تارة وأخرى وصفه بالهروب إلى معركة خارجية تلهي الشعب عن أزمته الداخلية فيما هناك من ذهب بعيدا بغيظه واعتبر أن صنعاء بموقفها الداعم لفلسطين وشعبها إنما تستدعي العدوان الصهيوني لتدمير قدرات الشعب اليمني..

أصحاب هذا التوصيف الأخير الذين يتهمون صنعاء بأنها استدعت العدو ربما كانوا أكثر من أقرانهم المنتقدين لموقف صنعاء ارتهاناً وتبعية لأسباب عدة، أهمها أن لا شيء بقي من قدرات اليمن سالما ولم تدمره قوات التحالف الدولي التي تستهدف اليمن وقدراتها منذ مارس 2015م.. ويعلم أصحاب هذا المنطق وكانوا حين تدمرت واستهدفت كل هذه القدرات لا يزالون شركاء في المواجهة ضد العدوان الذي دمر كل شيء بالوطن حتى منازلهم الخاصة ومقراتهم دمرت وكانوا لا يزالون جزءا من المشهد الوطني المواجه قبل أن ينقلبوا على الوطن والشركاء لدوافع سياسية زينتها لهم جهات خارجية إقليمية ودولية بهدف شق الصف الوطني غير أن محاولتهم فشلت فذهبوا ليعاد تجنيدهم من قبل دول العدوان الذين حاولوا أن يتخذوا منهم أوراق مساومة بهدف الضغط على صنعاء عند الحاجة..

وأعتقد أن رد الفعل المقاوم فلسطينيا على موقف صنعاء ما عبره عنه المجاهد (أبو عبيدة) في طلته الأخيرة الذي وصف موقف صنعاء بأنه ( موقف تاريخي فريد) بل وذهب أبعد حين (ربط اليمن بفلسطين وجوديا) ولم يذكر (أبو عبيدة) أي نظام عربي غير اليمن، وأن حياء الشعوب العربية الحرة التي شاركت إخوانهم في فلسطين معاناتهم وجدانيا وفكريا ومعنويا.

استراتيجيا يمكن القول أن صنعاء التي انتقلت من حالة الإسناد المحدود إلى المواجهة المفتوحة مع العدو وشركائه أمريكا وبريطانيا تحديدا جعلت صنعاء تقلب الطاولة على رؤوس الجميع متسلحة بوعيها الإيماني وبقناعتها بدورها والتفاف الشعب حولها، وتوظيفها لموقع اليمن الجغرافي لأول مرة في تاريخ اليمن وهو السلاح الأخطر في سياق الصراع المحتدم على الخارطة الدولية لما في ذلك الصراع الجاري في فلسطين الذي بدوره متصل اتصالاً مباشراً بالصراع الدولي القائم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: موقف صنعاء موقف الیمن مع العدو من موقف من قبل

إقرأ أيضاً:

من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟

اعتبرت وكالة سبأ الحكومية قرار الإدارة الأمريكية الجديدة، الصادر يوم 22 يناير الجاري2025، بشأن إعادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصنيف مليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، كـ "منظمة إرهابية أجنبية"، أنه عزز الاصطفاف العالمي في تصنيف المليشيا تالحوثية ضمن قوائم الإرهاب.

وأصدرت عدد من دول العالم ومجلس الأمن الدولي، منذ العام 2015م حتى الوقت الراهن، سلسلة من القرارات التي أجمعت في مجملها على تصنيف مليشيات الحوثي كـ "جماعة ومنظمة إرهابية"، وضرورة اتخاذ العقوبات الرادعة ضدها لوقف جرائمها المتمثلة في انتهاكات حقوق الإنسان، وتهديد الأمن في اليمن، وتهديد الأمن والسلم إقليمياً ودوليا، وتهديد حرية وأمن الملاحة الدولية.

كما حمّل المجتمعين الإقليمي والدولي، مليشيات الحوثي الإرهابية أداة إيران في اليمن، بسبب انقلابها على الشرعية الدستورية وإشعالها الحرب العسكرية وتصعيدها الحرب الاقتصادية ضد اليمن واليمنيين، المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن من تدهور كبير على مختلف المستويات الاقتصادية والخدمية والمعيشية والإنسانية والاجتماعية.

وشملت القرارات والقوانين الدولية ذات الصلة بتصنيف جماعة الحوثي كـ "منظمة إرهابية"، قرارين على المستوى الدولي صادرين عن مجلس الأمن الدولي، تحت الفصل السابع (إلزامي)، وهما: القرار 2216 ، بتاريخ 14 إبريل 2015م ، والذي يدين أعمال الحوثيين ويطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة، والقرار 1373 ، بتاريخ 28 سبتمبر 2001م، والذي يلزم الدول بمحاربة تمويل الإرهاب وتجميد أصول المنظمات الإرهابية.

كما تضمنت تلك القرارات والقوانين، قرارات على مستوى الدول الغربية، الولايات المتحدة قرار رئاسي (تنفيذي)، من خلال الأمر التنفيذي 13224 ، والذي يفرض عقوبات على الكيانات الإرهابية بتجميد الأصول المالية وحظر التعاملات، ومرتطبيقه على الحوثيين بعدة مراحل هي: التصنيف الأول في يناير 2021م، صنفت إدارة الرئيس دونالد ترامب جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، وإلغاء التصنيف في فبراير 2021م، حيث ألغت إدارة الرئيس جو بايدن هذا التصنيف لأسباب إنسانية، وإعادة إدارة الرئيس دونالد ترامب في 22 يناير 2025م، تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.

وأصدرت أيضاً المملكة المتحدة، قرارا (عقوبات اقتصادية)، من خلال القانون: Sanctions and Anti-Money Laundering Act 2018 ، في ديسمبر 2021م، والذي يمنح الحكومة البريطانية صلاحيات لفرض عقوبات، بما في ذلك إدراج الحوثيين في قوائم العقوبات الخاصة باليمن، وكذا أصدر الاتحاد الأوروبي، قرارا (لائحة عقوبات)، من خلال اللائحة: (EU) No 1352/2014، والتي تفرض عقوبات على الكيانات التي تهدد السلام والأمن في اليمن، وتم إدراج الحوثيين لاحقًا ضمن هذه الكيانات، وذلك عام 2022م.

وفي السياق ذاته، أصدرت كندا، قراراً (تشريعاً وطنيا)، في عام 2022م، من خلال قانون: Justice for Victims of Terrorism Act ، والذي يتيح للحكومة تصنيف الكيانات كمنظمات إرهابية، وتم إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية.

وكذلك أصدرت استراليا، قراراً (عقوبات وتشريع)، في مايو 2024م، من خلال قانون الجرائم الجنائية لعام 1995م، والذي يمنح السلطات صلاحية تصنيف المنظمات الإرهابية، وتم إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية.

كما اصدار نيوزيلندا، قراراً (عقوبات وطنية)، في نوفمبر عام 2024م، من خلال تشريعات الأمن الوطني، والتي تمنح الحكومة صلاحية تصنيف المنظمات الإرهابية، وصنفت الحوثيين كمنظمة إرهابية.

أما على مستوى قرارات الدول العربية، فقد أصدرت المملكة العربية السعودية، قراراً (تشريعات وطنية)، في العام 2018م، من خلال قانون مكافحة الإرهاب وتمويله، وتم عبره تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.

 وأصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة، قراراً (لائحة وطنية)، في العام 2014م (تأكيد جديد 2022م)، من خلال قائمة المنظمات الإرهابية، والذي احتوى على إدراج الحوثيين ضمن الجماعات المحظورة.

واصدرت مملكة البحرين، قراراً وطنياً في العام 2021م، من خلال تشريعات مكافحة الإرهاب، والتي دعمت قرارات التصنيف الدولية وأدرجت الحوثيين كجماعة إرهابية.

كما أصدرت الرئاسة والحكومة اليمنية الشرعية، قرار مجلس الدفاع الوطني، في 22 أكتوبر عام 2022م، من خلال قرار الحكومة الشرعية، بشأن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية.

مقالات مشابهة

  • اليمن قالها مبكراً!
  • العقوبات على بنك اليمن والكويت.. تحديات للقطاع المصرفي اليمني
  • أنصار اللهفي اليمن تطلق سراح 153 أسيرا لدواع انسانية
  • “تصنيفٌ” انتقامي جديدٌ يعكس حالة الإفلاس الأمريكي في مواجهة اليمن
  • من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟
  • الصناعات الجلدية في اليمن.. هدفها الرئيس إحياء الموروث الشعبي القديم
  • مراقبون وسياسيون لـ «الثورة»:اليمن شريك في صناعة نصر غزة وتعزيز الصمود الفلسطيني
  • فهمي بهجت: موقف القاهرة الثابت تجاه فلسطين يكشف المخططات التي تستهدف الدولة
  • بأنامل عراقية.. طفل يؤلف كتابًا لنشر الوعي البيئي باللغتين العربية والإنجليزية