الثورة / متابعات

بعد أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، يبدو القطاع وكأنه خرج لتوّه من زلزال مدمّر وفق وصف الفلسطينيين جراء الدمار الهائل في المباني والمنشآت والشوارع.

فالدمار الذي طال البنى التحتية من منازل ومبانٍ ومنشآت وشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي كان غير مسبوق.

ووفق آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش العدو ألقى 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع ما تسبب بتدمير نحو 88 بالمئة من البنى التحتية بما يشمل المنازل وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاقتصاد.

وتزيد تكلفة الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة عن 38 مليار دولار أمريكي.

وبين 7 أكتوبر 2023م و19 يناير الجاري، خلفت الإبادة الإسرائيلية أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم

ووفق بيان المكتب الحكومي، فإن جيش الاحتلال دمر 161 ألفا و600 وحدة سكنية بشكل كلي وحول 81 ألف وحدة سكنية إلى ركام وغير صالحة للسكن، فيما دمر 194 ألفا بشكل جزئي.

كما طال الدمار نحو 216 مقرا حكوميا و42 منشأة وملعباً وصالة رياضية.

إلى جانب ذلك، فقد دمر137 مدرسة وجامعة بشكل كلي و357 مدرسة وجامعة بشكل جزئي.

وقال البيان إن عدد المساجد المدمرة كليا بلغت نحو 832 مسجدا مقابل 158 مسجدا تم تدميرها بشكل بليغ وبحاجة إلى إعادة ترميم.

أما الكنائس التي استهدفها جيش الاحتلال ودمرها وفق البيان بلغت 3، فيما دمر 206 مواقع أثرية وتراثية.

ودمرجيش العدو نحو 19 مقبرة بشكل كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة موزعة على أنحاء القطاع.

وفي القطاع الصحي، تعرضت 34 مستشفى  أو الاعتداء أو الإخراج عن الخدمة، فيما أخرج جيش العدو 80 مركزا صحيا عن الخدمة واستهدف 162 مؤسسة.

كما طال الدمار الإسرائيلي  شبكات المياه  حيث دمر الاحتلال نحو 330 ألف متر من شبكات المياه

هذا الدمار رافقه إمدادات المياه عن القطاع منذ أول أيام حرب الإبادة، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت آنذاك فرض حصار كامل على القطاع، قائلا: “لن تكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا مياه، ولا وقود، كل شيء مغلق”.

ويعتمد القطاع على 3 مصادر رئيسية للمياه، الأول الآبار الجوفية حيث يضم القطاع مئات الآبار دمر الجيش الإسرائيلي منها وأخرج عن الخدمة نحو 717، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وأما المصدر الثاني وهو محطات التحلية الثلاث، محطة الشمال بطاقة إنتاجية قبل العدوان قدرت بنحو 10 آلاف متر مكعب يوميا، والوسطى بطاقة إنتاجية 5 آلاف و500 متر مكعب يوميا، ومحطة الجنوب بطاقة إنتاجية 20 ألف متر مكعب يوميا، وفق سلطة الطاقة.

وتعطل عمل محطتين بشكل كامل بينما عملت الثالثة بشكل جزئي وضعيف وبقدرة إنتاجية لا تتجاوز 5 بالمئة بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وفق مصادر فلسطينية رسمية.

أما المصدر الثالث فهي المياه المشتراة من شركة “ميكروت” الإسرائيلية وتشمل 3 وصلات شمال غزة ووسطها وجنوبها وقطعت إسرائيل هذه الإمدادات في أول أيام الحرب .

ولم تكن شبكات الصرف الصحي بمنأى عن الدمار الإسرائيلي حيث وثق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تدمير إسرائيل لنحو 655 ألف متر من شبكات الصرف الصحي في القطاع.

هذا التدمير تسبب بتوقف شبه كامل لخدمات الصرف الصحي ما أدى إلى تسرب المياه العادمة للمناطق المأهولة بالسكان فضلا عن تصريف أجزاء منها باتجاه البحر.

حرب الإبادة الجماعية طالت أيضا قطاع الطاقة في غزة حيث ترك الفلسطينيون على مدار أكثر من 15 شهرا بظلام دامس، إلا بما وفرته ألواح الخلايا الشمسية التي نجت من القصف الإسرائيلي.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 3 آلاف و680 كيلو متراً من شبكات الكهرباء في القطاع.

وقالت إن 70 بالمئة من مباني سلطة الطاقة وشركة التوزيع في غزة تم تدميرها، و90 بالمئة من المستودعات والمخازن.

وأشارت إلى أن الإبادة أدت إلى تضرر نحو 830 كيلو مترا من شبكات الجهد المتوسط والنقل ونحو 2700 كيلو متر من شبكات الجهد المنخفض، كما دمرت أكثر من ألفين و105 محولات لتوزيع الكهرباء في القطاع.

كما عطلت إسرائيل في أول أيام الحرب إمدادات الكهرباء الواصلة للقطاع والتي كانت تقدر بنحو 120 ميغاوات، بينما تسبب منع دخول الوقود بتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع في 10 أكتوبر 2023م بعد نفاد المخزون لديها.

وفي ظل هذه المعاناة، تعمد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب استهداف ألواح الطاقة الشمسية التي كانت تعلو منازل الفلسطينيين والمنشآت العامة كبديل عن التيار الكهربائي.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في سبتمبر 2024م، بأن القطع التعسفي للتيار الكهربائي تسبب بتوقف مستشفيات ومراكز صحية عن العمل عدة مرات لعدم وجود بدائل ما أدلى لتسجيل حالات وفاة نتيجة توقف الخدمات الصحية بسبب انقطاع الطاقة.

كما أثر ذلك على عملية تخزين الأدوية والدم والمستلزمات الطبية، وأدى لاستخدام التعطيش كأداة حرب حيث حرم انقطاع التيار وصول مياه الآبار الجوفية للمواطنين وأوقف عمل محطات التحلية، وفق المرصد

منذ بداية الإبادة، تعطلت المواصلات العامة في قطاع غزة بسبب نفاد مخزون الوقود ومنع إسرائيل دخوله إلى القطاع.

كما تسببت الهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية بتدمير الشوارع والطرقات أفضى اليوم إلى صعوبة في مرور المركبات التي عادت للعمل بعد سريان وقف إطلاق النار.

إلى جانب ذلك، جرفت آليات الجيش شوارع وطرقات في أنحاء مختلفة من قطاع غزة حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي إن إجمالي ما تم تدميره من شبكات الطرق والشوارع بلغ نحو مليونين و835 ألف متر طولي.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة

داخل وحدة "حديثي الولادة" بمستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ترقد أجساد صغيرة لأطفال بالكاد تتحرك داخل الحضانات، تغطيهم أقمشة طبية خفيفة، فيما تكافح أجهزة الإنعاش لإبقائهم على قيد الحياة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة للشهر الـ19.

 

فداخل القسم لا صراخ ولا بكاء كما هو معتاد من الأطفال حديثي الولادة، بل أنين خافت وصمت ثقيل، يعكس ضعفهم الشديد وحالتهم الصحية الحرجة، في مشهد مرهق ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

 

** لا غذاء ولا دواء

 

هذا الصمت يعكس المأساة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء المخصص لهم، وانهيار النظام الصحي نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

 

ولم تدخل أي شحنات طبية أو غذائية مخصصة لحديثي الولادة منذ أكثر من شهر ونصف، في أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حسب إفادات طبية، ما تسبب في تدهور الرعاية الصحية وتهديد حياة عشرات الأطفال في الحضانات وأقسام الولادة.

 

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

 

وقالت فداء النادي، طبيبة الأطفال في مجمع ناصر الطبي، للأناضول، إن المستشفى يواجه أزمة كبيرة في توفير أنواع الحليب المناسبة للأطفال، وخاصة الذين يعانون مشكلات في الجهاز الهضمي، إلى جانب نقص شديد في الحفاضات والمستلزمات الأساسية.

 

وأضافت: "هذه الاحتياجات غير متوفرة على الإطلاق، ولا يمكن تعويضها بسهولة، كما أن سوء تغذية الأم خلال الحمل ينعكس مباشرة على صحة الطفل بعد الولادة".

 

** حياة مهددة

 

وأكدت أن استمرار الحصار الإسرائيلي يهدد حياة الأطفال بشكل مباشر.

 

وأوضحت أن الرضع الذين نجوا من القصف تحاصرهم اليوم سياسات التجويع التي تمارسها إسرائيل بالقطاع ضمن حرب الإبادة التي ترتكبها بدعم أمريكي.

 

والجمعة، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من اقتراب غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية" جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

 

وقالت مديرة الإعلام والتواصل لدى الأونروا جولييت توما، في بيان، إن الرضع والأطفال في قطاع غزة "ينامون جائعين" في ظل اقتراب الإمدادات الأساسية المتوفرة في القطاع من النفاد بشكل كامل.

 

وشددت على أن "هذه المرحلة الجديدة من المجاعة، تأتي في وقت لم يتعافَ فيه أصلا فلسطينيو القطاع من موجة سابقة حيث عمدت إسرائيل خلال عام ونصف من الإبادة إلى تقنين المساعدات الواصلة للقطاع ما حرم مئات الآلاف من العائلات الفقيرة الحصول على حصصها الغذائية المجانية".

 

وتأتي هذه المرحلة من المجاعة وسط انهيار القطاع الصحي بغزة جراء مواصلة إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لغزة.

 

** نداء إنساني

 

ووجهت الطبيبة نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي والجهات المعنية بضرورة فتح المعابر فورا، مؤكدة أن هذا الإجراء "كفيل بإنقاذ حياة الأطفال".

 

وأضافت: "كل يوم يمر يعني مزيدا من الخطر على أرواحهم، نحن لا نملك الوقت، وأطفالنا لا يملكون البدائل".

 

والثلاثاء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان، إن قطاع غزة يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على الفلسطينيين في 7 أكتوبر 2023.

 

وأشار البيان إلى أن الوضع الإنساني السيئ في غزة سببه الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل منذ 2 مارس الماضي، حيث أغلقت المعابر بالكامل ومنعت دخول أي مساعدات إنسانية.

 

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • نائب يحذر من تدمير البنية التحتية في غزة: الاحتلال يريد تصفية القضية
  • المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الاحتلال عمل على تعطيل وتدمير ما تبقى من البنية التحتية في غزة
  • البنية التحتية وشبكة الطرق أولوية في خطة نقابة المهندسين لإعمار غزة
  • تحالف بين «القابضة» و«العالمية القابضة» و«مدن» لإطلاق «جريدورا» المتخصصة بمشاريع البنية التحتية
  • اهتمام ياباني بالاستثمار في مشروعات البنية التحتية والإسكان بمصر
  • نجوا من القصف ويهددهم التجويع.. إسرائيل تخنق حديثي الولادة بغزة
  • الوزير: الصناعات المصرية جاهزة لتلبية احتياجات السعودية في البنية التحتية والنقل
  • عزت إبراهيم: مصر استثمرت أكثر من 550 مليار دولار في البنية التحتية
  • بين التراجع والتصعيد.. هل تغيرت شروط واشنطن في الملف النووي الإيراني؟.. المبعوث الأمريكي يطالب بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.. وإيران ترفض التفتيش الدولي على البنية التحتية العسكرية
  • معرض العقارات الدولي 2025 يناقش آفاق الاستثمار العقاري ومستقبل البنية الحضرية