أكد القيادي في تحالف حسم صهيب الراوي، اليوم الخميس، ان التنافس بين الكتل السياسية السنية امر طبيعي ولكن المشكلة في تناولها بالاعلام، مبينا ان أي كتله لوحدها لن تتمكن من تشكيل الحكومة المحلية ما لم تتحالف مع كتل أخرى. وقال الراوي في حديث لبرنامج عشرين الذي تبثه قناة السومرية الفضائية، ان "ما يحصل من خلافات بين الكتل السياسية السنية شيء طبيعي من حيث عدد الكتل التي ستشارك في الانتخابات ولكن اللبس الذي يحصل وما يؤثر على الناخب ناتج عن تهويل بعض الاعلام لما يحصل من مشاكل بينها وهذه المشاكل انية وستزول".



وأضاف: "اعتقد ان الظروف التي مرت بها الانبار كان لها تأثير على المزاج الانتخابي واخر ممارستين في الانتخابات كانت مختلفة ولا تمثل في حقيقتها ما يريده الناس وكانت مزورة وغير حقيقية وشابها الكثير من الضغوطات"، موضحا ان "محافظة الانبار في 2018 لم تكن مستعدة للانتخابات وما حدث فيها كان تزوير كبير وفي 2021 كانت مرسومة من قبل السلطة من خلال قانون انتخابي خاطئ ما أوصل البلد الى مرحلة الاقتتال واخر تشكيل الحكومة لأكثر من سنة".

وبين الراوي ان "الانتخابات الأخيرة كانت مرسومة لإبعاد الأحزاب المنظمة عن السلطة والعملية السياسية الناضجة لا تأتي الى من خلال أحزاب ناضجة ورصينة وليس دكاكين انتخابية وتقسيم المحافظة الى مناطق أدى الى تقسيم الأصوات وتشتيتها ما أثر على النتائج الانتخابية ونتج عنه تمثيل غير حقيقي".

وأشار الى ان "التأجيل في حسم المرشحين للانتخابات امر طبيعي ويحدث في كل انتخابات فمثلا في بغداد نحتاج الى أكثر من 90 مرشح وهذا يحتاج الى وقت طويل في ادخال بياناتهم وتطبيق شروط المفوضية، ونحن في حسم لدينا مرشحين كثر تجاوز عددهم 145 مرشح وهذا يحتاج الى وقت كبير لفرزها واختيار الأفضل من بينهم، ولم نأخذ أي تعهد من المرشحين لخوض الانتخابات تحت تحالفنا".

لفت الراوي الى ان "ما حصل من انسحابات لبعض المرشحين هو ناتج عن رفضهم من قبلنا بسبب التقييم الفني للمرشح وما يمكن ان يحصل عليه من أصوات ولكن للأسف ما حصل انهم ذهبوا لكيانات أخرى واستقبلتهم كمنسحبين من حسم وانهم ذهبوا الى تحالف جديد لأنه الأفضل وهذا خلاف الواقع لأنه أمضى أكثر من سنة في التحالف ولم يكتشف انه غير ناجح الا بعد عدم قبول التحالف به كمرشح للانتخابات، وهذا مشهد ليس جديد ويعبر عن شخص يشعر بالخوف والتهديد وعدم الثقة بالنفس".

وأكد ان "تحالف حسم وتحالف الانبار لم يأخذوا تعهدات من المرشحين ونحن بعيدين عن ذلك"، مبينا: "نحن نطمح لأخذ المركز الأول في الانبار من خلال تحالف الانبار المتحد وقائمة الحسم الوطني وتحالف العزم وهذه التحالفات ستأخذ المقدمة في الانتخابات القادمة".

وأوضح الراوي ان "التنافس سيكون بين تقدم وحسم ولكن أي واحد منهم لوحده لن يتمكن من تشكيل الحكومة المحلية لوحده بسبب قانون الانتخابات الحالي"، مبينا ان "أي كتلة سياسية في الانبار لن تتمكن من تشكيل الحكومة المحلية ما لم تتحالف مع كتل أخرى".

وأشار الى ان "تحالف الانبار لا ينطوي تحته أي من قيادات ساحات التظاهر ولكن ينطوي تحته من شارك في تحرير الانبار من داعش وهم اغلبهم ضباط كبار وامراء الوية يمثلون تحالف الانبار في الانتخابات القادمة".

بين الراوي ان "الحشد العشائري تم تشكيله ليكون مساند للقوات الأمنية وهم يعملون بشكل رسمي وتحت غطاء الدولة ويخضع للسياقات العسكرية والأمنية في البلد".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: تشکیل الحکومة فی الانتخابات تحالف الانبار

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال: شكراً عادل، ولكن..!

-١-
في بداياتنا الصحفية، كنا نجد في منزل أستاذنا الراحل سيد أحمد خليفة وحرمه الحاجة سكينة في السجانة — رحم الله روحيهما — ملاذاً أسرياً رحباً ومأوى ودّياً دافئاً.
وفي مكتب الأخ الأكبر والصديق الخلوق عادل سيد أحمد، كانت تدور النقاشات السياسية والصحفية، ونتعرّف من خلالها على رموز المجتمع الخرطومي.
كانت سيارة عادل البيضاء تقلّنا إلى المناسبات الاجتماعية والسياسية، وتكفينا عناء المواصلات وزحامها.
وفي المساء، كنا نجتمع بصحبة أستاذنا الراحل، صاحب صحيفة الوفاق، المرحوم محمد طه محمد أحمد، ومعه الحاج وراق والطاهر حسن التوم وناصف صلاح الدين وآخرين، على مائدة عشاء متواضعة في حيّ القوز، بمطاعم أسرية بسيطة، لكن بطعام شهيّ ودفء إنساني نادر.
فرّقت بيننا الأيام والسنوات والموت والجغرافيا والمواقف.
-٢-
ومنذ رحيل “أبو السيد” و”حاجة سكينة”، فترت علاقتي بعادل واقتصرت على لقاءات عابرة في المناسبات.
في المقابل، تقوّت صلتي بشقيقه الأكبر الأستاذ يوسف، والدكتور أمير، اللذين ظلّا مثالاً للنبل والكرم.
خلال احتجاجات سبتمبر، والثورة المجتمعية ضد نظام الإنقاذ، كان موقفي واضحاً؛ لم أكن أميل إلى التغييرات الثورية الفورية غير المأمونة العواقب.
كنت أرى، وأكتب، أن السودان بلد هشّ أمنياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وأن كل شيء فيه قابل للكسر، وأن الأفضل — لصيانة تماسكه الوطني — أن يكون الإصلاح لا الثورة هو طريق التغيير.
-٣-
في آخر لقاء للرئيس السابق عمر البشير مع الإعلاميين بمقر إقامته في بيت الضيافة، أُتيحت لي وبعض الزملاء فرصة الحديث.
قلت له:
ما يحدث حالة مجتمعية، فالمشروع الذي كنتم تدافعون عنه في توريت وكبويتا، أصبحتم اليوم بحاجة إلى الدفاع عنه داخل بيوتكم!
وكانت تلك إشارةً إلى مشاركة عدد كبير من أبناء وبنات قيادات الإسلاميين في الاحتجاجات.
ونبّهته إلى خطورة الخطاب الاستعلائي الذي يُحوّل المناصرين إلى محايدين، والمحايدين إلى معارضين، والمعارضين إلى أعداء.
وختمت حديثي له بالقول:
كن قائداً للتغيير، لا هدفاً له.
وربما لو أخذ البشير بتلك النصيحة في وقتها، وقاد التغيير بنفسه، وامتنع عن الترشح في انتخابات 2020، وفتح الطريق لمرحلة انتقالية متفق عليها مع القوى السياسية المعارضة، لَحُفِظت دماء الشباب، وأُبقي على أمن البلاد ومستقبل الأجيال، وحُفظت فرص حزبه في البقاء.
ولفُتِح الطريق أمام تداول سلمي يرسّخ قيم البناء الديمقراطي على قاعدة مستقرة.
لكن البشير — مثل كثير من القادة قبله — اختار الطريق الخطأ.
مضى مغلق العينين والأذنين، محتفظاً لنفسه بهامش مناورة على شفا جرفٍ هارٍ، فكان السقوط داوياً ومُذلاً.
-٤-
كان عادل في تلك الفترة من أنصار التغيير الثوري، مستخفاً بالعواقب، رغم أنه كان قبل سنوات من دعاة التوافق الوطني.
كتب عدة مقالات يهاجم فيها موقفي، مع الثناء على شخصي، مؤكداً — بحكم معرفته بي — أنني لا أنتمي فكرياً أو سياسياً إلى الإسلاميين.
لم أرغب في الرد عليه رغم غضبي من مقالاته، حفاظاً على ما بيننا من عشرة طيبة ورفقة قديمة، خشيت أن تجرّنا إلى مستنقع المهاترات.
-٥-
عقب حرب العدوان على الدولة السودانية في 15 أبريل، وعلى غير عادتي في الابتعاد عن خطوط التماس بين القوى السياسية والعسكرية، وجدت أن الحياد لم يعد موقفاً أخلاقياً ولا وطنياً يناسب الظرف التاريخي والتحدي الوجودي.
فقررت، وبكامل إرادتي، الانحياز التام للدولة ومؤسساتها، وفي مقدمتها الجيش كمؤسسة وطنية، لا كأفراد أو قيادات، وللمجتمع الذي تضرر من جرائم المليشيا المتوحشة.
اختار عادل أن يساير ما أسميتهم “الديمقراطيين الكذبة” و”المدنيين المزيفين”، بخطاب متماهٍ مع المليشيا وكفيلها.
-٦-
وليعلم أخي عادل — وغيره — أنني لست مع استمرار هذه الحرب اللعينة، ولكنني أقف ثابتاً مطمئن القلب مع خيار رد العدوان والدفاع عن النفس والدولة ومؤسساتها، رغم ما بها من عيوب قابلة للإصلاح.
أقف ضد إعادة المليشيا إلى المعادلة العسكرية، وضد منحها فرصة لتحويل جرائمها إلى مكاسب سياسية واقتصادية.
وأقف كذلك ضد منح من أسماهم صديقي العزيز فوزي بشرى “المدنيين المزيفين” و”الثورجية الانتهازيين” حق احتكار التمثيل المدني والعودة إلى السلطة برافعة القوى الغربية وحماية بندقية المليشيا.
-٧-
نعم، أنا مع الحلول السودانية السلمية المدعومة خارجياً، شريطة ألا تكون مشروطة بوصاية أو أجندة غير حميدة .

وهذا ما كتبه الأخ عادل سيد أحمد:
???? هؤلاء عَرِفتُهم ????
ضياء الدين بلال
بنى نفسه بنفسه، وتاريخه حافل بالبذل والعطاء.
يتمتع بقدر عالٍ من الأدب والذوق والرقة والنزاهة والمثابرة.
هو من المناقل؛ حيث التعايش والكرم والعراقة.
من بيت علم وثقافة؛ فأشقاؤه العظام منهم الطبيب والاقتصادي والأستاذ الجامعي.
تصادقنا وما زلنا وسنظل، فالودّ أقوى من الحرب.
هو يدافع عن الحرب من أجل السودان، وأنا أدافع عن السلام من أجل السودان، إذن الهدف واحد رغم اختلاف الوسيلة.
تشرفت بمعرفة والدته العظيمة — رحمها الله — حين كانت في مستشفى الفؤاد قرب الميناء البري، ورأيت في وجهها الطيبة والحنان.
ضياء بدأ في وفاق محمد طه محمد أحمد، وأبدع مع إدريس حسن في الرأي العام، وتفتقت عبقريته في السوداني على قمة هرمها التحريري.
دعونا من تصنيفات “بلبوس” و”قحاتي”؛ فهذه المصطلحات من إفرازات خطاب الكراهية الذي زادته الحرب اشتعالاً.
أتحدث عن أخي وصديقي النقي النزيه ضياء الدين بلال.
وما أضفى رونقاً على خصاله أنه تشرّف بمصاهرة عائلة كريمة من عندنا.
والسجانة بها عوائل لا يُظلم عندها أحد.

-ختاما-
نحن أبناء وطنٍ واحد، وإن اختلفت طرقنا ووسائلنا، فغايتنا النهائية هي حفظ السودان وصون مستقبله.
الخلاف في الرأي لا يجب أن يكون خصومة، بل مدخلاً لحوارٍ وطنيٍّ صادق يعيد الثقة ويجمع الشمل.
فالإصلاح الحقيقي يحتاج إلى شجاعةٍ تتجاوز الانقسامات، وتضع مصلحة الوطن فوق الولاءات والانتماءات.
السلام الدائم لا يُبنى إلا على التوافق الوطني، والاحترام المتبادل، والاعتراف بحق الجميع في الاختلاف، دون تخوين أو إقصاء.
#الفاشر #السودان

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إيمان كريم: ذوو الإعاقة طرف فاعل في الحياة السياسية.. وهذا نصيبهم من المقاعد بمجلس النواب
  • مفوضية الانتخابات:استبعاد المرشحين مستمر حتى ما بعد إنتهاء التصويت!
  • ترامب يتوقع انضمام السعودية للاتفاقيات الإبراهيمية قريبا
  • بينها الألبان والنشويات.. أغذية الجمع بينها يُسبب الانتفاخ
  • افتتاح مبهر ولكن
  • الكَمَراتُ ضرورةٌ… ولكن..!
  • ضياء الدين بلال: شكراً عادل، ولكن..!
  • الانتحابات تم إجرائها ووزعت المقاعد الشيعية حسب التوزيع الإيراني لقوائم الحرس الثوري
  • ضياع المرشحين بانتظار القرار
  • رغم فوائدها.. خبير يكشف "أسوأ" فاكهة يمكنك تناولها