شهداء ومصابون وحملة اعتقالات وحرق منازل وتدمير وتشريد عائلات وتعزيزات عسكرية صهيونية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
الثورة / متابعات
يواصل العدو الصهيوني عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، والذي أسفر عن استشهاد 12 مواطنا فلسطينيا وإصابة واعتقال العشرات، ودمارا كبيرا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وقال نائب محافظ جنين منصور السعدي في تصريحات صحفية، إن قوات الاحتلال أغلقت المداخل الأربعة لمدينة جنين ومخيمها بالسواتر الترابية، ومنعت الدخول والخروج منها، كما تطرق إلى الظروف الصعبة التي يواجهها المرضى والطواقم الطبية بمستشفى جنين الحكومي، في ظل قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عنه جراء عدوان الاحتلال.
وأضاف السعدي، أن عدوان الاحتلال المتواصل شمل هجمات جوية وعمليات مداهمات ينفذها جيش الاحتلال، إضافة إلى إجبار مئات المواطنين على النزوح من المخيم.
في سياق متصل، أفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أحرقت منازل تعود لعائلة مشارقة في مخيم جنين، ومنعت طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المكان لإخماد النيران.
وأضافت المصادر أن العائلة نزحت عن منازلها، يوم الأربعاء، بينما لم تتمكن مواطنة مسنة تقطن في الطابق الأرضي لمنزل المواطن وليد مشارقة من النزوح بسبب وضعها الصحي وعدم قدرتها على السير لمسافات طويلة، حيث ناشدت العائلة بضرورة إخلائها فورا، كما أجبرت قوات الاحتلال عائلة المواطن أحمد أبو الهيجا على إخلاء منزلها في شارع مهيوب بالمخيم، وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وفرض الاحتلال حظر التجوال على المواطنين المتواجدين داخل المخيم بعد أن أجبر مئات العائلات في على ترك منازلها تحت تهديد السلاح وبالقوة، وفتح ممرا واحدا يضطر فيه المواطنون إلى المرور عبر كاميرات لفحص بصمات العين والوجه، حتى وصولهم إلى دوار العودة غرب المخيم، وفرض حصارا مشددا عليه وأغلق مداخله، وسط تهديدات بهدم وتجريف عدد من المنازل.
وقطعت قوات الاحتلال الكهرباء عن مخيم جنين وأجزاء واسعة في محيطه، الأمر الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، كما منعت طواقم شركة الكهرباء من العمل على إصلاح الشبكة.
الى ذلك أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق، ظهر أمس الجمعة، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات العدو الصهيوني بلدة بيتا جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن جنود العدو أطلقوا قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام، عولجوا ميدانيا.
وأضافت المصادر أن عددا من المستوطنين اقتحموا محيط جبل العرمة القريب من بيتا.
وتتعرض بلدة بيتا لاعتداءات متكررة من قوات العدو الصهيوني والمستوطنين، عقب إقامة البؤرة الاستعمارية “أفيتار” عنوة على أراضي المواطنين في قمة جبل صبيح.
وفي السادس من شهر سبتمبر الماضي، قتلت قوات العدو المتضامنة الأمريكية التركية عايشة نور إيجي (26 عاما) خلال مشاركتها في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في بيتا، لتنضم إلى 17 شهيدا ارتقوا في البلدة منذ إقامة بؤرة “أفيتار” في مايو 2021.
وفي اريحا، واصلت قوات العدو الصهيوني إغلاق مداخل المدينة وقراها ومخيماتها، ومنعت الخروج عبرها، لليوم السادس على التوالي، ومنعت مركبات المواطنين من الخروج عبرها، ولاحقت عشرات المركبات وتسببت بأزمات خانقة، وأطلقت قنابل الصوت باتجاه المركبات عند المدخل الجنوبي، دون أن يبلغ عن إصابات.
إلى ذلك نصبت قوات الاحتلال حاجزا على مدخل قرية فصايل شمال أريحا، وفتشت المركبات، ودققت في هويات المواطنين، ومنعت غير القاطنين في القرية من المرور عبر الحاجز، كما اقتحمت مجموعة من المستوطنين قمة جبل قرنطل جنوب غرب أريحا، في إطار اعتداءاتهم المتواصلة على المعالم السياحية والأثرية في المدينة.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الأحد الماضي، شدد العدو الصهيوني من إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، عبر نصب الحواجز والبوابات الحديدية عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية.
كما شنت قوات العدو الصهيوني فجر أمس الجمعة، حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة اعتقلت خلالها العديد من المواطنين وسط مواجهات في عدة محاور.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مكتب إعلام الأسرى، القول: إن قوات العدو شنت حملة اعتقالات في عدة مناطق بالضفة المحتلة فجر أمس، منهم عشرة في القدس واثنين في طولكرم وجنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات العدو اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من داخل منزلهم في شارع مؤته بالجبل الشمالي في نابلس.
من جانب آخر واصلت المقاومة الفلسطينية لليوم الرابع على التوالي، التصدي للعدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها بالضفة المحتلة، وعلى رأسها سرايا القدس.
وأعلنت سرايا القدس- كتيبة جنين، في بلاغ عسكري، أمس الجمعة، أن مقاتلي سرية قباطية تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع ( (kj37 بآلية عسكرية في محور القدس.. محققين إصابات مؤكدة.
وأكدت أن مقاتليها في سرية قباطية يخوضون معارك ضارية مع قوات العدو بمحيط المنزل المحاصر ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، محققين إصابات مؤكدة
وفي بلاغ آخر قالت سرايا القدس- كتيبة اليامون: إن مجاهديها اشتبكوا مع قوات العدو المقتحمة للبلدة وإمطارهم بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مؤكدة.
من جانبه أسفرت عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الأسبوع الماضي، عن قتيلين و17 مصابا في صفوف العدو الصهيوني .
وقال مركز معلومات فلسطين “معطي” في بيان له أمس أنه رصد 145 عملا مقاوما نوعيا وشعبيا في الضفة والقدس، خلال الفترة ما بين 17-01-2025 حتى 23-01-2025، منوها إلى وقوع ثلاث عمليات طعن أو محاولة طعن.
وأضاف إنه وثّق أيضا 16 عملية إطلاق نار واشتباكات مسلحة، إلى جانب 30 عملية تفجير عبوات ناسفة، تزامن مع اقتحامات قوات العدو المتكررة لمدن الضفة، لا سيما جنين التي تشهد عدوانا واسعا لليوم الرابع على التوالي.
وتضمنت عمليات المقاومة الإضرار بأربع مركبات للمستوطنين، والتصدي لـ13 اعتداء من قبل المستوطنين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات العدو في 64 نقطة بالضفة، وتخللها إلقاء حجارة، إضافة إلى خروج 14 مظاهرة شعبية منددة بجرائم العدو الصهيوني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: قوات العدو الصهیونی قوات الاحتلال الضفة الغربیة على التوالی
إقرأ أيضاً:
عائلات شهداء غزة .. مواجهة جديدة مع الموت
بمعدات تقليدية ومتواضعة وبالأيدي... صعوبات كبيرة تواجهها طواقم الدفاع المدني في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض داخل قطاع غزة مع استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي لدخول المعدات الثقيلة.
على مقربة من الحي المهدم وبوسائل متواضعة، توافد العديد من الرجال لإعادة انتشال مجموعة من الشهداء الذين تم دفنهم في مقبرة جماعية خلال الاجتياح البري الأخير لشمال غزة.
كانت ليلة السادس والعشرين من أكتوبر 2024 م، من أصعب وأحلك الليالي على عائلة أبو شدق في بيت لاهيا، بعد أن قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف منزلهم والمنازل المجاورة وأدى ذلك إلى ارتقاء أكثر من خمسة وثلاثين شهيدًا جلهم من النساء والأطفال والشيوخ الذين كانوا موجودين في المنزل.
كانت أروى (40)عامًا تجلس برفقة مجموعة من النساء، وهى تنتظر إخراج جثمان زوجها الشهيد المختار أبو جميل أبو شدق الذي استشهد في القصف ذاته بينما أصيبت هي وما زالت تنتظر خروجها لاستكمال علاجها في جمهورية مصر العربية بعد حصولها على تحويلة طبية. تقول: «كنا نجلس في الطابق الأرضي داخل عمارة أقارب زوجي، بينما هناك العديد من الأطفال والنساء موجودون في باقي طوابق العمارة، كانت الأوضاع في غاية الصعوبة حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار في كل مكان ويقوم بتفجير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، لم نتخيل أن نكون ضمن المستهدفين».
صمتت حينها بينما كان الرجال ينتشلون الشهداء واحدًا تلو الآخر، وأخذت دموعنا تنهمر، فالمصاب جلل والفقد صعب.
اصطف الرجال خلف جثامين الشهداء لأداء صلاة الجنازة عليهم والذهاب بهم إلى المقبرة لدفنهم.
استطردت أروي قائلة: «لم أتخيل يومًا أنني سأبقى وحيدة دون زوجي، لقد كان الزوج والأب والصديق والابن».
على مقربة منها كانت تجلس أم أيمن أبو شدق (55) عامًا تبكى فقدان زوجة ابنها الحامل وأحفادها الخمسة قائلة: «لم أتوقع يومًا أن أفقدهم في يوم واحد، كنت أراهم بشكل يومي لم نفترق طوال الحرب إلا في تلك الليلة، عندما ذهبت لزيارة ابنتي في البيت المجاور، عدت بعد سماع صوت الانفجارات التي هزت المنطقة فوجدت المنزل قد أصبح ركامًا فوق ركام، كانت لحظات صعبة ونحن ننتشل أجسادهم واحدًا تلو الآخر، لم يتمكن الإسعاف والدفاع المدني من الوصول للمنطقة آنذاك، كنا ننبش الأرض بأيدينا ونحن نحاول انتشالهم، قام بعض الرجال بمواراتهم الثرى على مقربة من المنزل بينما كانت طائرة الكوادكابتر تطلق عليهم نيران أسلحتها بين الحين والآخر» كانت تمسح دموعها وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة.
لم يكن حال ندى قحمان (43) عامًا أفضل، فقد فقدت ابنها وزوجها وعددا من أفراد الأسرة في نهاية أكتوبر عام 2023م، ولم تستطع طواقم الدفاع المدني آنذاك انتشال جثامين الشهداء التي وجدت تحت أنقاض منزلهم المكون من خمسة طوابق، قالت: «منذ دخول الهدنة إلى حيز التنفيذ قبل شهر من الآن، هرعت إلى المنزل وجلست على أنقاضه أبكي فراق الأحبة، أخبرت الأهل بأنني لن أغادر المكان مطلقًا قبل انتشال جثمان زوجى وابني، حينها تم التواصل مع طاقم الدفاع المدني الذي هرع للمكان برفقة أبناء العائلة والجيران وقاموا بالحفر بالمعدات البسيطة وبعد ثلاثة أيام استطاعوا إخراج الجثامين من تحت ركام المنزل ومواراتها الثري، لقد عشت أياما وشهورا صعبة للغاية، اليوم أستطيع زيارة قبر زوجي الذي دُفن بجوار ابني في المقبرة».
أمجد الشوا مدير عام شبكة المنظمات الأهلية: صرح قائلًا: «أحد المفاتيح المهمة لتحسين الوضع الكارثي في قطاع غزة في هذه المرحلة هي الإغاثة العاجلة من خلال إدخال الآليات الثقيلة من بواجر وجرافات وتوفير الوقود اللازم لها من فتح الطرق وتمهيد المناطق لإقامة مراكز إيواء سواء في رفح أو في الشمال والمساعدة في انتشال جثامين الشهداء والنقطة الأخرى وهي إمدادات المياه سواء للاستخدام اليومي أو للشرب، إضافة إلى توفير وصيانة الخطوط ومحطات تحلية صغيرة وكذلك العمل لنقل أكوام النفايات من مناطق النزوح إلى خارجها» أما الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل فقد صرح قائلًا: «ما زال الاحتلال يُواصل المماطلة في إدخال المساعدات الإغاثية ولا يريد عودة السكان، لم نتمكن من انتشال جثامين الشهداء تحت الأنقاض بسبب غياب الآليات المتخصصة، نُطالب بفتح المعابر بشكل كامل لإدخال المساعدات وبدء عملية الإعمار وإنهاء المعاناة».
وأكد أن «جهود طواقم الدفاع المدني الإنسانية التي نبذلها لم تتوقف في جميع محافظات قطاع غزة، حيث إننا وعلى مدار حرب الإبادة الجماعية قمنا بتنفيذ 37 ألفا و500 مهمة إنسانية، وهو ما يعادل 24 عاما من العمل في الوضع ما قبل الحرب».
وفي ظل عدم توفر المعدات الثقيلة، قال بصل: إن «العمل بهذه الآلية البدائية سيستغرق 6 أعوام، خاصة وأن مسؤولين أمميين قدروا بأن قصف الاحتلال خلّف ما لا يقل عن 37 مليون طنا من الأنقاض والركام في جميع محافظات قطاع غزة».
واعتبر «صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأممية حكما بالإعدام على جهاز الدفاع المدني، وبالتالي القضاء على كل جهود الإغاثة والطوارئ والإنقاذ التي يشرف عليها الدفاع المدني، وهذه جريمة ضد القانون الدولي».
كما ناشد «جميع الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، وجميع العاملين والمعنيين في المجال الإنساني، من أجل التدخل العاجل والضغط باتجاه السماح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكين طواقمنا من إنقاذ حياة المصابين».
وطالب «منظمة الصليب الأحمر الدولي بالضغط على الاحتلال، للسماح لطواقم الدفاع المدني لإجراء التدخلات الإنسانية في مناطق العمليات العسكرية والتي تصلنا منها نداءات استغاثة عن مواطنين ومصابين وعالقين تحت الأنقاض».
وسبق أن حذرت مديرية الدفاع المدني ومنظمات أممية ودولية من خطورة الأوضاع داخل القطاع، في ظل العجز عن الوصول إلى ضحايا القصف الإسرائيلي تحت الأنقاض، بسبب كثافة النيران والنقص الحاد في المعدات اللازمة.
وهذا وقد شن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 م، حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وبعد العديد من جولات المباحثاث دخلت المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة حيز التنفيذ في 20 يناير 2025 م بعد تدخل العديد من الأطراف العربية والدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.