في خطوة طبية كبيرة، كشفت دراسة حديثة عن دور واعد ومهم للقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في الوقاية من تطور سرطان عنق الرحم لدى النساء، بل وفي علاجه أيضًا، تُظهر النتائج الأولية لهذه الدراسة أن هذا اللقاح قد يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض، خاصة بين النساء اللاتي لديهن خلايا سرطانية عالية الخطورة، أي التي يحتمل أن تتطور إلى سرطان عنق الرحم بشكل كبير.

لقاح يحارب سرطان عنق الرحم ويغني عن الجراحة

في تجربة سريرية شملت مجموعة من النساء اللاتي يعانين من خلايا سرطانية شديدة الخطورة في عنق الرحم، أجرى فريق من العلماء في هولندا دراسة أظهرت نتائجها أن أكثر من نصف المشاركات في التجربة قد تخلصن تمامًا من هذه الخلايا السرطانية بعد تلقيهن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. وبعد فترة متابعة استمرت قرابة عامين، لم يتم تسجيل أي حالات تكرار أو عودة لتلك الخلايا السرطانية لدى النساء المشاركات في الدراسة، وفقًا لما ذكر موقع «روسيا اليوم».

وشرح الفريق العلمي القائم على الدراسة أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التغيرات الخلوية في عنق الرحم التي تعتبر مراحل ما قبل السرطان الكامل، وذلك على النحو التالي:

- CIN1 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الأولى): يعتبر تغيرًا خفيفًا في خلايا عنق الرحم.

- CIN2 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الثانية): يعتبر تغيرًا متوسطًا في خلايا عنق الرحم.

- CIN3 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الثالثة): يعتبر تغيرًا شديدًا في خلايا عنق الرحم.

كما أكد الفريق العلمي أن جميع هذه الأنواع الثلاثة تمثل خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، وإذا لم يتم علاجها، فإنها قد تتطور مع مرور الوقت لتصبح سرطانًا كاملًا في عنق الرحم.

لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

وخلال المرحلة الثانية من التجربة السريرية، تلقت 18 مريضة مصابة بـ CIN3 (وهي المرحلة الشديدة من تغيرات الخلايا قبل السرطانية) حوالي ثلاث جرعات من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، مع فاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع بين كل جرعة وأخرى، وخضعت جميع المشاركات في هذه المرحلة لاختبارات منتظمة لمراقبة استجابتهن للقاح.

بعد مرور 19 أسبوعًا من بدء التجربة، أظهرت النتائج أن 9 مريضات من أصل 18 شهدن اختفاءً تامًا أو تراجعًا ملحوظًا في الخلايا السرطانية في عنق الرحم، مما يشير إلى استجابتهن الإيجابية للقاح، وبالنسبة لبقية النساء المشاركات في هذه المرحلة، فقد تلقين العلاج الجراحي التقليدي المعتاد، وخلال فترة المتابعة اللاحقة لجميع المشاركات، لم يتم تسجيل أي حالات تكرار أو عودة للمرض لدى أي منهن.

نتائج مشجعة ومبشرة بالخير

وعلى الرغم من أن العلماء القائمين على الدراسة أقروا بوجود بعض القيود في هذه التجربة، مثل حجم العينة الصغير نسبيًا ومدة المتابعة القصيرة نسبيًا أيضًا، إفإن النتائج التي تم الحصول عليها كانت مشجعة للغاية وتُبشر بالخير.

في الوقت الحالي، الإجراء العلاجي المعتاد الذي يعرض على النساء اللاتي لديهن خلايا سرطانية في عنق الرحم هو إجراء جراحي يسمى «الاستئصال الحلقي»، وهذه العملية الجراحية تهدف إلى إزالة الخلايا غير الطبيعية من عنق الرحم، ومع ذلك، تحمل هذه الجراحة بعض المخاطر المحتملة، مثل خطر النزيف والعدوى، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى محتملة قد تحدث في أثناء الحمل في المستقبل، مثل الولادة المبكرة، وهو ما يظهر الأهمية الكبيرة للنتائج التي توصلت إليها الدراسة الحديثة.

من أكثر اللقاحات العلاجية فعالية

وصرحت الدكتورة رفيكا ييجيت، طبيبة أمراض النساء والأورام في المركز الطبي الجامعي في غرونينجن بهولندا، والتي قادت هذه التجربة السريرية، أن اللقاح المستخدم في الدراسة، والذي أُطلق عليه اسم «Vvax001» يعتبر «من أكثر اللقاحات العلاجية فعالية» المتاحة حاليًا ضد سرطان عنق الرحم.

كما أوضحت «ييجيت» أن نتائج هذه التجربة قد تعني أن «نصف المرضى على الأقل» من النساء اللاتي يعانين من خلايا سرطانية عالية الخطورة في عنق الرحم قد يتمكن من تجنب الخضوع للجراحة التقليدية وما يترتب عليها من آثار جانبية محتملة.

الفحص الدوري المنتظم لعنق الرحم

وأشارت الطبيبة أيضًا إلى أنه على الرغم من التقدم الكبير والمبهر الذي يحققه لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في مجال الوقاية من سرطان عنق الرحم، فإن الفحص الدوري المنتظم لعنق الرحم يظل أمرًا بالغ الأهمية؛ إذ أن اللقاح لا يوفر حماية بنسبة 100% ضد جميع أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المسببة لهذا المرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سرطان عنق الرحم سرطان الرحم عنق الرحم فيروس الورم الحليمي البشري فيروس الورم الحليمي الورم الحليمي مرضى السرطان مرض السرطان لقاح فیروس الورم الحلیمی البشری سرطان عنق الرحم النساء اللاتی خلایا سرطانیة المشارکات فی فی عنق الرحم

إقرأ أيضاً:

نجاح جراحة دقيقة لاستئصال ورم بالكبد بمركز أورام طنطا

في إنجاز طبي جديد، نجح فريق جراحة الكبد بمركز أورام طنطا، تحت إشراف الدكتور محمد شوقي الموافي، مدير عام المركز، في إجراء عملية دقيقة لاستئصال ورم بالكبد في منطقة معقدة لمريض يبلغ من العمر 56 عامًا.

تفاصيل العملية

تمكن الفريق الطبي من استئصال الجزء الأوسط من الكبد مع المرارة، بعد أن تبين التصاق الورم بها، وذلك دون فقدان دم، في إنجاز يعكس دقة الأداء وكفاءة الفريق الجراحي.

حالة المريض بعد الجراحة

المريض، الذي كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي C وتليف كبدي، تلقى رعاية طبية مكثفة بعد الجراحة، وغادر المركز بحالة مستقرة عقب متابعة دقيقة.

الفريق الطبي المشرف على الجراحة

أ.د.عمرو عبد الرؤوف - أستاذ جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الكبد.

د.محمود سليمان - جراحة الكبد.

د.محمود أبو زيادة - جراحة الكبد.

د.أحمد عبد الواحد - تخدير.

طاقم التمريض المتميز بمركز أورام طنطا.

ريادة في جراحات الكبد

تمت العملية في وحدة جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية بالمركز، والتي تعمل بانتظام منذ ثماني سنوات، حيث أُجريت خلالها عشرات العمليات الجراحية المعقدة بنجاح، مما يرسخ مكانة المركز كمؤسسة طبية رائدة في هذا المجال.

التزام بالتميز الطبي

يأتي هذا الإنجاز في إطار سعي مركز أورام طنطا إلى تقديم أحدث أساليب العلاج والجراحة المتقدمة، بما يضمن أفضل رعاية صحية للمرضى، ويعزز من دور المركز في تطوير الخدمات الطبية المتخصصة.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف علمي جديد… “الزبادي” قد يحميك من مرض قاتل
  • فيديو مذهل لعملية ولادة خلال زلزال تايلاند
  • احرصي على تناوله.. فوائد مذهلة لـ الجوز على صحة النساء
  • في خطبة العيد .. السديس يحث على صلة الرحم والتواصل والتوسيع على الأهل
  • وزير الإنتاج الحربي: حريصون على الاستثمار في العنصر البشري عصب العملية الإنتاجية
  • الحليمي/المالكي/الكراوي/الشامي/ هل هي بداية نهاية الإتحاديين على رأس المؤسسات الدستورية؟
  • الجيش السوداني يقضي على آخر خلايا الدعم السريع
  • نجاح جراحة دقيقة لاستئصال ورم بالكبد بمركز أورام طنطا
  • طبيبة تكشف عن خصائص مرض الورم النقوي المتعدد وأبرز تأثيراته
  • كيف يتم الكشف عن سرطان الثدي؟.. الصحة توضح