ماذا حدث لـ"المقاومة" ضد ترامب؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
قبل ثماني سنوات، شهدت واشنطن واحدة من أكبر المظاهرات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث نزلت جموع غاضبة من النساء إلى الشوارع، مرتديات "قبعات وردية" رمزاً لرفضهن لدونالد ترامب، بعد يوم واحد من تنصيبه رئيساً.
كانت فانيسا روبل واحدة من المحركات الرئيسية لمسيرة النساء في العاصمة الأمريكية، مدفوعة بالملفات التي رأت أن ترامب يهددها مثل حقوق الإنجاب والحقوق المدنية.
تقول روبل من ملجأ للحيوانات تديره حالياً قرب صحراء جوشوا تري في كاليفورنيا لصحيفة "فايننشال تايمز": "ما الذي يمكن أن تحققه المسيرات الآن؟ لقد فشلت استراتيجيتنا في المرة الماضية، لذا لا جدوى من تكرار الشيء ذاته".
تشاؤم روبل يعكس استجابة ضعيفة من اليسار الأمريكي إزاء عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ففي حين أثارت ولايته الأولى غضباً واسعاً وموجة من المقاومة، يبدو أن عودته الآن قوبلت بصمت خافت، ما يشير إلى تراجع واضح في الحماس الشعبي لمعارضته.
"إغراق الساحة"يتحدث معارضو ترامب عن استراتيجياته السريعة والجريئة التي أربكتهم، حيث أصدر أوامر تنفيذية شملت تعديلات على سياسة الهجرة، وتقليص دعم الطاقات المتجددة، وإلغاء حق المواطنة للأطفال المولودين على الأراضي الأمريكية، والعفو عن المتورطين في أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021، وإنهاء برامج التنوع والشمول.
يقول باتريك جاسبارد من مركز التقدم الأمريكي: "إنه يغرق الساحة، مما يجعل التركيز على قضية واحدة أمراً صعباً".
وبدون قضية محددة لتوحيد الجهود، تعاني صفوف الديمقراطيين من الارتباك. تقول ماري آن مارش، خبيرة استراتيجيات ديمقراطية: "هناك الكثير من الأهداف، لكن لا أحد يتحرك".
The Trump resistance has gone flaccid.https://t.co/GZBGh1B1FN
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) November 13, 2024وتقول الصحيفة إنه حتى المجتمع المدني يبدو حائراً في كيفية التعامل مع ترامب. فلم نشهد بعد احتجاجات مشابهة لتلك التي اندلعت في المطارات والمحاكم في 2017، عندما واجهت إحدى قراراته أولى معاركها القانونية بشأن حظر السفر على مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة.
مواجهة خافتةفيما يندر سماع أصوات معارضة قوية، أصبحت الأسقفية ماريان إدغار بودا، التي واجهت ترامب بشكل مباشر في الأيام الأخيرة، رمزاً نادراً للمعارضة. ففي قداس تنصيبه، طلبت من الرئيس الجديد أن "يرحم الذين يشعرون بالخوف"، بما في ذلك المهاجرون وطالبو اللجوء وعائلات أطفال "مجتمع الميم".
لكن ترامب لم يتردد في مهاجمتها، واصفاً إياها بأنها "من الراديكاليين اليساريين"، متهماً إياها بـ"إقحام كنيستها في السياسة بشكل غير لائق".
Wow. Bishop Mariann Edgar Budde fearlessly calls out Trump and Vance to their faces. This is heroic. pic.twitter.com/igyKzC8dRo
— MeidasTouch (@MeidasTouch) January 21, 2025وعلى الرغم من ضعف المعارضة الشعبية، فإن معارضي ترامب لم يكونوا عاطلين عن العمل. ففي يوم تنصيبه، رفعت 22 ولاية دعاوى قضائية لعرقلة أمر تنفيذي ينكر حق المواطنة للأطفال المولودين لأبوين مهاجرين غير موثقين.
وتقول سكاي بيريمن، رئيسة مجموعة "الديمقراطية للأمام"، إن المعارضة القانونية المتزايدة تعكس تغيراً في طبيعة التصدي لسياسات ترامب. تضيف: "المعارضة هذه المرة أكثر تنظيماً واحترافية".
Opinion | Trump is back. And the resistance has been humbled into near-impotence - The Guardian????✋???? https://t.co/3YfbnOz1ps
— Jan Pylko (@JanPylko2022) January 22, 2025 الديمقراطيون في حالة فوضىلكن داخل الحزب الديمقراطي نفسه، يبدو أن هناك انقساماً بشأن الطريقة المثلى لمواجهة ترامب. بينما يدعو بعض الأعضاء، مثل ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وبيرني ساندرز، إلى مواقف واضحة تعارض سياسات ترامب الراديكالية، يرى آخرون أن التقارب مع مواقفه في قضايا مثل الهجرة قد يكون أكثر فاعلية.
في الوقت ذاته، يفتقد الحزب الديمقراطي إلى شخصية قيادية تجمع صفوفه، كما كانت نانسي بيلوسي في عام 2017. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن كامالا هاريس ما زالت الشخصية الديمقراطية الأبرز، لكنها فقدت مكانتها بعد هزيمتها أمام ترامب في الانتخابات الأخيرة.
كما لا تزال المجموعات الحقوقية والناشطون في حالة صدمة من قرارات ترامب التنفيذية، مثل قراره الاعتراف بجنسين فقط (ذكر وأنثى).
BBC comment: The Financial Times reports that President Donald Trump's return to the White House has "put more than £300bn of potential federal infrastructure funding at risk". Under Trump's sweep of executive orders signed in his first hours in office was an order halting… pic.twitter.com/Nll8xi4XFq
— Climate Realists???? (@ClimateRealists) January 23, 2025رودريغو هينغ-ليتين، رئيس مجموعة "المساواة للمتحولين جنسياً"، يعبر عن مشاعر القلق التي تسود بين الناشطين، لكنه يرى أن "الغضب سيأتي لاحقاً، عندما يدرك الناس حجم المخاطر".
فانيسا روبل، التي قادت حركة احتجاجية ضخمة قبل سنوات، ترى أن الوقت قد حان للتفكير العميق في أساليب جديدة للمقاومة. تقول: "طرقنا القديمة لم تحقق النجاح. نحن بحاجة إلى مراجعة وتطوير ردود جديدة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب ترامب
إقرأ أيضاً:
المركزي الروسي يرفع سعر الروبل مقابل العملات الرئيسة
حدد البنك المركزي الروسي أمس، سعر صرف العملات الرئيسة مقابل الروبل، حيث خفض سعر صرف الدولار الأمريكي بواقع 2.03 روبل، مقارنة بسعر اليوم السابق، ليصل إلى 99.9282 روبلًا.
وفي الوقت ذاته، خفض سعر صرف اليورو الرسمي بمقدار 1.76 روبل، ليبلغ 103.2856 روبلات، بينما خفض سعر صرف اليوان الصيني بمقدار 9 كوبيكات، ليصل إلى 13737 روبلًا.