«القطار فائق السرعة» و«قطار الركاب».. استثمار استراتيجي فـي منظومة النقل المستدام
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
يأتي تدشين الإمارات لمشروع القطار فائق السرعة، الذي يربط بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي، والإعلان عن وصول الأسطول الأول لقطار الركاب الذي سيتم تشغيله قريباً، تأكيداً على حرص القيادة الرشيدة في الدولة على الارتقاء بالبنية التحتية، وتعزيز مكانتها كوجهة رائدة إقليمياً ودولياً في تبني حلول النقل المبتكرة والذكية.
وتمكنت قطارات الاتحاد منذ تأسيسها من بناء شبكة سكك حديدية وطنية، وفقاً لأعلى المعايير العالمية، لتعمل محفزاً للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية المستدامة، بما يحقق تطويراً لقطاع الخدمات اللوجستية والنقل في المنطقة، من خلال توفير شبكة حديثة وآمنة وفعالة ومستدامة تربط الإمارات السبع ببعضها بعضاً، ودولة الإمارات العربية المتحدة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد معالي محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل، أن إطلاق مشروع القطار فائق السرعة وبدء عملياته يعد مكسباً وطنياً ذا أبعاد مختلفة، لاسيما كونه رمزاً لأبرز مظاهر التنمية العمرانية والحضرية التي تشهدها البلاد، إلى جانب الاجتماعية والاقتصادية والسياحية منها، وهو خير مثال للنجاح في تبني أحدث تقنيات النقل المستدام التي من شأنها الارتقاء بمنظومة نقلٍ متكاملة محورها الإنسان، وتليق بدولة الإمارات التي تتقدم اليوم دول العالم في اعتمادها لأعلى معايير الرفاهية وجودة الحياة.
وقال معاليه لـ«الاتحاد»: إن المشروع يشكل إضافة نوعية لإثراء المعرفة والخبرات الوطنية، لما له من دور في تطويرها وتهيئتها لقيادة قطاع حديث ذي مستقبل مشرق كقطاع القطارات والسكك الحديدية.
وبشأن وصول الأسطول الأول لقطار الركاب، وتحديد المحطات الخاصة بتفعيل خدمة نقل الركاب أوضح معاليه أن تواجد المحطات الأربع الأولى في أبوظبي، ودبي، والشارقة، والفجيرة، يعد ترسيخاً للوحدة الوطنية، وانعكاساً للترابط المجتمعي بين مختلف الإمارات.
تشغيل القطار
وتتولى شركة قطارات الاتحاد مهمة تطوير وتشغيل مشروع القطار فائق السرعة، استكمالاً للإنجازات التي حققتها في تطوير قطاع السكك الحديدية في الدولة، وتشغيل شبكة السكك الحديدية الوطنية، وفق أعلى مستويات الكفاءة والجودة والموثوقية، حيث سيتيح القطار للأفراد، سواء من سكان الدولة أو الزوار، سهولة التنقّل بين أبوظبي ودبي في مدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة، مروراً بست محطات تشكل أبرز الوجهات الاستراتيجية والمعالم السياحية.
وأكّد محمد الشحي، رئيس قطاع المشاريع في قطارات الاتحاد، أن القطار فائق السرعة يسعى إلى تعزيز تجربة التنقل بين أبوظبي ودبي باختصار المسافة، وتقليل المدة التي تستغرقها الرحلة إلى 30 دقيقة، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لتحقيق الحياد المناخي، وبما يسهم في الارتقاء بجودة الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين والزوار ترسيخاً لمنجزات مسيرة التنمية الوطنية. كما يساهم في دفع عجلة التنمية المستدامة، من خلال منظومة نقل حديثة تواكب أرقى التطورات في البنية التحتية العصرية.
وأفاد الشحي إنه على صعيد أعمال تطوير مشروع القطار فائق السرعة، تم طرح المناقصات الخاصة بعقود المشروع، وتم اعتماد التصاميم الخاصة بالشبكة، ما يعكس التقدم الملحوظ في تطوير المشروع، ويضمن سيره بسلاسة؛ إذ تأتي هذه الإنجازات الأساسية تمهيداً لتطوير المراحل التالية من المشروع، وصولاً لاكتماله بصورة نهائية في السنوات القادمة. ويتيح القطار فائق السرعة إمكانية التنقّل السريع بين أبوظبي ودبي، من خلال تقليل مدة التنقّل اليومي، الأمر الذي سيسهم في الارتقاء بجودة الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين والزوار، بالإضافة إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الإمارتَيْن، واستثمار البنية التحتية في دعم جهود تنمية الأعمال وفتح آفاق جديدة أمام الفرص الاستثمارية في قطاع الخدمات اللوجستية والسياحة، وغيرها من المجالات الحيوية التي تسهم في دعم التقدم الاقتصادي لبناء مستقبل أكثر استدامة لأجيال الغد.
6 محطات للقطار السريع
أوضح عمر السبيعي، المدير التنفيذي للشؤون التجارية في قطارات الاتحاد، أن القطار يربط ست محطات، بواقع أربع محطات في أبوظبي ومحطتين في إمارة دبي، وستكون المحطات في جزيرة الريم وجزيرة السعديات وجزيرة ياس ومطار زايد الدولي، بالإضافة إلى محطتين في دبي الأولى بالقرب من مطار آل مكتوم، وصولاً إلى منطقة الجداف. وأكد السبيعي أن المشروع سيكون له تأثير إيجابي على مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياحية على مستوى الدولة، وسيسهم في ترسيخ مكانتها على خارطة الدول المتقدمة على صعيد النقل المستدام والمعاصر بخطوط السكك الحديدية، بفضل ما يتميز به من مواصفات السرعة والكفاءة والأمان في التنقل، وهو يدعم حركة قطاع السياحة الوطنية ويرفع من مستوى النمو الاقتصادي، حيث يتوقع أن يسهم القطار فائق السرعة في الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 145 مليار درهم في غضون العقود الخمسة المقبلة. ويفتح مشروع القطار فائق السرعة آفاقاً جديدة في مسيرة التنمية الشاملة من خلال تعزيز منظومة النقل والبنية التحتية الوطنية من أجل بناء مستقبل مستدام لأجيال الحاضر والمستقبل، والارتقاء بجودة الحياة اليومية، بما يلبي طموحات المرحلة القادمة التي تتطلب الانتقال إلى السرعة القصوى في دعم جهود تحقيق أهداف وأولويات الرؤية الاقتصادية الوطنية التي تستشرف المستقبل، وتعتمد على المعرفة والابتكار.
4 محطات لقطار الركاب
يعد الكشف عن أسطول قطار الركاب أول أمس، بالتزامن مع الإعلان عن مشروع القطار فائق السرعة، إنجازاً مهماً ضمن جهود تطوير خدمات النقل بالسكك الحديدية. وأوضح السبيعي أن قطار الركاب يعد وسيلة نقل آمنة وموثوقة وفعالة للركاب تنسجم مع ملامح الوحدة الوطنية لتتكامل في المستقبل مع مشروع القطار فائق السرعة. وسيخدم أسطول قطار الركاب الطرق الحضرية والإقليمية، بطاقة استيعابية تبلغ 400 راكب، وسيربط بين أربع محطات في الدولة بسرعة 200 كم/ الساعة. وبين أن المحطات الأربع تقع في كل من أبوظبي، ودبي، والشارقة، والفجيرة، وهو ما سيسهل وصول الركاب لخدمات النقل بالسكك الحديدية.
وسيتم ربط هذه المحطات متعددة الوسائط مع خطوط المترو والحافلات لتوفير شبكة نقل مترابطة ومتكاملة. وتمتاز هذه المحطات بكونها مزودة بمرافق حديثة تضم صالات بدرجة الأعمال، وبوجود محال تجارية، ومرافق مناسبة للعائلات، فضلاً عن تصاميمها الهندسية المستوحاة من التراث الإماراتي، ما يعكس التزام دولة الإمارات بالابتكار والتميز، مع مراعاة معايير الاستدامة، والحرص على تطوير المجتمعات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قطارات الاتحاد النقل المستدام القطارات السريعة قطار الاتحاد أبوظبي ودبي السكك الحديدية الإمارات قطاع النقل قطار فائق السرعة القطار السريع محمد الشرفاء محمد الشحي مشروع القطار فائق السرعة بین أبوظبی ودبی النقل المستدام قطارات الاتحاد مسیرة التنمیة قطار الرکاب من خلال
إقرأ أيضاً:
برلمانيون: القطار فائق السرعة بين أبوظبي ودبي نقلة نوعية تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية
أكد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي أن مشروع القطار فائق السرعة الذي سيربط بين أبوظبي ودبي يُمثل نقلة نوعية في قطاع النقل والبنية التحتية، ويُعد خطوة استراتيجية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدولة الإمارات.
وأشاروا إلى أن هذا الإنجاز يعكس رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة الدولة كرائدة عالميًا في مجال الابتكار.
أكدت نضال محمد الطنيجي رئيس لجنة شؤون التقنية والطاقة والثروة المعدنية والمرافق العامة في المجلس الوطني الاتحادي، أن المشروع يعكس التزام دولة الإمارات بتحقيق رؤيتها الطموحة في التنمية المستدامة وتعزيز شبكة النقل المتقدمة.
وأوضحت: "هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في قطاع النقل بالسكك الحديدية، فهو ليس مجرد وسيلة للتنقل بين المدينتين، بل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية الاجتماعية والبيئية"، مضيفة أن القطار فائق السرعة يُعد خطوة استراتيجية نحو تحسين الترابط بين أبوظبي ودبي، بما يعزز مكانة الإمارات كرائدة في مجال الابتكار والبنية التحتية المتقدمة.
من جهتها، أشارت آمنة علي العديدي عضو المجلس الوطني الاتحادي، إلى أن المشروع يجسد رؤية الإمارات الطموحة في تطوير بنية تحتية مستدامة وحديثة، ولفتت إلى أن المشروع سيُسهم في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين والزوار من خلال توفير وسيلة نقل سريعة وآمنة، وأكدت أن القطار سيدعم تنافسية الاقتصاد الوطني ويُعزز النمو المستدام بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2071.
إنجاز وطني.. مواقع استراتيجية وسهلة الوصول لمحطات الأسطول الأول لقطار الركاب في #الإمارات#قطارات_الاتحاد
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) January 24, 2025 منظومة مبتكرةوفي السياق ذاته، وصف سعيد العابدي عضو المجلس الوطني الاتحادي، المشروع بأنه علامة فارقة في مسيرة التنمية المستدامة لدولة الإمارات، وأكد أن القطار سيُسهم في تعزيز كفاءة التنقل وجودته، مع تقليل الزمن المستغرق وزيادة الأمان.
وأضاف أن المشروع يعكس رؤية القيادة الرشيدة لبناء منظومة نقل مبتكرة ومستدامة تُسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وترسخ ريادة الدولة في مجال السكك الحديدية والتكنولوجيا المتقدمة.